الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

السنوات الأولى من عهد بشار الاسد في الرئاسة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:09:01

لا أعتقد أن الناس كان لديها أي آمال، و[حكم بشار] هو استمرار لفترة والده، وقد تكون أضعف، ولكنها استمرار يعني حكم رئاسي بنفس الطريقة.

عندما استلم بشار حاول أن يعطي انفتاحًا، وأنه رجل عاش فترة في أوروبا، حتى لو لم تكن طويلة، وهو شخص يؤمن بالديمقراطية والحريات، ولا شك أنه قد حصل بعض التغيير مثل: الإذن الأمني للسفر، وأصبح هناك تسهيل للسفر، وخفف بعض الإجراءات التي كانت شديدة، وكان الحال أشبه بقصة الذين كانوا يشتكون من غرفتهم الصغيرة وأنها ضيقة عليهم فحبسوا معهم حمارًا وكلبًا وبقرة، ثم أخرجوا الحمار، ثم أخرجوا البقرة، فكان هناك نوع من إخراج بعض الأحكام حتى يعطي نوعًا من الشفافية.

في لقاء عبد الحليم خدام مع الأكاديميين في الجامعة، صرح بأنه لا يوجد تغيير، ومن يتكلم نحن نستطيع إسكاته، وطبعًا للأسف بعد عدة سنوات أصبح معارضة مع أنه كان جزءًا من النظام على مدى 3 عقود، وكان جزءًا من تصنيع هذا النظام، وهم اختلفوا، وأنا دائمًا أقول لهم: نعم، هم يختلفون كما يختلف الأمن العسكري والأمن السياسي، ولكن الجهتين كانتا يدًا ظالمة للنظام، ولكنهم لن يصبحوا وطنيين، وبرأيي أن الأجهزة عبر عقود من الزمن للنظام... 

كما ذكرت لك: أصبحت هناك بعض التسهيلات، وإذا أردت السفر فلا داعي لتقديم الطلب في شعبة التجنيد ثم الأمن كما كان في السابق، كانت الموافقة تأتي بعد 6 شهور حتى ولو كنت تريد السفر لمؤتمر طبي، فكان التضييق هكذا، وهذا الشيء في الأساس غير طبيعي، وأنت عندما ألغيته لم تعطِ شيئًا جديدًا وإنما أنت عدت إلى الحالة الطبيعية، وبدأ يزيل الأشياء الديكتاتورية كثيرًا والأكثر من اللازم، فكان يسحبها فيشعر الناس ببعض التغيير.

أتذكر منتدى الأتاسي والمركز الثقافي العربي، ولكنني من الناس الذين لم يكن عندهم أي ثقة بأنها ستستمر أولًا أو سيسمح لها أن تتجاوز حدًا معينًا، أو أن السلطة لديها النية أن تتنازل عن أعمالها الديكتاتورية، وهذا الأمر مستحيل، وأنا كنت من الأشخاص غير الواثقين من أنه سيكون لها دور، وأنها ستُغلق قريبًا، أو إذا خرجت عن إطار معين والنظام هو هو لن يتغير، ولن تتغير أساليبه ولا أدواته، ولم يكن عندي ثقة بأنه سوف يحصل شيء؛ لذلك أغلقوها بعد فترة قريبة.

   كانت هذه موجودة سابقًا، ولكن بعد مجيء بشار أصبحت كل الوظائف لهم، وأي شاغر حتى في البلدية تجد فيه موظفًا من عندهم، ففي البداية، كانوا يشغلون بعض الوظائف الأمنية في الجيش، وبعدها أصبحوا في كل مكان، وأنت لا يمكنك أن تتوظف في المؤسسات العامة، وحتى عندنا في البلدية في قرية بعيدة، تجد أنهم أحضروا أشخاصًا، وهذا الحال في كل المدن والمحافظات، وأصبح الشأن العام أو الوظيفة العامة لهم، وهم يشكلون أكثر من 70% أو 80% منهم في الوظائف العامة، وهم لا يشكلون سوى 6% من السكان، وأنا أعتقد أن هذا الشيء كان ملفتًا للنظر.

ربما يعتبر بعض الناس أنني أتكلم بالطائفية، وأنا لا أتكلم بالطائفية، وإنما أصف، والتوصيف حق، فاليوم إذا أخفينا رأسنا تحت التراب فلا يعني ذلك أن هذا الحدث لا يحصل، وإنما هذا ما كان يحصل، ولكن الناس كانوا يخافون. كانوا يدعون بأننا دولة المواطنة، وممنوع أن تتكلم بالطائفية، ولكهم أساس الطائفية، انظر إلى حال الأمن وكيف كل شيء بيدهم. 

في هذه الفترة بعد أن سيطروا على المؤسسات الأمنية، ألحقوا الأموال ونقل السلطة المالية لهم، وكانوا في البداية يشاركون التجار، ثم أصبح رامي مخلوف يجبر الناس على التخلي عن شركاتها، كان ذلك أشبه بالإتاوات، والأمر نفسه عند الكثير من الشخصيات التي رأيتها الآن، هم عبارة عن تجار حرب، فكيف يصبح في الحرب تجار، فهم تجار حرب خلال فترة بشار الأسد، وكل هذه التجارة غير شرعية، وبطرق غير قانونية.

أخذت إيران في فترة بشار الأسد  حالة  قوية جدًا، فأعتقد أنه كان هناك حوزتين (مدرستين للمذهب الشيعي) ولكن في زمن بشار أصبح عددها 700 أو 800 ، وأصبحت أكثر من عدد الكنائس في سورية، ولم يكن هناك جامعات، وأصبح هناك عدة جامعات، وبعدها أصبحت البعثات إلى إيران بشكل كبير، وبعدها بدؤوا يقدمون معاشات لبعض القرى والمدن وللناس حتى يتبعوا المذهب، ونحن في الحقيقة لا نتحدث عن الدين، ولكن هذا اسمه تسييس، فهم اليوم يريدون شيئًا سياسيًا، وقلب الدين إلى سياسة ضمن هذا الإطار، وهذا من باب التوسع الإيراني سواء في العراق أو سورية أو المنطقة، والحقيقة أنه يوجد رضا دولي عليها، واليوم عندما تقول إيران أو حزب الله: الموت لأمريكا. وهم عندما دخلوا إلى العراق لم يضربوا أمريكا، وهم كانوا مساندين لهم، ولم يصطدموا معهم في العراق أبدًا، وكيف كانوا يقولون: الموت لأمريكا والموت لإسرائيل. وحتى إنهم لم يضربوا إسرائيل ولن يصطدموا مع إسرائيل، فهذا في الحقيقة عبارة عن "بروباغاندا" يطلقونها، ولكنني أعتقد أن تغيير الخارطة الإثنية والدينية في المنطقة منذ أن قالت كونداليزا رايز في عام 2004 أو في عام 2005 : شرق أوسط جديد. وهذا هو المقصود على ما أعتقد.

 كانت وزيرة الخارجية الأمريكية في تلك الفترة، وخرجت بتصريح الشرق الأوسط الجديد، وكنا موجودين في الجامعة مع مجموعة من المدرسين والأساتذة، وسألت: يا شباب، لقد صرحت هكذا، فماذا يجب علينا أن نفعل؟ ومن الآن يجب أن نعمل ضد هذا الذي قالته، فجميعهم قالوا: إن هذا الكلام فارغ، وكلام صحفي. وطبعًا لا يوجد شيء اسمه وزير لتتحدث بكلام كهذا، ومن المؤكد أن هذا كلام مرسل ولا شيء وراءه، وأعتقد أنهم لا يجرؤون على مناقشة الموضوع أصلًا.

في عام 2008 و2009، جرت العادة أن يأتي على مستوى سورية عضو القيادة القطرية، ويأتي وزير التعليم العالي أمين فرع الجامعة، ويأتي أكاديميون، وتحصل مناقشة للسياسة التعليمية في سورية، وتمت دعوتي في يومها، وتحدث هاشم صقر، وقال: الإخوان المسلمون أصبحوا اليوم يسيطرون على كل مراكز القرار. وأشار إلى شخص بيننا في القاعة وهذا يعني أن كل شخص سني موجود فهو إخواني. وفي تلك الفترة، كان ذلك يؤدي إلى الإعدام، وكان تصريحه هجوميًا ووقحًا، وأنا احتججت، وحصلت تداعيات، وطلبت منهم التراجع، وقلت لهم: أشيروا من هو الإخواني الذي تريدون إعدامه، والحقيقة أنه كان نوعًا من الإرهاب.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/05/08

الموضوع الرئیس

توريث السلطة في سورية

كود الشهادة

SMI/OH/80-06/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2001-2003

updatedAt

2024/08/12

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي

منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة