الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الحالة السياسية بعد توريث السلطة، والانضمام إلى لجان الإحياء المدني

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:25:19:12

أنا أعتقد أن الأستاذ ميشيل كيلو كان لديه عدة مزايا أحدها مثلًا: أنه كان لديه تدقيق شديد جدًا على المصطلحات يعني هذه للأمانة تحسب له لا أعتقد أنه شخص آخر أراد أن يركز في الناس وفي فهمهم وتحديد المصطلحات، وإذا أردت النقاش في أي قضية الجميع يعرف الطريقة التي نتعامل فيها لا يوجد تحديد المصطلحات، ولكن الأستاذ ميشيل مفهوم الأمة واضح عنده ومفهوم الديمقراطية واضح عنده والمصطلحات واضحة عنده ويحفظها عن ظهر قلب ويستطيع الدفاع عنها يعني حتى إنه كان يفرق أمامنا ما بين المجتمع المدني والمجتمع الأهلي يعني أنا لم أعرف شخصًا ناقشها بهذه الدقة كما ناقشها الأستاذ ميشيل لذلك فيما يتعلق بقصة المصطلحات كان فعلًا يثير الإعجاب. وثانيًا: كان يدرس القضايا بعمق ودراسته ليست دراسة ظاهرية، وقد لا يصل إلى النتيجة النهائية لأنه يوجد الكثير من القضايا التي تحتاج بحثًا في العمق لها علاقة بعلم الاجتماع ولها علاقة بعلم النفس. وأنا أذكر أخي سعد عندما أراد تقديم رسالة الماجستير أنا قلت له: أنت تقدم لنا خدمة كبيرة جدًا في السياسة في سورية فيما لو درست طبيعة الشخصية الفراتية تأسيًا بدراسة الدكتور علي الوردي في العراق، دراسة شخصية الفرد العراقي، يعني أنت عندما تفهم هذا العقل تستطيع التعامل معه سياسيًا وبالتالي المفكر السياسي ليس بالضرورة أن يصل إلى النتيجة النهائية من خلال دراسته السياسية، ولكن إذا تضافر مع عالم الاجتماع يمكن الوصول إلى نتيجة، يعني من المشكلات لدينا في سورية أنه ليس لدينا وضوح كيف تشكلت الشخصية السورية بهذا الشكل المعقد الذي نحن به يعني على مبدأ لا نرضى عن أمير ولا يرضى عنا أمير. ورأينا حجم النقد الذي يحصل بين بعضنا أمرًا محزنًا لماذا وصعب جدًا أن نصل إلى اتفاق في أي مسألة.

كانت من مزايا الأستاذ ميشيل أنه كان يدرس النصوص بعمق ويستخرج منها الأفكار وكان بالنسبة لنا شخصًا من أهم مولدي الأفكار، وفي تلك الفترة لا تزال خبرتنا السياسية محدودة فعندما يأتينا شخص بهذا المستوى من التفكير والخبرة السياسية ويرتبط فهمه العميق للنصوص مع تحديده للمصطلحات كان مفيدًا جدًا بالنسبة لنا وبالتالي كانت مقالاته والأهم من مقالاته كانت اللقاءات الشخصية المباشرة معه كانت زادًا معرفيًا بالنسبة لنا لا غنى عنه، والذي عرفنا عليه هو الأستاذ علي العبد الله وطبعًا الأستاذ ميشيل فيما بعد أصبح يزورنا وحتى إنه زارني في منزلي وكانت مجموعتنا دائمًا كان يوجد فيها أشخاص بالأصل يعملون بالسياسة يعني علي يعمل بالسياسة منذ زمن بعيد ورياض درار يعمل بالسياسة وحتى أخونا يوسف الذيب هم قبلي عملوا في السياسة وأخونا الصيدلي محمد هزاع قبلنا وهم أكبر منه بالعمر بحوالي 10 سنوات، وبالتالي ربما نحن كنا أكثر تخصصًا في القضايا الإسلامية الصرفة.

هو كان موقفه (ميشيل كيلو) من النظام واضحًا وصريحًا ضد النظام، وكان أحد مزاياه أنه كان من أخبر الناس بتفاصيل ودقائق هذا النظام للأمانة كان موقفه واضحًا جدًا وهو يمزج ما بين المواجهة مع النظام بالنسبة له المسألة محسومة أن هذا النظام لا أمل منه وثانيًا: يعرف تفاصيل مهمة جدًا أنه من خلال عمله السياسي وحتى من خلال عمله الإداري وهو عمل في وزارة الثقافة لفترة، وبالتالي بنية هذا النظام كانت بالنسبة له واضحة جدًا، وأنا أعتقد أنه مجموع هاتين المسألتين ساعدته كثيرًا في كتابه الأخير عن السلطة في سورية والحقيقة كنا كثيرًا مرتاحين معه وأنا تعززت علاقتي به عندما دخلنا السجن، أنا بالنسبة لي كان على سلامته أستاذ ميشيل أحد الأشياخ السياسيين هو والأستاذ علي العبد الله وأخونا الأستاذ فايز سارة وأخونا أكرم البني والأستاذ رياض الترك يعني بالنسبة لنا كانوا شخصيات مهمة جدًا وكنا نستمع باهتمام شديد لما يقولونه.

نحن تعرفنا على الأستاذ ميشيل وعلى الأستاذ علي العبد الله قبل وفاة حافظ الأسد، وأما بقية الإخوة فتعرفنا عليهم فيما بعد وخصوصًا بعد أن انخرطنا في لجان إحياء المجتمع المدني.

وفاة حافظ الأسد كانت بالنسبة لنا مفصلًا يعني ربما شجعنا وجعلنا نحسم خياراتنا بحيث تصبح خيارات نهائية في مسألة العمل السياسي.

الوفاة كانت صباحًا الساعة 11:00 صباحًا، ولكن لم تُعلن في قناة الجزيرة إلا 6:00 مساء، وكنت أنا أمام التلفزيون وظهر النبأ وأنا لم أذكر سوى مشهد حصل قبل 30 سنة أنا في يومها كنت طفلًا ولا أعرف أن هذا سوف يسمح بنشرة صوت وصورة أم لا ينشر، ولكن لا بأس في الحديث عنه كطرفة في تاريخ 28 أيلول/ سبتمبر 1970 أنا كنت طفلًا ووالدي -رحمه الله- كان يكره جمال عبد الناصر وكان في السوق، وسمع نبأ الوفاة وعاد حتى يبشر والدتي وعندما دخل المنزل من باب المنزل كان يخبرها أنه "فطس" ومباشرة والدتي وبدون مقدمات قالت له: عبد الناصر؟! وأنا حصل معي نفس المشهد في يوم وفاة حافظ الأسد ركضت باتجاه شخص عزيز جدًا علي حتى أخبره فقلت له: فطس. ومباشرة قال لي: حافظ الأسد؟! الحقيقة هذه اللحظات التاريخية الممزوجة ما بين الشعور بالفرح والإيمان والثقة التامة بوعد الله أنه هذه مصائر الظالمين في النهاية مهما بلغ من جبروته وبطشه في النهاية كل نفس ذائقة الموت، وبنفس الوقت أصبح يوجد تفاؤل بإمكانية التغيير وبنفس الوقت أصبح يوجد شيء من القلق كيف سوف يتم التغيير؟ وطبعًا الأجواء في دير الزور كانت صمتًا مطبقًا في كل المدينة والشوارع ولا إنسان وحتى أجهزة المخابرات وفيما بعد نحن بلغنا أنه حتى أجهزة المخابرات أصيبت برعب وقلق شديد جدًا مما يمكن أن يحصل ولكن لحظات التفاؤل لم تطل لأنهم مباشرة خرجوا على التلفاز وأعلنوا عن جلسة لمجلس الشعب من أجل تغيير الدستور حتى يصبح بشار الأسد، حتى إنني كنت أقول لأصدقائي متهكمًا وأنا كنت من المغرمين بمتابعة سباقات "الفورمولا 1" وما زلت، وكنت أقول متهكمًا عن تغيير الدستور في سورية: تم بطريقة أسرع من تغيير إطارات "الفورمولا 1" يعني الطريقة السمجة السخيفة التي تم بها تغيير الدستور بحيث إنه يصبح يتناسب مع بشار الأسد وأن بشار يصبح رئيس للجمهورية كانت صعبة التحمل جدًا.

بالنسبة لمجموعتنا أبدًا لم يكن يوجد نوع من أنواع التفاؤل من هذا النظام، وأنا أريد الحديث عن مسألة تتميز بالطرافة عندما حصلت حرب عام 1991 وانخرط حافظ الأسد مع الأمريكان في مواجهة العراق لتحرير الكويت، وفي يومها هذا الانخراط في العمل ثم صدور القانون 9 بالانفتاح الاقتصادي خلّف لدى بعض الناس قناعة أنه بالنهاية النظام السوري سوف يذهب باتجاه حل حزب البعث والتخلي عنه وخصوصًا ترافق هذا مع سقوط الاتحاد السوفيتي وأنه من المنطقي أن يذهب باتجاه الانضمام إلى الركب العالمي وبدأ يروج لهذه الفكرة بعض الشخصيات السياسية القديمة عندنا في دير الزور أن هذا ممكن أن يحصل، وأنا كنت شابًا متحمسًا في ذلك الوقت وحملتها ساخنة إلى الشيخ محمود المشوح -رحمه الله- في الميادين وقلت له: يوجد هكذا فكرة ما رأيك في مناقشتها؟ وهو كان صاحب نكتة وعبارات ناقدة وقال مستغربًا بعبارة يوجد فيها نقد: إنه له (ماذا بك) يا أحمد شخص عنده حمار يركبه هل ينزل عنه؟ يعني مسألة أن يقوم هذا النظام يومًا بحل حزب البعث والتخلي عن إحدى وسائل الحكم من هو المجنون الذي سوف يقول هذا الكلام؟! وهذا طبعًا أنا أصبحت عندي هذه المسألة راسخة أن هذه من وسائل الحكم القومجية والممانعة وقضية فلسطين وحزب البعث وهذه الحركات التي يستخدمها النظام حتى يركب فوق رقاب الناس ويسلط بحجتها الأجهزة الأمنية على رقاب الناس لا يمكن أن يغيرها لأنه لا يمكن أن تعيش هذه الأنظمة بدون هذه الوسائل وحتى بالديمقراطية هو سماها ديمقراطية شعبية والنظام عندنا في سورية عندما كان يقول: الشرطة في خدمة الشعب المقصود بالشعب هو القسم الخاص به هو الشعب والشرطة في خدمته هو.

أنا كشخصية بدأت أتوجس خيفة وقلقًا من مستقبل سورية باللحظة التي حصل فيها تغيير الدستور، وتقريبًا انعدمت بوادر إمكانية الإصلاح عندما جاءت مادلين أولبرايت (وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة) وزارت بشار الأسد كانت رسالة واضحة أن هذا الوضع سوف يبقى على حاله وإذا أردتم أن يحصل تغيير فهي مرحلة نضال طويلة الأمد، ولأنني كنت أنتمي إلى مدرسة فكرية تؤمن أن التغيير لن يأتي ثوريًا على الإطلاق في أي مرحلة من مراحل التاريخ وهذه من النقاط التي كانت تتميز بها مدرستنا الفكرية وأنه فجأة تحصل تغيرات مفاجئة بالرغم من أن الكثير من الخبراء السياسيين يقولون: إن حدثًا تاريخيًا معينًا قد يغير وجه التاريخ يغيره جزئيًا أو ربما يحصل تغيير واضح بشرط أن يكون هناك إرهاصات ويكون هناك عوامل في داخل بنية المجتمع تسمح بهذا الاتجاه، لذلك أنا لست مع من يقول أنه الانقلابات العسكرية التي قام بها صغار الضباط في الجيش السوري من بعد الاستقلال يعني كانت فقط لأنه كان يوجد فيها تآمر دولي كلا التآمر الدولي موجود، ولكن دوره ليس بالضرورة أن يكون كبيرًا وإنما بعوامل داخلية مجتمعية تتعلق بالشخصية السورية عبر التاريخ وهي شخصية تجمع ما بين الارتباط ما بين الدين والاقتصاد ونحن نعرف أن بلاد الشام هي منطقة عبور قوافل وبالتالي أبناؤها أغنياء نسبيًا وبنفس الوقت هي مهد الديانات ونشأت فيها الشخصية المعقدة التي مع الأسف إلى الآن نحن نعاني منها، وخلاصة ما أريد أن أقوله في هذه النقطة: إيماننا بأن التغيير لن يحصل إلا إذا غيرنا ما في عقول الناس وتغيير عقول ما في الناس يبدأ من الاعتراف بالخطأ وإعادة النظر في ميراثنا الفكري وتبني أفكار جديدة، وحتى في ذلك الوقت كان أحد أشياخي لديه جملة رائعة جدًا اقتبستها منه كان يقول: خطوات في طريق تبني الأفكار الأصح أنه ليس بالضرورة أن تقول إن كلامك هو صحيح مطلقًا، وإنما هو أصح ما لديك الآن لأنه ما لدينا من أفكار الآن نتيجة مجموعة من الظروف بما في ذلك الظروف النفسية والمعرفية والخبرات التي اكتسبتها أنت في حياتك حتى هذه اللحظة تجعلك تتخذ قرارًا ما قد في السنة التي بعدها تغير وجهة نظرك نتيجة ظهور عوامل أخرى ونتيجة زيادة المعرفة لأسباب كثيرة متعددة، ونحن لا نذهب باتجاه أنه ما أملكه من أفكار الآن هو الحق المطلق الذي لا يمكن تغييره، ولكن هي خطوات في طريق تبني الخطوات الأصح ونحن كلما تقدمنا في المعرفة والخبرة والزمن كلما كانت النتائج أفضل ولا نحسم القصة.

في تلك الفترة بدأت تنتشر في إحدى الصحف الرسمية في المنتصف صفحتان يُسمح فيها لشخصيات كبيرة في المعارضة أن تكتب فيها في قضايا الإصلاحات وقضايا نقد الحكومة والى حد ما لا أقول لنقد الحزب وإنما دون أن تقترب إلى ذات الملك المصونة يعني كان يوجد تفاهم وفيما بعد نحن فهمنا أنه حصل لقاء بشار الأسد مع عدد من الشخصيات المثقفة في سورية وتمت ملاحظة أن هذه الشخصيات المثقفة المدعوة كانت معظم ميولها يسارية ليبرالية قومية، ولكن لم يكن بينهم إسلاميون على الإطلاق، وكان في يومها رئيس الصحيفة رئيس تحرير الصحيفة الأستاذ محمود سلامة كان شخصية متزنة ومنصفة أتاح الفرصة لهم، ولكنه وضع مجموعة من النقاط للحديث وبدأ يكتب صادق جلال العظم وجاد الكريم الجباعي وبدأت تكتب الشخصية الحمصية المفكر الذي توفي الطيب تيزيني وأيضًا الأستاذ ميشيل يعني بدأت تكتب فيها مقالات معقولة وكان من مزاياها أن هؤلاء المفكرين كانوا ينشرون الأفكار بشكل غير مباشر بالنسبة لنا كان كل شيء ممنوع في ذلك الوقت وأنت تأتيك مقالات بهذا الشكل طبعًا التجربة لم تستمر والنظام أغلقها فيما بعد مع قيامه بضربة ربيع دمشق، وخلاصة القول: لأننا كانت لدينا قناعة أن التغيير ليس سهلًا والتغيير ينبغي أن يبدأ في العقول وأن التغيير ينبغي أن يبدأ في الأفكار ولكن بنفس الوقت نحن بحاجة إلى العمل السياسي لزيادة هامش الحريات الذي يسمح لنا بتغيير العقول هكذا كانت وجهة نظرنا لذلك عندما أتيحت لنا الفرصة وعرض علينا مسألة الانضمام إلى لجان إحياء المجتمع المدني لم نتردد كثيرًا، صحيح أنني لم أكن من أوائل من انضم إليها في دير الزور وسبقني زملائي قبلي.

لجان إحياء المجتمع المدني كانت بشكل أساسي الشخصيات الرئيسية الأستاذ ميشيل كيلو وأكرم البني والأستاذ علي العبد الله وحازم النهار وفايز سارة وطبعًا فايز سارة من أعمدتها في ذلك الوقت. وصادف بعد وفاة حافظ الأسد أنه أصبح يجمع بيننا وبينهم صداقات قوية وتعرفنا في تلك الفترة على الأستاذ الدكتور عبد الرزاق عيد وخصوصًا بعد صدور كتابه و"يسألونك عن المجتمع المدني"، أيضًا تعرفنا على جاد الكريم الجباعي وكتابه عن المجتمع المدني وكما قلت لكم تنظيرات الأستاذ ميشيل والتفريق ما بين المجتمع المدني والمجتمع الأهلي كانت للحقيقة مهمة لذلك نحن لم نجد أي صعوبة في مسألة أن نصبح جزءًا من هذا وكان زملاؤنا خصوصًا الأستاذ يوسف الذيب والصيدلي محمد الهزاع ثم أحمد رمح هؤلاء سبقوني في الانخراط بلجان إحياء المجتمع المدني وأنا ولكن ربما كان انضمامي أصبحنا مجموعة وكان علي العبد الله هو من مؤسسي اللجان وأصبح يوجد لدير الزور وزن.

أنا كنت أتمنى لو استطعت أن أوقع على بيان الـ 99 يعني بقيت حسرة في قلبي يعني الشخصيات التي وقعت على بيان الـ 99 نحن لم يتم دعوتنا إلى التوقيع عليه أو بالأحرى لم نكن من الصف الأول بحيث ولكن مع ذلك كل إنسان يتمنى أن يكون سباقًا إلى الخير، وأنا ذكرت أنه إلى الآن حسرة في أنفسنا أننا لم نكن من الموقعين على بيان الـ 99 لأنه في الحقيقة التوقيع على بيان الـ 99 مما يجعل الإنسان يفكر بذلك يعني الخطوة كانت مهمة جدًا، ولكن بيان الألف عُرض علينا ونحن لم نتردد أبدًا في مسألة بيان الألف والحقيقة التفسير فيه مجموعة أفكار بالغة الأهمية وهو كان اسمه بيان الألف، ولكن الحقيقة الذين وقعوا عليه تجاوزوا 2500 شخصًا في سورية يعني يوجد فرق في النقلة بين 99 وبين ألف ثم 2500 شخص الذين وقعوا فعليًا كانت مهمة جدًا هذه الفكرة.

أقول: إنه رغم عدم اقتناعنا بجدية ما يفعله النظام خصوصًا بعد ما فعله في السويداء يعني الحادثة في السويداء كان يعلق عليها الأستاذ ميشيل كيلو أن حافظ الأسد وهو حافظ الأسد لم يبدأ بسفك دماء الناس عمليًا إلا عام 1977 بينما بشار سفك دماء الناس بعد أشهر قليلة من الحكم يعني ما الذي جرى في السويداء حتى ترسل قوى عسكرية هائلة وتبدأ ترتكب مثل هذه الجرائم؟ كانت هي رسائلًا.

الحادثة لم تكن تستحق والآن بدأت أذكر أنه حصل خلاف ما بين أهل المدينة والبدو أو ما شابه ذلك وتطور الخلاف والنظام أصبح في النقد وتعرض الناس المواطنون للهجوم، وكان يفترض أن تتدخل الدولة لصالح المواطنين وليس لصالح... ولكن النظام بالعكس هو لا يريد أن يجمع أي رأيين أو يجمع بين المواطنين على فكرة إيجابية واحدة، ولكننا بالرغم من قناعتنا بعدم إمكانية أن يقوم النظام بأي إصلاحات جديدة، ولكن لماذا لا نستفيد من الخطاب الذي يقول إنه يريد الإصلاح وهو سمح لجريدة "الدومري" هذا جيد أليس أنت من تقول ديمقراطية؟ إذًا نحن سوف نعمل ضمن هذا الهامش ونتحرك ونُجري اجتماعات ولقاءات ونحضر المنتديات ونسافر ونذهب إلى اللاذقية والساحل والحسكة وإلى لقاءات في دمشق ومنتدى جمال الأتاسي في تلك الفترة بدأ يأخذ زخمًا وزملاؤنا وأصدقاؤنا بدؤوا يجرون منتديات داخلية نتناقش فيها ونتشجع.

أنا من الأشياء التي فاتتني فعلًا ولم يكن لي شرف الحضور هي منتديات الأستاذ رياض سيف يعني أنا لم أتعرف على الأستاذ رياض سيف إلا فيما بعد وبعد خروجه من السجن كان طبعًا له في نفوسنا ذكرى طيبة جدًا من قبل، ولكن لم نكن في تلك الفترة ونحن كنا نحرص على حضور هذه المنتديات، وكان يوجد فيها أمرين غاية في الروعة هي حجم الشجاعة التي أصبح يتمتع بها السوريون يعني كنا سابقًا إذا أراد الشخص الحديث فإنه لا يتحدث إلا همسًا والآن أصبح النقد علنيًا وثانيًا: رقي الطروحات والأفكار. وثالثًا: أصبح يوجد نوع من العلاقة الإيجابية بين الإسلاميين والعلمانيين هذه ممتازة جدًا وهي بدأت تتطور ونحن استعنّا بها عندما أردنا الانخراط في إعلان دمشق، ولكنها تطورت نحن نعرف أنه بيان الألف كان يتضمن الإفراج عن السجناء وعلى ما أذكر كان حتى فيه طرح بإلغاء القانون 49 وهذه هي النقطة لماذا كان الإسلاميون جميعًا بدون استثناء إن كان الإخوان [المسلمين] أو غيرهم نحن بالنسبة لنا لم نكن منظمين في الإخوان، ولكن كان يهمنا هذا الموضوع كان لدينا قناعة كإسلاميين أن أي إسلامي مهما كانت درجة عدم انتمائه إلى أي مجموعة، ولكنه بمجرد أن ينخرط في السياسة ولو بهامش صغير سوف يجر إلى المحاكمة بحجة القانون 49 وبالتالي بالنسبة لنا كنا بحاجة إلى أكثر من نقطة من بينها أنت بحاجة إلى شريك يساعدك في عدم تحمل المواجهة مباشرة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/02/23

الموضوع الرئیس

النشاط السياسي قبل الثورة السورية

كود الشهادة

SMI/OH/6-07/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

1999-2000

updatedAt

2024/04/17

المنطقة الجغرافية

محافظة السويداء-محافظة السويداءمحافظة دير الزور-مدينة دير الزور

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي

منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

مجلس الشعب - نظام

مجلس الشعب - نظام

 لجان إحياء المجتمع المدني

 لجان إحياء المجتمع المدني

صحيفة الدومري

صحيفة الدومري

الشهادات المرتبطة