الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التضامن مع الثورة التونسية

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:23:21

انتشر الخبر أنَّ هناك شخصًا حرق نفسه في تونس، والاستجابة الأولى أنَّ هذه الأنظمة [أنظمة الحكم قد] أوصلت الأمور إلى هنا، ولكن لم يكن أحد متوقعًا أن تذهب الأمور بهذا الاتجاه، وبدأت القصص (الأمور) تتطور، وفورًا -وبدون اتفاق، وبدون اجتماع، ومحضر [اجتماع]- وجدنا أنفسنا "كلنا تونسيين" بمعنى من المعاني، ويعتقد كلُّ من يدخل على صفحاتنا في مواقع التواصل الاجتماعي أنَّنا كلَّنا تونسيون: أعلام تونس وصور المظاهرات و"تونس خضراء وتونس حرة". وكان لدي علاقات ومعارف كثيرة مع تونسيين من خلال عملنا في المركز [المركز السوري للإعلام وحرية التعبير] ومع الفيدرالية [الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان]، وسهام بن سدرين كانت قد جاءت إلى سورية، ودربت بورشة في المركز في عام 2007، و[هي] صديقة أعرفها، وعملنا معاً في أكثر من مكان، ودرَّبنا معاً، وكمال الجندوبي الذي كان رئيس الشبكة الأورو-متوسطية التي نحن –كمركز- أعضاء بها ولجان الدفاع [لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان] أعضاء بها، وكان صديقًا شخصيًّا، وجاء إلى سورية أيضًا. وفي إحدى المرات في العام 2009، كنت مخنوقًا، وكانت حالتي النفسية صعبةً، تحدث معي وقال لي: أنا في المرجة، لا أعرف كيف أتحرَّك تعال أُرِيد رؤيتك وتناول طعام الغداء معك، وأعود مرَّة ثانية إلى لبنان، وهناك مجموعة من الأصدقاء التونسيين. أتذكر كنَّا هنا في باريس وكان الخميِّس قصيلة ولم أكن أعرفه وقتها، وكمال الجندوبي وإدريس وخميِّس الشمري، [فسألوني]: ماذا تفعل؟ تعال نريد أن نضرب عن الطعام. قلت لهم: هيَّا. وهكذا كانت القصص، وفي الطريق أعرف سبب الإضراب. وذهبنا إلى السفارة التونسية وجلسنا وأضربنا عن الطعام، وفعلاً [كنا قد اتفقنا أن] نلتقي عند السفارة التونسية، وهناك حتى عرفت القصة (السبب)، فكان هناك هذه الحالة والوحدة [وحدة الحال]. وكنا حين نلتقي ويتحدثون عن بن علي، ويستخدمون مصطلح "بنعلة"، كنت أقول لهم: نحن في سورية طموحنا وحلمنا أن نصل إلى "البنعلة"، وأذكر ذلك في أكثر من اجتماع ومؤتمر، وفي عدة مرات استاؤوا مني وقالوا: "أنت تخفف من قضيتنا على حساب قضيتكم، وتسخّف من مطالبنا وأوجاعنا على حساب الحالة السورية، ونحن نعلم وضعكم: ولكن ليس أن تقول: إن طموحنا "البنعلة".. فكان هناك أصدقاء كثيرون من تونس، وهناك مجموعة كبيرة من أصدقاء شخصيين ونحن على تواصل معهم، قسم منهم كان في الخارج، والدكتور منصف المرزوقي في باريس وفي إحدى المرات كنت أنا وهو ودكتور لبناني هو خطَّار أبو دياب وهيثم مناع وكانت جلسة على "الجزيرة مباشر"، وبقينا أربع ساعات وكان الوضع التونسي متشعبًا، وأستطيع أن أعدد الكثير من الأسماء، وكان هناك تواصل كبير، وبدون شيء كنا نتواصل بشكل دوري. وفجأة أصبحنا بمعنى من المعاني تونسيين، وبدأت تونس تصبح هي المؤشرَ مَن مع ومَن ضد، وبدأ الفرز، وبدأنا نعرف أين نتحرك وأين نذهب. ولما هرب بن علي، والاعتصامات وخطابه الأول "فهمتكم"، هنا بدأ شيء مختلف، وبدأنا ننزل على الأرض، وبدأنا نقوم باعتصامات تضامنًا مع تونس، وأتت ليبيا ومصر، وبدأت الأمور تأخذ [منحى مختلفًا] وبدون أن يكون هناك اتفاق أو خطة، وفورًا أصبح التفاعل مع القضية، وأصحابنا وأصدقاؤنا صارت كل صفحاتهم [عن] تونس، ونتحدث مع بعضنا، وكنا نقول: دعنا نلتقي، فيكون الجواب: إن شاء الله في تونس، وكان المقصود سورية، وكنا نضع أغاني تونسية من اليوتيوب، وأذكر أن إحدى المرات كنت أضع أغنية تونسية من اليوتيوب "لمُّو لمُّو لمُّو نحبُّو ونكره أمو" فاتصلت إحدى الصديقات التونسيات وقالت لي: "هذه الأغنية ضد المرأة، احذفها"، وأنا لم أكن أعلم، ولكن أضعها فقط؛ لأنها تونسية، وقلت لها: أنا آسف وأوقفت الأغنية.

بخصوص تونس كانت حالة التضامن افتراضية أكثر من أن تكون حقيقة، ولكن كان يحدث هذا الفرز، وكنا نسجّل ونرى من الذي يتفاعل ومن يكتب، ونرى الأشخاص الذين نعرفهم، وأيضًا الذين لا نعرفهم، وكنا فعلًا نحاول أن نبحث، وفي وقتها كان الفيسبوك محجوبًا في سورية، ونستخدم بروكسي [برنامج اختراق الحجب]، وvpn , Tor ومع ذلك كان هناك الكثير من الأصوات من داخل سورية، بهذا المعنى. وبدأت مصر وليبيا، وكنا أيضًا نلتقي، ويوم هروب بن علي كنت في باص النقل العام، ولا أعرف من اتصل بي أظن خالد الاختيار، وقال لي: بن علي هرب، وأنا في الباص كنت أفرح وأصرخ: بن علي هرب، وكان هناك من يبتسم، وهناك من يدير وجهه، وبعد قليل أنا استدركت أنني في الباص فنزلت في أول موقف، واتصلت بيارا [يارا بدر]، وقلت لها: بن علي هرب. وقالت: هو هرب أنت أين؟ قلت لها: أنا بالباص. فقالت: اهرب إلينا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/02/24

الموضوع الرئیس

صدى الربيع العربي في سورية

كود الشهادة

SMI/OH/90-17/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

باريس

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نهايات عام 2010 وبدايات عام 2011

updatedAt

2024/05/29

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

قناة الجزيرة

قناة الجزيرة

لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية

لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية

المركز السوري للإعلام وحرية التعبير

المركز السوري للإعلام وحرية التعبير

الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان

الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان

الشهادات المرتبطة