الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

انضمام حركة العدالة والبناء إلى إعلان دمشق

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:21:36:20

طبعًا كما ذكرت توجد لدينا ثلاثة أهداف أساسية، أولًا- زيادة المنتسبين للحركة (حركة العدالة والبناء)، وثانيًا- بناء شبكة علاقات سورية واسعة مع أطياف العمل العام والمعارضة السورية. وثالثًا- بناء شبكة علاقات إقليمية ودولية، وهذه كانت الأهداف الأساسية الثلاثة التي بدأنا بها وهذا الشيء إلى حد كبير أعجب إعلان دمشق في ذلك الوقت، وأيضًا عندما جلسنا معهم في باريس وتكلمنا في هذه الأمور كان يوجد هناك انطباع إيجابي، وهذا كان له أثر بعد أن اطلعوا على أوراق الحركة وأهدافها ومسيرتها، يعني وضعناهم في صورة أننا نحن كيف وصلنا إلى موضوع الحركة خلال عملنا في عام 2004 و2005 وعملية الإشهار ووجود بعض الأعضاء في الداخل وأيضًا في الخارج، ورأوا أنه يوجد هذا الجانب الشبابي وأيضًا هذا الجانب من التيار المحافظ الذي يحاول التحرك بطرق جديدة وآليات جديدة، وفي تاريخ 21/5/2006 تم اتخاذ القرار في اجتماع رسمي مع إعلان دمشق بقبول حركة العدالة والبناء كجزء أساسي من إعلان دمشق.

طبعًا أذكر في تلك الفترة الذي يرانا في ذلك الوقت يعرف أننا حديثون على العلاقة في العمل العام؛ لأننا كنا نتعامل مع الموضوع أكثر كشيء مؤسساتي أو احترافي وكأنه شيء له علاقة بالعمل الذي تقوم به المؤسسات الرسمية، وكنا دائمًا حريصين في الزيارات وحتى اللقاءات مع الجهات الأخرى من المعارضة السورية [على] أنه يجب أن يكون اللباس رسميًا (الزي الرسمي وربطة العنق)، وهذا من الطرف الآخر كان نوعًا ما غير معهود، وعندما كان يأتي شبابنا كان يبدو أنه يوجد عالمان مختلفان إن صح التعبير بين طيف يعتبر نفسه أنه يقدم انطباعًا وشيئًا إيجابيًا وشباب سوريون يعملون في العمل العام ويحاولون إعطاء هذا الانطباع ليس فقط بالكلام وإنما أيضًا من خلال لباسهم ومن خلال المظهر الرسمي، والطرف الثاني الذي يأخذ الأمور براحة أكثر ومرونة أكثر وخاصة الأطياف التي جاءت من أطياف يسارية كانت أعتقد أنها ترى هذا الشيء ليس دلالة إيجابية بمعنى أنها كانت تحب البساطة والمظهر الذي لا يعطي انطباعًا رسميًا من خلال البدلات وربطة العنق.

معظمنا كان يعمل في شركات ويعمل ضمن مؤسسات وشركات معروفة، وبالنسبة لنا كان طبيعيًا هذا اللباس ونحن كل يوم نرتديه في عملنا الاعتيادي، ولأننا نلبسه في لقاء مع المعارضة هذا بالنسبة لنا كان طبيعيًا، ولكن بالنسبة لهم كان غريبًا قليلًا، ويبدو أننا جئنا من عالم مختلف تمامًا عن العالم المعروف عن عالم المعارضة، وطبعًا أيضًا كان هذا نوعًا ما يجعلهم يحسون أن هؤلاء الجماعة دعونا نرى ماذا سيعملون، ولكن بنفس الوقت لأنهم كانوا يشعرون أنه ليس لدينا خلفية أيديولوجية ولا ننطلق من أيديولوجيات نوعًا ما لم يكونوا ينظرون لنا بجدية كبيرة؛ لأنهم جاؤوا من مرجعيات وخلفيات أيديولوجية واضحة سواء كانت على مستوى اليسار أو المستوى القومي أو حتى على المستوى الإسلامي، ولكن بالنسبة لنا كنا نعتبرها إيجابية وفرصة أكثر، وأنا لا ألومهم في ذلك الوقت لأنه فعلًا إذا [كان] شخص منتميًا إلى حزب عمره 50 سنة ورأى مجموعة من الشباب ينتمون إلى مجموعة سياسية عمرها شهر أو شهرين بالتأكيد لن يكون هناك مجال للمقارنة لا على مستوى الإيديولوجيا ولا على مستوى ربما التضحيات؛ لأنه يوجد البعض من هذه الأحزاب ضحت تضحيات كبيرة خلال مقارعتها للنظام في الفترات الماضية ونحن هنا كنا نواجه فعلًا تحديات كبيرة، أولًا ليس فقط أن نجد طريقة حتى نعمل بها بشكل صحيح وإنما أيضًا أن نجد طريقة حتى نكتب فيها ثقة حلفائنا الموجودين داخل المعارضة الذين كان لديهم اشتراطات ليست سهلة، الاشتراطات بمعنى أن الكثير منهم كان يعتبر أن الشخص مقدار مشروعيته تعتمد على كمية الأشخاص الموجودين لديه في السجن وكم يوجد لديه أشخاص بقوا في السجن وكم يوجد لديه من الأشخاص الذين ضحوا وأشخاص استشهدوا وكم هو ملتزم بأيديولوجية معينة.

وهذه النظرة استمرت معنا إلى فترة ليست سهلة، بمعنى أن هذه النظرة استمرت إلى عدد من السنوات رغم أنهم كانوا يرون الإنجازات التي نحققها، ولكنهم كانوا يتعاملون معها بطريقة على الأقل بعضهم بطريقة غير عادلة إذا أردت التكلم بالمنطق الموضوعي، فأما أن يهونوا من أثرها (أثر هذه الإنجازات) أو يعتبرون أنه بسبب أن هذا الشيء جديد وليس له جذور قوية وبالتالي يستطيع أن يحقق هذه الإنجازات التي يفترض أن تحققها التنظيمات والأحزاب الأكثر رسوخًا التي يوجد لديها تاريخ وإيديولوجيا.

كما ذكرت نحن من البداية أصرينا أن تكون العلاقة مبنية على أساس صحيح، وهم رأوا أن الرسالة التي وصلتهم مكتوبة بشكل احترافي وأرسلنا معها كل الأوراق التي لها علاقة بالحركة، وحصل لقاء في باريس مع قيادات منهم وتكلمنا عن أهدافنا بشكل واضح، وبالتالي جاء القرار أو المأسسة لهذه العلاقة كانت في قرار الإعلان قبول الحركة كجزء أساسي فيه، وفيما بعد نفسه الإعلان اكتملت هياكله التنظيمية المبدئية قبل أن يجتمع المجلس الوطني لإعلان دمشق في نهايات عام 2007 اكتملت الهيكلة التنظيمية للإعلان في 15/8/2006 وفي هذه الهيكلة كان مسؤول الأمانة العامة الأستاذ رياض سيف والأستاذة الدكتورة فداء الحوراني كانت أمينة السر وكان حسن عبد العظيم الناطق الرسمي وكان يوجد هناك أمانة من بعض الأعضاء المؤثرين والأساسيين منهم الأستاذ رياض الترك، وهنا نحن بدأنا ندخل على علاقة مأسسة مع الإعلان من خلال علاقة مباشرة مع الأستاذ رياض سيف وهم رأوا أن الحركة يوجد لديها خطط طموحة للتواصل مع السوريين في المهجر بالإضافة إلى عملها داخل سورية والذي كان عن طريق الإعلان وأيضًا التواصل مع السوريين في المهجر، والتواصل مع الدول في الإقليم والمجتمع الدولي وتحديدًا مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة وكندا.

هذه التواصلات كانت تحصل إما عن طريق "الإيميل" أو عن طريق الهاتف أو في اللقاء المباشر الفيزيائي، وكنا نرسل أعضاء من الحركة إلى سورية مثلًا: في إحدى المرات أرسلنا أسامة المنجد وطبعًا كانت توجد فيها مخاطرة، ولكن قمنا بالتشييك على الأمور الأمنية قبل إرساله واستطاع، لأنه لم يذهب بشكل مباشر من بريطانيا إلى سورية، وإنما عن طريق دولة ثالثة خففت من احتمالية أن يكون هناك شبهة، وخلال هذا حصل تواصل مباشر مع الأستاذ رياض سيف وأيضًا مع كوادرنا الموجودين في دمشق وحمص وحلب وحصل نوع من الديناميكية في ذلك الوقت.

الإعلان كما ذكرت طلب أن يكون هناك عمل حقيقي وأن يكون هناك لجان لإعلان دمشق في المهجر، وطلب أن تلعب الحركة دورًا في هذا الشيء وتقوم بالتواصل في هذا الموضوع، وأنه أيضًا بالتواصل مع الدول التي لها علاقة بالملف السوري من أجل شرح فكرة الإعلان، وهدف الإعلان، ورسائل الإعلان ومن هذا المنطلق أستطيع أن أقول: إن الحركة لعبت دورًا كبيرًا مثل -إذا صح التعبير- وزارة خارجية لإعلان دمشق، حتى تتواصل مع الدول وتشرح وتُفهم الدول أنه يوجد هناك حراك جديد وهذا الحراك هو حراك واعد ومظلة واحدة لجميع أطياف المعارضة يمكن البناء عليه ويمكن التنسيق معه ويمكن أن يكون بديلًا عن النظام القائم، وأيضًا في المقابل الدول بدأت تشعر أنه أصبح هناك ديناميكية وتحرك جديد في سورية من خلال إعلان دمشق، ودائمًا نحن نعرف أن وحدة الصف تخلق قوة كبيرة جدًا أكبر مما يتخيلها الشخص، وأكبر من مجموع القوى للناس الموجودين، يعني حجم القوة التي تصدر بسبب الوحدة أو بسبب التوحد ما بين قوى المعارضة بالعادة أكثر بكثير من أن نجمع القوى بعملية حسابية بسيطة فقط بينما هي تعطينا قوة أكبر بكثير، وأهم من هذا الشيء كله أنها تعطي انطباعًا إيجابيًا وهذا الانطباع نحن كنا بحاجة له إذا أردنا أن نخلق نمطية تفكير جديدة عند المواطن السوري وعند المجتمع الإقليمي والدولي.

طبعًا دائمًا نحن في عملنا كانت توجد هناك عملية موازنة صعبة جدًا ما بين أمرين الأمر الأول هو: زيادة عدد المنتسبين الانتشار الأفقي، وما بين الحماية والأمن الشخصي لعضو الحركة بمعنى أنه إذا أردنا زيادة هذا الانتساب يجب أن يكون هذا على حساب التدابير الأمنية وإذا أردنا زيادة التدابير الأمنية يجب أن تكون على حساب عدد المنتسبين، ونحن فكرنا في هذا الموضوع ورأينا أنه ضمن ظرف ذلك الوقت الأفضل أن نعطي الأولوية لحماية أعضائنا بالحد الأعلى، ولا أريد أن أقول بالحد الأدنى وإنما بالحد الأعلى، بمعنى أنه أي شيء يمكن أن يؤثر على أمن هذا العضو المؤسس في الحركة كنا نتفاداه وأستطيع أن أقول: إنه من الأمور التي يحق للحركة أن تفتخر بها أنها لم تسبب لأي شخص من أعضائها داخل سورية ولا لجميع الذين تعاونوا معها في الورشات التي سوف نتكلم عنها فيما بعد والمشاريع التي اشتغلت بها الحركة ولا أي شخص سوري أو سورية دفع ثمنًا بسبب نقص بالتدابير الأمنية المتخذة، وكانت بالنسبة لنا هي أولوية رقم واحد لأنه في قناعتنا إذا حصلت حادثة أو حادثتان فإنها تضرب مصداقية الحركة وبنفس الوقت تجعلنا أمام تحد صعب في خلق بدائل.

طبعًا مقابل التدابير الأمنية الكبيرة في الداخل كانت توجد لدينا حرية أكبر في الخارج ويوجد الكثير من الأمور نحن نستطيع أن نفعلها هم لا يستطيعون القيام بها، ويوجد أمور مهما فعلناها لا نستطيع الوصول إلى نتيجة إذا لم يقوموا بها هم داخل سورية، وهذا نوع من التكامل كان موجودًا وكان يوجد هناك تقريبًا تواصل يومي وهذه أحد التدابير أنه كان يوجد لدينا معرفة جيدة في تدابير الأمن الرقمي، لقناعتنا أن النظام بدأ يحسن من قدراته على المراقبة الرقمية ومراقبة الإنترنت، وكانت الحماية الرقمية والأمن الرقمي أساسيًا لأنه أساس التواصل، وثانيًا- بذلنا جهدنا حتى يكون هناك هواتف فضائية ثريا في البداية كانت لأعضاء الحركة، ولكن بعد فترة قدمنا بعض هذه الهواتف إلى قادة الإعلان (إعلان دمشق) وكان يوجد لدينا خيار اضطررنا لاستخدامه مرة أو مرتين وهو الإنترنت الفضائي بمعنى أننا نستطيع أن ندخل إلى الإنترنت بدون الدخول إلى الشبكة السورية، وهذه أحد التدابير الأمنية وهذا الكلام في عام 2006 و2007، أضف إلى ذلك أنه يوجد بعض- يعني بدأت تتشكل- المنظمات التي تهتم بهذا الموضوع وأعطت نوعًا من الخيارات للناشطين، وفي ذلك الوقت كان ناشطو حقوق الإنسان أكثر من أي شخص آخر ونحن استفدنا منها، أنها عبارة عن "إيميلات" تابعة "لسيرفرات" محددة بحيث أنها لا تمر عبر الشبكة السورية التي يسيطر عليها النظام، وحتى لو مرت سوف تكون مشفرة بطريقة لا يمكن للنظام أن يكتشفها.

كانت توجد بعض المنظمات الأوروبية وتوجد منظمة أمريكية أيضًا كانت تساعد جميع ناشطي حقوق الإنسان في أنحاء العالم وخاصة في الدول التي يوجد فيها خطورة، لأن ناشطي حقوق الإنسان كانوا يرسلون وثائق وتفاصيل وكان يجب أن تصل مثلًا: إلى منظمة العفو الدولية "هيومن رايتس ووتش" التابعة للولايات المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان في أوروبا، ونحن أيضًا استفدنا من هذه التدابير بحيث أنه أستطيع أن أقول: إلى حد كبير كان تواصلنا آمن، لأنني بعد قليل سوف أتكلم عن مشاريع هي تمثل ليس خطًا أحمر وإنما خط أسود بالنسبة للنظام، ولولا هذه التدابير التي استمررنا بها للنهاية لكان أقل تهاونًا في هذه التدابير يمكن أن يدفع بعض الناس حياتهم ثمنًا لها، والعمر لا يوجد فيه مزاح أبدًا ونحن كنا مدركين لهذا الأمر، أبدًا لم يكن يوجد في بالنا التضحية بأشخاص موجودين في الداخل ونحن بالنسبة لنا الشخص الموجود داخل سورية يساوي 100 شخص ونتعامل معه على هذا الأساس يساوي 100 شخص موجود خارج سورية

بعض أعضاء الحركة فيما بعد عندما بدأت الثورة لعبوا دورًا أساسيًا مثل: الدكتور ياسر (ياسر العيتي - المحرر) وأخونا العزيز محمد منير الفقير الذي اعتُقل أثناء الثورة، ويوجد بعض الأشخاص مغيبون ويوجد بعض الأشخاص حضروا معنا ورشات في المقاومة السلمية سوف نتكلم عنها بعد قليل، وأيضًا لعبوا دورًا أساسيًا في الثورة والبعض منهم استشهد والبعض لا يزال قيد الاعتقال مختفيًا قسريًا، طبعًا هذا بسبب الثورة وليس له أي علاقة بالتدابير الأمنية يعني هذا بخيارهم الكامل، والواضح أنهم وكل السوريين يفتخرون بهم أن هؤلاء ضحوا وقدموا كل ما يملكون من أجل أن يكونوا جزءًا من هذه الثورة العظيمة التي بدأت في سورية.

كان يوجد أشخاص موجودون في حمص وحلب والبعض منهم حتى الآن موجودون ولم يتم اعتقالهم ولم تتم معرفة أنه منظم وما إلى ذلك، نحن حتى الآن يوجد بعض الأمور نحاول أن نكون حذرين في ذكرها لأننا نخاف أنها قد تؤثر على بعض الناس الذين في وقت من الأوقات إما لعبوا دورًا أساسيًا أو مساعدًا لبعض الأمور التي كنا نقوم بها في الداخل السوري.

أعيد وأقول: الدول الأساسية في الملف السوري في ذلك الوقت بدأت تشعر أنه يوجد حراك منظم من قبل المعارضة السورية هذا الحراك منظم وموحد وهذا الشيء تم أخذه بعين الاعتبار.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/02/03

الموضوع الرئیس

النشاط قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/129-16/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2006 - 2007

updatedAt

2024/04/17

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سورية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

هيومن رايتس ووتش

هيومن رايتس ووتش

حركة العدالة والبناء

حركة العدالة والبناء

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة