الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اعتقال قادة في المجلس الوطني لإعلان دمشق

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:59:18

 كنت في ألمانيا، واعتقل الشباب وأنا في ألمانيا، طبعًا النظام في البداية اعتقل عددًا كبيرًا من الإعلان، لا أذكر بالضبط عددهم ربما عشرون أو ثلاثون، وظننا أنَّها فركة أذن (تحذير)، بمعنى أنه اعتقل الناس؛ كي لا نعاود فعل مثل هذه الأشياء، وكنت في ألمانيا، واتصل الشباب، وقالوا: لا تأت. وحتى إنهم جاؤوا إلى بيتي، وسألوا عني في البيت، وأنا قلت: لا، سوف آتي، هل من المعقول نحن أقمنا مشروعًا وزملائي أصبحوا في السجن وأنا جالس في الخارج؟! لا، سوف آتي حتى ولو اعتقلت. فرجعت، وتوقعت أن اعتقل في المطار، فلم يعتقلوني في المطار، وطلبوني في المكان الذي كنت أعمل فيه، وأقدم فيه دورات، وجاء عنصر أمن، وقال: نريد رؤيتك غدًا في فرع الخطيب. ووقعت ورقة، وذهبت إلى في فرع الخطيب، وفي فرع الخطيب اعتقلت بعد مجيئي من ألمانيا بيومين، وفي الاعتقال في فرع الخطيب، نمت (بقيت) ليلة فيه، والاعتقال كان فرديًا، كل شخص بمفرده، وأخذوني إلى فرع أمن الدولة في كفرسوسة، وفتحوا الباب، ورموني في منفردة، وكان فيها وليد البني، فأنا ووليد البني كنا في نفس المنفردة، وقعدنا فيها 40 يومًا، وفي آخر عشرة أيام انضم إلينا مروان العش، ومروان العش كان له قصة طريفة في الاعتقال، مروان العش كان في أمن الدولة، وحضر معنا طبعًا "إعلان دمشق" والمجلس الوطني، وأنا أحضرته بسيارتي، يعني جاء مروان العش معي، لكنه كان معتقلًا في جناح آخر في أمن الدولة، هناك جناح جنوبي وشمالي، لا أذكر التقسيمات بالضبط، كان في ذلك الوقت كنعان منتحرًا، وكان قد زلّ لسانه، بأن النظام هو الذي قتله، فاعتقلوه لهذا السبب بالذات، وأثناء التحقيق، قال: أنا حضرت محاضرة لبرهان غليون عند رياض سيف. فقالوا: هذا يعني أنّك حضرت المجلس الوطني. فقال: أنا لم أحضر. عندئذٍ أحضروه في إحدى الليالي وأحضروني أنا، طبعًا هو حضر معنا، وأنا أحضرته بسيارتي، وأنا لا أعرف نهائيًا، ولم يخطر في بالي، فقالوا لي: هل هذا حضر معكم؟ وهو من تحت الطميشة (العصابة) يحرك حاجبيه، وأنا لم أفهم، يريد أن أقول: لم يحضر، وأنا قلت لهم: نعم، حضر. فرموه معنا في الغرفة أنا ووليد البني، وأنا دائمًا أمازحه، وأقول: أنا في هذا الاعتراف أدخلتك التاريخ، وأصبحت من معتقلي "إعلان دمشق"، اعتقل، وحُكم عليه بالسجن لمدة سنتين ونصف.

[بالنسبة لوضع] المعتقل في المنفردة، فهم

كالعادة يرمون الأكل رميًا، ومرة من المرات رموا البطاطا، وجاءت على رأس أحمد طعمة

في الغرفة، ونحن كلّنا أمام بعضنا، أحمد طعمة وعلي العبد لله كانا معًا، وفايز

سارة بمفرده، يعني يضعون اثنين أو واحدًا أو ثلاثة، ومرة واحدة تعرضت للضرب ووليد

أيضًا تعرض معي، وكان ذلك في الليل، جاء شخص، وقام بالضرب، والإهانات ومن هذا

القبيل. في أحد الأيام، صارت هناك علاقة جيدة بيني وبين السجانين، حتى إنها علاقة

إنسانية، أذكر ذات مرة أن أحد السجّانين أخرجني في الليل، وعرف أنّني دكتور، قال: أنا

يحدث معي كذا. فأعطيته استشارة طبية، وأعادني، وأحد السجانين كان يوقظني على صلاة

الصبح، ويأتي لنا بالأخبار من الخارج، ويقول: لا تؤاخذوني أنا عبد مأمور وهناك

نظام مراقبة. هذا ما أذكره تمامًا. فدرجة الألفة التي حصلت ـ إلى الآن أذكر ـ مع

السجانين أنه ذات مرة كان يمازحني، حيث رأى معدتي، وأنا كنت ألعب الحديد، وقال: ما

شاء الله عندك عضل. وقلت: جرب، اضرب. فأغلقت معدتي، وصار يضرب، وقلت: اضرب بشكل

أقوى. ولما رآه شخص قال: انتبه، سيقولون تعذيب. قلت له: لا نحن نلعب. أذكر أيضًا

هذه الحادثة الطريفة، وهذه من الأمور التي أتذكرها في فترة الأربعين يومًا، وكانت

فداء حوراني في القسم النسائي أيضًا معتقلة معنا، والتعذيب الوحيد الذي تعرضت له

هو هذا فقط. والشيء الطريف هو التوقيع على محاضر التحقيق، طُلِب منا أن نوقع ونحن

مغمضو العيون، وأنت يجب أن توقع وبدون أن ترى، وهذا المحضر سوف يرفع إلى المحكمة،

والمحضر عشر صفحات تقريبًا، ويجب أن توقع على كل صفحة، ويقلب لك الصفحات، أنا قمت

بدورات للقراءة السريعة، والطميشة (العصابة) لم تكن مغلقة بشكل كامل، وكنت أقرأ

على ماذا أوقع، يوجد في المحضر أمور غير مذكورة في التحقيق، وأذكر تمامًا، "و

لقد تواصلنا مع المملكة العربية السعودية...، هذا كان موجودًا، فوقعت عليها، وأنا

لم أكن قد تواصلت طبعًا، وأذكر أن محمد حجي درويش رفض التوقيع، فهددوه بالضرب

وغيره، وكلّنا وصلنا إلى قناعة أننا إذا لم نوقع سيوقعون عنا، ونُضرب بلا مقابل،

فأنا أذكر تمامًا، كانت هناك قضايا مذكورة في التحقيق لم نقلها وخصوصًا هذا الشيء

الذي له علاقة بالتواصل مع المملكة العربية السعودية، ونسقّنا معها، كان مذكورًا

في التحقيق، وأعتقد أنّ هذه استخدمت فيما بعد لإدانتنا؛ بأنّنا نتواصل مع جهات

خارجية. أعتقد أن حجي درويش تعرض للتعذيب وتعرض للكرسي الألماني، حيث يربطون الشخص

من يديه وقدميه، لأنّه في ذلك الوقت، حكى لنا وبحسب ما فهمت منه، بعد أن يربطوا

الشخص من يديه ورجليه يشدَّون...، وحكى لنا أيضًا أنَّه دار حديث بينه وبين

السجّان، وأنه كان يشد ويرخي، لا أذكر بالضبط التفاصيل، ومن هذه القصة أتذكر أنّ

حجي درويش تعرَّض للتعذيب. 

طبعًا، كانت أول مرة يرانا فيها أهلنا، فقد كنا

في اختفاء قسري، ولا أحد يعرف أين نحن، أبلغ والدي -رحمه الله- كان موجودًا، أتذكر

من الشخصيات ـ -ليفرّج الله عنها أو يرحمها إذا انتقلت إلى رحمته تعالى- زوجة

ياسين الحاج صالح (سميرة) كانت موجودًة، ورزان زيتونة كانت موجودة، وهؤلاء كانوا

موجودين، ولا يستطيعون أن يسلموا علينا، ولكن عندما كنا ننتقل من سيارة الاعتقال

إلى غرفة التحقيق كانوا على الأطراف يقومون بتحيتنا، ويشجعوننا، هذا ما أذكره. ثم

نقلونا إلى غرفة الإيداع لنبقى فيها ليلة عادة، وفي الإيداع على اعتبار أننا

معتقلون سياسيون فقد عاملونا معاملة خاصة، ووضعونا في مكان مع الآخرين، ولكن كانت

هناك فترة انتظار إلى أن يصل الشخص إلى السرير الذي يجلس عليه، لكن بالنسبة لنا

تجاوزوا هذه الفترة، وبعد ذلك فرزونا إلى الأجنحة.

قاضي التحقيق كان يقول: فعلتم ذلك وقمتم

بذلك... سألنا بعض الأسئلة التي لها علاقة بالتهم الموجهة لنا حول حضور هذا

الاجتماع، هذه الأمور يستخدمونها بين بعضهم ليقنعوا بعضهم- هذا تحليلي- ففي قلب

النظام، قد يوجد تيارات أو جهات، وهناك أشخاص مع التشديد في الحكم، وأشخاص مع

التخفيف في الحكم، فهذه الورقة موجودة، إذا كان تيار التشديد يريد حجة فهؤلاء

جماعة يتعاملون مع الخارج، طبعًا هذا التعامل مع الخارج لم يذكر في الحكم، وحُكم

علينا بتهمة "توهين نفسية الأمة".

أول عمل قاموا به هو أنهم حلقوا لنا على درجة

صفر، وطلبنا منهم ألا يقوموا بذلك، وكنا نعتقد أنَّنا سنمكث بضعة أيام وسنخرج،

ووصلت لنا أخبار أن هناك ضغطًا على بشار الأسد، حيث جاء أعضاء من الكونغرس وقاموا

بزيارته، ووعدهم بأن هؤلاء الناس سيخرجون، وكذلك ساركوزي أيضًا ضغط على بشار، ولم

نكن المعتقلين السياسيين الوحيدين، ولكننا كنا في ذلك الوقت نُعدّ حركة ديمقراطية

وبشار الأسد يقمعها، وظننا في ذلك الوقت أنَّ من مصلحة بشار من أجل أن يبيض صفحته

أمام الغرب أن يخرجنا في النهاية من خلال القضاء. قلنا لهم: لا تحلقوا لنا، فربما

نخرج. وأتت الأوامر أن يحلقوا لنا على درجة صفر، وفرزونا إلى أجنحة عادية، ولم

يأخذونا إلى أجنحة سياسية، وكان في سجن عدرا جناح للسياسيين، كان معتقلًا فيه عارف

دليلة -ليذكره الله بالخير- ووزعونا على أجنحة الجرائم العادية، ومن حسن حظي أن

جناحي كان اسمه: جناح القتل والإيذاء، ولماذا لحسن الحظ؟ لأنَّ هناك من أُرسل إلى

جناح دعارة (جناح 7) وهناك أشخاص أُرسلوا إلى جناح السرقة (جناح 5)، وأنا كنت

أقول: إنني محظوظ لأنني كنت في [جناح] القتل والإيذاء، وهؤلاء الذين يقتلون في

الغالب يكونون متهمين بجريمة شرف، فهم عادة أشخاص لديهم نخوة نوعًا ما، أو ربما

غضب كثيرًا فقتل، فنوعية الناس في جناح القتل والإيذاء صحيح أنَّهم خطرون، ولكنهم

أفضل من نوعية الناس في جناح الدعارة أو جناح السرقة، وكنت أعتبر نفسي محظوظًا،

وكنت محظوظًا أكثر؛ لأنَّ أنور البني كان معي في الجناح. كنت في غرفة 802، وهو كان

في غرفة 803، وكنا في أوقات الراحة نخرج فرصة في كل يوم مرتين لمدة ساعتين،

فدائمًا أنا وأنور معًا، ونشأت علاقة جيدة وحميمة بيننا، ومازالت مستمرة إلى الآن.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/02/21

الموضوع الرئیس

الاعتقال قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/73-5/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2007

updatedAt

2024/08/13

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-محافظة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

المجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر

المجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر

الفرع الداخلي في أمن الدولة 251 - الخطيب

الفرع الداخلي في أمن الدولة 251 - الخطيب

الشهادات المرتبطة