بعد خروج الشهيد مشعل تمو من السجن في تاريخ 1 حزيران 2011 بموجب العفو الذي صدر عن كل معتقلي الرأي، وهذا العفو كان بالنسبة لمعتقلي الرأي مجرد واجهة، وكان المقصود به هو إخراج الجهاديين من سجن صيدنايا، وهذا هو الهدف منه.

نحن تحدثنا سابقًا عن لقاءات الأستاذ مشعل مع روبرت فورد وإيريك شوفالييه في دمشق ولقاء مع المعارضة السورية للتحضير لإقامة مؤتمر وطني سوري داخل دمشق.

ومنذ خروج مشعل كان يخطط لهذا الشيء بالتنسيق مع وليد البني وياسين نجار (الصحيح هو غسان نجار ابو ياسين- المحرر) والأستاذ رياض سيف أبو جواد ومجموعة كان يلتقي معهم.

وحدد الأستاذ مشعل يوم عودته إلى القامشلي في 3 حزيران، وفي 3 حزيران، كان هناك- ولا أعرف إذا كان الأمر بمحض الصدفة أو كان مخططًا لها- دعوة من بشار الأسد للأحزاب الكردية للذهاب إلى دمشق لمقابلة بشار الأسد، كان هناك طائرة في القامشلي تنتظر رؤساء الأحزاب الكردية.

كان الهدف من هذه الدعوة أن [يقول النظام:] أنتم الكرد السوريين ليس لكم علاقة بما يجري داخل سورية، ونحن سوف نحميكم، وأي شيء تريدونه داخل سورية، حتى الحكم الذاتي نحن سوف نصدر مراسيم جمهورية تقرّ بكل شيء وبحقوق الأكراد، ويجب أن تكونوا فقط جزءًا من منظومة النظام السوري. والموضوع لم يكن سياسيًا فقط، وكان هناك إغراءات مالية عن طريق حسام سكر المستشار الرئاسي لبشار الأسد وباتصالات مع المرحوم عبد الحميد درويش، وكان هناك وعد بإيداع 15 مليون يورو باسم أحزاب الحركة الكردية كدفعة أولى كدعم مالي لأحزاب الحركة السياسية الكردية.

وصلت الطائرة إلى القامشلي في الساعة 4:00 عصرًا، ومشعل وصل إلى القامشلي في الساعة 5:00، وحتى وصلنا إلى الخيمة كان هناك بحدود أكثر من 50 ألف مواطن من القامشلي والحسكة وكوباني(عين العرب) ومن عفرين ودير الزور، يعني كل من كان هناك له علاقة أو يعرف مشعل أو سمع به جاء من أجل استقباله، ونحن نصبنا أربع خيام أمام منزل مشعل من أجل استقبال الناس.

منذ وصولنا إلى الخيمة وبعد إلقاء التحية والسلام على المستقبلين وخاصة النخب الاجتماعية وشيوخ العشائر والحراك السياسي الذي كان موجودًا في الخيم، ألقى مشعل كلمة، وحضر جميع رؤساء الأحزاب السياسية الكردية، وكانوا موجودين داخل الخيمة، وكان قسم منهم قد جهز نفسه من أجل أن يذهب من الخيمة إلى المطار من أجل ركوب الطائرة. وألقى مشعل كلمته المشهورة، وقال: لا حوار مع النظام الذي يقتل شعبه. وهو كان يوجّه الكلمة لهم، وهو في طريق [عودته إلى القامشلي] كان قد سمع وجاءته كل المعلومات أن طائرة توجهت من الشام (دمشق) إلى القامشلي لنقل الرؤساء الأحزاب الكردية، وهي طائرة خاصة، وكانت موجودة في مطار القامشلي.

كانت أحزاب الحركة السياسية الكردية منقسمة إلى قسمين، كان التحالف السياسي [التحالف الديمقراطي الكردي] وكان ثلاثة أقسام: وهي التحالف، والجبهة [الجبهة الديمقراطية الكردية]، وهيئة التنسيق [لجنة التنسيق الكردي]. والتنسيق كانوا ثلاثة أقسام: والحقيقة الذين رفضوا هم ثلاثة، وهم فقط جماعة التنسيق [لجنة التنسيق الكردي]، وهم "أزادي" و"يكيتي" وتيار المستقبل، وأما الباقي كله كان موافقًا ومستعدًا للذهاب بدون أي شروط.

أنا نسيت أن أذكر سابقًا أنه كان هناك لقاءات في دمشق قبل خروج مشعل وقبل هذا الموضوع، يبدو أنه كان هناك تحضيرات، وعبد الحميد درويش ذهب 3 مرات، والتقى مع المكتب الرئاسي في دمشق، وعبد الحكيم بشار ذهب، والتقى مع علي مملوك فقط، وبالنسبة ل"بي واي دي" كان عبد السلام الأحمد مداومًا بشكل دائم في دمشق عن حزب الاتحاد الديمقراطي، ونصر الدين إبراهيم ذهب أيضًا، وجماعة حزب الوحدة محي الدين شيخ آلي، وهو في الأصل كان هناك موجودًا، يعني كان يوجد تنسيق مسبق، والجميع مستعد للذهاب إلى دمشق وليلتقي مع بشار الأسد.

وصل مشعل، وألقى كلمته في الخيمة، وقال أيضًا كلمة أخرى: إذا الحركة السياسية الكردية التقت مع بشار الأسد وذهبت إلى دمشق فأنا براء من هذه الحركة السياسية السورية؛ لأنه لا يمكن أن أغضّ النظر عن دم حمزة الخطيب وغياث مطر.  قال ذلك حرفيًا، وقال: أنا سوري بامتياز، ولا أنتمي إلى الحركة السياسية الكردية.