الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

غياب الانتظام والقيادة في الثورة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:06:23

في الذاكرة كنا قد تكلّمنا عن مجموعة 17 نيسان، وقلنا: إنني تعرّفت عليهم عن طريق وائل سعد الدين، وتكلمت عن مظاهرة جامع المنجك التي دعوني إليها، وفي الفترة التي بعدها، وفي مظاهرة جامع المنجك، أخبرني وائل، وقال: إن الشاب الذي يتواصل معه من " 17 نيسان" هو شادي أبو فخر، ومتولي أبو ناصر الذي كان صديقي جداً، كان هو وشادي أبو فخر أصدقاء جداً، وكانت هناك دعوة للاجتماع. طبعاً، أخبرني عنها وائل أيضاً، ولكن وائل لم يذهب معنا.

ذهبنا لأول مرة أنا ومتولي وزوجة متولي ( سلافة الرشيد)، فكانوا أصدقاء جداً هو و شادي أبو فخر، وعرفنا أن هناك اجتماعاً، وأن مجموعة 17 نيسان قد دعت إلى اجتماع في إحدى المزارع، في جرمانا، هذا الكلام الذي نقوله ربما يكون في نهاية شهر نيسان أو بداية شهر أيار في 2011 ، قبل أن يُعتقل الشباب، أتوقّع أنه في منتصف شهر أيار، اعتُقل أغلب الشباب الذين يعملون في مجموعة 17 نيسان، قبل الاعتقالات، فركبنا سيارة متولي، وتوجّهنا إلى جرمانا، والاجتماع كان ظهراً، و تهنا في الطريق ، وأتوقع أنه كان في إحدى المزارع التي بين جرمانا والغوطة على طريق الغوطة- هكذا أتذكر- لأننا دخلنا في أحياء طرفية من جرمانا، ووصلنا، فضعنا (تهنا)، ولم نعرف المزرعة بالضبط. وفجأة، دخلنا بالسيارة، وفجأة، أحسسنا أنفسنا في متراس من هنا ومتراس من هناك وهناك بارودتين موجّهتين نحونا، وكان مقراً للنظام، فهل هو مقرّ حزب أو شيء [آخر]؟ أنا لا أعرف ما هو، ولكنني كنت لأول مرة أرى متراساً، نحن نتحدث عن الشام، وفي وقت مبكر جداً، فكان متراساً، بمعنى أنه أكياس موضوعة ومصفوفة، وتوجد فتحة في المنتصف وبارودة من هنا وبارودة من هناك، ومتولي في هذه المواقف -عندما كان يمررنا من الحواجز بسيارته- تلقائي جداً في التعامل، فلا يرتبك أمام حالة كهذه، فقال له: إننا أتينا، وتوجد سهرة في مزرعة، وأفادنا وجود زوجة متولي، فتعاملوا معنا براحة، فقال له العسكري: المزارع من هنا. فرجعنا بالسيارة. ولم تكن المسافة بعيدة جداً، كانت حوالي 100 أو 150 متراً. فكانت المزرعة فعلاً هكذا (على الجانب)، ووصلنا، وتأكدنا أن هذه هي المزرعة، ويوجد صوت، ومتولي كأنه عرف صوت شادي في الداخل، فالشباب موجودون في الداخل، طرقنا الباب، ودخلنا، وعندما فُتح الباب كنا نتخيل أن الآن [سيُعقد] اجتماع مجموعة 17 نيسان، أي يكونون في حالة الاجتماع، فدخلنا، فعندما دخلنا كان الشباب والصبايا يسبحون في المسبح، وأشخاص يحتسون الكحول، وأشخاص يشربون البيرة، وعندما دخلنا كان أكثرنا دهشة هي سلافة زوجة متولي، فقال لنا متولي: قد تكون هذه الحالة تمويهاً؛ حتى يجتمع الجميع، في حال حدث أمر ما أو أن هناك شباباً -هكذا التوقعات- تبقى في المسبح، وقد يكون هناك أشخاص في الداخل يتكلمون، فهذا ما تبادر [لذهننا]. جلسنا على طرف المسبح أمام الصالة، كانت هناك غرفة للمزرعة، فسألنا أحد الأشخاص: ماذا تشربون يا شباب عرق أم بيرة؟ وسكبوا لنا كؤوساً، وكنا جالسين، وطالت الحالة، يعني ساعة وساعتين وثلاث، ويوجد أشخاص يأتون، وأتذكر أن صبر في يومها لم يكن موجوداً، كان شادي أبو فخر وأحمد جبر، كانا موجودين على الأغلب، وعاصم حمشو، وكان هناك كمّ كبير من الصبايا، وغالباً كان عدد البنات أكثر من… [الشباب]، ويوجد شاب بدين لا أتذكر اسمه أيضاً. في إحدى المرات، اعتُقل في جرمانا، ونحن نتكلم تقريباً عن... أكيد (حتماً) لم يكن عددنا أقل من 25 شخصاً مجتمعين، المهم أننا بقينا في المزرعة، والناس يشربون...

كان هذا أول ذهاب مع مجموعة 17 نيسان، ونحن لسنا أعضاء، ولكننا ذهبنا لأول مرة، فبقينا جالسين، وحتى الآن نتخيل أن هذا تمويهاً، وأن هناك أشخاصاً سيأتون، ونجلس، وبقينا على هذه الحالة حتى ما قبل الغروب، اقترب الوقت من المساء، فانتهى الشباب من السباحة، ومنهم من وضع المنشفة على كتفيه، ودخلنا إلى الصالة بجانب المسبح، وجلسنا، وكانت الصالة ممتلئة فيها 25 أو 30 شخصاً، وبدأ النقاش، فكان هذا هو الاجتماع، كان النقاش تداعياً حراً للأفكار، فكل شخص يطرح وجهة نظر. وكان يُحكى عن المظاهرات وتنسيقها، وهل يمكن تسيير الشارع ضمن هتافات محددة أم لا؟ ويوجد أشخاص كانت وجهات نظرهم كما ذكرت، يوجد تداع، وقسم جيد كان قد شرب الكحول، والوحيد الذي أتذكره -كان يسجّل على الأغلب- هو شادي أبو فخر، كان معه دفتر، ويسجّل، ولا أتذكر أن شادي كانت تظهر عليه علامات شرب [الكحول]، ولكن الكثير منهم قد شرب، فكان هناك تداع، يعني قسم يقول: نستطيع. وقسم يقول: لا نستطيع أن نسيطر. وقسم يقول: إن الآليات التي يجب أن نتعامل بها مع الأمن، وقسم يتحدث عن الغاز المسيل للدموع، وكيف نتعامل معه، وقسم يقول: كيف سنقوم بتأمين المصابين والنقاط الطبية الطيارة إذا صح التعبير؟ ولكن كان كله تداعي أفكار وطال، يعني كلام وكلام وكلام وكثير جداً، وبسبب العدد الكبير أصبحت هناك نقاشات جانبية. وبعد قليل، أنا لم أكن أجلس بجانب متولي، فأشار إليّ متولي، وخرجنا أنا ومتولي وسلافة قبل أن ينتهي الاجتماع، ولكن كنا جالسين في المزرعة منذ 5 أو 6 ساعات، وذهبنا. وهذا كان الاجتماع الوحيد مع مجموعة 17 نيسان، والذي أريد أن أذكره ليس القصد هو أن مجموعة 17 نيسان عملها صحيح أم لا، وإنما كانت هذه سمة غالبية الاجتماعات التي حضرناها.

كانت هناك اجتماعات تحصل في باب توما، هناك صبية لا أذكر اسمها، صبية شقراء نحيفة وشعرها مجعد، كان يحصل في منزلها في باب توما عدة اجتماعات، يعني تقريباً نفس الحالة، يعني في حالة زخم كبير من الأفكار، ولكن عادة كانت الاجتماعات تنتهي بدون أن نصل إلى نتيجة، فلا تخرج بنتيجة، وهذا يجعلك تقول: إن الشباب... أو برأيي إن الشباب كانوا موجودين أكيد (حتماً) في الشارع، كلنا كنا موجودين، ونشارك في المظاهرات، ولكن لا أظن أنه كان هناك شباب اسمه قيادي في الشارع، لم تكن هذه الحالة، حتى أنه أحياناً المظاهرات التي نكون ذاهبين إليها في مجموعة، ونكون مقررين أن نهتف كذا وكذا من الهتافات، مثلاً: "الشعب السوري واحد"، مثلاً: هتافات تنفي أي سمة طائفية أو الاتهامات التي كان النظام يحاول بخطاباته أو بخطابه في تلك المرحلة أن يوجهها للحراك. فجأة، أنت تدخل في حراك طويل عريض، وفجأة، يضيع الهتاف كله منك، ونحن نتكلم...، فأنا ربما حضرت تقريباً 80 أو 90 اجتماعاً.

أتذكر أنه كان هناك أيضاً اجتماع في إحدى المزارع بجانب قدسيا، وعلى الأغلب جاء إليه لؤي الحسين، وخرجنا منزعجين، وكانت هناك نبرات عالية، وذهبنا أنا ومتولي أبو ناصر، وعلى الأغلب كان معنا عدنان حمدان، كان ذلك في آخر 2011، كانت السمات نفسها، ونحن أتينا متأخرين قليلاً عن الاجتماع، فكان الشباب منزعجين، وكان لؤي حسين ومعه شخص آخر لا أذكره. نحن دخلنا متأخرين، وكانت هناك ضجة، وأتذكر أنه توجد في المزرعة بعض الأشجار، وعندما دخلنا، كان الشباب جالسين بجانب الشجرات على كراسي. ومنزعجين، و[يقولون]: غداً تخونوننا. فانسحبنا مباشرة من الاجتماع، حدث هذا في آخر 2011 في مزرعة، في قدسيا. قصدي أن أقول: إن كل الاجتماعات أو غالبيتها -التي حضرتها- كانت بهذه السمة (غير منظمة)، ولا يوجد جدول أعمال واضح، ولا يوجد نتيجة ممكن أن نصل إليها في نهاية الاجتماع.

قصدي هو... وقلت لك الفكرة: حتى لو كانت المجموعة صغيرة تتفق، وأنت تريد أن توجّه باتجاه شعارات ما، فجأة، ترى الشارع يشدك، أو أن الشارع أقوى بكثير، والخطاب -خطاب الناس الذين أتوا بشكل تلقائي إلى المظاهرة- أو الهتاف ربما يسيطر على المتظاهر في لحظة من اللحظات، ويصبح لديك انفعال عال، وصدقاً، لا تستطيع أن تسمع ماذا تقول، فقط يكون هذا الأدرينالين المرتفع ورغبتك للصراخ وللحرية لهذا الفعل الذي تمارسه لأول مرة. وعلى فكرة (علماً بأن) إن هذه الحالة تمر في بداية كل مظاهرة: ارتفاع عال للأدرينالين، وتحسّ بحالة من الإفراغ يجب أن تفرّغها، وفي هذه اللحظة، أتوقع أنك لا تكون تسمع كثيراً ما تقوله بقدر ما تعبّر عن حاجتك للصراخ، وبعد قليل، تحسّ بأن أي شخص يهتف هتافاً فأنت والناس يرددون وراءه.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/23

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي

كود الشهادة

SMI/OH/53-23/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان - أيار 2011

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-ناحية قدسيامحافظة دمشق-باب تومامحافظة ريف دمشق-جرمانا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حركة شباب 17 نيسان للتغيير

حركة شباب 17 نيسان للتغيير

الشهادات المرتبطة