تمّ ترتيب موضوع التنسيقية، وبالفعل أصبحنا ننسّق مع بعضنا، وجاءت مظاهرة منتصف شهر نيسان، ومشت بشكل جيد جدًا، وأصبحنا نعاني هنا لأن العدد بدأ يضعف، وكان السبب أنه في البداية أول الثورة كانت الناس تذهب إلى الجوامع ويخرجون من الجوامع ويهتفون ويمشون، والذي حصل فيما بعد أن الناس أصبحوا يقولون: إن المظاهرة على دوار الثوم، وبالتالي الناس يخرجون من الجامع ويذهبون إلى دوار الثوم ولا يخرجون بالمظاهرة من عند الجامع، وهذا جعل الناس تتماهل في بعض الأوقات أن يذهبوا، ولم تكن هذه العملية جدًا مجدية، فاقترحنا عليهم أننا نرتب في الجمعة العظيمة كانت ستأتي في 22 نيسان أننا سنخرج ونقوم بتجهيز 4 إذاعات ونخرجهم من أربع جوامع رئيسية وهي: جامع عثمان بن عفان وجامع أنس بن مالك وجامع أبو بكر الصديق والجامع الكبير في الكسوة، أي الجامع القديم. وبالفعل قمنا بتوزيع أنفسنا على الجوامع، يعني 3 أشخاص على الجامع الفلاني، وشخص هنا هو الذي يشعل المظاهرة، و3 هنا و 3 هنا و3 هنا، وجهزنا 4 إذاعات، وكانت فعلًا هي أكبر مظاهرة تخرج في الكسوة، لأن الناس من كل الجوامع مشوا مع المظاهرة، وأصبح الالتقاء جميلًا جدًا في منظر عاطفي جدًا بين الأربع مظاهرات عندما وصلت إلى دوار الثوم من أربع جهات، يعني تخيل مجيئ 4 مظاهرات من أربعة جهات، ونحن منسقين الوقت، وكان عملًا دقيقًا جدًا، يعني كنا نبطئ من هنا قليلًا، ونسرّع قليلًا من هناك، وأثناء التبطيء يكون هناك هتاف ورقص، أو نجد أساليب معينة لتبطيء الناس، وكانت من أكبر المظاهرات، وأنا أعتبر أن هذه المظاهرة أخذت جهدًا كبيرًا مني.

بعد أن التقت المجموعات الأربعة وأصبح العدد كبيرًا، وبعد أن وصلنا إلى دوار الثوم ومشينا إلى الدوار الكبير، فالناس قررت أن يدوروا في كل حارات المدينة، وكان العدد كبيرًا، وهذا يعني أنهم سيمرون من أمام مباني الضباط وبمواجهة المفرزة العسكرية ومن أمام الفرن الاحتياطي الذي يتمركز به الجيش، فأصبحت هنا بعض المشاكل، عندما وصلنا إلى الدوار الكبير كان بعض الناس يقولون: لماذا لا نذهب؟ هذه هي الكسوة ويجب أن نظهر أنفسنا. وكان يوجد معترضون ولكن أنا كنت مع مجموعة أشخاص متوقعين هذا الأمر، [ومتفقين] أنه إذا حدثت مظاهرة كبيرة في إحدى الأيام كان لدينا أسلوب معين كيف سنتعامل. وكنا متواصلين مع مجموعة من الشباب من طلاب الجامعة، وكنا قد جهّزنا أنه إذا حدث معنا مثل هذه الحالة فورًا نصنع سلسال بشري حول هذه المباني، وبالفعل أنا من داخل المظاهرة في الدوار الكبير هتفت بالناس وجمعتهم وقلت لهم: لا يوجد مشكلة سنذهب [ونمرّ] من أمام بناء الضباط، ونذهب من أمام شعبة الحزب [حزب البعث] والمناطق الأخرى. وقدت المظاهرة وصنعنا سلسلة بشرية حول بناء الضباط حتى لا يقوم أي شخص بأي عمل أو ردّة فعل غير مناسبة، لأن الضباط موجودون في منازلهم ومعهم أبناؤهم، ويقومون بشتم المتظاهرين أثناء مشيهم، ويقومون بضربهم بالحجارة، ويحاولوا أن يستفزوهم، وحتى النساء للأسف (نساء الضباط) وأبناؤهم والعساكر الموجودون كانوا يشتمون المتظاهرين، مثل: خونة وإسرائيليين ويهود.. فكانت هذه الشتائم جدًا تتردد، وعندما كنا نمرّ كانوا يشتموا بهذه الشتائم، إضافة إلى شتائم سيئة جدًا. ولكن نحن في المقابل كان الشباب منتشرين والأيادي مرتبطة مع بعضها البعض كسدّ بشري أمام المبنى حتى لا يصبح أي اختراق، وجاءت الشرطة والجيش أيضًا، وأنا أتذكر أنه يوجد ناس استغربوا من هذا التصرف، وأنا أظن أنه يوجد مجموعة من النظام قد لا يحبون هذا التصرف، وإنما يفضلون الهجوم عليهم لإعطائهم الذريعة للهجوم على المظاهرات. فكان أدائنا جيدًا في هذه المظاهرة، وفرحنا لأننا استطعنا أن لا يكون هناك أي مشكلة، ومشت المظاهرة واكملت، وكانت من أكبر المظاهرات في الكسوة، وكانت فعلًا عظيمة على اسم الجمعة (الجمعة العظيمة).

هنا طبعًا [هتاف] إسقاط النظام كنا قد بدأنا به من شهر نيسان، ولكن هنا في هذه المظاهرة أصبح يوجد أهازيج أكثر لتشجيع الناس، وأكثر الأشخاص يكتبون لنا أهازيج حتى نهتف بها، وتتضمن [هتاف] إسقاط النظام، وتستهدف حافظ الأسد كشخصه وبشار الأسد في بعض الهتافات، وأنا كشخص لم أكن أهتفها بشكل مباشر، كنت أرى أنه يوجد لدي هتافات أهم حتى أوصل رسالة أهم، وكان يوجد أشخاص يهتفون بشكل كامل.