الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

أسباب الدور الفرنسي في تأهيل نظام الأسد، وبيان إعلان دمشق

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:23:37:23

طبعًا مع مثل هكذا مشاريع توجد تحديات ليست فقط لوجستية لإيصال هذا المبلغ (مبلغ دعم أسر المعتقلين) وتوزيعه ووضع استراتيجية في هذا الموضوع، وإنما أيضًا عندما خرج المعتقلون (معتقلو إعلان دمشق) باعتقادي في منتصف عام 2010 حصلت هناك إشكالية أن البعض منهم سأل عن هذا الدعم واستراتيجية صرف هذا الدعم، لأن جميع الذين خرجوا كل شخص منهم أيضًا استلم مبلغًا مهمًا في ذلك الوقت، وهذا كان جزءًا من الاستراتيجية؛ لأنه كان يوجد جزء يُعطى للعائلة وجزء لهم وجزء يوضع جانبًا حتى عندما يخرجون يُقدم لهم مبلغ يقومون فيه بأمورهم، والحقيقة هذا ساعدهم عندما خرجوا وكانت توجد بعض التساؤلات حول هذا الموضوع، وقيادة الإعلان دعت إلى اجتماع وتكلمت في هذه القصة، ولكن بعض الناس استمروا في هذه القضية يعني أنا بالنسبة لي كانت القضية واضحة جدًا أن هذا الدعم كان يصل إلى قيادة الإعلان، وقيادة الإعلان تضع استراتيجية لهذا الموضوع، وتأخذ بعين الاعتبار جميع الظروف المحيطة، وأستطيع أن أقول: إنه كان عندي قناعة وثقة ولا زالت حتى الآن وأكدها أن قيادة الإعلان قامت بأفضل شيء يمكن القيام به من أجل أن يكون هناك استراتيجية صحيحة لهذا الدعم بحيث يعم أكبر عدد ممكن من المعتقلين، وتكون هناك تشاركية حقيقية، وطبعًا بعض الناس أعتقد لم يعجبهم؛ لأنه في النهاية هذا اجتهاد بشري في موضوع الاستراتيجية، ولكنني أستطيع أن أقول: إن ثقتي التي كانت في محلها سواء في بداية المشروع وأثناء المشروع أو بعد المشروع، وحتى الآن أستطيع تثبيت هذا الشيء، وهم كان هناك تحدٍ عليهم كما كان يوجد تحدٍ علينا، يعني في النهاية إيصال المبالغ وترتيبها وتصميدها (جمعها) لهم حتى يخرجوا هذا كله كان مسؤولية كبيرة لم تكن قضية سهلة وهم قاموا فيها باعتقادي بشكل جيد جدًا.

أنا بصراحة في هذا الموضوع كنت ضمن النقاش الذي كنا نتداول فيه بشكل دوري، يعني كان تقريبًا كل أسبوع أو أسبوعين يوجد عندي لقاء مع قيادة الإعلان ومن خلال هذا اللقاء نناقش عددًا من الأمور جزء منها هذا الموضوع، وبما يتعلق بالجانب اللوجستي وبما يتعلق بجانب اللقاءات وما إلى ذلك كنا دائمًا نغطي جوانب المشاريع، و لم أسمع شيئًا محددًا في هذا الموضوع من طرف قيادة الإعلان بشكل رسمي، ولكن الذي كان يقال هو أي شيء له علاقة بأمور كهذه يبقى مجرد كلام، ولكن بالنسبة لي كان أفضل شيء أنني آخذ هذا الموضوع من مصدره، من منبعه، وكنا دائمًا نناقش هذه المشاريع ونتفق عليها، وكما ذكرت كانت ثقتي وقناعتي بقدرة قيادة إعلان دمشق في ذلك الوقت في محلها، وكانت صحيحة وباعتقادي استطاعت أن تفعل المطلوب منها في وقت كان صعبًا جدًا، وكانت توجد تحديات كبيرة، وكانت العين عليهم يعني النظام السوري في النهاية ليس نائمًا، وكان يركز بشكل أساسي وحتمًا تصله أخبار إما من أخطاء المعارضة أو من عملاء أنه يوجد مشاريع ودعم؛ وبالتالي هم أيضًا كانوا تحت ضغط حقيقي يجب أن نأخذ بعين الاعتبار، وعندما أنظر إلى المشاريع أستطيع أن أقول: إنها كانت عبارة عن فترة من التعاون المهم جدًا ما بيننا وبين قيادة الإعلان في الداخل، وكرس أيضًا جهدًا وعملًا سياسيًا مهمًا جدًا في تلك الفترة.

بما أننا نتكلم عن المعتقلين يجب أن أنوه [إلى] أنه كان يوجد بشكل عام قناعة لدى عدد كبير من الذين حضروا المجلس الوطني أن هذه هي بداية مرحلة جديدة في سورية، وأن النظام لم يعد بقوته السابقة بحيث إنه يمارس نفس الممارسات وأنه يوجد هناك ضغط دولي وإقليمي في هذا المجال، وخاصة بعد أن أصبح يوجد انسحاب لقوات النظام من لبنان وأصبح يوجد عمل حقيقي على إظهار تحالف إعلان دمشق بطريقة علنية، ويصبح العمل المعارض أكثره على العلن من أن يكون سريًا.

يوجد جزء أيضًا من المعتقلين كانت بالنسبة لهم الأمور، أن هذا الاعتقال ربما لا يطول كثيرًا وخاصة أن البعض منهم يبدو لي كان عنده وعود من قبل بعض القوى الإقليمية والدولية أنه سوف يتم بذل جهود كبيرة في هذا المجال ولا يستمر الاعتقال، طبعًا في ذلك الوقت النظام حاول بكل جهده مع حلفائه إعادة تسويق نفسه وإعادة تأهيل نفسه، وللأسف في ذلك الوقت أخذت فرنسا من خلال رئيسها ساركوزي هذه المهمة طبعًا ليست لوحدها يعني وأيضًا حصل حوار مع الأوروبيين والأمريكان في هذا الموضوع، ولكن فرنسا هي التي أخذت المبادرة في هذه القضية لإعادة تأهيل النظام.

طبعًا نحن لا يجب أن ننسى أن النظام يوجد عنده حلفاء كثيرون داخل أوروبا وفي العالم العربي وحتى على مستوى الدول مثل: روسيا وإيران وغيرها وهذه الدول عندها لوبي (جماعة ضغط) وهذا اللوبي كان أيضًا يتسخر لأجل النظام، وكان يوجد هناك نوع من الانطباع الخاطئ عند هذه الدول أن التفاعل الإيجابي مع النظام يمكن أن يعطي نتيجة، وأننا نحن في الماضي أخرجناه من لبنان وضغطنا عليه وأخذ مواقفًا، والآن يجب علينا تجريب التفاعل الإيجابي أو التعاون الإيجابي بحيث أننا كيف سوف نخرج بنتيجة، وطبعًا في ذلك الوقت أيضًا كانت توجد فكرة وهذه الفكرة خرجت بها مجموعة من مراكز الأبحاث، ولكن في الحقيقة كان وراءها أشخاص أستطيع أن أقول: إنهم قريبون من اللوبيات (جماعات ضغط) التي كانت داعمة للنظام والفكرة كانت تقول: إنني إذا أردت التخفيف من النفوذ الإيراني في سورية يجب أن أنفتح على النظام وأعطي للنظام خيارات أخرى، وإذا النظام أصبح عنده خيارات أخرى فإنه يفكر جديًا بالاستغناء عن العلاقة مع إيران وعن النفوذ الإيراني، وطبعًا أنا لا يوجد عندي شك أن النظام كان له يد في هذه النظرية، وربما الإيراني نفسه كان له يد في هذه النظرية، وهي نظرية تدل على سطحية كبيرة في فهم النظام السوري وفهم المنطقة، وربما لها أهداف أبعد من ذلك بمعنى العودة إلى التعاون مع النظام بشكل مباشر وبشكل غير مباشر مع إيران، ولكن المهم بدأ يتم الحديث عن هذه الفكرة أنه أفضل طريقة للحد من نفوذ إيران في سورية أن ننفتح على النظام ونعطيه خيارات بديلة وهو في وقتها سوف يأخذ هذه الخيارات ويخفف من النفوذ الإيراني ويوجد مراكز أبحاث مهمة في الولايات المتحدة وأوروبا كانت تتكلم في هذا الموضوع ونحن نعرف أنه في النهاية القيادات السياسية تنظر إلى هذه المراكز من أجل التفكير بمستقبل العلاقة مع أي دولة أو أي منطقة أو أي جهة في هذا الموضوع، ويبدو أن هذه الفكرة راقت لبعض السياسيين، وأعيد وأقول: لسبب أو لآخر، ولكن في النهاية كانت واضحة يعني وُضعت بطريقة قد تبدو مغرية أنه أنا إذا انفتحت مع النظام أو انفتح على النظام يكون هناك إمكانية للحد من النفوذ الإيراني في سورية؛ وبالتالي النفوذ الإيراني في المنطقة ولبنان، ونحن نعرف أنه في ذلك الوقت الإيرانيون بدأ يكون لهم نفوذ حقيقي في العراق وسورية ولبنان، يعني اكتمل الهلال الذي تكلم عنه بعض القادة العرب في ذلك الوقت، وأصبحت توجد محاولة لإعادة النظام و يبدو لي كما ذكرت أن الفرنسيين أخذوا المبادرة فيها، لدرجة أنه كانت توجد زيارة الرئيس الفرنسي إلى سورية في شهر أيلول عام 2008، ويبدو أنه قبل فترة بسيطة من هذه الزيارة وتقريبًا خلال شهر آب حصل طلب من رياض سيف إلى قيادة الإعلان في ذلك الوقت [أن] يصدر بيان من إعلان دمشق يكون مخففًا هذا البيان بحيث أنه يكون ممهدًا في حال حصلت هذه الزيارة الفرنسية، وأن ساركوزي يتكلم في قضية معتقلي إعلان دمشق لعل هذا يساهم في الإفراج عن هؤلاء المعتقلين، وهذا الطلب وصل إلى قيادة الإعلان وناقشته، ويبدو أن قيادة الإعلان أيضًا في ذلك الوقت كانت تحت الضغط الواقعي المؤلم، وأنه توجد مسؤولية تجاه هؤلاء المعتقلين، ولكن الذي كان مطلوبًا هو في الحقيقة يؤثر بشكل كبير على استراتيجية الإعلان وسقف الإعلان السياسي، وكان يجب [في] هذا الموضوع أن تتم مقاربته بشكل دقيق جدًا، وحصل استمزاج رأي لعدد من معتقلي إعلان دمشق حول هذا الموضوع من خلال المحامين الذين يجلسون معهم ويوصلون لهم هذه الرسائل أنه يوجد هكذا مقترح أن يصدر بيان يكون مخففًا قليلًا نوعًا ما أستطيع أن أقول: إنني لا أعرف إذا كنت أستطيع أن أستخدم مصطلحًا تصالحيًا إلى حد ما تجاه النظام وعودة الحديث في موضوع الإصلاح بدلًا من موضوع التغيير، وأن هذا الشيء ربما يساهم بشكل أو بآخر في تخفيف الاحتقان الموجود ما بين إعلان دمشق وما بين النظام، وربما يصل إلى حد يتم فيه قرار بإطلاق سراح المعتقلين.

هذا استمزاج الرأي حصل مع عدد من المعتقلين وليس مع جميع معتقلي إعلان دمشق يعني إذا قلت: إنه عندي 12 معتقلًا فإنه حصل مع عدد منهم وليس الجميع.

أنا لا أعرف ما هو معيار الاختيار، هل تم الأمر على قدرتهم بمن سوف يقابلون عن طريق المحامين أو اختيار الشخص الأسهل للحديث معه ومقابلته؟ ربما هذا الأمر كان له جانب لوجستي له علاقة؛ لأن الرسالة سوف تصل عن طريق محامٍ والمحامي على الأغلب تكون له علاقات جيدة مع المعارضة أو مع قيادة إعلان دمشق، ويحصل معهم الحوار في هذا الموضوع، ويوجد البعض منهم تم الحديث معه في هذه القضية، وأنا أذكر أنه تم الحديث مع الدكتورة فداء والدكتور وليد البني والأستاذ فايز سارة وأنور البني يعني مجموعة ولا أريد أن أقول: إنهم الوحيدون. وأما بالنسبة للأستاذ رياض سيف فهو كان صاحب الفكرة وبالتالي هذا كان جزءًا من الحوار الذي يحصل.

يبدو جاء الاستمزاج ودرسته قيادة الإعلان بشكل دقيق، وأصدروا بيانًا قبل زيارة ساركوزي بفترة قريبة، وهذا البيان في الحقيقة عندما قرأه الناس شعروا بالاستغراب وكان يوجد نوعًا ما استهجان من قبل أعضاء إعلان دمشق في ذلك الوقت، ولكن لسبب أو لآخر لم يأخذ هذا البيان انتشارً لم يحقق انتشارً كبيرًا وواسعًا، وبنفس الوقت لم تحصل كتابة عنه بشكل كبير، ولكن أستطيع أن أقول: إن ذلك البيان كان نوعًا ما انعطافة عن مسار إعلان دمشق، ولكن هذه الانعطافة كانت مؤقتة وعاد المسار بشكل صحيح.

المعتقلون كان عندهم جلسة المحاكمة الثانية كانت في شهر (آب/ أغسطس) ويوجد بعض معتقلي الإعلان أول مرة يسمعون عن الموضوع أثناء الجلسة يعني في وقتها سمعوا أنه تم الحديث بهذا الموضوع، والبعض منهم كان أيضًا يعتب أنه لماذا لم يتم الحديث مع الجميع في هذه القضية؟ ولكن أستطيع أن أقول: إن الظروف التي كانت في ذلك الوقت كانت ظروفًا جدًا صعبة وعدد من معتقلي الإعلان في السجن أخذوا موقفًا من هذا البيان، ورأوا أن هذا البيان لم يكن في الاتجاه الصحيح.

جاء ساركوزي إلى سورية في شهر أيلول عام 2008، ولكن هذا البيان على الرغم من اللغة التصالحية والحديث عن الإصلاح إلا أنه لم يحقق الهدف المطلوب منه وتأكدت محكومية معتقلي إعلان دمشق واستمروا وأنهوا كامل المحكومية.

هذا باعتقادي مثال على الظروف الصعبة التي تمر في أي تحالف سياسي والظروف التي تمر بها قيادة هذا التحالف السياسي وخاصة عندما يكون الطلب قد أتى من أشخاص معتقلين وهذا الأمر ليس سهلًا على الإطلاق.

في بداية الاعتقال، الأستاذ رياض سيف نحن نعرف أنه لم يتم اعتقاله مباشرة، وهو تم اعتقاله بعد الجلسة الأولى لمحاكمة معتقلي إعلان دمشق في 27 و 28/1 عام 2008، وهو تأخر حوالي 52 يومًا عن الاعتقال؛ وبالتالي أيضًا الإفراج عنه تأخر 50 يومًا أو يزيد قليلًا عن بقية معتقلي إعلان دمشق، وفي ذلك الوقت كانت في بدايات الاعتقال معنوياته عالية جدًا بحسب ما نُقل لي من عدد من معتقلي إعلان دمشق، ولكن بعدها بسبب الظروف الصحية وخاصة موضوع سرطان البروستات والقلب وما إلى ذلك أصبح في وضع صعب، وفي النهاية السجن هو وضع صعب حتى بالنسبة للإنسان الصحيح وما بالك في شخص عنده أمراض مستعصية، وأيضًا كان يوجد هناك شعور بالمسؤولية تجاه هؤلاء الناس وأنا هذا الشيء أتفهمه بما يتعلق في تقدير الحالة الإنسانية في هذا الموضوع، وفي النهاية هذا الاستمزاج على الرغم أنه باعتقادي كان يجب أن يغطي الجميع، ولكن ربما لم تكن توجد هناك إمكانية لهذا الموضوع، فذهب البيان بهذا الشكل، والمفيد في الموضوع أنه بالنسبة لنا هو مثال على ما قد تضطر له القيادة في بعض الأحيان، ولكنه في النهاية لم يسبب انحرافًا عن الخط الذي يمشي به إعلان دمشق، واستمرت بعدها البيانات بالشكل الذي يوجد فيه التزام كامل بمبادئ وأهداف والسقف السياسي لإعلان دمشق بمعنى التغيير الديمقراطي والتغيير فقط.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/02/26

الموضوع الرئیس

النشاط السياسي قبل الثورة السوريةإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

كود الشهادة

SMI/OH/129-33/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

09/2008

updatedAt

2024/04/17

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

المجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر

المجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر

الشهادات المرتبطة