الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التحالفات الانتخابية الطلابية في جامعة دمشق

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:04:22

في بداية دخولنا إلى الجامعة كان هناك عُرف ما في كلية الطب، وبصراحة عندما دخلت إلى الجامعة -سأشرح الفارق على المستوى النفسي- كنت مندفعاً باتجاه المدينة، كنت واحداً من أبناء الريف، يكتب الشعر، وجاء وهو جائع إلى المدينة، ويريد التعارف. وكانت الجامعة بالنسبة لي شيئاً مهملاً حتى الطب البشري لم أكن أريده، وإنما إخوتي هم من أقنعوني به، كنت أريد أن أدخل علم النفس. وجاء أصدقاؤنا، وكان هناك عُرف في الجامعة أن الهيئة الإدارية التابعة لاتحاد الطلبة -فكل كلية في جامعة دمشق يوجد فيها هيئة إدارية- تتمّ فيها العملية الانتخابية، وكان المؤتمر الطلابي يُقام كل سنة، حيث يُقام مؤتمر طلابي في الكلية، ويحضر عميد الكلية والوكيل وشخص ما من المكتب الإداري، وأحياناً، يأتي عمار ساعاتي رئيس اتحاد الطلبة. وكان العُرف في كلية الطب أن الهيئة الإدارية للسنة الرابعة والخامسة؛ لأن المستجدين القادمين لا يعرفون الأجواء بشكل جيد، وطلاب السنة السادسة مشغولون بالتخرج، فكان طلاب السنة الرابعة والخامسة هم الذين يأخذون الهيئة الإدارية دائماً. وفي كلية الطب، عندما دخلت في السنة الأولى أصبح هناك دعوات لحضور المؤتمر الطلابي مباشرة؛ لأن هناك انتخابات، فكان التجييش لنا كسنّة أتينا من درعا من أجل حضور المؤتمر لأن حلفنا هم: السنّة الحورانيون والديريون والحمويون بشكل أساسي، طبعاً، يتبعهم النازحون والحمصيون، ولكن هؤلاء كان لهم الوجود الأكبر في جامعة دمشق. والحلف الثاني هم: الدروز والعلويون. فكان النداء طائفياً، بمعنى أن نداء التحريض من أجل الحضور حتى يفوز شخص سني. وفي الحقيقة، عندما كنا في درعا لم نعش هذا السؤال أبداً: أن هناك من هو علوي وهناك من هو سنّي، وحتى عندما مات باسل وأبوه لم يكن الموضوع أنه علوي، وإنما كانت الحالة أنه الرئيس وابنه، ولكنني عندما دخلت إلى الجامعة ووجدت هذا الخطاب كنت متفاجئاً قليلاً، وحتى في موقف منهل من جيرانه كنت متفاجئاً أيضاً؛ لأنني درست في مدرسة المتفوقين، وكانت مختلطة، وكان أصدقاؤنا مسيحيين وعلويين، ولم يكن لدينا هذا الإحساس، فكان النداء طائفياً. في السنة الأولى، استجبت له، ولكنني في السنة الثانية لم أستجب له، ولكن في السنة الثانية ظهر الفارق، فأنا أقصد أن هذا النداء الطائفي في البداية وقبل أن تُعمل عقلك فإنك تستجيب له بفعل غريزي مباشرة، وهذا الكلام في عام 2002 -2003.

في السنة الثانية، أصبح الفارق عندما جاء أحد الطلاب من أبناء دفعتي، وهو صديقي محمود الزعبي من "إزرع"، لا أعرف أين هو الآن أيضاً، واختصّ معالجة شعاعية للأورام، وآخر عهدي به كان مقيماً في مستشفى الأسد الجامعي. فجاء محمود، وقرر أن يكسر "تابو"(ما كان محرماً) السنة الرابعة والخامسة، وقام الشباب باستدعائي: الدكتور أيهم عمارين والدكتور محمود الزعبي وحامد مقداد، وقالوا: يا عبد الله، نحن نريد أن نرشّح محمود للهيئة الإدارية، ففوجئت؛ لأن الهيئة الإدارية كانت للسنة الرابعة والخامسة فقط. فقالوا: لا، نحن نريد أن نرشّح. فذهبنا، واجتمعنا مع الشباب (طلاب السنة الرابعة والخامسة)، وأذكر منهم: جبر، وطراد، والحاج علي، كان طلاب السنة الرابعة والخامسة مجتمعين، فقلنا لهم: نحن نريد أن نرشّح محمود الزعبي، أو اعتبروا أن السنة الأولى والثانية والثالثة خارج التصويت. فقالوا: حسناً، سنرشحه، ويكون عضو هيئة إدارية، وليس رئيس هيئة إدارية. فكان ينبغي علينا أن نثبت وجهة نظرنا، وأن نأخذ الهيئة الإدارية. ففي السنوات الماضية، كان هناك حلفان، ولكن الكفّة كانت راجحة للحلف الثاني (حلف الساحل).

فأصبح الموضوع يحتاج إلى تخطيط، في البداية، بدأنا نجيّش الطلاب على الحضور والانتخابات، ونقنع أصدقاءنا، فمحمود صديقنا، وأصبح الدافع منقسماً إلى شطرين: أولاً- لأنه صديقنا، ولنثبت أنه سنة ثانية، وينبغي أن يفوز بالهيئة. وثانياً- أننا حلف ضد حلف الساحل. فقد أصبح هناك طرفان في التحريض. وفي الحقيقة، كانت هذه التجربة سيئة، فدخلنا إلى المدرج، وقلنا للشباب الأساسيين: إننا سنتوزع. فعادة يكون نصف المدرج لهذا الحلف والنصف الآخر للحلف الثاني، ولكننا اعتمدنا على أمر آخر، وهو أن نبدّل، فاخترنا من الشباب 50 شخصاً، وقلنا لهم: أنتم الأوراق المحروقة. بمعنى أن هناك مبادلة، فإذا وضعت لي فلاناً أضع لك فلاناً، فإذا كان أكثر من العدد -وأتذكر أن عدد الأشخاص المسموح انتخابهم كان 21- فيجب أن تحرق ورقتك، وتضع 50، ولكن اجعل الآخرين يضعون، فأنت إذا حرقت ورقتك سيأتينا 20 صوتاً بدلاً من صوتك. وفعلاً، نجحت الخطة، وفي آخر الجلسة، كان اتحاد الطلبة عندما يقوم باجتماعات تكون الفقرة الانتخابية آخر فقرة؛ لأنهم يعرفون أن برنامجهم الذي يتضمّن كلمة العميد وكلمة المكتب الإداري وكلمة اتحاد الطلبة من المؤكد أن الطلاب لن يأتوا ليحضروا هذا البرنامج، ولكن من سيأتي ويحضر هم المجيّشون للعملية الانتخابية من أجل رئاسة الهيئة، فيتركونها حتى النهاية؛ كي تضطر للبقاء، ويغلقون الباب، فعندما يُغلق الباب لن يُسمح للمتأخرين بالانتخاب، فنحن كنا نوصي الشباب بأن يكونوا موجودين قبل ربع ساعة.

الذي حدث هو أنني اكتشفت الاسمين الأساسيين المرشحين في قائمة الساحل، فوقفت في منتصف المدرج، وكانت الفعالية قائمة، وقلت: فلان وفلان أسماؤهم محروقة، بمعنى لا تبادلوا بها أبداً، وأي شخص يقول لك: ضعه. فيجب ألا تضعه. وهنا عاقبوني، وأخذوا مني البطاقة، وأنزلوني إلى المقعد الموجود في الأسفل، ولكنهم في النهاية قاموا بإعادة البطاقة إليّ؛ لأن الأمر هكذا في جميع الكليات، وليست حالة فريدة، كانت ذاكرة سيئة؛ لأنه عندما انتهى الانتخاب في المدرج حدث شجار في الخارج بين السنّة والعلويين، وكان شجاراً قوياً، وأنا توقفت، وكان المنظر معيباً جداً. لم يكن هناك كلام طائفي، أظن لأنه كان ممنوعاً، وليس لأنك لست معتقداً به. ومعظم الذين خاضوا الشجار هم من طلاب السنة الرابعة والخامسة، وأظن أن السبب كان تنافسهم على الرئاسة أو أن العلاقة بينهم كانت محتدّة خلال هذه السنوات، لأنهم احتكّوا ببعضهم خلال أربع أو خمس سنوات، ونحن كنا لانزال في السنين الأولى، فكانت الذاكرة سيئة قليلاً.

في تلك السنة، أخذنا 14 تقريباً، وهم عبارة عن 7 أساسيين و7 احتياط، طبعاً، أخذنا الغالبية، ولكنها ليست كاملة. وفي السنة التي بعدها، قرّر محمود الزعبي الترشّح لرئاسة الهيئة، وعدنا، وفرضنا الموضوع؛ لأننا أجرينا تعديلاً على النتائج الانتخابية عندما تدخّلنا بهذه الطريقة، ووافق طلاب السنة الرابعة والخامسة، وفعلاً، حصلت الانتخابات، وأخذنا الهيئة كاملة لقائمتنا، وأصبح محمود الزعبي رئيس هيئة للسنة الثالثة، ولكن حصل خلاف بينه وبين سلوى الشيخ. محمود الزعبي شخص طيّب جداً، وهو في الأصل ابن الشيخ برهان الزعبي، وهو معروف في "إزرع"، وعندما أخذ رئاسة الهيئة أحسّ بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، فبدأ يدافع عن حقوق الطلاب، ويقول: نحن لن نضع البرنامج الامتحاني بهذا الشكل، ونحن يجب أن نعدّل. وأي شكوى طلابية كان يذهب إلى الوكيل الإداري أو إلى مكتب العميد، وكانت سلوى الشيخ هي عميد الكلية، ولكن يبدو أنها استاءت منه، وجاء قرار بتنحيته عن رئاسة الهيئة، ووضعوا شخصاً بدلاً عنه، وبقينا منزعجين حتى نهاية العام. وفي السنة التي بعدها، أجرينا انتخابات، وأخذ محمود الزعبي رئاسة الهيئة، وأصبح أمراً واقعاً.

وفي آخر مرحلة من الانتخابات، وبصراحة، كانت الفكرة فكرة محمود، وهنا أصبحنا في السنة الخامسة، واقترح محمود، وقال: يا أخي.... حيث تغيّر تفكير محمود، وأصبح طموحه يتمثّل بالدخول إلى المكتب الإداري لاتحاد الطلبة، وترك التفكير في عقلية الانتماء للسنّة، وأصبح يريد أن يلعب لعبة أذكى، فجلسنا أنا وهو وأيهم عمارين، وقال: نريد أن نخرج قائمة تزكية. فقلنا له: كيف يكون ذلك؟ فقال: نذهب، ونجلس مع شباب الساحل؛ لأننا طوال السنتين الماضيتين كنا نأخذها كاملة. ونقول لهم: سنعطيكم مقعدين لأعضاء هيئة، ومقعدين للاحتياط، حتى إنهم ربما أخذوا 3 مقاعد احتياطية. وفعلاً، ذهبنا، وتم التوزيع على هذا الأساس، وعندما كنا في السنة الخامسة لم تحصل انتخابات في كلية الطب، وصدرت القائمة بالتزكية، وأشادوا يومها فيها، ولكن بقي محمود الزعبي على أثرها رئيس هيئة، وأصبح عضو مكتب إداري في السنة التي تلتها بنفس الطريقة التي فكّر بها، فهو فهم اللعبة والديكور العام لاتحاد الطلبة.

الملفت في انتخابات الكلية أن المسيحيين وأهل الشام كانوا خارجها بشكل مطلق، يعني لا يتدخلون فيها باستثناء بعض الأصدقاء من أهل الشام، وكنا ندعوهم، ونحرجهم؛ حتى يدخلوا، وينتخبون معنا. وعندما جاء محمود لوضع قائمة تزكية اقترح على عبد الرحمن مراد الذي كان معنا، ولا أعرف أين هو الآن أيضاً، حيث اقترح أن يكون هناك شخص من الكتلة الشامية؛ ليتم وضعه عضو هيئة، وفعلاً، حصل الأمر، ولكن الغريب في السنة التي بعدها أن أهل الشام دخلوا الانتخابات، وأخذوها؛ لأنهم الأغلبية الساحقة، ولكن قبلها لم يتدخّلوا أبداً. ولكن عندما جاء شاب منهم، وأصبح عضو هيئة، وأصبحوا ككتلة كبيرة يجدون من يعبّر عن طلباتهم، وأهم شيء كان بالنسبة لعمل الهيئة الإدارية هي قضية البرنامج الامتحاني؛ لأن الطلاب يكونون قد حملوا مواداً [من سنوات سابقة]، وينبغي توزيعها بالشكل الصحيح. وعادة، كانت المصالح تتضارب بين الأشخاص، وكان الشوام أكبر كتلة، وفي السنة التالية، دخلوا بقائمة كبيرة وعدد كبير.

لم يحصل نقاش بصراحة حول عدم مشاركتهم بالانتخابات، ولو أن محمود لم يفكّر بالمكتب الإداري فلن يكون من صالحه أن يُدخل أهل الشام في اللعبة، ولكن عندما أدخلهم أصبح من مصلحته أن يتحوّل إلى اتحاد الطلبة، ولم تعد مصلحته هي مصلحة الكتلة، فأغراهم، وعندما جرّبوا ذلك أصبحوا يدخلون في الانتخابات ،ولكن قبل ذلك، كنت أرى أن أهل الشام حالة عامة، بمعنى أنهم كانوا منفصلين عن العمل الحزبي أو المنظمات، ولا يتدخّلون، ولكنهم فيما بعد شاركوا، أما المسيحيون بحسب ما أذكر في الجامعة لم يدخلوا أبداً.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/14

الموضوع الرئیس

مرحلة ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/53-03/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2002/01/01

updatedAt

2024/07/03

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جامعة دمشق

جامعة دمشق

الاتحاد الوطني لطلبة سورية

الاتحاد الوطني لطلبة سورية

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة