الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التواصل مع أعضاء حزب الاتحاد الاشتراكي العربي المعارض في دوما

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:06:32:22

عدنان كرداس طالب حقوق من دوما، وهو يقول: إن أصلهم من الشام، ولكنهم نزحوا باتجاه الريف بعد سطوة الأنظمة الحديثة، ولا أعرف إذا كان هذا الكلام صحيحاً أم لا. وكنا نقوم بأمسيات شعرية، وكانت زوجته ليلى زيدان تكتب شعراً أيضاً، وجاء، وحضر أمسية، وحصل تعارف بيننا، وقويت علاقتنا، وعرّفته على ليلى، وتزوجا.

إذا أردت أن أصف عدنان فإنه شخص أنيق ومكتبي، وكنت أستغرب تصرفاته، وكان كلامه جديّ دائماً، ويحاول أن يطرح الأمور بهذا الشكل. وفيما بعد، عندما دخلت معه في النقاش، قال لي: أنا عضو في الاتحاد الاشتراكي، وعمي أبو عمر كرداس. وحدثني عن تضحيات أعمامه في حزب الاتحاد الاشتراكي، وهو كان يتكلم عن حالة انتماء عالية جداً في بداية تعارفنا، وشدّني [حديثه] جداً، وكان والده صاحب مطعم "الكورنيش" في دوما، وذهبت إلى دوما، وجلسنا في المطعم، وعندما جلسنا فوجئت بأنهم مجموعة، فكان هناك أبو عدنان كرداس، وهو أخو محمود كرداس ووليد كرداس، ومجموعة الاتحاد الاشتراكي من الشباب كانت تأتي كلها، يأتون، ويأكلون، ويلعبون الورق. فبدأت أتعرف عليهم واحداً واحداً؛ فاكتشفت أن في دوما يوجد حالة اتحاد اشتراكي، أي أن هناك حزباً موجوداً بشكل قويّ ومنظّم، وله مكاتبه واجتماعاته، وحتى على مستوى الشباب، كان الطلاب لديهم هذا النظام الخلوي الهرمي، وشرح لي عدنان هذه الأمور، وبصراحة، لفتتني الحالة.

بعد فترة، جاء عدنان، وحدثني، ولكنني لا أذكر المناسبة، طبعاً، كنا قد أصبحنا أصدقاء جداً، وكنت أنام في منزله، وينام في منزلي، وتعرّفت على والده ووالدته، وأصبحت علاقتي مع أهله قوية جداً، فقال لي: يوجد مظاهرة، وسنخرج. فكانت كلمة مظاهرة شيئاً غير مألوف، فقلت له: هل تقصد مسيرة؟ فقال لي: لا، وإنما مظاهرة. ولا أذكر المناسبة، وكان هذا الحدث في عام 2006، لا أذكر التاريخ تماماً.

ذهبت معه، وكانت المظاهرة تتحرك من أمام القصر العدلي في دمشق، وتتجه باتجاه محطة الحجاز، فنظرت، فوجدت الأمن والشرطة منتشرين على الأطراف، فقلت له: هناك أمن! فقال لي: نعم، نحن في المكتب عادة ننسق، ونخبرهم بأن هناك مظاهرة. فقلت له: هي ليست مظاهرة إذاً، بل مسيرة. ولكنني عدت، ولم أشارك معهم، وهو على ما يبدو كان لديه وجهة النظر نفسها؛ لأن عدنان كان يقف بالقرب مني، ولم يكن في المظاهرة، فكلانا خرجنا من السكن الجامعي، وذهبنا باتجاه المظاهرة، وانسحبنا معاً.

شاركت في برنامج أمير الشعراء، وانزعجت أثناء اللقاء هناك، فقد حدثت ملاسنات بيني وبين اللجنة المنظمة وبين أعضاء لجنة التحكيم، وعندما عدت كان لدي حسّ الانتماء الكبير إلى سورية، بمعنى أنه في النهاية لن تُعرف قيمتك الحقيقية إلا في بلدك. وأول شخص رأيته هو عدنان، فكنت في الطيارة قد كتبت قصيدة، أذكر فيها 3 أبيات عن بشار الأسد، فقال لي عدنان: هلّا أعطيتني القصيدة؟ فقلت له: خذها. وكنت قد كتبتها بخط يدي. وفي اليوم الثاني، جاء إليّ، وقال: أريد أن أراك من أجل أمر مهم. فقلت له: ما هو؟ فقال لي: لقد قرأ والدي القصيدة، وأعجبته، ولكن والدي يقول: إن هناك أشخاصاً سيئين خلّدوا حافظ فلا تدع صديقك يخلّد بشار. ولهذا السبب لن أذكر الأبيات، فصدمني، وجعلني أصحو؛ فقمت بتمزيقها، وأنا أحفظ الأبيات؛ لأنني كتبتهم في الطيارة، وكنت معتمداً على الطريقة الحفظية. وبعد فترة، جلسنا أنا وعدنان في الحديقة التي بين السكن الجامعي ووزارة التعليم العالي ليلاً، بعد العِشاء تقريباً، وكنا نتكلم عن المستقبل، فقال لي: أنا طالب حقوق، وأنت تدرس الطب، ولكن ماذا عن الأيام القادمة؟ وقال لي: بصراحة، أنا أرى أن فكرة أحزاب المعارضة والجبهة الوطنية مجرد كذبة، أعتقد أن الأولى في سورية أن نفكر بمصالحنا الشخصية. فقلت له: ما هي مصالحنا الشخصية؟ فقال لي: مصلحتك الشخصية أن تختص، وتتابع أمورك ضمن الدولة التي تتواجد فيها، وأنا أيضاً في النهاية سأتخرج من الجامعة، وأكون حقوقياً. وقال لي: قد يكون لدي طموح أن أعمل في وزارة الخارجية أو في مكان آخر، وفي النهاية، نحن نعيش في وسط تنظيمي معارض، ولكنه لا يحقق لك شيئاً، في النهاية، أنت محكوم بمنظومة. وانتهى النقاش بنتيجة توافقنا نحن الاثنان عليها، بمعنى أن الحياة هي من تفرض علينا ذلك. وهذا الكلام في بداية 2009، وكان هذا آخر شيء تكلمنا به عن شيء اسمه أحزاب أو معارضة، وأغلقنا الموضوع، وأصبحنا أصدقاء، وتكلمنا عن الشعر ومحمود درويش والماغوط، وهكذا أصبح لقاؤنا مختلفاً، أو انشغلنا في تلك الفترة بالأدب الروسي.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/14

الموضوع الرئیس

مرحلة ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/53-04/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2006-2009

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة ريف دمشق-منطقة دوما

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية

حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية

الجبهة الوطنية التقدمية

الجبهة الوطنية التقدمية

الشهادات المرتبطة