الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

خروج أول مظاهرة بمدينة الكسوة في 25 آذار 2011

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:31:16

خلال هذا الأسبوع، من 18 إلى 25 آذار كانت المجموعات الشبابية بين بعضها -بشكل سري- تجهّز وتفكر أن الجمعة القادمة كيف سنخرج في مظاهرة؟ ونحن كمجموعة من الشباب وجدنا أنه [يمكن القيام بذلك] في نفس الجامع ونفس الشيخ يخطب بطريقة معينة ونتفق معه ويتمّ خروج المظاهرة من هذا الجامع، وكنا مجموعة منغلقة بصراحة، يعني مجموعة مقرّبين كعلاقة صداقة، وتقريبًا كنا 13 أو 14 شخص في ذلك الوقت، وطبعًا كان يوجد مجموعات غيرنا في ذلك الوقت ولكننا لم نكن منفتحين على بعض، ولم نكن نستطيع أن نتكلم أمام بعض بهذا التفصيل بالذات، وفيما بعد عرفنا أن هذه المجموعة أيضًا كانت قد رتبت بين بعضها، ويوجد مجموعة أخرى.

يوجد مجموعة تمّ التواصل معها وهي كان رأيها أنه لن يحدث شيء في هذه المدينة، وأنهم سيذهبون إلى دمشق، وفعلًا هم ذهبوا في يوم الجمعة التي خرجت به أول مظاهرة في الكسوة هم ذهبوا إلى المرجة، وتفاجؤوا بأننا خرجنا بمظاهرة، فقاموا بالرجوع إلى الكسوة وانضمّوا للناس في المظاهرة.

الذي حدث أننا كنا مرتبين بشكل ضيق مع الشيخ الذي سيخطب في هذا الجامع -جامع عثمان- وهو إمام هذا الجامع الدكتور أحمد شحادة، إثارة الناس وتفيزها حتى تكون جاهزة للخروج معنا في المظاهرة وتمشي، بحيث تكون المظاهرة بحجم كبير وليس بحجم صغير، لأنه في وقتها إذا كان نفس المجموعة التي رتبت ستقع في مأزق مع النظام، وستظهر ويُعرف من هي، وسيتمّ التعامل معها فورًا من قبل الأمن.

لم يكن يوجد صبايا معنا بصراحة، لأن بلد الكسوة كمدينة كان يوجد تمييز في هذا الموضوع ولم يكن يوجد اختلاط كبير، ولكن فيما بعد أصبح عن طريق العائلات وعلاقتها بين بعضها كان يوجد مشاركة نسائية كبيرة في الكسوة، ولكن في هذا الترتيب كان يوجد تحفظ قليلًا في بداية الثورة، وكان صعبًا أيضًا أن نزجّ بالنساء في بداية الثورة في مواجهة الأمن.

قبل أن نصل إلى يوم الجمعة في 25 آذار الذي هو كان أول يوم تظاهر في الكسوة، قمنا بتجهيز بعض اللافتات: "الله ..سورية.. حرية وبس"، وأعلام بسيطة كانت موجودة في منازل الشباب، يعني لم نأتِ بشيء من الخارج، وجهزناهم، ونحن كنا مقررين أنه إذا لم نخرج مظاهرة في الكسوة سنذهب إلى دمشق وننضمّ إلى الشباب الموجودين في المرجة.

وفي 24 آذار ، يوم الخميس، الذي حدث أنه خرجت بثينة شعبان [على الإعلام] وألقت كلمة من أجل درعا، وبثّ النظام أنه خرجت مسيرات مؤيدة في درعا، وفي الكسوة جالت بعض السيارات من مساكن الضباط ومن مجموعة من الحزبيين والبعثيين بمشاركة رئيس البلدية وكادر البلدية بمسيرة مساءً، وكان في نفس الوقت مندوب من النظام من فرع المنطقة اجتمع مع المشايخ مع لجنة الأوقاف في الكسوة يوم الخميس وطلب منهم بشكل مباشر أن يطلبوا من الناس عدم الخروج، ويشرحوا للناس أن هذا له علاقة بمؤامرة، وأن الحكم الحالي في سورية سيقوم بالإصلاح بشكل كبير، وأن من مصلحة سورية أن يبقى هذا الحكم فيها.

الشيخ الذي كنا مرتبين معه رفض في الاجتماع أن يقول هذا الكلام للناس، فتقدّم شيخ آخر وقال: أنا مستعدّ أن أخطب في هذا الجامع وأقنع الناس بعدم الخروج. لأنه كان التركيز على هذا الجامع، ويبدو أنه وصلهم.. كونه حصل في الخطبة الأولى تلميح من الشيخ، وكان يوجد تجمّع كبير في هذا الجامع وهو يستقبل أكثر الناس تقريبًا، لذلك كان تركيزهم على هذا الجامع، فرفض الشيخ الدكتور أحمد شحادة أن يتكلم أي شيء عن رجوع الناس إلى بيوتهم، وتقدّم بدلًا عنه الشيخ إسماعيل عليا وقال: أنا مستعدّ أن أتكلم، وأنا فعلًا مقتنع تمامًا أنه لا يجب أن نخرج في مظاهرات، ويجب أن نؤيّد هذا النظام.

وعندما أتينا إلى الخطبة يوم الجمعة كنا جاهزين لأي أحد يصيح في الجامع، ويوجد شخص [من المفترض أن] يصيح وتخرج المظاهرة بكل الناس، فخطب الشيخ وتفاجئنا أن الشيخ الآخر هو الذي خطب، وكانت خطبته.. مثلًا أحد الأمور التي قالها: إن 90 بالمئة من الشعب السوري مجمع على قيادة بشار الأسد، وبدأ بهذا الكلام المعروف الذي يُقال بشكل دائم، والناس يئسوا، وأنا من الناس الذين فكروا بالخروج من المسجد، ولكن آثرت أن لا أورط نفسي في شيء وأكون حالة شاذة بين الناس، وخرجنا من الجامع وقررنا كمجموعة -ولم نستطع أن نخرج مظاهرة في ذلك الوقت في هذه اللحظة من هذا الجامع- وقررنا أن نذهب إلى الشام، طبعًا ركبنا بالسيارات، فأحد الأصدقاء معنا قال: أنا وعدت والدتي أن آخذ لها فول وفلافل وبعدها ننطلق. وفي هذا الوقت الذي ذهبنا به لإيصال الفول إلى والدة صديقي، كان يوجد حدث حصل في الكسوة بشكل مفاجئ لم يكن الناس يتوقعونه. أول أمر كان رئيس البلدية ومجموعة معه كانوا يجهزون مسيرة مؤيدة بعد صلاة الجمعة، وفعلًا بدأوا بالتجهيز للخروج بها، ولكن في أحد الجوامع كان يوجد شخص مقطوعة يده، كان جامع المدرسة الشرعية، يعني جامع يتبع للمدرسة الشرعية الموجودة في الكسوة، وهذا الشخص عندما انتهوا من الصلاة ولم يخرج أحد في مظاهرة، وكان الناس يريدون الذهاب إلى منازلهم، فوقف وقال لهم: ليس من المعقول هكذا!! يعني دَعُونا على الأقل نفعل شيئًا. وصاح: الله أكبر. ولكن في البداية تمّ إخراجه من الجامع، ولكن عندما خرج لخارج المسجد صاح: الله أكبر. واجتمعت وراءه الناس ومشوا، وفي هذا الوقت الكثير من الناس الذين كانوا يريدون أن يتفرجوا على المسيرة تركوا المسيرة وذهبوا ليروا هذا الذي حدث في المظاهرة، وبالفعل عندما سمعنا الصوت فورًا ذهبنا وأخرجنا الأعلام التي معنا واللافتات ونزلنا واستلمنا المظاهرة، وهذا الأمر يُشكر عليه هذا الشخص أنه كأول مظاهرة كان فعل فردي منه ونحن لم نستطع أن نفعله، وخرجت المظاهرة وشاركتْ بها تقريبًا معظم الأهالي، كان عددًا كبيرًا لا أستطيع أن أذكر العدد، ولكنه مصوَّر بشكل كامل، ومشت [المظاهرة] في كل مكان، ويوجد لدينا شارع رئيسي في داخل البلد، وهو مركز البلد، وهو شارع السوق، طبعًا مشت المظاهرة من أوله من دوار الثوم -يوجد دوار عليه نصب الثوم الكسواني كرمزية للمدينة- إلى الدوار الكبير الذي هو مدخل البلد والذي به مؤسسات الدولة، ووقفت في وقتها في منتصف هذا الدوار الكبير، وتجمهرت الناس وجاء الأمن في وقتها والمخفر.

كانت الهتافات في البداية: "الله.. سورية.. حرية وبس" والمطالبة بفكّ الحصار عن درعا، والمطالبة بسحب الجيش من درعا وتحويله إلى الجولان، وهذا أيضًا كان خطابًا لإحراج النظام في ذلك الوقت، ونحن كمجموعة أيضًا كنا قد جهزنا مجموعة من الخطابات التي لها علاقة بإلغاء قانون الطوارئ والإصلاحات الدستورية وإلغاء الأحكام العرفية وإلغاء المحاكم العسكرية وإخراج المعتقلين بشكل كامل، وكان يوجد ناس تهتف لدرعا و"الله.. سورية.. حرية وبس"، وأدخلنا عليها الهتافات التي ذكرتها.

كانت البسمة ظاهرة على وجوه الناس، والفرح ظاهر، وأننا في هذه المدينة شاركنا بالثورة السورية في هذه اللحظة، وأنا هتفت: "الله.. سورية.. حرية وبس" و"الشعب السوري ما بينذ" و"نحن رجالك يا درعا.. نحن رجالك يا حوران". وهتافاتي موجودة، ومن حظي أنه تمّ تصويرها في ذلك الوقت في أول مظاهرة.

وأنا أعتبر في تلك اللحظة أي قيود على التفكير نحن تركناها خارج هذه المظاهرة، كنا نطير، يعني يوجد شعور أننا نطير، لذلك لم نفكر كثيرًا، وعندما رجعنا إلى بيوتنا كان الكثير من أهالينا يقولون لنا: هل أنتم مدركون إلى أين أنتم ذاهبون؟ وهل أنتم مستعدون للفترة المقبلة؟ وهذا كله لم نسأل أنفسنا عنه ونحن أثناء المظاهرة، ثم فيما بعد أيضًا وجدنا أن المظاهرة خرجت وأصبح يوجد تجمع شعبي وليس فقط لوحدنا كأشخاص أو أفراد، فأحسسنا أننا محميون، وأن هذا المجتمع كله ثائر ليس فقط مجموعة معينة لديها رغبات، وهذا شجعنا جدًا لأن نكمل ونبدأ هنا بتنظيم أمورنا.

الدكتور أحمد شحادة التحق بنا في المظاهرة، لم يخطب لكن التحق بالمظاهرة، وشارك بنوع من أنواع الهتاف وألقى كلمة، طبعًا أيضًا رئيس البلدية تدخّل وطلب من الناس الرجوع قائلاً: انتهينا، وأنتم عبّرتم عن مشاعركم، ولا نريد أن يتحوّل الموضوع إلى أكبر من ذلك. وكان موجودًا -على ما أذكر- مسؤول الأمن السياسي الذي مقره في الخيارة.. كان موجودًا.. كان برتبة رائد وكان يتفرج على المظاهرة، وكان موجودًا رئيس المخفر ومسؤولو الشرطة بشكل كامل كانوا واقفين يتفرجون، وطبعًا لم يقوموا بأي عمل أو أي ردة فعل، حتى مجموعة من المفرزة العسكرية والمسؤول الأمني في الكسوة، جميعهم كانوا موجودين ولم يقوموا بأي ردة فعل على المظاهرة في ذلك الوقت.

وأيضًا دخلت مجموعة على المظاهرة في أول المظاهرة حاولت أن تفعل بلبلة عندما وصلنا قرب المخفر، فأصبحت تدعو الناس للهجوم على المخفر، وطبعًا نحن لا نعرف هؤلاء الأشخاص، وتمّ إيقافها ومنعها من أن تقوم بأي عمل تخريبي حتى لا ينقلب الموضوع على المتظاهرين.

ثاني يوم من هذه المظاهرة.. طبعًا المظاهرة تمّ بثها بشكل سريع، وكانت طريقة البث التي نقوم بها جدًا صعبة، يعني كنا نضغط الملفات ونرسلها إلى صديقنا في الإمارات، ومن عنده يقوم بتحميلها على اليوتيوب ويرسلها إلى القنوات.

طبعًا كان يوجد الكثير من التصوير من مجموعات كثيرة، يعني الكثير من الناس صوروا، ونحن كمجموعة وأصدقاؤنا الذين كنا نستطيع أن نتواصل مع بعض استطعنا أن نصور وأن نتعاون مع شخص موجود من أصدقائنا في دبي في الإمارات، وأرسلنا له بشكل مضغوط وبشكل سري ومشفّر وعلى الإيميل [على أساس] كأغنية، ثم قام بتحميلها. طبعًا كنا قبل أيام قد تدرّبنا على هذه الأمور بشكل كامل، وحتى إننا كنا نرسلها من مقهى إنترنت كان موجودًا في داخل الكسوة وليس من داخل المنازل، لأننا كنا نخاف من ذلك.. لحدّ تلك اللحظة لم يقترب أحد مننا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/05

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في الكسوة

كود الشهادة

SMI/OH/47-05/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2011

updatedAt

2024/05/04

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-الكسوة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لجنة الأوقاف في الكسوة

لجنة الأوقاف في الكسوة

فرع المنطقة في الكسوة

فرع المنطقة في الكسوة

فرع الأمن السياسي في الكسوة

فرع الأمن السياسي في الكسوة

الشهادات المرتبطة