الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التواري وتأسيس المجلس الوطني ومعطيات قرار الخروج من سورية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00;08;59;10

كنت أتابع فضاء الثورة في دمشق، وكنت أسكن في منزل في ركن الدين، وساحة ركن الدين التي هي ساحة شمدين كانت ميدانًا في كل يوم جمعة للثورة، وشيء طبيعي من الخميس مساءً أن تندفع قوات الأمن إلى المنطقة، وأنا ملاحق ومطلوب، ولكن عليّ أن أمر من المكان وأنا معنيّ بأنَّ تستمر الثورة في كل فعالياتها. كان هناك نوع من المخاطرة، ولكن على اعتبار أن المنطقة فيها شوارع جانبية كثيرة، فكانت إمكانية الاحتيال على المكان الذي يدقق فيه الأمن وتتجمهر فيه قوات القمع سهلة علينا، ولكن في تلك الفترة بدأت دمشق في أحيائها الشعبية تتحرك بفعالية، وكل يوم جمعة كانت ساحة شمدين ممتلئة بالمتظاهرين. 

كانت فترة الملاحقة الجديدة والتخفي قصيرة، ولكنها كانت صعبة، وصعوبتها تكمن في أنَّ ابني الصغير وهو محامي (أيهم) ذهب إلى العسكرية في شهر (حزيران/ يونيو) في الموعد المحدد، ولأنَّه محامٍ ذهب إلى الشرطة العسكرية، وكان معتقلًا قبل الذهاب إلى الجيش وملفه معروف، فاعتُقل من جديد وهو في مدرسة الشرطة العسكرية في القابون، واعتُقل لمدة شهرين، وكان الوضع من الصعب علينا احتماله لأنَه في الجيش، وخلال هذه الفترة، كنت أتنقل في دمشق من منزل إلى منزل، وسكنت في ثلاثة بيوت في مختلف مناطق دمشق من شمالها إلى جنوبها. وفي النهاية، أخرجوا أيهم من السجن، ونقلوه من الشرطة العسكرية، ونقلوه إلى دير الزور إلى قطعة من قطعات الجيش، لكنه لا يعرف أن يقاتل؛ لأنه تدرّب كمحام من أجل أن يعمل في المحاكم العسكرية، وإذا به هناك يتسلّم سلاحًا [ويصبح] أمام قطعة عسكرية، وفي أحد الأيام يتصل بي، ويقول: يا أبي، ألبسونا الجعب، وجاءت السيارات، وسنذهب إلى إدلب في أول اقتحام لإدلب. وهذا كان كما أذكر في شهر (تشرين الثاني/ نوفمبر) في أول اقتحام لمدينة إدلب، والقضية بالنسبة لي واضحة بأنَّ الشاب سيُقتل؛ لأنَّه عندما كان في الشرطة العسكرية والقطعات كان رئيس القطعة بمجرد أن يخرج يتكلم عن الخونة وأبنائهم وآبائهم، وهو يقصد ابني أيهم، وحين تعرّض لهذا الشكل فأصبحت حياته مهددة بالفعل، وطلبت منه أن ينشقّ، وانشقّ، وأرسلت أشخاصًا جاؤوا به من دير الزور إلى دمشق، وأصبح الوضع لدينا أن هناك اثنين مطلوبين؛ لأن الذي ينشقّ يصبح مطلوبًا من جديد. وفي 2 (تشرين الأول/ أكتوبر) أُعلن عن نشوء المجلس الوطني في إسطنبول، وكان "إعلان دمشق" مشاركًا في المجلس الوطني، وكنت في السجن حين بدأت الحوارات الأولى لبناء المجلس الوطني التي بدأت بلقاءات في الدوحة، وكان فيها وفود من "إعلان دمشق"، ومن هيئة التنسيق، ومن مستقلين، ومن أطراف عديدة، وكذلك "الإخوان المسلمون" وبقية المكونات، ولم يصلوا إلى نتائج، فرجعوا إلى إسطنبول، ويبدو أنه حصل نجاح هناك، فعاد "إعلان دمشق" وأرسل وفدًا وفيه رئيس الأمانة العامة هو السيد سمير نشار، وهيئة التنسيق ترسل الدكتور حازم نهار، ويتوافقون، وهيئة التنسيق ترفض الالتزام بالتوافق الذي جرى، وينسحب حازم النهار من الاجتماع، و[كان التوافق] على إنشاء المجلس الوطني بموقف حاسم من الثورة، وبما أنَّه توجد تباينات في الموقف من الأساس بين الذين قاموا بهيئة التنسيق وبين "إعلان دمشق" فإنه أيضًا في اجتماع إسطنبول لم يستطيعوا جمع هذا التوافق، وهي محاولة جديدة لجمعهم، ولكنها لم تنجح أيضًا؛ وبالتالي هيئة التنسيق لم تدخل المجلس الوطني. 

نشأ المجلس الوطني في 2 (تشرين [الأول]/ أكتوبر)، وحين نشأ المجلس الوطني لم يعطِه أحد اعتبارًا هامًا لأنَّ المؤتمرات صارت موجودة بكثرة والمكونات السياسية كثيرة، ولكن حين خصصت الثورة إحدى الجمع باسم: "المجلس الوطني [يمثلني]"، بعد أقل من أسبوع من إعلانه، ورفعوا لافتات: "المجلس الوطني يمثلني" أصبحت نظرة المجتمع [الدولي] وكذلك السوريين إلى المجلس الوطني نظرة مختلفة، فالثوار أنفسهم قالوها بلسانهم خلال المظاهرات في الشوارع في عدد من نقاط التظاهر تفوق ال 200 نقطة، مما أعطى أهمية للمجلس الوطني. وسارعت هيلاري كلينتون للاجتماع مع المكتب التنفيذي للمجلس الوطني، وحين اجتمعت مع المكتب التنفيذي للمجلس الوطني لفتت نظرهم [قائلة]: إنَّ الثورة في الداخل، وأنتم الآن كيف تمثلون الثورة إذا كنتم جميعًا تعيشون في الخارج، وقسم منكم وُلِد أصلًا في الخارج، وقسم [يعيش فيه] منذ ثلاثين سنة وآخر منذ أربعين سنة؟ ولكن الثورة هناك، فأنتم ما علاقتكم بالثورة؟ وكانت تلك حقيقة فعلًا، فقد كان قسم من المكتب التنفيذي (الغالبية العظمى) قد تركوا سورية منذ 30 سنة، وهذا لفت نظر المجلس لنقص لديه بأنَّ الممثل الحقيقي سيكون في الثورة، والثورة لا زالت في الشارع، فأرسلوا رسالة "لإعلان دمشق" يطلبوا منه بأن يخرج بعض الناس المعروفين والمنخرطين في سياق الثورة ليعززوا حضور المجلس وقوة تمثيله في الثورة السورية، وكان من الأسماء المطلوبة اسمي واسم الأخ رياض سيف، ونحن الاثنان كنا في السجون، وعملنا في المظاهرات، وخرج أيضًا أشخاص آخرون، وكان خروجي بناءً على دعوة من المجلس الوطني المكتب التنفيذي وبطلب منه، وموافقة من "إعلان دمشق"، وفي النهاية، قرر حزبي (حزب الشعب الديمقراطي السوري) الموافقة على خروجي والالتحاق بالمجلس الوطني.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/07/24

الموضوع الرئیس

تأسيس المجلس الوطني السوري

كود الشهادة

SMI/OH/56-40/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

باريس

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

9-11/2011

updatedAt

2024/11/15

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-مدينة إدلبمحافظة دير الزور-مدينة دير الزورمحافظة دمشق-القابونمحافظة دمشق-ساحة شمدينمحافظة دمشق-ركن الدينمحافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

المجلس الوطني السوري

المجلس الوطني السوري

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

حزب الشعب الديمقراطي السوري

حزب الشعب الديمقراطي السوري

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

مدرسة الشرطة العسكرية - القابون - نظام

مدرسة الشرطة العسكرية - القابون - نظام

الشهادات المرتبطة