[هنا بدأ إعلان دمشق ينتشر في كل المحافظات] يعني في الأشهر الأولى من عام 2006 شهدت زخمًا كبيرًا جدًا في اللقاءات والمنتديات وأصبحنا نتواصل مع الناس على أساس وثيقة موجودة وهذه هي أهمية هذا الأمر، وبالمناسبة في الآونة الأخيرة عندما تحصل نقاشات فيما بيننا أنا كنت أطرح أن أي مشروع تريدون منه النجاح فتبدؤون بوثيقة جيدة وبمجرد أن تكون الوثيقة السيئة كثيرة الإشكالات فإذًا المشروع بأكمله سوف يفشل وقبل أن تبدؤوا حتى بالتفكير في الكوادر تبدؤون بوثيقة جيدة ووثيقة إعلان دمشق كانت جيدة جدًا صحيح أنه كانت توجد نقاط أضيفت هنا وهناك، ولكن الخط فيها واضح.

بدأنا ننتشر نذهب ونأتي ثم تقرر إنشاء مجلس وطني مؤقت لإعلان دمشق وبدأ التحضير على أن هذا المجلس سيكون تعداد أعضائه تقريبًا بين 35 و 38 عضوًا على أن يكون 14 عضوًا ممثلو المحافظات من كل محافظة شخص وممثلو الأحزاب وممثلو بعض الشخصيات الاعتبارية وبعض الهيئات، وبدأ التحضير عندنا في دير الزور لهذا المؤتمر المصغر في دير الزور من أجل اختيار ممثل دير الزور في إعلان دمشق، وبالتالي بدأنا باللقاءات والتجهيز لحضور جميع أعضاء إعلان دمشق الذين وقعوا على إعلان دمشق، وفعلًا تم هذا الاجتماع ورغم مراقبة صارمة من قبل النظام ومحاولة التفشيل والسعي لمعرفة أين سيكون الأشخاص، ولكن في الحقيقة الأشخاص الذين كانوا يديرون هذا الاجتماع ابتداء من اختيار القرية: الخراطة إلى اختيار الخيمة والتمويه بأن الاجتماع سيكون به في المنطقة الغربية قريبًا من بيت الشيخ نواف راغب البشير كل هذا شوّش الأمن يعني كان الأشخاص اللوجستيون الذين يعملون على هذا الأمر أبو القعقاع صالح المغير وكان الذي جهز الوثائق أخونا فوزي الحمادة وكان أبو مرهف وكان نواف البشير يعني الشخصيات الديرية وزكي خرابة ويوسف الذيب كل الشخصيات الكبيرة التي كانت عندنا في دير الزور كانت موجودة والحضور تقريبًا كان بحدود 70 شخصًا دون أن يعلم الأمن هذا بحد ذاته إنجاز، وطبعًا شارك معنا شباب إسلاميون كانوا سابقًا في حزب التحرير من الذين أفرج عنهم بعد بقائهم مدة طويلة في السجن من حزب التحرير، وجاؤوا وشاركوا معنا وعندما علم الأمن الجوي بمشاركتهم اعتقلهم، ولكن الاعتقال لم يستمر طويلًا كان لمدة يومين وتم الإفراج عنهم وكلما قلت الظروف لم تكن [تسمح بالاعتقالات والضغوطات]. 

وهذا الاجتماع حصل فيه ترشيح الممثل عن دير الزور في المجلس الوطني المؤقت لإعلان دمشق وتم ترشيحي والحمد لله وحصل تنازل من قبل كل الأطراف وحصل الأمر بالإجماع والحمد لله هذه من مزايا التوافقات التي تحصل رغم أنني لست صاحب الفكرة وكان الإخوة الآخرون وخصوصًا الأستاذ فوزي الحمادة كان له دور كبير جدًا في الترويج للفكرة وتنفيذها وفعلًا تشكل المجلس الوطني المؤقت لإعلان دمشق وبعدها في شهر حزيران/ يونيو بدأت جلسات المجلس الوطني المؤقت في منزل الأستاذ رياض سيف القديم في 2006.

رياض سيف كان سجينًا في قضية ربيع دمشق حتى نهاية آذار/ مارس 2006 ولكن عندما أُفرج عنه في نهاية آذار/ مارس وأوائل نيسان/ أبريل عام 2006 للأمانة الرجل استنفر وسخر كل إمكانياته لنصرة إعلان دمشق ودعمه يعني هو عندما صدر إعلان دمشق كانوا قد أخذوا موافقته على هذا الموضوع وكان ضمن الأسماء التي… وكانت هذه هي بداية تعرفنا على أخينا الأستاذ رياض سيف ولا أنسى له موقفًا طيبًا جدًا رغم أنه رجل كبير بالعمر وضيوفه كثيرون ومع ذلك أنا أتذكر أن أول لقاء كان بيننا أصر أن يوصلني بسيارته إلى الكراجات في حرستا حتى أسافر يعني الحقيقة كان يقوم بدور الأخ الكبير لكل الشباب وكانت كل اللقاءات التي تحصل كانت تحصل في منزله والاجتماعات والتحضيرات سواء في بيته القديم أو الجديد الذي أصبح في ضاحية قدسيا فيما بعد وكان بيت ضاحية قدسيا أصبح موئلًا لكل المعارضة وهذا ساعدنا كثيرًا فيما بعد من أجل التكتيك وعقد مؤتمر إعلان دمشق بحضور 167 شخصًا في منزل الأستاذ رياض سيف في تاريخ 1 كانون الأول/ ديسمبر2007 في السنة التي بعدها.

عندما تشكلت اللجان في جميع المحافظات إذًا كل محافظة سوف يحصل فيها اجتماع وهذا الاجتماع يخرج منه ممثل وتُناقش فيه أفكار الإعلان ويبدأ طرحها على الناس يعني تقريبًا لا توجد محافظة إلا وفيها وكانت طرطوس حتى طرطوس كان يوجد فيها الدكتور [وائل] البيطار والد ساندرا وزينة.

بدأ يتحسن الوضع، ولكن نحن ليس لدينا إمكانية إعلامية كانت ضعيفة جدًا وهذه تؤخذ على الإعلام، وثانيًا- بدأت تدب فينا بعض الخلافات.

في تلك اللحظة كان التمويل ذاتيًا كانت مكونات إعلان دمشق هي التي تمول مصاريف الإعلان، وكان كل حزب يدفع بين 15 إلى 25 ألف شهريًا لصالح إعلان دمشق وكان خازن المال هو الأستاذ رياض سيف وللأمانة الأستاذ رياض كان معروفًا بدقته بالقضايا المالية.

هذا اللقاء جرى بعد بدء التحضيرات لإعلان دمشق وبالمناسبة وثيقة إعلان دمشق وهذه فاتني أن أتحدث بها بدأت تأخذ اهتمامًا دوليًا يعني في تلك الفترة الخارجية الأمريكية أصدرت تقريرًا عن وثيقة إعلان دمشق من 20 صفحة وحصلت مجموعة لقاءات وخصوصًا بعدما أفرج عن الأستاذ رياض سيف من السجن أصبح يتحرك الرجل يذهب ويلتقي مع السفارات الأوروبية وله علاقة مع السفارة الألمانية قوية وأخذت الوفود تأتي وتذهب يعني الوضع كان جيدًا جدًا ثم بالترافق مع التحضيرات لعقد المؤتمر الوطني لإعلان دمشق الرئيسي والذي كان مقررًا أن يحصل في آذار/ مارس عام 2007 و تأخر حتى تاريخ 1 كانون الأول/ ديسمبر 2007 ترافق هذا مع مجموعة لقاءات توجت بأهم لقاء من وجهة نظري في تاريخ 12 أيلول/ سبتمبر 2007 جاء وفد من البرلمان الأوروبي برئاسة السيدة الفرنسية باتريسيا والتقوا مع بشار الأسد أولًا لمدة كان مقررًا أن يلتقوا معه لمدة ساعة، ولكن اللقاء انتهى بعد 50 دقيقة ثم كان مقررًا أن يلتقوا معنا أيضًا لمدة ساعة وفي لقائهم معنا نحن كنا خمسة ممثلين كان رئيس الأمانة الأستاذ رياض سيف ومعه الأستاذ حسن عبد العظيم عن العروبيين والأخ محمد أمين عبدي عن الإخوة الكرد وأنا كنت ممثلًا عن التيار الإسلامي وكذلك الأستاذ جورج صبرة. كان اللقاء في معظمه يتركز على فكرتين الفكرة الأولى- أن الأوروبيين لديهم استعداد لدعم هذه التجربة الديمقراطية الوليدة معنويًا ولم يكن هناك شيء واضح بخصوص الدعم. وثانيًا- كانوا يحبون الاستماع إلى مجموعة من الأسئلة التي تقلقهم والحقيقة سّروا من الإجابات وفي نهاية الجلسة طالبت رئيسة وفد البرلمان الأوروبي أننا نحن لا يكفينا ساعة من الوقت المتفق عليه وخصوصًا أنه يوجد معكم ممثل عن التيار الإسلامي، وهذه أول مرة يلتقون فيها مع ممثل عن التيار الإسلامي ونحن نريد أن نوجه أسئلة متعددة تتعلق بالتيار الإسلامي الديمقراطي الذي يمكن أن يتقبل مفهوم الدولة المدنية، وإذا لم يكن لديكم مانع نحن نريد تمديد اللقاء إلى ساعة ثانية وفعلًا اللقاء استمر وكل الإخوة الذين كانوا حاضرين أجالوا [الرأي] ثم بدأ التركيز في الثلث الأخير من اللقاء حول أسئلة تتعلق بالتيار الإسلامي ووجهة نظره وكيف يمكن أن يقبل الدولة المدنية وكيف يمكن أن يكون سلوكه خلال الفترة القادمة ثم لفت انتباههم إلى نقطة أنا تحدثت بها أنه كان الأولى بالتيار الإسلامي أن يدعم المشروع الديمقراطي في العراق حتى لو لم يكن ناجزًا (منجزًا)، هذه النقطة جدًا مهمة وأعتقد أنها لقيت اهتمامًا كبيرًا جدًا من قبلهم.

هاتان أهم نقطتان أنه يوجد عندنا هيكل أصبح واضح المعالم يمثل كل أطياف الشعب السوري ولو كان مجلسًا مؤقتًا لإعلان دمشق لأننا لم نكن ذاهبين بعد باتجاه المؤتمر النهائي. وثانيًا- يوجد عندنا وثيقة متماسكة ويوجد لدينا قيادة تأتي وتلتقي بك يعني هذه القيادة الذين حضروا خمسة أشخاص رئيس الأمانة الأستاذ رياض سيف والأستاذ جورج صبرة والأستاذ أمين الشيخ عبدي والأستاذ حسن عبد العظيم وأنا، وكل شخص فينا يمثل تيارًا ويمثل مجموعته وهذه بالنسبة لهم كانت جدًا مهمة يعني وجود الأستاذ جورج أيضًا هو رسالة للأوروبيين أن المسيحيين مأخوذين بعين الاعتبار ووجود الممثل الكردي أيضًا مأخوذ بعين الاعتبار ووجود التيار الإسلامي أيضًا مأخوذ بعين الاعتبار ووجود التيار الليبرالي ممثلًا برياض سيف وأنا تقديري أنه منذ ذلك الاجتماع بدأ النظام يتحسب لخطورة إعلان دمشق وبدأ يفكر بضربه.

في ذلك الوقت كنا نظن أنها وعود، ولكن نقول كما كان يقول كوفي عنان عندما يزور الإدارة الأمريكية يأتي من نيويورك إلى واشنطن يقول: حصلنا على وعود ولم نحصل على نقود. وفي ذلك الوقت كنا نعتبر أن ما يقوله الأوروبيون من وعود أنها ستصبح أمرًا واقعًا معاشًا يعني أنهم سوف يدعمون الديمقراطية ويضغطون على النظام ويفسحون المجال للحريات أن تكون بشكل أكبر وسيطالبون في كل المنتديات الدولية بمراعاة قضايا حقوق الإنسان والضغط عليها لتطوير المحاكمات ضد من ينتهكها في العالم ككل يعني ليس ما كل ما يتمنى المرء يدركه.