الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تأسيس المجلس الوطني في إعلان دمشق

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:32:19

كان علي العبد الله من الشخصيات البارزة في الإعداد للمجلس الوطني، وأذكر أنه كان له دور أساسي، وهناك أيضًا شخصية كردية بارزة، وربطتني بها صداقة حميمة، واستمرت حتى خروجي من دمشق، هو الشيخ أمين، وهو معروف في الأوساط - أحاول أن أتذكر اسمه كاملًا - وهو من عفرين، وكان معتقلًا 9 سنوات عند النظام، وينتمي لأحد الأحزاب الكردية الشهيرة -لا أتذكر اسمه حاليًا - وكان من الشخصيات البارزة في الإعلان. وحضر الإعلان من المجلس الوطني 162 شخصًا، جاؤوا من جميع المحافظات في منزل رياض سيف في ضاحية قدسيا، وانتخبت أمانة عامة، وكنت من الأشخاص الذين انتُخبوا في الأمانة العامة. 

في صياغة البيان لم أدخل في كيفية الصياغة حقيقة، ولكن على ما أذكر نحن كنا نريد أن نعرض أنفسنا كبديل عن النظام، وأن هذا المجلس الوطني مثل برلمان يضمّ كلّ السوريين، فكنّا حريصين على أن يكون كلّ الطيف السوري موجودًا فيه؛ من إسماعيليين، وعلويين، ودروز، ومسيحيين، وعرب، وكرد، وتركمان، وآشوريين، ولا نستثني أحدًا، ومن كلّ المحافظات وكلّ التيارات السياسية، فهناك الليبرالي، والإسلامي، والقومي. وكان معنا حسن عبد العظيم وعبد الحميد منجونة -رحمه الله- وهي شخصيات بارزة، وحضرت المجلس الوطني، وكان هناك هدف لدينا وهو قضية التنوّع ليشمل كلّ الطيف السوري، وأتصوَّر أن النقطة الأساسية في البيان هي القطع مع النظام القائم، لأننا نريد تعددية وديمقراطية، وأنَّنا نريد نظامًا سياسيًا جديدًا وليس ترقيعًا، وهذا كان لبّ القضية، وأظن أن الأمور التي أغاظت النظام، وجعلتنا نتجاوز خطًا أحمر لدى النظام هو اجتماع هذا الطيف الواسع، والنظام لديه سردية أنَّ السوريين لا يجمعهم أحد، وأنا الضامن لسورية ووحدة سورية. فنحن عندما نجحنا في أن نجتمع على هذا الاختلاف وعلى هذا التنوع، فهذا التجمع هزّ النظام وسرديته التي يسوّقها للعالم وللسوريين أنفسهم، وهي أنَّ العربي والكردي سيتقاتلان، والإسلامي والقومي سيتقاتلان، ووجودي والطريقة التي أحكم بها السوريين هي الضمانة الوحيدة التي تبقى بها سورية قطعة واحدة ومتجانسة، ويبقى فيها أمان وسلام، وهذه السردية لديه ويرددها بشكل دائم، ومجرد اجتماعنا كان هزًّا لهذه السردية، وأتصور أن هذه هي أحد الأسباب التي جعلته يقوم بالاعتقالات. 

الاجتماع استمر من 07:00 صباحًا حتى 12:00 ليلًا، وكان عبارة عن مناقشة للبيان الذي سيخرج في ختام الاجتماع، وهناك من رشّح نفسه للأمانة العامة، وكنت واحدًا من المرشحين، وكل شخص يتكلم عن رؤيته وماذا سيفعل، وبعد ذلك عملية الانتخاب، وكنت محسوبًا على الإسلاميين من بين الأشخاص الموجودين، والفكرة التي أؤكد عليها أنَّني أؤمن بالتعدّد والعملية الديمقراطية والتداول، فحاولت أن أوصل هذه الفكرة، وأن هذا لا أتكلم به لأجامل أحدًا أو محاولة لتمرير فكرة، بل هذا شيء أساسي في معتقدي وفي تفكيري وفي مسلماتي بأنَّ سورية لا يلائمها إلَّا النظام السياسي التعددي والذي يأخذ فيه الجميع فرصًا متساوية، والذي يحكم فيه بين الجميع هو صندوق الانتخاب، وكانت هذه هي الفكرة التي حاولت إيصالها بكلمة قصيرة من عدة دقائق.

كان هناك أشخاص رشّحوا أنفسهم، وتشكّلت لجنة لعدّ الأصوات ولجنة مراقبة في نفس المكان، وكانت الإجراءات هي التي تتّبع عادًة في هذا النوع من التجمعات، والذي حدث في الانتخابات أنَّ مجموعة حسن عبد العظيم لم يكن لها مكان في الأمانة العامة، وانسحب حسن عبد العظيم وجماعته من الإعلان نتيجة لذلك، وهذا أيضًا عرَّى "إعلان دمشق" أكثر، وجعله مخيفًا أكثر بالنسبة للنظام، هذا بحسب تحليلي، وأقل شيء وجود كتلة...، وأنا لا أتّهم حسن عبد العظيم بشيء، وأعتقد أنَّه رجل وطني، ونحن نختلف معه في الاجتهادات، ولكن حين يكون في قيادة الإعلان هناك قوميون ويساريون ويمين فيُحدث ذلك حالة توازن، ولكن حين تكون القيادة كلّها مزيجًا [أتصور أن النظام كان ينظر هكذا إلى القيادة] من الليبراليين، والعشائر المتمثلة بنواف البشير، والكرد، والإسلاميين، فهو مزيج غير مريح بالنسبة للنظام، فهذه أحد الأسباب التي جعلت النظام يضرب الإعلان بقبضة من حديد، ويعتقل قياداته، ويحكم عليهم بسنتين ونصف .

كان المفروض من القيادة التي تم انتخابها أن تجتمع، وهي التي تضع التصور والاستراتيجية والخطة، وهذه الأمور لم ندخل في نقاشها قبل انتخاب الأمانة العامة، وأتصور أنه حدث اجتماع أو اجتماعان قبل الاعتقال للأمانة العامة، وبعد ذلك اعتقلت بشكل كامل، ما عدا عدد قليل من الأفراد ظلّوا خارج السجن، وهؤلاء الأفراد حاولوا خلال هذه الفترة أن يحافظوا على وجود الإعلان، ونحن حين خرجنا من السجن عدنا للاجتماع، وعادت الأمانة العامة باسم "إعلان دمشق"، ولم تتح لنا الفرصة لنضع الخطة التي تتحدث عنها، وكيف نصل إلى الناس، وبعد ذلك اندلعت الثورة .. 

كانت تتم في بيت رياض سيف، وفي إحدى المرات اجتمعنا عند رياض الترك في منزله في التل، وأحيانًا كانت تُجرى في بيت علي العبد الله في ضاحية قدسيا، وهذه الأماكن التي كنا نعقد فيها اجتماعات. 

من التيار الليبرالي، كان سمير نشار، ومن التيار الإسلامي (محسوب على التيار الإسلامي) أنا وغسان النجار، وأما أحمد طعمة لم يكن في الأمانة العامة، وكان نائبًا لرئيس التيار، ولكنه كان محسوبًا على التيار الإسلامي ومحسوبًا على القيادة، ولكن ليس في الأمانة العامة، والتيار القومي كانت تمثله فداء حوراني على اعتبار أن والدها له تاريخ.

في نتيجة الانتخابات، لم يكن هناك اشتراكيون، وربما الشخص حين يستدرك الأمر...، لو تمت هندسة الأمور بحيث نضمن فوز الاشتراكيين في هذه الانتخابات، وربما كانت هذه كلها تكهنات، وسيكون ذلك أمرًا مريحًا للنظام، وبالتالي يغض الطرف عن الموضوع، والنظام في ذلك الوقت -لنأخذ السياق- كانت قضية الحريري في أوجها، وكانت هناك محاكمات، وكثير من الناس قرأ حركتنا على أنَّها توجيه خارجي للمساهمة في إسقاط النظام وهو في نقطة ضعف، وكان النظام متوترًا ، وكان النظام يحسب للأمور بأكثر مما هي عليه، وهذه من الأمور التي ساهمت بالحكم علينا في الفترة الطويلة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/02/21

الموضوع الرئیس

النشاط قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/73-4/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2005

updatedAt

2024/08/13

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-ناحية قدسيامحافظة ريف دمشق-منطقة التلمحافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

الشهادات المرتبطة