الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

المعارضة التقليدية تُعيد ترتيب أوراقها مع انطلاقة الثورة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:25:45:17

الاعتصام الذي حدث في اليوم 16 [16/03/2011] (اعتصام الداخلية) حضره بعض شبابنا، ومنهم الأخ منير الفقير، وأخبرني يومها عن التفاصيل في الليل، التفاصيل التي حصلت في الاعتصام، وكذلك الاعتقالات التي حصلت، وكيف سحلوا الناس. وهم حاولوا إنقاذ عدد من الناشطات والناشطين بما يمكن أن يقوموا به، واستطاعوا [القيام بذلك] في بعض الحالات، وفي حالات أخرى لم يستطيعوا؛ وهذا جعلنا ندخل في نقاش جدي مع بعضنا: فماذا يمكننا أن نفعله خلال الفترة القريبة القادمة؟ وذلك بناء على تدريبات المقاومة السلمية، وبناء على الشيء الذي كنا نعمل به مع شبابنا أيضاً، والمشاريع الموجودة، وضرورة حمايتهم.

يعني أصبح خطر الاعتقال قائماً، واحتماليته كبيرة؛ ولذلك كان يجب أن يكون دائماً وعلى الأقل لكل خط نعمل عليه بديلين عنه، بمعنى أنه يوجد لدينا قناة. فأولاً- يجب أن يكون لدينا بديل أول وبديل ثان. وثانياً- أن يبدأ الشباب بالعمل في منازل آمنة غير معروفة من قبل، وحتى بالنسبة لأصدقاء الناشطين والناشطات؛ بحيث نقلل من احتمالية الاعتقال.

 في الحقيقة، هو ليس تخفياً، وهي في البداية كانت تستخدم أكثر كأماكن من أجل التخطيط والاجتماع، على اعتبار أنه يوجد عدد من الناشطين إذا أرادوا الخروج بشكل واضح في المظاهرات ستكون وجوههم واضحة، ويتم تصويرهم عبر الكاميرات، وسوف يعرفون من هم؛ وبالتالي، سوف تصبح منازلهم مستهدفة إما في المراقبة، أو احتمالية الاعتقال والاقتحام، ومن الضروري أنه إذا كان يجب أن يحصل تخطيط لعمل فلا يجب أن يحصل ذلك في منازلهم المباشرة، وكي لا يضعوا ضغطاً إضافياً على أهلهم وعوائلهم؛ لأنهم يعرفون معنى هذا الشيء في نظام أمني مثل سورية، يعني هذا الشيء بدأ يضع أعباءً إضافية على الناشطين في دمشق وبقية المحافظات.

أهم شيء كان في المظاهرات هو توثيقها، وإظهارها للعالم، وإظهارها للسوريين أولاً، وإظهارها للمحيط الإقليمي والدولي [ثانياً]. وهذا كان لا يقل أهمية عن المظاهرة بحد ذاتها، فالمظاهرة إذا لم تخرج إعلامياً فالحقيقة أنها ستفقد الكثير من معناها، وتبقى على المستوى المحلي الذي حصلت فيه، بمعنى أنها تلهم محلياً، ولكنها عندما تخرج على الإعلام، ويراها الناس على الفضائيات فإنها تلهم كل سورية، يعني ذلك كل المناطق، ويبدأ الناس بالتعلم من بعضهم بطريقة غير مباشرة، وسيتنافسون مع بعضهم. وهنا نؤكد على قضية أن المقاومة السلمية بطبيعتها هي لا مركزية محلية، بحيث أن النظام لا يستطيع استهداف رأسها، وإذا قام النظام بهجوم على مجموعة ناشطين في الحي الأول فإن الحي الثاني لا يتأثر به، وإذا [قام النظام بهجوم] في المدينة الأولى فإن المدينة الثانية لا تتأثر به، وهكذا.

وكان هناك أيضاً طلبات على الأمور التي توثق المظاهرات وتصورها، من أجل نشرها على أكبر مجال، سواء على "السوشيال ميديا" أو على الفضائيات والإعلام، ونحن نعرف أن هذا الشيء كم كان يعطي أثراً، وهذا العمل الدؤوب من قبل الناشطين ومن قبل الثوار جعل الثورة السورية تكون أكبر وأكثر ثورة موثقة في التاريخ من ناحية الصور والفيديوهات. ولم يحصل قبل الثورة السورية شيء توثق بتفاصيله وبجهده وعمله كما توثقت الثورة السورية في مظاهراتها وأعمالها، وهذا مهم جداً، وهذا في ذلك الوقت كان مهماً لاستنهاض همم الناس، وللتوثيق أيضاً.

 اليوم السادس عشر كان مهماً، بمعنى أنه وضعنا أمام خيارات واضحة، فيجب أن يكون لدينا بدائل من ناحية قنوات الاتصال، ويجب أن يكون لدينا خطة متكاملة؛ بحيث يستطيع الناشطون الاستمرار في عملهم، والبعض منهم استفاد من تكتيكات واستراتيجيات المقاومة السلمية، ولكن كان هناك أيضاً جانب إبداعي لديهم. وأذكر أن الأخ منير الفقير هو ومجموعته كانوا خلف فكرة طابات التنس في منطقة المهاجرين التي هي عبارة عن منطقة جبلية، وأنت عندما تقوم برمي هذه الطابات سوف تتدحرج من الأعلى إلى الأسفل في شوارع معينة، والناس سوف تراها، وهذه [الفكرة] كان فيها إبداع، وكان فيها مستوى مخاطرة قليل، وهذا الشيء الذي كان مطلوباً في تلك الفترة؛ لأنه كما ذكرت كان يوجد عندي شعور كبير بالحماس، ولكن كان عندي أيضاً شعور كبير بالخوف والخطر؛ لأنه في تلك اللحظة، وفي تلك الفترة كان النظام عنده الكثير من الخيارات حتى ينهي هذا الحراك، وهذه الخيارات إما سياسية أو عسكرية أو دبلوماسية أو مجتمعية، وكان عنده الكثير من الخيارات، وكان يوجد خوف حقيقي على هذا الوليد الذي يتشكل، ويكبر، ولكن في بيئة خطيرة جداً، وكان من الضروري حماية هذا الوليد من خلال الناشطين الذين يشكلون عموده الفقري، ونحن فيما بعد رأينا كيف استهدف النظام هؤلاء الناشطين، واستهدف العمود الفقري للمقاومة السلمية.

بطبيعة الحال، إن أقوى نقطة في المقاومة السلمية هي لامركزيتها مقابل أضعف شيء عند النظام في مواجهة المقاومة السلمية، والتي هي مركزيته. وعندما يبقى العمل على المستوى السلمي فإن المقاومة السلمية يكون عندها القدرة على التفوق على مركزية النظام الأمنية، بينما لو كان يوجد مركزية في المقاومة السلمية لكان أسهل شيء على النظام الأمني في سوريا وأي نظام أمني في العالم أن يستهدفها، وينهيها في مهدها.

نحن هنا انتقلنا، وفي اليوم السادس عشر، أصبح واضحاً تماماً أن الشرارة قد بدأت، وبدأت تنتشر، وكان اليوم الثامن عشر يوماً مشهودًا بكل المعاني؛ لأن هذا اليوم شهد بداية تشكل أيقونة في الثورة اسمها يوم الجمعة الذي هو يوم عطلة في سورية، وهو يوم يتجمع فيه الناس في صلاة الجمعة بشكل طبيعي أيضاً؛ لأنه شعب محافظ، وبنفس الوقت، باعتبار أنه يوم عطلة؛ فالناس لديها القدرة على أن تقوم بأعمال خارج نطاق عملها الاعتيادي، وفي ذلك اليوم، أذكر أمرين مهمين لا يغيبان عن ذهني، الأمر الأول: أنه في قريتي مضايا التي أفتخر بها؛ لأنها كانت أول مكان رفع فيه الناس هناك في مظاهرة سلمية شعار: "الشعب يريد إسقاط النظام" بهذه الحرفية، وهذا الشيء تم توثيقه في فيديو، وتم رفعه على "اليوتيوب". وهنا أعود إلى أهمية التوثيق، هذا التوثيق جعلنا نقول: إنه في الثامن عشر من آذار عام 2011، بدأ الشعب السوري يقول: "الشعب يريد إسقاط النظام" وأول مكان كان في مضايا، وهذا توثيق، وهو مهم جداً للتاريخ فيما بعد. بنفس الوقت. كان الناس في مضايا يقولون: "الشعب يريد إسقاط النظام" كان هناك مظاهرات مهمة في درعا، وسقط ثلاثة شهداء في ذلك اليوم، وعندها انتقلت الثورة إلى مرحلة جديدة، والثورة الآن تعمدت بدماء الشهداء، وانطلقت انطلاقة كبيرة من اليوم الثامن عشر من آذار، بمعنى أن الشرارة كانت في اليوم الخامس عشر، والانطلاقة والتضحيات كانت في اليوم الثامن عشر، وهذا الشيء أدى إلى ظهور رد فعل رهيب عند الناشطين والسوريين. وأذكر في يومها أنني بدأت أتواصل مع أشخاص من درعا موجودين في بريطانيا، وموجودين في أوروبا والأردن حتى نعرف التفاصيل، وكانوا يرسلون لنا التفاصيل، وحتى أنه كان يوجد أشخاص موجودون في أمريكا، وأذكر أنني تواصلت أيضاً مع الدكتور أيهم حداد، ومع عدد من الناشطين، وكانوا ممتلئين بالحماس من جهة، ومن جهة أخرى كان لديهم هذا الحزن الشديد على هؤلاء الشهداء الثلاثة.

كما ذكرت: دائماً، الشهداء ودماء الشهداء هما اللذان يعطيان المعنى الحقيقي لهذه الثورة، بمعنى أن الثورة لم تعد شعارات أو مظاهرات، وأصبحت هناك كلفة حقيقية، وأصبحت هناك تضحية حقيقية، وأصبح من يريد أن يخرج في المظاهرة يجب أن يضع في باله أن احتمالية استهدافه بالقتل هي احتمالية قائمة و بشكل كبير؛ لذلك عندما كنت أتكلم مع الناشطين كانوا يحدثونني عن الطقوس التي كانوا يقومون بها قبل الخروج إلى المظاهرة، فجزء منها كان استعداداً نفسياً بالنسبة للناس المحافظين الذين كانوا يصلون قبل الخروج إلى المظاهرة، وكانوا يتوضؤون قبل الخروج، وكانوا مثلاً: يودعون، أو يسلمون على أمهاتهم بشكل حار؛ فربما تكون هذه آخر مرة يرى فيها [المتظاهر أمه] وهي نفس الشيء، ربما تكون هذه هي آخر مرة تراه فيها، ويودع والده وإخوته، ثم يخرج. وإذا عاد فيكون قد كتبت له حياة جديدة، وهذا الشيء بدأ يكون واضحاً في عدد من المدن، وحتى بالنسبة للناشطين الذين لم يكونوا محافظين[كانوا يقومون] بنفس الطقوس تقريباً، بمعنى أن الاستعداد النفسي كان يلعب دوراً، وكنت أسمع الكثير منهم [يقول]: إنه كان يوجد- لا شك- خوف [متأصل] وهذا طبيعي جداً؛ لأن الشخص ذاهب إلى مكان، واحتمالية أن يفقد حياته فيه هي خمسون بالمئة؛ فشيء طبيعي أن تتملك الشخص مشاعر مختلفة، وهو في مقتبل الحياة، وعنده مسؤوليات، وخصوصاً الذين لديهم مسؤوليات لها علاقة بعائلتهم، فكان هؤلاء يشعرون بالخوف، ولكن هذا الخوف بحسب كلام الكثير من الناشطين لم يكن يتبدد فقط، وإنما لا يبقى له أثر في اللحظة الأولى من انطلاق المظاهرة، فهناك شيء غريب يحدث عند المتظاهرين، وهل كان ذلك شجاعة جمعية -نستطيع تسميتها- أم أنه حماس جمعي؟ وهذا مهم جداً؛ لأنه في تلك اللحظة هذه الشجاعة الجمعية والحماس الجمعي عند المتظاهرين هو الذي يرفع من احتمالية نجاح المظاهرة، ويشجع الناس أكثر حتى تلتحق به؛ لأنه في البدايات، لم تكن توجد هذه الأعداد الضخمة في المظاهرات، وهذا الشيء كان يؤثر فينا كثيراً، وكنا كل ليلة نتصل، ونعرف أخبار فلان، وأخبار أخينا فلان، وأختنا فلانة، وماذا حصل؛ فقد كان لدينا خوف حقيقي من أن نفقدهم، وهؤلاء كانوا العمود الفقري ليس فقط لنا كحركة [حركة العدالة والبناء]، وإنما أيضا للمقاومة السلمية.

 وفي تلك اللحظة، بدأ يتكون عندي توجه عام بأنه ينبغي علينا الآن أن نضع كل مقدراتنا وكل إمكانياتنا وكل جهدنا في الثورة، ولا يجوز للشخص في تلك الفترة في بداية الثورة أو في أي ثورة أن يبدأ، ويفكر بطريقة حزبية أو طريقة سياسية، ويجب أن يفكر بأن هذه الثورة إذا لم تنجح فإنه لا يوجد شيء ثان سوف ينجح؛ وبالتالي، إذا كان يتوجب عليّ أن أنجح كسياسي فيجب أن تنجح الثورة، ويجب أن أضع كل مقدراتي فيها حتى تنجح، وإذا -لا قدر الله- لم تنجح، وعاد النظام، وأمسك الأمور فماذا أكون قد استفدت؟ سواء كنت على رأس حزب، أو كنت على رأس جمعية حقوقية، أو كنت على رأس مجتمع مدني، وكل هذا لا يكون له معنى.

 واتفقنا مع جميع الناشطين على أنه يجب علينا الآن التركيز على عملنا بشكل أساسي، وعلى دعم الثورة بكل الإمكانيات.

 أستطيع أن أقول: إن المعارضة كانت تعيش الإرهاصات التي حصلت في الثورة، سواء عندما حصلت على مستوى الربيع العربي في الدول العربية، وذلك عندما بدأت في الشهر الأول والثاني، وكانوا يرون هذا الازدياد، وعندما حصلت في اليوم 15 [آذار 2011] بدؤوا يعرفون أننا انتقلنا الآن إلى مرحلة جديدة، ومن الطبيعي جداً أن الناس الذين استمروا منذ 30 أو 40 سنة أن يطالبوا بالتغيير، وخاصة في الفترة الأخيرة -منذ عام 2005 -التي تعتبر أساسية فيما يتعلق بقيادة هذا الحراك الشعبي. هذا الأمر ليس منطقياً فقط، وإنما شرعي أيضاً، بمعنى أن لديهم الشرعية حتى يقوموا بهذا الشيء؛ لأنهم في اليوم الذي لم يكن يوجد فيه حراك شعبي كانوا يقدمون تضحيات كبيرة من أجل التغيير، والآن عندما بدأ الشعب يقتنع بالتحرك في هذا المجال فمن الطبيعي أن يكونوا هم ركن حجر الزاوية في هذا الموضوع. 

لذلك مع إرهاصات الثورة، ومع بدايتها، كان يوجد هناك توجه واضح من قبل عدد من قيادات "إعلان دمشق"، ومن قبل الناشطين: بأن" إعلان دمشق" بقيادته، وخاصة ببعض رموزه التاريخية -ومنهم: الأستاذ رياض الترك- يرون أن الوقت حان لأن يلعبوا دور قيادة هذا الحراك الشعبي. وصحيح أنه يوجد عندنا لا مركزية فيما يتعلق بالنشاطات والثورة، ولكن هناك حاجة إلى نموذج يجمع ما بين اللامركزية المحلية، وما يتعلق بالنشاطات، ومركزية القرار، والتوجيه السياسي. وهذا الشيء لا يستطيع أن يقوم به الناشطون، وهذا الشيء بحاجة إلى قيادات سياسية واعية فاهمة عندها خبرة، سواء فيما يتعلق بسورية، أو فيما يتعلق بالإقليم أو العالم. ومن حق الناشطين عليهم أن يكونوا في هذا الموقع؛ لأنهم منذ أربعين أو خمسين سنة وهم يتكلمون عن التغيير، والآن بدأنا نرى هذا التغيير يتشكل، ومن الطبيعي أن يكونوا في قيادة هذا الشيء، ومن الذي سوف يقوم به غيرهم، وعندما لا يقومون به فسوف يتشكل فراغ، وهذا الفراغ سوف تحاول بعض الجهات المستجدة، و بعض الجهات التي ربما يكون عندها توجه انتهازي، وبعض الجهات التي تحاول ركوب الموجة ملء هذا الفراغ، وهذا الأمر طبيعي، ولكن الإشكالية الأساسية هي: أن المعارضة التي كانت تطالب بهذا التغيير لم تضع هذه المسؤولية أمامها بشكل واضح، وهنا سوف أذكر بعض التفصيلات. 

في يوم السبت 19 آذار عام 2011، طلب الأستاذ رياض سيف أن يعقد اجتماعًا عنده لمناقشة الحراك الشعبي. وفعلاً، حصل هذا اللقاء، وفي هذا اللقاء طلب رياض السيف بشكل واضح أمام قيادات الإعلان و[أبدى] رغبته بالعودة إلى الأمانة العامة" لإعلان دمشق" كرئيس للأمانة العامة" لإعلان دمشق"، وبأننا الآن دخلنا في مرحلة جديدة. وطبعاً، كان هذا الطلب مفاجئاً لعدد من القيادات، وخاصة أنه قبل ستة شهور كان يطلب من الإعلان إصدار بيان حول قبول استقالته من" إعلان دمشق"، وأخذ مسافة، ولكن الحراك الذي حصل غيّر الكثير من الأولويات عند الناس، وخاصة عند السياسيين، وهنا كان يوجد رد، وكان من رياض الترك تحديداً، بمعنى أنه: أهلاً وسهلاً، أنت مرحب بك في أن تعود إلى الأمانة العامة، ولكن موقع الرئاسة غير شاغر حالياً، ولكنك تعود كعضو في الأمانة العامة، وليس كرئيس للأمانة العامة. ويبدو لي أن هذا التوجه بشكل عام كان عليه اتفاق من بقية قيادة الإعلان، لأنه كان منطقياً في ذلك الوقت يعني من الناحية التنظيمية، ولكن يجب أن ننظر إلى هذا اللقاء أيضاً بنظرة أخرى، بمعنى أن رياض سيف كان يأخذ المبادرة فيما يتعلق بضرورة إيجاد قيادة لهذا الحراك الشعبي، وهذا الشيء مهم يعني من الناحية المبدئية، ومن ناحية الأساس. فالفكرة كانت ضرورية، ويوجد أكثر من طرف في "إعلان دمشق" طرحوا بشكل مباشر على رياض الترك، [وقالوا]: يا أستاذ رياض، يوجد هناك حاجة إلى قيادة سياسية، توجه هذا الحراك الشعبي، وترسل رسائل واضحة للسوريين و[المجتمع] الإقليمي والدولي، والشخص المناسب هو أنت نتيجة خبرتك، ونتيجة قدرتك، ونتيجة الرمزية التي تحظى بها، ووجودك في داخل سوريا. وكان رأيه أنه من الأفضل أن يمسك هذا الحراك الشعبي الشباب الذين قاموا به، ونحن نكون خطاً خلفياً، وندعمهم، ونساندهم.

 وطبعاً، هذا التوجه جعل" إعلان دمشق" بشكل عام لا يأخذ هذا الدور القيادي فيما يتعلق بالتوجيه والقيادة السياسية للثورة. وهنا قد يسأل الشخص: لماذا؟ وأنا أستطيع التحليل في هذا الموضوع، وكانت قناعتي بأنه يجب أن يقوم" إعلان دمشق" بالشيء الذي كان يطلبه الناشطون، وكانوا بالتحديد يقولون لرياض الترك: ينبغي عليك في كل أسبوع أن تصدر تسجيلاً، تتكلم فيه عن رسائل معينة، وتوجه الحراك الشعبي إذا ابتعد قليلاً نحو اليمين فأنت تعيده قليلاً إلى النصف، وإذا ابتعد قليلاً نحو اليسار فأنت تعيده إلى النصف، وتعطي الرسائل؛ حتى نتدرج في هذا الحراك بطريقة سياسية صحيحة، تقنع السوريين، و تقنع العالم بأن هذا الحراك الشعبي هو حراك حقيقي متين وسياسي ممنهج ومرتب، و سيصل إلى نتيجة. واستنكاف قيادة" إعلان دمشق" في ذلك الوقت لعب دوراً كبيراً في تشكل فراغ، والطبيعة تكره الفراغ.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/12

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالحراك السياسي في بداية الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/129-39/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

15-19/03/2011

updatedAt

2024/07/26

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-مدينة درعامحافظة ريف دمشق-مضايا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

حركة العدالة والبناء

حركة العدالة والبناء

الشهادات المرتبطة