الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اللقاء بشخصيات من المعارضة والنظام في العام 2006

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:35:03

أسسنا المجلس السوري الأمريكي عام 2005 لأسباب تتعلق بالتطورات في المنطقة، يعني العراق والاحتلال الأمريكي للعراق جعل السوريين الأمريكيين كلهم قلقين على أن يتوسع هذا الصراع ويدخل سورية، مع عدد من الناشطين السوريين في أمريكا قررنا إنشاء هذا المجلس، وأن نسعى للدفع بالورقة الديمقراطية، ونحاول أن نكون وسيطًا بين القوى السياسية (بين النظام والقوى السياسية المعارضة)، وهذا كان التصور الأساسي والهدف هو منع سورية من التحول إلى شكل الصراع الذي حصل في العراق، يعني أن يحصل انقسام سكاني وصراع مدمر، ويعيد البلاد عقودًا إلى الخلف وهذا كان مصدر قلق كبير.

كان عندنا مجموعة كبيرة شاركت منهم: طلال سمولي أحد الناشطين السوريين في الجاليات السورية، والدكتور زاهر سحلول من المؤسسين وهو كان رئيس "سامز" (الجمعية الطبية السورية الأمريكية)، وشارك أيضًا بصورة كبيرة في دعم الثورة وخاصة في تأمين العناية الطبية في المناطق التي حُررت من النظام، وكان معنا مجموعة من السوريين من المقيمين في مدن مختلفة، ودعونا إلى مؤتمر، وبدأنا نبحث في تشكيل هذا المجلس.

نزلت إلى سورية عام 2006، والمجلس تشكل في عام 2005، نزلت في السنة التي بعدها، وطلبت لقاء مع بشار الأسد، وعرّفت بنفسي، وأرسلت طلبًا إلى القصر حتى أجتمع مع الرئيس لبحث قضايا معه. فأرسلوا لي مدير مكتبه أو هكذا عرّف عن نفسه، أعتقد أن اسمه كان بشر عبد المولى، وجاء إلى منزلي، وسأل عن أسباب اللقاء، وعرّفته عن نفسي، وأعطيته صورة عن التعريف بالمجلس ونشاطاته، وطلبت اللقاء مع الرئيس، فقال: حسنًا، دعني أعمل على الموضوع. ثم بعد يومين اتصل معي، وقال: مع الأسف... وهو سألني: كم سوف تبقى في البلاد؟ فقلت له: سوف أبقى حتى نهاية الأسبوع القادم. فاتصل بي بعد يومين، وقال لي: من الصعب الآن، والرئيس يريد أن يجتمع معك، ولكن من الصعب الآن؛ لأن جدوله ممتلئ، ولكننا سوف نرتب لقاء مع مساعده. وطبعًا لم يشر إلى الرئيس، وإنما أشار إلى الأمين العام، فقال: الأمين العام المساعد[لحزب البعث العربي الإشتراكي] سوف يلتقي معك، ويمكن أن تبحث معه، وهو كان في تلك الفترة سعيد بخيتان، فقلت له: حسنًا.

وفي اليوم الذي كان يجب أن ألتقي معه، أخذني، وقال لي: أنا فكرت بالموضوع أكثر، وقال: سوف أجعلك تجتمع مع مناف طلاس، وهو مقرّب جدًا من الرئيس وربما يكون من الأفضل أن تجتمع معه. فقلت له: لا يوجد عندي مانع. وفعلًا، حصل لقاء مع مناف طلاس، وعرفته بالمجلس، وهو عنده خبرة بأمريكا وهذا واضح، ويبدو أن زياراته كانت كثيرة إلى هناك، ويبدو أن أحد أقربائه كان موجودًا هناك. وأنا تحدثت عن قضية التحول الديمقراطي، وقلت له: إن البلاد لا يمكن أن تستمر بهذه الحالة، وإذا لم يبدأ تحول ديمقراطي في البلاد فهذا سوف يؤدي إلى صدام، وربما الوضع يكون غير مناسب، وأنا طرحت عليه أنه لماذا لا يبدأ النظام الحالي (الرئيس) بتوسيع هامش الحريات والسماح بتعدد الأحزاب والسماح بالصحافة الحرة وبهذه الطريقة سوف يكون هناك حراك سياسي في البلد، وهذا سوف يكون في مصلحة البلد، ويمنع أن يستفيد طرف خارجي من المظلوميات أو من قبل المعارضة غير المرتاحة لأداء النظام وأن تكون جزءًا من عمل ضده. وفي نفس الوقت أنا اجتمعت مع المعارضة (مع العديد من المعارضين)، وهم تقبلوا الفكرة، وأن يكون هناك عمل تدريجي ومحاولة لفتح مجال العمل السياسي ولنقد بعض التصرفات للنظام.

واجتمعت مع رياض سيف ورضوان زيادة وأكرم البني ومجموعة من المعارضين، وأعتقد أننا اجتمعنا في أحد اللقاءات في منزل رياض سيف، وتكلمنا عن هذا الموضوع، وأنا أعطيتهم وجهة نظر المجلس أنه لا يمكن أن تحصل عملية تغيير سياسي مفاجئة ولا بد من التدرج، وهذه فرصة للمعارضة حتى تكتسب مهارات في العمل السياسي، وتبدأ بالتحرك على بعض الملفات، وأنا أذكر في لقاء لاحق مع رياض سيف أنه كلمني عن ملف الخليوي قبل أن تتم إعطاء موافقة حق الاستثمار للشركتين، وأظهر لي بعض المشكلات بأن هاتين الشركتين وهميتان، وأن البعض يحاول الاستفادة من هذا، وأنا لم أكن أعرف بالتأكيد، وربما هو لم يخبرني أن رامي مخلوف هو أحد الأشخاص الذين يدفعون بهذا الاتجاه، ولو سمعت هذا لعرفت أن هذا الأمر يحصل بموافقه بشار الأسد، وأنا قلت لرياض: برأيي قضية الإصلاح الدستوري أو تعديل وتغيير الدستور يجب أن تكون لمرحلة لاحقة، وربما ملف الخليوي هو الملف الأنسب؛ لأن فيه مصلحة للبلد، وأعتقد أن هذا ضروري للمعارضة، وهذه أحد مهامها: محاولة الحفاظ على المصلحة الوطنية. ولكن بالتأكيد هذا الملف نفسه الذي حركه كان سببًا في كل مشاكله مع النظام، يعني ربما لو حرك شيئًا آخر في تقديري كان أخف من هذا الملف؛ لأن الملف يتعلق بخطة واستراتيجية للنظام لأنه كان هناك ضغط عليه بالتأكيد في عملية الانفتاح الاقتصادي، وهذا كل ما كان يرغبه الأمريكان من السوريين، والانفتاح السياسي كان تأجيله ممكنًا، وهو (النظام) أراد الحفاظ على قدرته على التحكم بالاقتصاد من خلال نقل ملكية الأموال إلى مجموعات قريبة منه بحيث لا يتغير شيء، ويبقى التحكم بالاقتصاد السوري بيده.

الأمر المقلق لم يكن خروج النظام السوري من لبنان، وكان بالنسبة لنا هذا الأمر طبيعيًا، وواضح أن النظام غير قادر على البقاء في لبنان بعد أن تحرك الشارع اللبناني، وهذا بتقديري ليس له علاقة بالداخل السوري مباشرة، ولكن بالتأكيد المعارضة السورية تفاعلت مع هذا الملف، وكانت هناك بيانات فيها الكثير من الجرأة ومحاولة دفع النظام للتغيير السريع، ولكن الذي كان مقلقًا لنا أكثر شيء هو في تحليلاتنا أن الحالة في العراق لا تزال في أوج الصراع، وكان هناك سوريون شاركوا في العمليات ضد الجيش الأمريكي بتسهيل من النظام، وهذا كان أيضًا واضحًا -ليس تمامًا كما هو معروف اليوم- ولكن كان يوجد على الأقل تقارير حول هذا، فكان الخوف أن الصراع في العراق ينتقل إلى سورية ما لم يبدأ النظام بعملية إصلاحية، يعني ينفتح أكثر ويسمح بالحريات ويسمح بتعدد الأحزاب والسماح للصحافة تكون قادرة على انتقاد سلوكيات الفساد الإداري والفساد الاقتصادي.

وطبعًا بالنسبة للنظام، أنا في لقائي مع مناف طلاس طرحت هذا الموضوع بهذه الطريقة: أن الواقع السوري قريب من الواقع العراقي، وتوجد معارضة أيضا مهمشة، والسوريون لابد أن يدخلوا في حياة ديمقراطية؛ لأن هذا هو التطور الطبيعي لكل المجتمعات. فلماذا لا تبدأ الحكومة السورية بقيادة هذا الموضوع؟ وهو أكد لي، وقال: إن الإصلاح الأول في سورية هو بشار الأسد، وأنا متأكد أنه سيكون راغبًا في التعاون. وهو سأل، وطلب معلومات عن المجلس، وأنا شرحت له ما هو المجلس، وأعطيته بعض المعلومات، وتم الحديث على أنه يمكن أن يكون هناك لقاء لاحق يشارك فيه وفد من المجلس ووفد من القيادة السورية بما فيها بشار الأسد.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

أوضاع ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/55-01/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

الدوحة

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2006

updatedAt

2024/03/22

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجمعية الطبية السورية الأمريكية - سامز 

الجمعية الطبية السورية الأمريكية - سامز 

المجلس السوري الأمريكي

المجلس السوري الأمريكي

الشهادات المرتبطة