نور عقاد والمساعدات الإغاثية والطبية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:07:12:24
نحن نتكلم عن عام 2011 والجزء الأول من 2012، العلاقة مع شخصية اسمها نور عقاد، حتى اعتُقلت في 17 نيسان 2012، نور عقاد في أول ذاكرتي معها في القابون، كنا أنا ومتولي [أبو ناصر] ذاهبين إلى المظاهرة، فكانت هناك صبايا يردن أن يرجعن إلى الشام، ولا توجد معهن وسيلة نقل، فركبن معنا، ولكن لم يكن هناك علاقة مباشرة. من عرفني عليها لاحقاً الهو دكتور جلال نوفل، بعد أن أصبحت هناك صداقة وعلاقة بيني وبين الدكتور جلال، فالتقينا للمرة الأولى في مقهى العلية، في الشام القديمة، وتكلم معي جلال، وقال: نريد أن نلتقي. فالتقينا، وقال: ستأتي صديقتي. فالتقينا في "العلية" ظهراً تقريباً، وكانوا قد أحضروا معهم كيساً، يوجد فيه مجلة مثل الروزنامة، والصور رسمها أبناء الشهداء، فكانت الفكرة من هذه الروزنامات هي جمع تبرعات لأبناء الشهداء عن طريق هذه الروزنامات. والشخصية التي عرّفني عليها هناك نور عقاد، أنا تعرّفت عليها، فأخذت الروزنامات منهم، وفعلاً، جمعنا تبرعات في جزء من مخيم اليرموك وجزء في دير عطية، وأتذكر أن الدكتور حسن حديد أخذ كمية، ودفع مقابلها سعراً أو مساعدات جيدة، ثم التقينا، جاءت نور إلى المخيم عدة مرات، أتوقّع في إحدى المرات التقينا في منزل صبر درويش على الأغلب، فكانت نور ناشطة في مجال الإغاثة، ونور هي نفسها التي ركبنا معها في سيارة متولي في مظاهرة القابون.
في الفترة التي جاء فيها أهالي حمص إلى المخيم (مخيم اليرمو)، أولاً: نحن لم نكن جمعية أو جهة واضحة ولنا دعم من الخارج، وإنما كان قسم من الدعم يقدمه الدكتور أحمد حسن أبو شادي (حسين أحمد حسن - الشاهد]، ولازال أهله وأولاده في سورية، واستُشهد في المعتقل لاحقاً، وكان من الناشطين الأبرز في القلمون ومعروف جداً في القلمون، وعندما يُذكر [تعلم] بأنه اسم معروف، فكان يأتي عن طريقه جزء من المساعدات المالية، ونذهب، ونشتري جزءاً من ...، وفي أحد الأيام، أصبحت هناك حاجة عندما كثر أهالي حمص القادمين، فتواصلت مع الدكتور جلال، فقال لي: عن طريق نور عقاد هي من يقدم لك. في يومها، كنت أنتظرها، وتكلمت مع نور، فقالت: أنا سآتي، نلتقي عند دوار البطيخة. وكان الوقت ظهراً، وأنا أتكلم عن فترة ليست في الأشهر الأولى، وأصبحنا نتكلم عن الشهور الأخيرة من 2011، فأصبح هناك وجود أمني في الشام، وصارت الحركة ليست بالأريحية المتوقعة، فأنا توقّعت أنني سألتقي بنور عند دوار البطيخة، وأدخل معها إلى المخيم لأن دوار البطيخة على شارع الثلاثين والمنطقة مكشوفة جداً، وتفاجأت أثناء انتظاري على الزاوية، فجاءت نور بتكسي (سيارة أجرة)، وتوقفت التكسي (سيارة الأجرة)، وأصبحت تنزل شوالات الرز، ووضعتهم على الرصيف، فأنا مصدوم جداً، فقلت لها: ما هذا؟ فقالت لي: لماذا أنت خائف؟ تأخذهم الآن، وتضعهم في الداخل، أنا جلبتهم من الكسوة، ومررت بالحواجز كلها.
هذا الاسم نور عقاد الذي سيتمّ سؤالي عنه كثيراً في المعتقل وبإلحاح شديد. والحقيقة، أنني لم أكن أعرف إلا اسم نور عقاد، ولكن هذا الاسم [سُئلت عنه]: من هي نور عقاد؟ من هي نور عقاد؟ وتعرضت للضرب كثيراً من أجله، لاحقاً في فترة لاحقة بعدما خرجت، كنت أقول لمتولي أبو ناصر، هكذا أذكر، فقلت له: من هي نور عقاد؟ فقال لي: إن نور عقاد هي رزان زيتونة. عرفت شكل رزان، وأصبحت هناك ذاكرة واضحة لشكلها عندما اختُطفت بصراحة، فأصبح عندي هذا الخلط، وأرى صورتها والصور التي انتُشرت بعد الاختطاف، فأتذكر فعلاً نفس العيون ونفس الهيئة، إنما أنا ملتبس بعد القول بأنه ليس معروفاً أن رزان لديها اسماً [مستعاراً] نور عقاد، واتصلت بالدكتور جلال ولم يرد، كنت أريد أن أتأكد من الموضوع. ونحن نتكلم عن شخصية اسمها نور عقاد، وأكيد(حتماً) هو ليس اسمها الحقيقي، وكان الدكتور جلال يقول لي عندما كنت أذهب إلى عيادته، يقول لي: إنها مُلاحقة، وتغيّر منزلها دائماً من مكان إلى مكان آخر. كان يحكي لي عنها، وكان يقول لي: كم هي مسؤولة عن مساعدات، ولكن وضعها المالي سيئ. وهي تعيش في وضع مالي صعب، وربما كان يساعدها رفاقها، مثل: جلال أو غيره، بينما هي فعلاً كانت تتكلم. وبصراحة، نور عقاد أياً يكن الاسم، ويوجد أشخاص سيعرفون الاسم، ويؤكدون على هوية هذا الشخص، وهي كانت من الشخصيات الفاعلة جداً في دمشق، وأنا كشخص كنت في مخيم اليرموك أتكلم عن شخص اشتغل فعلاً وحقيقة، وقدّم الكثير. وأذكر في إحدى المرات أنها قدمت مساعدات، ولكنها في المرحلة اللاحقة كانت تأتي سيارات من نوع "سوزوكي" ممتلئة بالمواد الإغاثية والطبية، وفي إحدى المرات، أرسلت كمية كبيرة من المواد الطبية، واضطررنا أن نضع المواد الطبية في منزل أم متولي، وكانت أمه ختيارة (كبيرة في العمر) وحركتها ثقيلة جداً، ولكنها كانت لديها تلك الشجاعة الفلسطينية، فكانت أمه خائفة، وهي مع الثورة، وعندما يخرج الشباب في حارتهم بمظاهرة طيارة كانت تطلق الزغاريد؛ لأنها لا تستطيع أن تتحرك، وتزغرد من الشباك، وكان منزلها في الطابق الأرضي، فأدخلنا المواد إلى بيتها، كانت نور عقاد قد أرسلتهم، فكانت تقول لنا: أين تضعونها؟! ضعوها في السقيفة، وفي النهاية، اختارت أن تضعهم تحت سريرها.
في مشروع أبناء الشهداء كان آخر مبلغ جلبته من دير عطية 18500 ليرة سورية، وهذا المبلغ كان معي عندما اعتُقلت في جيبي، وبقيت أقول لجلال: معي للمشروع 18500، ودخلوا إلى السجن معي عندما اعتُقلنا، وهذه هي ذاكرتي عن نور عقاد.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/10/23
الموضوع الرئیس
الحراك السلميكود الشهادة
SMI/OH/53-22/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2011 - 2012
updatedAt
2024/05/06
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-مخيم اليرموكمحافظة ريف دمشق-دير عطيةمحافظة دمشق-القابونمحافظة دمشق-دمشق القديمةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية