لجان التنسيق المحلية و التمويل
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:11:06:20
أيضًا في المنطقة الكردية، أي مناطق شمال شرق سورية، كان لدينا وجود جيد جداً، ومن أوائل التنسيقيات التي انضمّت ودخلت لجان التنسيق المحلية كانت في الشمال الشرقي، وكان هناك عملٌ ممتازٌ للغاية، وكان هناك ميرال بردويل ومحي الدين عيسو، وكان بسام (القصد هو جوان يوسف - المحرر) وهو معتقل سابق من اليسار، وكان هناك مجموعة كبيرة. وفي مرحلة ما بدأت قضية مراقبة خطوط الإنترنت وقطعها، وبدأت تدخل أجهزة النت الفضائي، وأذكر في مرة من المرات كنا ندخلهم من تركيا باتجاه الحسكة، وميرال يريد أن يوصلها لنا إلى دمشق وكنا نريد أن نرسلها إلى الغوطة ودرعا، ولم يجد طريقة غير وضعهم في "شوالات" (أكياس) الزيتون الكبيرة التي تتسع لـ 100 كيلو، وتكلَّمت مع عروة نيربية وقلت له: إن ميرال آتٍ ومعه أغراض، فانزل لجلبها، ونزل وأرسل لي نحن سنتأخر "ولا تاكل هم" (لا تشغِل بالك)، وبعد ذلك في المساء عندما التقينا قال: هناك لا أعلم كم مئة كيلو زيتون، ولا أعلم ماذا نفعل بالزيتون، وكلفت ربما ثمنًا أعلى من 3 أجهزة الإنترنت الفضائية.
ربما كانت من نقاط ضعف اللجان (لجان التنسيق المحلية في سورية)، ولا أعلم إذا كنت أنا بشكل خاص نوعًا ما تطهُّريًّا أكثر مما يجب بهذا الخصوص [قضية التمويل المباشر]، لأنَّه لفترة طويلة كان بالنسبة لي هناك رفض مطلق لمسألة التمويل المباشر وحقيقة من أي أحد.. ومن إعلان دمشق لم يكن هناك تمويل، ومثلًا مرة من المرات أذكر رياض سيف أرسل لنا 50 ألف وكان هناك كفالات للمعتقلين، وأذكر في المرحلة الأولى كانت أغلب الاعتقالات لفترات بسيطة والناس تتحوّل إلى النيابة وقصر العدل، وأتذكَّر كان هناك ثلاثة محامين يعملون معنا موظفين في المركز، وهناك اثنان مازالا في دمشق ولذلك لن أذكر أسماءهم، والثالث في هولندا، وكان خليل [معتوق] بشكل أساسي. ومرت فترة كان هناك عبء دفع الكفالات وحتى لو كانت 2 أو 3 أو 4 أو 5 آلاف ليرة سورية في تلك المرحلة، ولكن نتكلم عن أعداد. فمرة من المرات أرسل لي رياض سيف بشكل شخصي، فهذا كان ممكنًا لأنه يتعلق بموضوع الكفالات التي كنا نحتاج إليها فعلًا، والشباب ولن أذكر الأسماء، وكانوا شابين وفتاة وقالوا: لن ننزل إلى القصر العدلي ولا يوجد في جيبي سوى 200-300 ليرة، ونريد أن ندفع الكفالات للناس.
ففي المرحلة الأولى في اللجان (لجان التنسيق) كنت حادًا للغاية تجاه مسألة التمويل، وكنت دائمًا أتحدث عن احتياجاتنا العينية، وأقول: إنَّنا نحن بحاجة إلى مئة كاميرا مخفية وأكياس دم وأدوية معينة، وهذه واحدة من الأشياء. وفي مرة من المرات ذهبت أنا وناظم حمادي وكنا قد وضعنا أدوية وأكياس [دم] في منطقة المشاتل عند العدوي، وذهبنا الساعة 2 ليلًا ولحق بنا الأمن، وأتى صاحب المشتل وقال: هذه الأشياء لكم، قلنا له: نعم، فقال أنا كنت خارجاً في الليل ومنطقة مشاتل وليس فيها سكن، ورأيت هذه الأشياء فأخبرت الأمن عنهم، وكنا مازلنا نضع كيسين أو ثلاثة في السيارة أنا وناظم، فأغلقنا وخرجنا من المنطقة، وكان بيننا وبين الأمن أقل من دقيقة، ودخلنا في أزقة دمشق وتركنا السيارة وتفارقنا، وهذه القصص منها الكثير.
كان هناك رجال أعمال يعملون وسوريون، وهذا –حتى أكون أمينًا- بعيدًا عن الــ scm (المركز السوري للإعلام وحرية التعبير) والــ vdc (مركز توثيق الانتهاكات)، حيث كنا نقوم بعقود تمويل مع جهات مانحة، فنحن كمركز كنا نتموَّل بعقود مع مانحين وبشكل نظامي كمؤسسة فرنسية.
المركز السوري ومركز توثيق الانتهاكات للأمانة يجب أن يكونا خارج قوس لجان التنسيق المحلية، وألا يتم حسابهما على اللجان، فالمركز السوري يتمول، ومركز توثيق الانتهاكات أيضًا كان ممولًا، والمركز كان يموَّله جهتان: كانت تموّله بشكل أساسي منذ عام 2004 والداعم الأساسي لنا مؤسسة دنماركية اسمها IMS، وكان هناك مؤسسة هولندية داعمة للمركز، ثم تبادلنا الدعم مع مركز التوثيق، وأصبحت المؤسسة الهولندية تدعم نشاطنا المدني والديمقراطي، والـ IMS تدعم الشِّقَّ الإعلامي. وجاء تأسيس vdc [مركز توثيق الانتهاكات] بشكل سريع وغير مخطط بشكل مسبق، فأرسلت للـ IMS وقلت: نحن بحاجة دعم بشكل سريع لأننا بحاجة بالحد الأدنى للقيام بقاعدة بيانات وأدوات معينة، وبالرغم من كونها مؤسسة دعم إعلام وليست مؤسسة توثيق انتهاكات، وفعلًا المؤسسة الهولندية استجابت فورًا.
كان المركز السوري يعمل وكان هو الغطاء لي، وأظن أنه كان الغطاء الأنجح بهذا الخصوص، وكنا نصدر التقارير والنداءات عن المعتقلين والتقارير عن الاعتقالات والانتهاكات التي تحصل، وأصحاب الرأي والمثقفين والصحفيين بهذا المنطق، وكان لدينا مجلة اسمها "نادي الإعلام" وبقينا مستمرين فيها، وكل عمل المركز المعلن والعلني تحوَّل للربيع العربي، ومن تونس بدأ عمله كله باتجاه الربيع العربي بشكل علني بهذا الاتِجاه. فكان دومًا المركز هو الواجهة، ولدينا موقفنا، ولكن هذا موقف المراقِب والقانوني. أما مركز توثيق الانتهاكات فلم يكن معلنًا، والدائرة القليلة والصغيرة والمباشرة كانت تعرف أنّه أحد مشاريع المركز السوري للإعلام وحرية التعبير.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/03/15
الموضوع الرئیس
الحراك السلميالحراك السلمي الكرديكود الشهادة
SMI/OH/90-60/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
باريس
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2011
updatedAt
2024/04/18
المنطقة الجغرافية
عموم سورية-عموم سوريةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي
لجان التنسيق المحلية في سوريا
مركز توثيق الانتهاكات في سوريا
المركز السوري للإعلام وحرية التعبير
القصر العدلي في دمشق
مجلة نادي الإعلام