الأوضاع في السجن، والخروج من المعتقل عام 2010
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:05:48:14
في البداية، سلَّطوا علينا العواينية (المخبرين) في السجن، وهم سجناء قدامى، ودائمًا حين نكون أنا وأنور معًا يكون هناك شخص واقف يسمعنا ماذا نتكلم، ولكن هذه الظاهرة تراجعت، وعندما أريد أن أتصل بالهاتف مع [عائلتي]في المنزل حيث كان الهاتف يأتي على الغرفة (المهجع) في أوقات معينة، وكل شخص يتكلَّم مع أهله 3 أو4 دقائق، فوكلوا شخصًا يجعل أذنه ملتصقة بالسماعة كي يسمع ماذا أتكلم، وكان ذلك مزعجًا في البداية، ولكنه خف فيما بعد، وفي الزيارات دائمًا، يكون معنا شخص يسمعنا ماذا نتكلَّم، ما عدا ذلك كنا مثل باقي المعتقلين، ليس هناك شيء مختلف سوى أنَّنا ممنوعون من المكتبة وباقي السجناء مسموح لهم، وسمحوا لنا في آخر سنة أن نجلب بكتب من المكتبة، نقرأها، ونعيدها من دون أن نخرج من الأجنحة، وكنا نتكلم مع بعضنا من النوافذ، لأن السجن مثل المدرسة وهناك باحة في الوسط، مثلاً: كان ميشيل كيلو في الجناح التاسع -رحمه الله- كان هو وأحمد طعمة، وحين ينزلون إلى الاستراحة نراهم من النافذة، ونتكلم معهم، وكان وقت الاستراحة نفسه تقريبًا في كل الأجنحة، فكنا في أوقات الاستراحة نتكلم مع بعضنا من النوافذ، ونتكلم مع وليد البني، وجبر الشوفي، و أحمد طعمة، وميشيل كيلو، وهؤلاء الأشخاص الذين...، وكمال اللبواني، كان موجودًا أيضًا، ولكنني لا أذكر رقم جناحه، ولكن هؤلاء الذين كنا أنا وأنور نطل عليهم بشكل مباشر، وحجي درويش لم نكن مطلين عليه وذلك حسب توزعنا في السجن، وغيرنا كان مطلًا عليه، ولكن أنا وأنور كنا نتكلم ونطل على هؤلاء الأشخاص من حين لآخر في الباحة في فرصة التنفس، في كل يوم ساعتين، وننزل إلى المحاكمات في السجن، وحُكمنا، واعتقلنا في آخر 2007، والمحاكمات استمرت للشهر العاشر(تشرين الأول/ أكتوبر) من عام 2008، ولست دقيقًا في الأرقام، وحكمنا سنتين ونصف، وقضينا منهم تسعة أشهر، و كنا نتوقع -تفاجأنا بالحكم- أن يحكمونا بعد أن قضينا المدة، ونخرج، وحُكمنا خمس سنوات، تم تخفيفها إلى سنتين ونصف، وفي فترة الاعتقال، كنا مثل غيرنا من المعتقلين، خفت المراقبة بعد الحكم، وأصبحوا يتعاملون معنا مثلنا مثل باقي المعتقلين.
انتهت مدة المحكومية، وخرجنا، وكل شخص خرج في وقته؛ لأننا عندما اعتقلنا اعتقلنا على مراحل وكان بيننا أيام، فأذكر مثلًا فداء حوراني كانت في دوما في سجن النساء، فكل يوم أو يومين يخرج شخص منا، ونطمئن أنَّه خرج ووصل، وحين أتى يوم الإفراج أخرجونا، ولم يرسلونا إلى بيوتنا، ولكن إلى الأمن، إلى المكان الذي كنا فيه (أمن الدولة)، ونمنا ليلة في أمن الدولة، وفي الصباح، أخذونا إلى مقابلة مع مجموعة...، وكنت معصوب العينين فلم أرَ من قابلني، ولكنني عرفت من أصواتهم أنهم مسؤولون موجودون، وليسوا أشخاصًا عاديين، وأوصلوا لنا الرسالة التالية، حيث سمعنا نفس الكلام: هذه المرة مرَّت، ولكن إذا فعلتم شيئًا في المرة المقبلة فسنحاكمكم بالخيانة العظمى. وهذا تهديد مباشر بالقتل تقريبًا، فحكم الخيانة هو الإعدام، وهذه الرسالة التي أوصلوها للجميع، وحين أخرجونا من الأمن أخرجونا مطمشين (معصوبي العيون)، فالمفروض أنه أُفرج عنا من باب سجن عدرا، وأصبحنا أحرارًا طلقاء، فخرجنا من الأمن معصوبي الأعين، وأنزلوني، وفكوا العصابة عن عيني أمام التكية السليمانية، وهناك أنزلتني السيارة، وذهبت إلى المنزل، وذلك في الشهر السادس(حزيران/يونيو) 2010.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/02/21
الموضوع الرئیس
الاعتقال قبل الثورةكود الشهادة
SMI/OH/73-6/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
12/2007 - 6/2010
updatedAt
2024/08/13
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-سجن دمشق المركزي (سجن عدرا)محافظة دمشق-محافظة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
سجن عدرا المركزي - مكرر