الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

محاولة الاعتصام وبدايات التنسيق في مدينة الكسوة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:16:21

في اليوم الثاني، كان يوجد مجموعة مقتنعة أن تقوم باعتصام، وأنا لم أكن مع الفكرة لأنني كنت أشعر أنه أمامنا نفَس طويل، وهذا الاعتصام ليس لدينا القدرة أن نقوم به ونديره من الآن، فلجأ بعض الناس إلى بناء خيمة على دوّار الثوم وسط البلد حتى يقوموا بالاعتصام، طبعًا خلال نصف ساعة وقبل أن يتمّ بناء الخيمة كان الأمن منتشرًا ولم يسمح لأحد موجود في المنطقة إلا وضربه ولاحقه، طبعًا لم يُعتقل أحد في ذلك الوقت، ولكن كانت عملية ترهيبية للناس الموجودين، وكَسَّر [الأمن] بعض المحلات وضَرَب أشخاص بشكل واضح ومبرح أمام الناس، وانسحب الأمن. كان يوجد مجموعة تقريبًا من 60 شخص هم الذين يديرون الموضوع في ذلك الوقت، وتمّ فض الاعتصام قبل أن يبدأ.

وهنا بدأت المظاهرات يُرتَّب لها بشكل أفضل بحيث تكون ضمن الأسبوع، يعني من 25 [آذار] إلى أن أصبح لدينا مظاهرة مسائية أيضًا خرجت بسيطة ولم تكن كبيرة جداً، ولكن كانت نوعًا من أنواع التحريك للشارع حتى لا ينسى الجمعة التي بعدها، لأن الجمعة التي بعدها كان الموضوع يُرتَّب من قبلنا بشكل أكبر، وأصبحنا نكتب اللافتات بشكل مخطط أو على كراتين واضحة وباللغة الانجليزية والعربية، و أصبحنا نهتم بالأعلام وقمنا بخياطة أعلام جديدة، وأصبحنا نستخدم وسائل جديدة هنا في المظاهرة.

طبعًا يوجد مجموعة قامت بتجهيز إذاعة للهتاف، لأننا فعلًا أول يوم كان صوتنا جميعًا مبحوح، يعني كل من يهتف كان صوته مبحوح بشكل كبير، وهنا فورًا فكرنا بالخطوة التي بعدها، لأننا بقينا كل الأسبوع بلا كلام، وتمّ تجهيز الوسائل والأدوات المناسبة في ذلك الوقت خلال الأسبوع حتى تخرج المظاهرة الثانية بشكل منظم أكثر ومريح أكثر.

حتى هذه اللحظة لم نكن قد شكّلنا مجموعة، يعني لم يكن واضحًا أنه يوجد مجموعة هي التي تنسّق، ولكن كان يوجد مجموعات تنسّق، يعني أنا أتوقع أننا كنا مجموعتين حتمًا تنسّقان بشكل كبير، وفي وقتها مجموعة لم تكن واضحة ولم تكن ظاهرة على الشارع، مع أنها كانت تصنع بعض الأعلام، ولكن لم تكن تهتف ولم يكونوا واضحين بالهتافات، والمجموعة التي نحن بها حاولنا أن نقود المظاهرة بشكل كامل. واستمرت المجموعة على نفس العدد، يعني كحلقة مصغّرة لم ينضمّ لها أحد، لأنه كان يوجد تخوّف بشكل دائم، ولكن كان يوجد تشجيع ومشاركة قبل التظاهر، يعني شخص يجلب أعلام مثلًا أو شخص مثلًا يكتب جملة أو يرتب جملة، لأننا ظهرنا في أول مظاهرة فأصبحت الناس تلجأ لنا لأنها تعرف أننا من سيقوم بالمظاهرة الثانية التالية.

بدأنا نكتب الشعارات التي كنا نقولها، نكتبها كتابة باللغة الانجليزية والعربية، فمن ثاني جمعة بدأنا نكتب ونوجّه الرسائل بشكل واضح باللغتين، وأصبحنا.. مثلًا أنا كتبت أهزوجة خاصة وقلتها في ثاني مظاهرة، يعني أول مظاهرة كانت هتافات، وفيما بعد كتبت أهزوجة، لأنني لاحظت أن الموضوع سيتطور والناس يريدون أن يرددوا شيئًا غير مكرر، وأذكر في بداية الثورة لأن الموضوع كان موضوعًا إصلاحيًا فقلت: "مال القارب يا دكتور، لحّق غيّر الدستور، الغِ قانون الطوارئ قبل ما يغرق القارب، ابنِ للحرية قصور، لازم تغيير الدستور، وحدتنا وحدة وطنية". يعني في هذا السياق، ونسيت بعض التفاصيل، ولكن كانت طويلة قليلاً ومعبرة وتتكلم على إلغاء الأحكام العرفية وإلغاء المحاكم العسكرية وعلى رفض التخريب والتكسير، ولكن بالمقابل محاسبة المستبد والظالم والسارق، وأنا استخدمتها مرة أو مرتين وبعدها لم أهتف بها، لأنه كان يجب علينا أن نغير على الدوام.

تقريبًا لم يكن يوجد تمييز من البداية أن هؤلاء معارضون أو هؤلاء لديهم فكر معين، فكان المجتمع كله يشارك. وفي حالة اللاوعي فقط لدينا مظلومية، ويوجد شيء الآن يحدث في درعا، وكبر هذا الأمر وانتقل إلى بانياس، فأصبحت الناس بشكل عفوي تريد أن تخرج لتقول لا لهذا الموضوع، وترفض وتضغط بحيث تساعد المحافظات الأخرى التي تتعرض [لما تتعرض له من قبل النظام]. والموضوع بدأ يكبر ويكون هناك حالة مشاركة مجتمعية، ليس لأنهم فاهمين كل الماضي وكل مرحلة الاستبداد التي حكمها حافظ الأسد أو بشار الأسد، لأنه أصبح يوجد نفَس لدى الناس أنهم لا يخافون الله، انظروا ماذا يفعلون في درعا وفي بانياس وفي البيضا وفي كل هذه المناطق. وكان يوجد فيديوهات تخرج وتصل إلى جميع الناس، فكان يوجد مشاركة من جميع شرائح المجتمع، وحتى من النساء، وكان يوجد في فترة من الفترات عندما دخلنا مثلًا فيما بعد في الربيع وأصبح هناك فترة حرارة للطقس كانت النساء تخرج وترشنا بالماء حتى تخفّ الحرارة عنا، وفي أول المظاهرات عندما يبحّ صوتنا كانوا يرمون لنا السكاكر حتى تنحل هذه الأمور، وكان يوجد ناس من المحلات، وأنا أذكر ناس في أحد المحلات قبل أن نصل إليه كان قد أرسل العمال لإخراج الماء ويوزّعها على المتظاهرين، وأنا كنت أحس بالناس أكثر لأنهم يأتون إلي وأنا أهتف ويعطوني سكر نبات لأجل الصوت والماء، ويشجعوني أكثر، وطبعًا مع الشباب الآخرين بنفس الوقت.

للآن لم تتبلور التنسيقية بشكل كامل، ولم يتمّ تجميع بعضهم ولم يصلوا إلى بعض، كان يجب أن نفهم بعضنا أكثر، وأن هذا [ الشخص مثلاًُ] شارك في أول مظاهرة، ويجب أن يتابع كوجه أو كمنسق أو كقيادة في المظاهرات أم فقط كانت فورة بالنسبة له؟ وهذا الحكم كان على كل الأشخاص، لذلك لم يكن الأمر ظاهرًا. وبعد أن خرجت المظاهرة الثانية كانت واضحة أنه يوجد مجموعات أكثر بدأت، يعني نحن عندما ذهبنا ورأينا لافتات كانت مختلفة عن لافتاتنا، كانت موجودة وقد تكون قليلة، ولكنها كانت موجودة، [بمعنى أنه] يوجد أحد آخر يعمل وينسق، ويوجد أعلام جديدة، ويوجد حجم كبير من الأعلام انتشر ولم نكن نحن نمتلك هذا العدد من الأعلام، فظهر أنه يوجد مجموعات أخرى بدأت تنسق، وعندما رجعنا إلى بيوتنا رأينا أنه يوجد فيديوهات خرجت على الإعلام لم نصورها ووصلت إلى الإعلام، وهنا شعرنا أن هذا الشيء إيجابي و[أنه] يوجد طرف آخر مساند لنا، ولسنا وحدنا الذين نعمل.

والمظاهرة الثانية أيضًا خرجت من أمام مسجد عثمان أو أمام جميع المساجد خرجت، وأصبحت الناس فورًا تتوجّه إلى دوار الثوم حتى يشاركوا لأنهم عرفوا الوسيلة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/05

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في الكسوة

كود الشهادة

SMI/OH/47-06/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2011

updatedAt

2024/05/04

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-الكسوة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة