الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مدينة حلب ومعاناة التمييز الطائفي في الخدمة الإلزامية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:17:14:02

اسمي علاء سقار معروف في حلب أبو الحسنين، تولد حي صلاح الدين 1981، حاصل على شهادة [الثانوية العامة الفرع الأدبي] كنت أعمل قبل الثورة في مجال بخ الموبيليا، متزوج ولدي ستة أطفال، أمضيت عمري كله في حلب، وحلب هي قبلة الإنسانية، وحلب بموقعها شمال غرب سورية وقربها من تركيا واتصالها بأوروبا كان لها موقع استراتيجي على مر التاريخ.

 اليوم في حلب تجد الكنى الموجودة في حلب الجزائري المغربي الحجازي المصري الشامي، ولم يأتِ شخص على حلب وغادر منها على العكس استوطن في حلب.

 عاشت حلب فترة طويلة من التلاحم الاجتماعي بين مكونات المجتمع والديانات الموجودة في المنطقة، تجد في حلب المسلم والمسيحي والسرياني والأرمني والكردي والتركماني والكلداني، كلهم موجودين في حلب، ويعيشون في تلاحم غير موجود في غير مكان.

الإخوة الأرمن بعدما حصل لهم في بلدهم، وفترة نزوحهم لسورية استوطنوا في سورية علمًا أن بلدهم أوروبية ولكن وجدوا الأمن والأمان في حلب وريفها فاستوطنوا حلب وظلوا في حلب حتى هذه اللحظة.

 حلب اقتصاديًا مدينة الصناعة والتجارة، تشتهر بالصناعة الإلكترونية والميكانيكية وصناعة النسيج على مستوى الشرق الأوسط، وصناعة الصابون وزيت الزيتون.

 منطقة الراموسة في حلب مشهورة على مستوى الوطن العربي، أنا كنت أتردد للراموسة أرى الناس تأتي من لبنان من مصر من السعودية ليُصلحوا في حلب وغير بقية المدن، حتى أهل المحافظات المحيطة بنا، إذا تعسر عليهم شيء كانوا يجدونه لدينا في حلب، كان وجود المهارات والأيدي العاملة في مدينة حلب أعطتها سمعة عالمية وليس فقط على مستوى الوطن العربي أو المحلي.

 كل شاب في مقتبل العمر يعرف نفسه، حين يصل لعمر 18 فما فوق فهو مقبل على أداء خدمة العلم (الخدمة العسكرية الإلزامية) يخدم بلده، فأنا في 1999 كان وقت التحاقي بالجيش، كنت رتبت أموري لألتحق بالثكنة ثكنة هنانو الموجودة في حلب، طبعًا كل الشباب من نفس عمري، وحلب معروفة أنها تجمع المحافظات التي حولها يتجمعون في حلب، وفي مدينة حلب يحضر أهل اللاذقية وأهل طرطوس والمناطق المحيطة فيها للأسف كانوا موجودين بيننا من الفئة الحاكمة العلوية.

 من أول دخولنا لثكنة هنانو وتجمع ما يُسمى بالأغرار يظهر التمييز العنصري بيننا، وأن هؤلاء الشباب لهم تعامل غير تعاملنا، و أغلب الضباط هم من العلوية، فمجرد أن التحقنا صار الليل كل علوي يأخذ ابن قريته ليُكرمه ممكن يقول له: ارجع على البيت، ممكن يأخذه لبيته لينام عنده، بينما نحن شباب حلب حتى الطعام لا يصلنا، أنا أذكر أول يوم كنا فيه طعام مثل العادة لم يصلنا بينما هم كان يأتيهم ما لذ وطاب.

صار الفرز وكانت الطريقة التي أخذونا فيها طريقة كالغنم كقطيع الغنم، صار الفرز وكان حظي أن أخدم دورة الأغرار في حلب، وأغلب من حولي استغرب حتى العلوية أنت حلبي كيف تخدم في حلب، كان قدرًا أن أكون في المدرسة الفنية الجوية في حلب، وصار السوق للمدرسة الفنية الجوية، وضعونا في سيارة الزيل مثل الغنم بينما العلويين جاء باص مرفه نقلهم.

 صارت عدة مواقف في الدورة دورتنا سبعة شهور مرحلة أغرار ومرحلة عسكرية ومرحلة فنية، كنا في المدرسة الفنية الجوية صف ضباط رقباء عاملين على الطائرة، وبدأ التمييز بالاختصاصات اختصاصات التي نُفرز عليها الاختصاصات المريحة والتفييش مثلما يُسمونها لتلك الجماعة، أما نحن عملنا غسل الطائرات وتشحيمها وفك دواليبها لكن اختصاص عميق ندخل فيه الطائرة ونعرف تفاصيلها ليست لنا هذه الأمور، وأغلب شبابنا كانوا بصفة أقل من المجندين الذين يحملون نفس الشهادة التي نحملها عبارة عن أجير عنده هو المعلم أنوا الأجير.

  كانت دورتنا من 1200 شخص والأغلب هم من الساحل وقلة قليلة من المدن التي تُسمى سنية بين قوسين في سورية، فكانت هناك سطوة وهيمنة علينا من قبلهم غير الضباط، ولا نستطيع عمل أي مشكلة مع أي شخص منهم لأنه مباشرة سيتدخل الضباط أو ضابط الأمن، وأنت تعمل مشاكل أنت كذا.

 حصل موقف معي شخصيًا، أنهينا درس للرياضة، وأنا سريع في الجري، وكنت دائمًا الأول، فصار احتكاك بيني وبين شباب من ريف جبلة، فالشاب هذا غلط معي في الكلام، فدافعت عن كرامتي وضربته وآلمته، فتجمع علي كلهم، وكان شباب حلب لا يتجرؤون - كان عددنا قليلًا- ليفزعوا لي أو يقترب باتجاهي، بينما هم  تجمعوا مع بعضهم، واستدعاني ضابط الأمن وعاقبني بدون أن يُعاقبهم، فرجعت مكسور الخاطر لأن الحق ليس علي هو غلط معي وجماعته انضموا له وصارت مشكلة واستدعاني ضابط الأمن، ولماذا تُوبخني أنا فقط؟ لماذا لا تحضرنا أنا وهو وأنتم زملاء في الدورة  وتخدمون بلدكم، وهذا المفروض، لكنه أهانني، فرجعت فقلت له: والله كأنه البلد لكم، فقال لي كلمة لا أنساها، قال لي: نحن الله خلقنا، فقلت له: أنتم خلقكم الله ونحن لم يخلقنا!! قال: لا، أنتم جئتم بعدنا، فهذه الكلمة ظلت تُأثر فيَ، والمواقف إذا ذكرتها هي كثيرة، ولكن هناك شيء يظل في الذاكرة بسبب أنها جرحتك أو كانت نقلة لك. أنهينا دورتنا سبعة شهور، وكان الفرز لتنفرز على المطارات، وكان فرزي على مطار الشعيرات في مدينة حمص، ومنطقة الشعيرات منطقة ليست صحراوية جميلة المطار مريح، فانفرزت لهناك ومعي ورقة الفرز وأن خدمتي في السرب كذا في مطار الشعيرات، فانتقلت لهناك، وداومت مدة أسبوع كانت الخدمة جيدة تعرفت على الناس، وأتفاجأ بعد فترة بنقلي على مطار التيفور في تدمر! ولا أعرف السبب، وكان شخص من دورتي من ريف اللاذقية مفروز بالغلط على مطار التيفور وبنفس الاختصاص، كان اختصاصي مهمات نجاة وهو المقعد المقذوف للطيار مع العلبة النازلة التي هي مظلة الطيار إذا صار شيء، طبعًا حتى في مطار الشعيرات هذا الاختصاص لم أعمل بهذا الاختصاص ممنوع علي، كان عملي فقط تنظيف الطائرة وخدمة الطيارين، وتفاجأت أنهم نقلوه واسمه محمد عاقل ولا أعرف اسم القرية، ولكن هو علوي تم نقله لمطار الشعيرات وأنا تم نقلي لمطار التيفور.

 ذهبت على مطار التيفور، صحراء قاحلة وأنا مع ذلك أخذتها بكل روح رياضية أنا جئت لأخدم بلدي يعني إن كان في مطار الشعيرات أو في مطار التيفور لا تفرق، ولكن شيء حز بالنفس أن هذا الشخص لا يوجد شيء يُميزه علي إلا أنه هو ابن الطائفة العلوية وأنا ابن الطائفة السنية، فنقلوني لمطار التيفور، انتقلت لمطار التيفور التحقت في المساء بنفس النهار لأن الأمر مستعجل، وتفاجأت أن أغلب الضباط الموجودين في مطار التيفور هم سنة وأغلب العساكر سنة، والمطار إذا تكلمنا عن وضعه ليس فيه من مقومات الحياة شيء أبدًا، هو مطار كبير موجود في الصحراء، لا توجد مياه للشرب المياه كبريتية وإذا شربت منها فأمراضها معروفة، والضباط نفسيتهم كلها محطمة، فمن على الباب الرئيسي أين كنت؟ ولماذا تأخرت على الالتحاق؟ قلت لهم: كنت في مطار الشعيرات، قال: مطار الشعيرات ليس لأمثالك هذا لغير ناس هذا للشباب المدعومين، فقلنا: خير إن شاء الله.

 دخلت لداخل المطار، وكان هناك بعض الضباط العلوية المغضوب عليهم من الضباط الذين عملوا مشاكل في المطارات مثل مطار حلب أو مطار حماة أو غيرها، أذكر ضابطين منقولين هم علوية منقولين من مطار حلب ومن مطار حماة كانوا عاملين مشاكل. فتصور ضابط منقول لمكان يُعتبر سجنًا أو يعتبر منفى، فكان يصب جام غضبه علينا يعني الجماعة جاؤوا يمسحون الأراضي بنا،  أنا وضعت ببالي وهذا الشيء قاله لي والدي: أنت ستخدم بلدك وليس لتخدم العلويين، ومهما رأيت من أفعال العلويين يعني سطح(تجاهل).

 طبعًا والدي خدم الجيش قبلي وعانى نفس المواقف وعندما أُحدثه بما يحصل يقول: بدها صبر يا بني، الضباط العلوية كان همهم فقط ذَلنا، أنا سأخدم بلدي، أشتغل على طائرة سوخوي 24 كان اختصاصي، وأتفاجأ أن الضابط سيحولني لمجرى ثاني وهو خدمته، ونحن كصف ضباط ممنوع الحجابة (خادم للضباط) كانوا يُحضرون عناصر مثلًا الأفراد المجندين للحجابة، فكانوا يُحاولون والأمر أنا أراهم يتقصدوه أن هذا صف ضابط يعتز بنفسه فنُحضره ليخدمنا مثلًا يصنع المتة وكذا، فنحن كنا لا نقبل هذا الأمر، فكان ينعكس على العمل الذي نعمله، مثلًا يتحجج علي بأي حجة أو بأي غلط كنت أغلطه مثلًا أتأخر عن اجتماع، فيعني رجل سيكسر نفسيتي، والله مواقف كثيرة صارت بيننا.

 طبعًا أنا خدمت سنتين ونصف كانت خدمة العلم ذلك الوقت سنتين ونصف، وفي عام 2000 أنا كنت في حلب فجأة صار استنفار ونحن مقطوعين عن التواصل وكانت الجوالات غير موجودة في تلك الأيام، صار استنفار عميد المدرسة الفنية الجوية واسمه محمد قبلان أحضر الضباط كلهم وضباط الأمن وثكنة طارق بن زياد التي هي المدرسة الفنية الجوية وشدد الحراسة فيها، وجاءت قوات بسيارات زيل ما كنا نراهم، وبعد ساعتين ثلاثة قرابة المغرب لأنني أذكر أعلنوا عن وفاته الساعة السادسة صار اجتماع طلبوا عميد المدرسة الفنية فقال: وصلنا خبر وفاة المقبور حافظ الأسد، وهنا أخذوا إجراء استثنائي سرعوا الدورة نحن بقي لنا شهر أو شهر ونصف حتى الدورة تتخرج الدورة 81 ، فصار فرزنا على المطارات أنا انتقلت على مطار الشعيرات، نزلنا في المطار، وهناك نقطة أنه بعد الدورة يجب أن تأخذ استراحة أو إجازة هي إما أسبوع أو أربعة أيام، ولكن هنا مباشرة، فذهبت على مطار الشعيرات وبقيت قرابة ستة أيام أو خمسة أيام، وكانت الطائرات كلها محملة بالقنابل وهذا الشيء طبعًا أنا بفترة الدورة أخذنا دراسة عن الطائرات الهجومية والدفاعية والصواريخ لمَ تكون؟ والطائرة لماذا تتحمل بالصواريخ؟ والطائرة لماذا تتحمل قنابل؟ ونوعية القنابل مثلًا الهجوم على المدن لتدمير مواقع العدو وتحصينات العدو، ولفت انتباهي أن أغلب الطائرات كانت محملة بالقنابل 250 و 500  عداك عن الهيلوكوبتر الهيلوكوبترات كانت تتحمل أيضًا بقنابل الألف و 500 روسية الصنع، قبل أن يكون موضوع البراميل، والطيار بغرف الطيارين ونحن مقسمين لأسراب وفي السرب يضعون لوحة جدارية خط مسار الطيار الذي سيطلع، وكل رحلة أو يُسمونها ساعات الطيران كل رحلة تكون مرسومة على الجدار،  فأغلب الرحلات كانت ضمن سورية وكانت موجهة للمنطقة الشرقية مع أرياف حلب، وأنا هذا الأمر استغربته، وهناك شباب حلبية كنا نسأل: لماذا كان التوجه لتلك المنطقة؟ فبعد فترة يا شباب لماذا أغلب الطيارات كان توجهها للمنطقة الشرقية، فوالله أعلم كان أو بالتأكيد خائفين من التحرك من صدام حسين أو من تحرك المنطقة الشرقية ضد النظام الموجود في سورية، فأغلب الطيارات كانت محملة قنابل، قنابل مثلما هم معروف بالعلم العسكري هي لتدمير المدن وتدمير التحصينات، وتحصينات عسكرية داخل سورية غير موجودة ولا توجد ثورة كانت المنطقة تعيش باستقرار، ومنذ ذلك الوقت عرفنا أن أي أحد  سيتحرك ممكن مدن بأكملها تُباد على حجم القنابل التي كانت محملة للسوخوي 24 و الميج 27 الفترة التي أمضيتها الخمسة أيام في مطار الشعيرات، المطار صغير انتقلت بعدها على مطار مثلما ذكرت لكم الواسطة التي صارت ونقلوني على مطار التيفور، مطار التيفور أكبر هو ثاني أكبر مطار في سورية بعد مطار السين، أسرابه كبيرة وعدد الأسراب كثيرة، فكنت في السرب 19 ومعروف بمطار التيفور هو أكبر سرب، وعدد الطائرات يُقارب 250 طائرة نقلوها من مطار السين للتيفور، وكانت كلها بالكامل محملة بالقنابل هذه، حتى نحن نعمل لهم صيانة دورية، ونفس الرحلات التي كانت موجودة في مطار الشعيرات كانت موجودة في مطار التيفور كلها متجهة على المنطقة الشرقية، ولم يكن مثلًا مطار الشعيرات مخصص للمنطقة الشرقية وغير مطار مثلًا مخصص لدمشق وما حولها أو لاتجاه إسرائيل وأنه ممكن تتحرك إسرائيل، لا ،  أغلب المطارات المطارين اللذين زرتهم وخدمت فيهم كانوا باتجاه المنطقة الشرقية ومنطقة ريف حلب.

أذكر من ضمن الخطة كانت موجودة اعزاز الباب جرابلس منبج البوكمال، فأغلب الرحلات كانت بذلك الاتجاه، والتخوف كان من أي انقلاب أو أي حركة بعد وفاة المقبور حافظ الأسد ما كانت خارجية لا من إسرائيل ولا من أمريكا ولا من أبناء البلد، فالطيارات التي كانت محملة محملة لقصف أبناء البلد إذا لم يقبلوا بالتغيير الذي سيصير والتوريث الذي سيصير، وهذا الأمر استمر قرابة الستة أشهر أو سبعة شهور استنفار كامل الطيار ينام في الطيارة نحن ننام تحت الطيارة والطيارة جاهزة لأي أمر يأتي خلال دقائق تكون في الجو، فهذه الحادثة التي صارت أظهر لي إجرام النظام و السياسة التي اتبعها النظام في موضوع التوريث وموضوع أن سورية هي مزرعة لهم، مزرعة لبيت الأسد وليست هي للبلد وهذا الجيش ليس جيش بلد هذا جيش عائلة جيش للدفاع عن عائلة الأسد ونظام الأسد.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/07/09

الموضوع الرئیس

النهج الطائفي لنظام الأسد تاريخ مدينة وواقعها

كود الشهادة

SMI/OH/232-01/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-مطار الشعيرات العسكري (طياس)محافظة حمص-مطار التيفور العسكريمحافظة حلب-مدينة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

مطار التيفور (T4) العسكري - مطار طياس العسكري

مطار التيفور (T4) العسكري - مطار طياس العسكري

مطار الشعيرات العسكري

مطار الشعيرات العسكري

مطار تدمر العسكري

مطار تدمر العسكري

المدرسة الفنية الجوية - حلب

المدرسة الفنية الجوية - حلب

الشهادات المرتبطة