الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

دور النظام وحلفائه في الشحن الطائفي

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:08:20

حقيقة داخل دائرة لجان التنسيق المحلية والناشطين الذين نعرف بعضنا لم يكن هناك أية حساسية. في مكان أو مكانين حقيقة استُخدمت [مقولة] أن "مازن علوي"، نعم استُخدمت [بالمعنى السلبي]. ربما كان ذلك في تنسيقية الزبداني أو مضايا كان لديهم مشكلة ما، وواحدة من الأشياء التي هاجموني بها: أنَّنا نعرف أنَّ "مصطفى" أو "محمد سالم" [أسمائي المستعارة]، أنَّه هو فلان (مازن درويش) وهو علوي.

حقيقة لم أواجه [تلك الحساسية] كثيراً، وخصوصًا في تلك الفترة لم أواجهها كثيراً بهذا المعنى، وتاريخيًا هذا الموضوع أيضًا إشكالي لدي أنا لأنَّنا لسنا عائلة متدينة أو نعيش في الساحل، فوالدي من عام 1953 أتى إلى دمشق ودرس في الجامعة وبقي، وليس في وارد الأديان والطوائف ولا بأي مكان، ووالدتي فلسطينية، وأنا من مواليد نابلس، والقصة مربكة فعلاً بمعنى من المعاني، ونحن عائلة ليست متدينة. ففي أماكن معينة استُخدمت (أنني علوي).

مرة في الخالدية في حمص كان هناك مظاهرة، وكانت واحدة من الشعارات لها طابع طائفي، وأحد الذين يهتفون انتبه لوجودي، وقال على الميكرفون "آسف أستاذ مازن، لم أكن أعرف أنَّك هنا"، وضحكنا أنا والشباب، فالمسألة ليست أنا هنا أو لا، المسألة أنَّ الهتاف بحد ذاته غير مناسب. وكانت تحصل هكذا قصص وأشياء بمعنى من المعاني. وواحدة من القصص عندما اجتمعت مع أشخاص علويين، ولا يعرفون أنني مازن درويش، وكانوا يتحدثون معي بصفتي أبو محمد السني المشارك في المظاهرات والثورة، والمتأسلم، فحصلت مفارقات من هذا النوع كثيرة. ولكن حقيقة تطييف الثورة، والمسألة الطائفية بالثورة، كانت موجودة، وكذلك المسألة الطائفية في سورية ليست منتجًا من منتجات الثورة، أو هي حدث بسبب الثورة، بل هذا موجود وقائم وجزء من بنية السلطة في سورية، تحديدًا الأجهزة الأمنية والدوائر والمفاصل الأساسية هي كلها مبنية على أساس طائفي، وحتى داخل الطوائف والطائفة العلوية هناك تقسيمات عشائرية ومناطقية وتوازنات دقيقة بهذا المعنى؛ فالمسألة الطائفية موجودة، وليس بسبب الثورة أصبح هناك طائفية، والموضوع ليس بهذه البساطة، لكن أيضًا كلما كان يزيد الدم، وكلما كانت تزيد الانتهاكات والمجازر، كلما كان يتصاعد الحسّ الطائفي. والمسألة الثانية أن النظام ومنذ البداية، واحدة من خطوط الدفاع لديه كانت تحويل المسألة لصراع طائفي، وأيضًا هناك أطراف في الساحة السورية ترى الصراع صراعًا طائفيًا بالأساس. والنظام قد يكون هذا آليته الدفاعية وبنيته وتركيبته، ولكن هناك أطراف في الساحة السورية لا ترى الموضوع موضوع تغيير وانتقال ديمقراطي وقضايا مواطنة، بل تراها في الأساس قضية صراع طائفي. وهذا الموضوع، وحتى قبل الثورة السورية، كان له تجلياته ووجوده، وله تأسيسه القديم حتى بالمعنى الفكري والنظري داخل سورية.

وكلما كان يحصل تدخلات خارجية لها طابع طائفي، كانت الطائفية تزيد، بمعنى آخر: دخول حزب الله إلى المعادلة أعطى بُعدًا إضافيًا للمسألة الطائفية، حيث [أصبحت الصورة] وكأنَّ النظام يستنجد بالطائفة حتى بشكل عابر للحدود، وكذلك الدور الإيراني والمليشيات الإيرانية والحرس الثوري [الإيراني]، وبدأنا نسمع عن وجود خبراء. ولاحقًا على المقلب الآخر تحدثت أنه في مرحلة مبكرة أتى وفد من ليبيا، وزار الشمال السوري على أرضية سنية، وبدأت التنظيمات الإسلامية، سواء "أحرار الشام" أو "جيش الإسلام" الذي كان اسمه حينها "سرية الإسلام" والقاعدة، وكل هذه الحركات كانت أيضًا تعمل على أرضية طائفية. فالمسألة الطائفية موجودة ومعقدة، وليست بنت الثورة لأنّنا كنا نسمعها كثيرًا حيث كانوا يقولون: "أنتم قمتم بالثورة وأتيتم بالطائفية". نحن لم نأتِ بها (ساخرًا)، بل الطائفية موجودة، وهي لاعب أساسي في الحالة السورية والمجتمع السوري والسياسة السورية، وبالنسبة لي جريمة تحميل الثورة كل المسألة الطائفية، فقد تكون الثورة هي فقط رفعت الغطاء عن هذه الطَّنجرة، وظهرت مواد الطبخة الفاسدة والرديئة والمنتهية الصلاحية، والطباخ الذي هو "جعيص".

ليس هناك أي تعميم، والمطلق هو الله سبحانه وتعالى فقط لا غير، وأي شيء آخر هو نسبي، ولا يوجد شيء مطلق بهذا المعنى، ولكن نحن كان لدينا واحد من فريقنا، من فريق المركز [السوري للإعلام وحرية التعبير]، ومن الشباب الذين كانوا يعملون معنا من 2006 وبقي إلى شهر حزيران أو تموز، ثم انسحب من المركز، وهو انسحب بناءً على الضغط المجتمعي والعائلي والطائفي بهذا المعنى.

وأنت تشعرين [بموقفنا] من خلال منتجاتنا ومخرجاتنا وأشيائنا، وبعيدًا عن لجان التنسيق المحلية، وبالرغم من الفصل الموجود بين المركز واللجان، فالمركز بالنسبة لي هو غطاء وله عمله المستمر، فجاء [الشاب] وجلسنا وتحدثنا مطولًا، ثم ترك المركز، وانسحب حتى من كل دمشق وترك كل دمشق وعاد إلى الساحل. فهناك ضغط نفسي، لا أظن أن أحداً قال له: اترك الـ SCM [المركز]، ولكن هناك ضغط بالمعنى النفسي، وهناك حشد وشحن بالمعنى الطائفي، وهناك الكثير من الحوادث التي جرت ولها طابع طائفي وبشكل مبكّر، فمثلًا موضوع نضال جنُّود في بانياس حيث تم التعامل معه على أساس أنه عوايني (خائن) والثوار قتلوه، ولكنها (تلك الحادثة) كانت واحدة من العتبات الطائفية، ففي الأشهر الأولى شاب من بانياس قد يكون "عوايني"، أيًا يكن وبغض النظر، لكن كان هناك رواية أيضًا أنَّه مجرد بياع "بسطة" وهو شاب صغير في العمر. وبغض النظر عن كل شيء، هذا الشخص ليس عسكريًا، بل هو مدني، ضبُّوه الثَّوَّار (أعتقلوه) وتمّ نشر فيديوهات وهو يتمّ تعذيبه، وبعد ذلك وُجِدت جثته. تلك واحدة من الأشياء التي خلقت إشكالية، وكان لدينا تنسيقيات في طرطوس واللاذقية وجبلة، وقسم منها لها طابع مختلط بالمعنى الطائفي، خلقت [تلك الحوادث] إشكالية، وأيضًا مسألة هؤلاء أيضًا تحت مسمَّى "العواينية"، حيث تمّ نشر الفيديو ومجموعة من الناس ترميهم من الجسر على نهر العاصي، وكان لها تأثير مرعب بهذا الخصوص.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/03/16

الموضوع الرئیس

النهج الطائفي لنظام الأسد 

كود الشهادة

SMI/OH/90-68/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

باريس

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/06/14

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سورية

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

حركة أحرار الشام الإسلامية

حركة أحرار الشام الإسلامية

الحرس الثوري الإيراني

الحرس الثوري الإيراني

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

تنظيم القاعدة

تنظيم القاعدة

لجان التنسيق المحلية في سوريا

لجان التنسيق المحلية في سوريا

المركز السوري للإعلام وحرية التعبير

المركز السوري للإعلام وحرية التعبير

تنسيقية بلدة مضايا

تنسيقية بلدة مضايا

تنسيقية مدينة الزبداني

تنسيقية مدينة الزبداني

سرية الإسلام

سرية الإسلام

الشهادات المرتبطة