استمرار نهج الحكم الذي أسسه حافظ الأسد بعد التوريث
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:28:00:24
موضوع الحرس القديم والحرس الجديد ليس له معنى، بمعنى أن النظام السوري في مرحلة الرئيس الأب أو مرحلة الرئيس الابن له آلية وضعها حافظ الأسد وضعها الأب، له آلية معينة، وهي أن السلطة الحاكمة الفعلية في يد الرئاسة وفي يد الأجهزة الأمنية والعسكرية وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، وبالتالي الأجهزة الأمنية لها مكتب الأمن الوطني (مكتب الأمن القومي - المحرر) يجتمع فيه جميع رؤساء فروع الأمن، ومن يقرر السياسات في سورية هي الرئاسة والأجهزة الأمنية والعسكرية لا مجلس الشعب ولا الحكومة ولا الوزارة ولا الوزراء أبدًا، وبالتالي هذه الآلية كانت في عهد الأب واستمرت إلى الابن، والأب وضعها بحيث لا يمكن تغييرها ومجلس الشعب كما يقال لا يمكن أبدًا لمجلس الشعب إلا بعد الغربلة يجب أن يكون من الموالين ولا يمكن لأحد أن يصبح رئيس وزراء أو في الوزارات المتعددة المختصة إلا أن يكون بموافقة الأمن والأجهزة الأمنية عليه، وبالتالي النظام استبدادي مغلق ومحكوم بآلية لا يمكن فكها حتى لو حاول أحد من داخلها أن يفككها سياسيًا أو عسكريًا، يتم الانتباه عليه ولا يستطيع فكها، والنظام مغلق على إمكانية تصحيحه من الداخل، هذه النقطة الأساسية، لذلك أنا أعتقد أن الحرس القديم كان أفضل من الحرس الجديد بشخصيات معروفة كانت تحترم الناس حتى لو كانوا معارضين، ولكن الأشخاص التالين كانوا شخصيات غير معروفة، كان يوجد نهج مرسوم في عهد الأب النظام جميعه يسير عليه.
أنا ذكرت أن الرئيس الأب كان له طاقم معه مدني وعسكري، هذا الطاقم الذي معه هو الذي يستلم مفاصل الدولة العسكرية والمدنية، وبالتالي هذا الموضوع عندما انتقل إلى الأسد الابن بالوراثة، الذين كانوا موجودين في الأجهزة الأمنية والعسكرية هم الذين أحضروا بشار الأسد وليس هو الذي أحضرهم، وليس هو الذي قام بتعيينهم وهم الذين أحضروه ورتبوا الانتقال من الرئيس الأب إلى الرئيس الابن بمعرفتهم وترتيبهم، وبالتالي كانوا يعتبرونه شريكًا معهم وليس هو رئيسهم أو مسؤولًا عنهم وإنما هو شريك معهم، وبالتالي هو إذا رغب أن يقول شيئًا يجب مثلًا احترام الآخر والرأي الآخر وأنه يملك الحرية ويتم تنفيذه، كلا؛ إنهم شركاء وبالتالي أية فكرة أو وضع جديد يجب أن يكونوا موافقين عليه، وأحدهم قال: كان الأخ رجاء الناصر فرج الله عنه كان كل أسبوع يأتي من دمشق، وهو كأمين سر للمكتب التنفيذي كان يأتي في بداية كل أسبوع إلى دمشق، ومنزله كان في [منطقة] مجدل عنجر أو الطريق الذي يؤدي إلى الخيارة، وعائلته تقيم هناك في البقاع الجنوبي، وكان هو كلما أراد الخروج كانوا يفعلون أمرًا أنه لا يستطيع الخروج إلى دمشق ويعود، لا يستطيع وإنما يحتاج إلى موافقة للعودة إلى البقاع، ويجب مقابلتهم حتى يأخذ الموافقة، وكان كل جمعة وكل أسبوع يقابلهم حتى يأخذ الموافقة، وفي إحدى المرات ذهب لأخذ الموافقة، وأحدهم رئيس الفرع الذي سيعطيه الموافقة قال له: رئيسنا يظن نفسه أنه سيمنح الديمقراطية بحسب عقله يريد أن يعطي المعارضة الديمقراطية، هو بما معناه ليس في يده الأمر وهو يحلم، بهذا المعنى على كل حال هو وافق على النهج، وافق على استمرار النهج القديم ووافق أنه يوجد خط مرسوم بأن القرار الاستراتيجي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي في يد الرئاسة والأجهزة الأمنية والعسكرية واستمر هذا الشيء في عهده أيضًا.
عندما توفي حافظ الأسد في أوائل النصف الثاني من حزيران [2000] جاءتني رسالة خطية بدعوة إلى اللاذقية للمشاركة في المناسبة (جنازة حافظ الأسد)، هناك مسؤولون عن الدعوات والدعوات جاءت إلى شخصيات وطنية والقيادات الوطنية وحتى للمعارضة، وأنا باعتباري كنت أمثل المعارضة الداخلية في التجمع الوطني في الحزب الأمين العام، والتجمع الوطني الديمقراطي رئيس جلسات الهيئة المركزية القيادة المركزية، والناطق باسم التجمع الديمقراطي، جاءتني رسالة للمشاركة للسفر إلى اللاذقية ويستقبلونني للمشاركة في المناسبة وأنا لم أذهب واعتذرت بأنني مشغول في القضايا.
المثقفون ساروا مع الحراك، شخصيات معروفة سارت مع الحراك والعمود الفقري للمعارضة كانت الأحزاب السياسية، كان التجمع الوطني الديمقراطي وحزب الاتحاد الاشتراكي فيه العمود الفقري للمعارضة الوطنية الحقيقية، وكنا نحن نصدر بيانات ومواقف وشعارات ونجري اعتصامات ونصدر منشورات، وعندما حصل بيان الـ 99 نحن كنا مع الفكرة، ويوجد الكثير من الأشخاص وقعوا بأسمائهم الشخصية مع الفكرة، يعني نحن حتى اتحاد الكتاب العرب كان من المثقفين كانوا مع المعارضة ومع الحراك الشعبي في أزمة الثمانينات، وبالتالي ليس الموضوع بأنهم سبقوا، كلا نحن السابقون ونحن قرأنا بيان الـ 99 ونحن أصدرنا بيانات أهم، والكثير منا وقعوا على بيان الـ 99 والكثير منا وقعوا على إعلان دمشق، وكثير منا كنا نحن كتجمع ننسق مع لجان إحياء المجتمع المدني التي فيها المرحوم ميشيل كيلو وحسين العودات وفايز سارة وكنا متحالفين، ولدينا لجنة وطنية للتغيير الديمقراطي، ولدينا ممثلون عن التجمع وممثلون عن لجان إحياء المجتمع المدني وممثلين عن التحالف الديمقراطي الكردي أربعة أحزاب وممثلين عن الجبهة الوطنية الكردية ثلاثة أحزاب وحتى المنظمة الآشورية دخلت يعني كان يوجد تفاؤل وتعاون بين المثقفين في لجان إحياء المجتمع المدني وغيرهم، وحتى اتحاد الكتاب العرب، وبين أيضًا التجمع الوطني الديمقراطي كان أول تحالف وطني تشكل عام 1979 واستمر حتى تأسيس هيئة التنسيق الوطنية في 30 حزيران/ يونيو 2011.
بدأت منتديات الأستاذ رياض سيف، أسس منتدى رائعًا، وكان يوجد منتدى في باب توما لسيدة أيضًا منتدى ثانٍ، وبدأت المنتديات يتلو بعضها بعضًا، وقرر التجمع الوطني الديمقراطي إقامة منتدى باسم جمال الأتاسي بقرار القيادة المركزية لقيادة التجمع الديمقراطي، منتدى جمال الأتاسي وصحيح أنه كان منتدى في الأخير ولكنه كان المنتدى الأكثر فعالية، وكان يوجد فيه نوع من التنسيق المباشر بين هذه المنتديات وأفكارها، لأنه كان يوجد في ربيع دمشق كان يوجد نوع من التفاعل والحراك السلمي والفكري والكتابات والمقالات والتصريحات كان يوجد روح تعاون سائدة لدرجة أنه عندما طلبني بناء على توجيه بشار الأسد طلبني عبد الحليم خدام للاجتماع معه في مكتبه في 16 آذار/ مارس 2001 قال لي: أستاذ حسن خطاب القسم الذي قاله بشار الأسد في 17 تموز/ يوليو يوجد أشخاص ظنوا وبدأوا يعملون وينشطون ويريدون الانقلاب على النظام وإسقاط النظام، وأنا ضحكت، قلت له.. و[هو] استند في ذلك إلى التعبير عن ربيع دمشق يعني اعتبرَ أن قول ربيع دمشق مثل قول البولونيين ربيع براغ يعني أنتم الذين خرجتم يا معارضة يا مثقفون يا أحزاب ربيع دمشق تريدون أن تفعلوا مثل البولونيين ربيع براغ، وتريدون إقامة تمرد وثورة وتطردون الاتحاد السوفيتي من بلدانكم؟ قلت له: أنت تتكلم هذا الكلام أوهام، وكل الحراك المدني والسلمي والمقالات والنشاطات والمنتديات لم تطرح إسقاط النظام ولكن تطرح مطالب مشروعة، التغيير الوطني الديمقراطي سلمي وآمن وهل حدث من وقت خطاب القسم حتى اليوم هل حصل شيء يوجد فيه ممارسة عنف أو فوضى؟ هذا الأمر لم يحدث، بالعكس هذا الحراك المدني والسلمي والتعبيرات والمنتديات هذه حركة مجتمع مدني وحركة قوى سياسية معارضة وطنية ديمقراطية لا تريد الفوضى ولا تريد الانقلاب العسكري ولا تريد العنف وهذا الأمر يجب دعمه وليس الوقوف منه والحذر منه والخوف منه.
وبهذا المعنى قلت لعبد الحليم خدام وهو كان النائب الأول للرئيس عندما اجتمع معي وقال لي: أنا بناء على توجيه الرئيس اجتمعت بك، وأنا فهمت فيما بعد من اجتماعه أنه نوع من التحذير أنه إلى أين أنتم ذاهبون أنتم واهمون، وهل هذا الحراك السياسي الذي تمارسه الأحزاب أو الحراك الفكري والمنتديات يعني تريدون إسقاط النظام يعني هذا وهم بالنسبة لكم وأنه يجب أن تنتبهوا لأن النظام قوي ولديه أجهزة يعني بهذا المعنى.
كانت معلوماتنا في الحزب والتجمع أنه كانت الأجهزة تتصل وتتواصل مع بشار الأسد وتقول له: في المنتديات يهاجمون النظام ويتكلمون على النظام وينتقدونه، ويطرحون مطالب تعجيزية، وهو كان يقول لهم: أنتم تابعوا هذه الأمور بدقة، وعندما تشكل خطرًا نحن مستعدون، يعني بهذا المعنى يعني كانوا يعلنون، بقصد أنه يقول لهم اقمعوهم واعتقلوهم ولكن هو يقول لهم: لا ابقوا متابعين وتابعوا الأمور وعندما يحصل نوع من الخطر ونشعر به في وقتها لا نرحم وتتم الاعتقالات.
مع أنه لم يحصل أي عنف أو تطرف أو تعصب أو دعوة إلى العنف أو مظاهرات لإسقاط النظام أو غيره، وإنما كان يوجد مطالب مُجمَع عليها، مطالب محددة، يعني إطلاق الحريات السياسية وحق التعبير وحق الاجتماع وحق التظاهر السلمي وإلغاء وتعديل الدستور وإلغاء المادة 8 من الدستور إلغاء حالة الطوارئ، فكانت مطالب جدًا مشروعة ومحددة ولكن عقل النظام الأمني ضاق صدرًا بهذه المطالب المشروعة وهذا الحراك السلمي والهادئ والمطالب بالتغيير الوطني الديمقراطي التدريجي والسلمي والآمن، لم يستطع عقله التحمل فأمسك بالحل الأمني واعتقل عشرة أشخاص من الناشطين السياسيين منهم في الأحزاب وغير الأحزاب اعتقلهم وحقق معهم وحاكمهم أمام محكمة أمن الدولة رغم أن التهم الموجهة لهم نفس التهمة [لكن] بعض الأشخاص تمت محاكمتهم في محكمة أمن الدولة لسنة ونصف وأشخاص لسنتين ونصف وأشخاص لثلاث سنوات وأشخاص لخمس سنوات ماعدا الأستاذ عارف دليلة لأنه له رمزيته وكان يلقي محاضرات في المنتدى الاقتصادي بالمركز الثقافي في المزة، كان يلقي محاضرات صريحة وجريئة وهامة تم الحكم عليه عشر سنوات، وأيضًا الأستاذ رياض سيف عندما كان في مجلس الشعب وطرح مسألة النفط والأمور الهامة الأخرى وملف الخليوي وأنه لماذا لا يكون معلنًا ومكشوفًا ومتاحًا ولا يكون محصورًا في يد شركة معينة ويد دولة، وقدم أرقامًا هائلة عن مكاسبه أيضًا، فتم اعتقاله، وسواء الذين تمت إحالتهم إلى محكمة أمن الدولة أو إلى محكمة الجنايات فرضوا على هذه المحاكم أن تلتزم بالعقوبات، رياض سيف رغم دفاعي عنه ومأمون الحمصي دافعنا عنهم، حكموهم خمس سنوات حتى ربع المدة لا يجب على محكمة أمن الدولة أن تعطي ربع المدة مهما كان وضعه، حتى محكمة الجنايات تم توصيتها بعدم إعطاء ربع المدة، يعني فيما بعد استطعت أنا ومجموعة من المحامين عندما جاء اتحاد المحامين العرب من كل سورية إلى دمشق وطالب بالإفراج عن المعتقلين وأصر كلفوا الأستاذ أحمد عيدو نقيب المحامين في ذلك الوقت التواصل مع حسن عبد العظيم أمين عام الاتحاد الاشتراكي ورئيس التجمع الوطني الديمقراطي والناطق الرسمي له؛ أن يقول: ما هو المخرج للإفراج عن المعتقلين، وجاء الأستاذ أحمد عيدو واجتمعت معه وقال لي: استجابة لمطالب اتحاد المحامين العرب يوجد توجيه عالٍ للإفراج عن المعتقلين ولكن باعتبار أنك محامٍ نريد إيجاد الأسلوب القانوني لأجل الإفراج عنهم، قلت له: الأسلوب القانوني بالنسبة لهؤلاء المعتقلين معتقلي ربيع دمشق، منهم الذين تم الحكم عليه خمس سنوات كان القاضي أعطى ثلاثة أرباع المدة، ولكن محكمة أمن الدولة لا تعطي ربع المدة ونحن نقدم طلبات ربع مدة ويأتي توجيه إلى الأستاذ فايز النوري بالموافقة على منح ربع المدة حين يأتي التقرير من السجن المدني، وأنا قلت للأستاذ فايز النوري قلت له: نريد أن نقدم طلبات ربع مدة للمحكومين فلان وحبيب عيسى، وحبيب صالح وفلان وفلان، قال إن محكمة أمن الدولة لا تعطي ربع المدة، قلت له سوف يأتيك توجيه، قال: إذا أتاني توجيه أنا أعطي أنا مع ذلك فأنا قدمت هذه الطلبات إلى الأستاذ أحمد عيدو وهو رفع الطلبات إلى الجهة التي طلبتها، وهذه الطلبات تم تقديمها فيما بعد إلى المحكمة ومحكمة أمن الدولة العليا أعطت ربع المدة للأشخاص وبقي الأستاذ عارف دليلة، وكان محكومًا عشر سنوات ولم يقضِ بعد ثلاثة أرباع المدة، وقالوا لي: ما هو الحل؟ قلت لهم: سوف نقدم طلب عفو خاص.
وأنا كتبت طلب عفو خاص ووقعناه من قبل الدكتور عارف دليلة وقدمناه للأستاذ نقيب المحامين أحمد عيدو وخرج بعفو خاص والله وفقنا بذلك بالإفراج عنهم.
وعادوا واعتقلوا من وقع على إعلان دمشق بيروت - بيروت دمشق، أنا كنت موقعًا عليه والكثير من الناس وقعوا عليه واعتقلوا الأستاذ ميشيل كيلو وغيره واعتقلوا أيضًا مجموعة أعتقد 11 شخصًا وفيما بعد عملنا للإفراج عنهم وتم الحكم عليهم خمس سنوات، حكموا الأستاذ ميشيل كيلو وأنا قدمت دفاعًا قويًا جدًا، وتم الحكم عليه خمس سنوات وقدمنا طلب ربع مدة وقدمنا طلب إخلاء سبيل إلى قاضي التحقيق، ورغم أنه رفضه قاضي التحقيق الثاني استأنفنا عند قاضي الإحالة عند الأستاذة حليمة حيدر كانت قاضية رائعة ومستقيمة ونزيهة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/11/13
الموضوع الرئیس
النشاط السياسي قبل الثورة السوريةكود الشهادة
SMI/OH/75-03/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
قبل الثورة
updatedAt
2024/08/09
المنطقة الجغرافية
عموم سورية-عموم سوريةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية
مكتب الأمن القومي في حزب البعث _ النظام
إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي
منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي
اتحاد المحامين العرب
مجلس الشعب - نظام
التجمع الوطني الديمقراطي
محكمة أمن الدولة العليا
لجان إحياء المجتمع المدني
اتحاد الكتاب العرب