الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

سيرة ذاتية - عبد الله الحريري

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:34:15

أنا عبد الله موسى الحريري من مواليد مدينة درعا (بلدة علما) 1983، درست الطب البشري في جامعة دمشق بين عامي 2002 و 2009، وأنا شاعر، ولديّ ديوانان حتى الآن، وشاركت في الثورة منذ بدايتها، واعتُقلت مرتين، وكان نطاق النشاط الثوري في دمشق ومحيطها.. في الريف إلى القلمون والقابون ودوما. وفي النهاية، تمّت محاصرتي في المرحلة النهائية في جنوب دمشق (مخيم اليرموك)، ثم دخلت عليه داعش وعلى يلدا وببيلا وبيت سحم، كنت عضواً في المفاوضات خلال الفترة التي أدّت إلى خروجنا من جنوب دمشق إلى الشمال السوري.

في البداية، كنت في المظاهرات، وفي أول مرحلة، كان هناك تنسيق مع مجموعة "17 نيسان" للتغيير، ثم أصبحت ناشطاً معهم، وحضرت اجتماعين مع الشباب للتنسيق والعمل، وفيما بعد، حتى "مجموعة 17" نيسان انتهى عملها بعد اعتقال الشباب وسفرهم. عملت مع اتحاد طلاب سورية في تنسيق عدة مظاهرات في البداية، وبعد ذلك شاركت في العمل الإغاثي، ثم عملت مع تنسيقية أطباء دمشق عن طريق الدكتور جلال نوفل، ثم دخلت إلى مخيم اليرموك، وعملت كطبيب ميداني لمدة سنة و3 أو 4 شهور، ثم عملت مفاوضاً حتى خرجنا إلى الشمال السوري، ثم خرجت من سورية.

في البداية، أنا ابن أسرة تعمل بالفلاحة من ريف درعا الشرقي، وأبي فلاح، وإخوتي متعلمون، وكانت هناك مجموعة من الذكريات التي تعيش في خيالي، والأمر الأول هو: القضية مع حزب البعث نفسه، ففي قضية التعامل معه في درعا، كان المفهوم العام بالنسبة لطفل مثلي في تلك المرحلة هو: حتى تكمل دراستك -وخاصة أنك ابن فلاح وإخوتك متعلمون، حيث كان اثنان من إخوتي أطباء، ويجب أن أكون طبيباً مثلهم، وأختصّ- فيجب أن تكون حزبيّاً، والحالة المغايرة للحزبي في درعا كانت هي "الإخوان المسلمون"، و خصوصاً أن أحد أقاربي وهو ابن عم والدتي خرج من السجن وأنا في الصف الثالث، وكان مسجوناً بتهمة الانتماء إلى "الإخوان المسلمين"، وزارنا في منزلنا عدة مرات، وكان يتكلم عن المعتقل وتعذيب المعتقلين، وكيف كانوا يجبرونهم على الجلوس على سخانات الكهرباء، وبقيت هذه الذاكرة مشوّشة ومرتجّة. بالنسبة للتنسيب الحزبي فقد كنت في الصف السابع، وكنت من المتفوقين وأكثر الطلاب اجتهاداً، وجاء الأستاذ أحمد الزعبي، كان موجّه المدرسة (مدرسة علما الإعدادية)، وجرت العادة أن يقوموا بتنسيب الطلاب في الصف التاسع على ما أذكر، ولكنه في الصف السابع أعطاني ورقة، وضعها على مقعدي، وأنا لم أعرف ما هي، فقام هو بملء الطلب، وكان يسألني عن بعض الأشياء، مثل: إخوتي وأخواتي وغير ذلك، فكان طلب التنسيب الحزبي في الصف السابع، وأنا لا أعرف ما الذي حصل حتى مُنحت العضوية العاملة في الصف العاشر، والحقيقة أنني لم أحضر اجتماعات سوى مرة واحدة، لأنهم كانوا قد منحوني العضوية قبل زملائي، فطلاب صفي لم يكونوا قد انتسبوا بعد، وكان هذا تصوّري عن حزب البعث حتى دخلت الجامعة.

أتذكر أنني في الوقت الذي أردت أن أسجل فيه ذهبت باكراً، وكنت فرحاً بالجامعة، وكان بجانبي شاب اسمه عبيدة زغلول، وأنا لا أعرف أين هو الآن، هل هو داخل سورية أم خارجها؟ ولكنه من قطنا من ريف دمشق، فكان يجلس بجانبي، وكنت أنظر إلى خانة مكتوب فيها: الانتساب الحزبي. فكتبت: عضو عامل في حزب البعث العربي الاشتراكي. فنظرت إلى عبيدة، فكتب: حيادي. فاستغربت من كلمة حيادي؛ فقد كانت الحياة بالنسبة لي إما "إخوان مسلمين" أو "حزب البعث"، فسألته: ماذا يعني حيادي؟ فقال لي: أنا غير منتسب إلى أي حزب. فهذا كان أول ارتجاج تنظيمي عندي، وهذا السبب نفسه الذي جعلني.... فعندما تدخل إلى الجامعة فإنك تذهب إلى شؤون الطلاب، ثم يرسلونك إلى الفرقة الحزبية. في كلية الطب، كان بناء الإدارة والفرقة الحزبية في البناء المقابل في بناء المخابر، ويجب الذهاب إلى الفرقة الحزبية من أجل إحضار ورقة تنظيمية، ويقول لك الموظف مباشرة: يجب أن تنقل تنظيمك إلى هنا. فأنا قلت: لا أريد نقل تنظيمي إلى هنا. وفعلاً، لم أنقل تنظيمي حتى أنهيت دراستي.

الدافع لهذا الموضوع هو ما كان موجوداً عندي في الذاكرة، ولكن قلت لك: إن الذاكرة غير واضحة، والدليل على ذلك هو أن الأستاذ سليمان عندما كان معتقلاً، وكان يأتي إلى منزلنا -حيث تمّ اعتقاله لسبع سنوات- فكان يتكلم عن التعذيب، وأنا كنت صغيراً، وكانت لمنزلنا مضافة كبيرة جداً، وكانت باردة في الصيف، وأنا أحب أن أنام فيها، و كنت في الصف الخامس أو الرابع، وهو كان يتكلم عن التعذيب، وكيف يجلسون على سخانة، ويتمّ حلق شعرهم بشفرة واحدة، وإذا اضطروا لإجراء عملية لأحد فيتمّ إجراؤها داخل السجن، وكان هناك شخص يراقبهم من الأعلى من طاقة في سجن تدمر، وكان من يسعل أو يقوم بأي حركة فإنه يعاقب، فكان لديّ هذه الذاكرة، ولكنها غير واضحة.

الموقف الثاني: عندما مات باسل الأسد كنت صغيراً، ربما كنت في الصف الخامس، فجاؤوا، وذبحوا خروفاً، وقاموا بالشواء، ولكنني لم أكن أعرف سبب احتفالهم، وكانوا فرحين، وأذكر أن ياسين (أخي الكبير) كان فرحاً جداً، ولكن لم أعرف السبب، ولكنني اتخذت موقفاً منذ الطفولة بأنه ينبغي عليّ أن أفرح إذا مات ابن حافظ الأسد.

الموقف الثالث: في أحد أيام الصيف، كنت في الصف الثاني الثانوي، وكان ابن جارنا وهو صديقي يقدّم امتحان البكلوريا (الثالث الثانوي)، وكان امتحان العلوم، وكنت قد ملأت صهريج الماء، وكنت أريد الذهاب حتى أسقي شجر الزيتون، ودخلت إلى الغرفة كي آخذ قنينة ماء حتى آخذها معي؛ لأنها باردة، فانتبهت إلى التلفاز، وكان المذيع يبكي، ويقول: إن حافظ الأسد مات. فتوقفت، وكنت مشدوهاً أمام التلفاز، وفرحت، ولكنني لم أشعر بذلك لأنه مات، وإنما لأنه أصبح لديّ يقين مطلق بأنني يجب أن أذهب الآن، وأطفئ الجرّار؛ لأنه لن يكون لديّ عمل اليوم، فأنا فرحت لأنه لن يكون لديّ عمل اليوم، وسأبقى مرتاحاً. وفعلاً، أطفأت الجرار، وكان إخوتي يعملون في الأرض، وكنا نعيش حياة الفلاحين، فعادوا أيضاً، وأقاموا احتفالية، ولكن احتفال هذه المرة كان أكثر علنية، وليس مخفيّاً، فكانوا يعملون في الأرض، وجاؤوا، وقاموا بفكّ صهريج الماء، ثم وضعنا القاطرة، وأخذنا الخروف، وذهبنا إلى السهل، وأقمنا حفلة شواء علنية، فكان هناك شيء مزروع في الذاكرة من هذه القصة تجاه الرئيس وابنه، ولكن لم يكن السبب واضحاً جداً بالنسبة لي، ولم يكن مهماً؛ لأنني كنت في سنّ المراهقة، ولكن هناك تفاعل، فهناك خروف يُذبح في النهاية، ويوجد شواء.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/14

الموضوع الرئیس

مرحلة ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/53-01/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2000/01/01

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-منطقة دومامحافظة دمشق-مخيم اليرموكمحافظة دمشق-جنوب دمشقمحافظة ريف دمشق-القلمونمحافظة ريف دمشق-محافظة ريف دمشقمحافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة درعا-محافظة درعا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

سجن تدمر

سجن تدمر

تنسيقية أطباء دمشق

تنسيقية أطباء دمشق

اتحاد الطلبة السوريين الأحرار

اتحاد الطلبة السوريين الأحرار

حركة شباب 17 نيسان للتغيير

حركة شباب 17 نيسان للتغيير

الشهادات المرتبطة