العمل في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في ظل حكم الأسد والفساد الكبير
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:24:40:07
ربا حبوش مواليد سورية إدلب عام 1986 خريجة إعلام جامعة دمشق، انضممت للتلفزيون السوري أو بدأت العمل في التلفزيون السوري عام 2004 من خلال مركز إدلب، كانت قصة دخولي للعمل في الإعلام نتيجة رغبة كنت أُحب العمل في الإعلام وخاصةً أني كنت أيام المدرسة في الإعدادي والثانوي كنت أُمثل في مسرح المدرسة، كنت أعمل مثل الموجودين في سورية الشبيبة (شبيبة الثورة)، وهذا الشيء ربما يأخذه البعض علينا أننا من ضمن النظام، لكن كنا مؤمنين أن هذه البلد لنا، فأنا كنت أُمثل في المسرح ورآني الأستاذ عبد المعين عبد المجيد بأحد العروض المسرحية في المركز الثقافي بمدينة إدلب، وتواصل وسأل عني ووصل لوالدي، وهكذا بدأت رحلتي في التلفزيون السوري، من خلال مركز إدلب، عملت فيه مذيعة بالمركز تقريبًا لمدة سنتين، أيضًا عملت في المركز الإذاعي والتلفزيوني في حلب، ومن هناك انطلقت إلى دمشق للعمل في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بالقنوات الأولى والثانية والفضائية.
كان مشواري في التلفزيون السوري غير طويل، امتد تقريبًا لثمان سنوات لبداية الثورة، أو حتى نهاية 2011 ، طبعًا خلال عملي في التلفزيون لم أعمل بأي شيء له علاقة بالسياسة ولا بالأخبار، علمًا كانت الكثير من العروض بهذا الموضوع، لكن من خلال وجودي بالتلفزيون ورؤيتي للجو المحيط الذي هو تقريبًا فرع أمن، ليس تقريبًا هو واحد من أسوأ فروع الأمن، فرع أمن بلباس رسمي بكرافيت وأناقة، لكن الدخول لمنظومة الأخبار أو للعمل في أستوديوهات الأخبار كان يحتاج دائمًا لوجود واسطة خلفك في القصر الجمهوري أو ضابط، أو تكون للأسف من طائفة معينة، وحتى الذين دخلوا من غير هذه الطائفة كان عليهم ضغط كبير.
فالعمل في التليفزيون السوري سواءً كان في الأخبار أو غير الأخبار لم يكن مهمةً سهلةً أبدًا خاصة أنني صغيرة في العمر، لكن أحيانًا البيروقراطية أو المؤسسات تُفيد أحيانًا، يذهب مدير يأتي مدير، لكن أنت تُحافظ على مكانك باعتبار كنت موظفةً ليس لي موقع معين غير أني أعمل مذيعة.
العمل في التلفزيون كان مسيرةً طويلة ثمان سنوات ليست سهلةً، دائمًا كانت محفوفةً بالمخاطر، ودائمًا كنا نمشي لا أريد القول "الحيط الحيط" لكن كنا نبعد قدر الإمكان عن الأمور الإشكالية، ويمكن القول أنه كانت هناك مرحلتين: ما قبل الثورة ليس كما بعدها، العمل في التلفزيون.
طبعًا عاصرت الكثير من المدراء العامين ومدراء التلفزيون ومدراء الأقنية باعتبار دائمًا كانت توجد تغييرات، ولنكن واضحين في التليفزيون أو وزارة الإعلام في سورية كانت التقسيمة واضحة، الوزير يجب أن يكون من طائفة محددة، المدير العام ممكن أن يكون من هذه الطائفة أو لا يكون من هذه الطائفة، ويندرج هذا الشي على كل المناصب، فهذا "السيستم" أسسه حافظ الأسد، واستمروا عليه مراحل طويلة.
بدأ يتغير بعد استلام بشار (بشار الأسد)، ومع ذلك كان فيه نوع من هذا التوازن، إلا أنه باعتبار بشار أغبى بكتير وبعيد عن نسيج المجتمع السوري، وبعيد عن التركيبة والتوازن الذي كان يحافظ عليه الأب المجرم أيضًا، لكن هذا التوازن صار فيه نوع من الخلل، كيف شاهدناه؟ أنا كيف شاهدته؟ من خلال التلفزيون السوري، المبدأ واحد فرع أمن لا مفر من الموضوع أنت ترى خاصة الذين يعملون كل واحد أو كل واحدة وراءها ضابط كبير بالأمن أو بالجيش أو بالقصر، القليل كانوا غير مدعومين، وإذا كانوا موجودين يكونون أسسوا شبكة علاقات داخل هذه المنظومة، أو داخل التلفزيون أو داخل وزارة الإعلام، حتى يدعموا أنفسهم.
طبعًا لن أتكلم عن الفساد الذي كان في التلفزيون فقط، مثلًا كان لدينا موظفين بالآلاف لا نراهم، ويتقاضون الأجور تحت بند "عامل على البونات" التي كنت جزءًا منه، وهم الموظفين عامل على الإنتاج يقولون لهم: يقبضون حسب عملهم، كان الآلاف منهم، وكلهم بنفس السيستم مدعومين من جهات معينة.
أذكر أنني تعينت بالتلفزيون زمن المدير العام الأستاذ معن حيدر، ووبصراحة أعتقد كانت من أفضل المراحل التي عملت فيها في التلفزيون، لأنه كان "فهمان الطبخة" داخل كوريدورات التلفزيون، وهذا مصطلح كان يُستخدم في قلب الكوريدورات، كانت المؤامرات تُطبخ هناك.
العمل في التلفزيون كان أشبه بالمشي بحقل ألغام، لكن طالما أنت لا تقترب من أماكن ولا تُحاصصهم في سرقاتهم، فأنت تكون في مأمن.
وأذكر وقت انتقلت إلى التلفزيون من مركز إدلب إلى دمشق، كنت انتقلت من إدارة المراكز في المراكز التلفزيونية الموجودة في المحافظات انتقلت إلى دمشق للقناة الأولى والثانية والفضائية، كانت مديرة التلفزيون ديانا جبور، وكل مدير عام أو مدير تلفزيون أو مدير قناة كان مدعومًا من جهة معينة، وهذا الصراع بينهم، ناس تقول هذا الشيء طبيعي، وخاصة موضوع الإعلام، لأن فيه أضواء فيه أموال كثيرة، كانوا بالذات بمنظومة الأخبار يوجد صراع بينهم، من سيطلع بعثة مع بشار؟ أو من سيعمل شيئًا له علاقة بالجهات الرسمية، لأن هذا كله بالنسبة لهم إقامة علاقات وتحسينًا لأمورهم.
بالنسبة لي باعتبار أني كنت أعمل في البرامج الصباحية، البرامج الثقافية المنوعة لم يكن هذا الصراع، لكن مع ذلك للأسف رغم أخذ هذا الجانب إلا أنه كانت ضغوطات أكيد تُمارس علي، مثلًا أنا باعتبار لم أكن مدعومةً من أحد كان دائمًا هذا التساؤل يسألوني: أنت من يدعمك؟ كيف أنت في التلفزيون؟ فكرة أنت تكون موجود بهذا المكان وليس يدعمك أحد كانت فكرةً شبه مستحيلة بالنسبة لهم، آو يعني ليست واقعية، لأنهم أتوا من خلال واسطات معينة.
أذكر كان مديرنا العام بالفضائية السورية وكانت لدي تجربة بأحد البرامج، وهو برنامج خفيف ليس برنامجًا للصراع، لكن مع ذلك صار عليه مشاكل كثيرة، كان مديرنا العام نضال قبلان كان مديري في القناة الثانية نضال قبلان، هذا الكلام تقريبًا 2006 2007- تقريبًا، أو 2005 وبين 2007 كان نضال قبلان صار لاحقًا سفير سورية في تركيا، نضال قبلان عملت معه في القناة الثانية أول الأمر، لكن باعتبار القناة الثانية أنت كلما انتقلت من الثانية للأولى للفضائية يصير حجم الضغط أكبر باعتبار الفضائية عليها أضواء أكثر أو ممكن المردود المادي، ويمكن تُعرف أكثر، أو تنفتح لك فرص أكبر، أو يراك مسؤول على التلفزيون فيصير عند المذيعة نوع من الدعم.
نضال قبلان مثلًا من الناس الذين ضغطوا علي أيام التلفزيون، يمكن يُقال أنها تُبالغ أو تُحاول تعطي لنفسها حيثية، لكن من يعمل في التلفزيون من الزملاء الذين تركوا التلفزيون وانحاز للثورة أو ترك التلفزيون وسافر خارج سورية يعرفون عماذا أتحدث؟ يعرفون مقدار القذارة الموجود في الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون، أو كنت أحيانًا أسميها وأعتذر على هذه الكلمة الهيئة العامة (...).
أكيد في كل مكان أناس جيدين محترمين وخاصةً نتكلم عن مكان فيه أكثر من 1500 موظف، لكن أنا أتكلم عن الصف الأول كان فيه القذرين، وفيه الجيدين لكن بحدود بما لا يتعارض مع مصالحهم، حتى أنا عملت بالقناة الأولى ومر علي أكثر من مدير عام مثل سمر شما وسهير سرميني لاحقًا نضال زغبور، وبصراحة هذا الانتقال من مدير لمدير كان يترك لي المساحة الأكبر للعمل، لأن المدير الجديد حتى يتعرف على العاملين لديه في القناة تكون فرصة لنا ليكتمل عملنا، لكن أنا من الذي عاصرته كنت أرى كيف مثلًا مذيعات دخلوا بعدي على عمل التلفزيوني ولأنهن محسوبات على جهة أو على شخص أو بواسطة؟ مباشرة ودون الحاجة لإثبات الذات أو المهنية مباشرة ينطلقن للشاشة وبأهم البرامج، بالمقابل نحن ومن هن مثلي ليست عندها واسطة كان يجب إثبات أنفسهن كثيرًا والعمل كثيرًا ويبقين يُعانين كثيرًا ليُثبتن ذاتهن ويأخذن فرصتهن في العمل، ومع ذلك لا يستطعن أخذ فرصتهن كما يجب. فايز الصايغ كان مدير عام الإذاعة والتلفزيون، بعد أن تعينت في التلفزيون كان المدير العام الأستاذ معن حيدر، أتى فايز الصايغ بعدها كمدير عام، وكان عنده طريقة مختلفة بالإدارة، أتذكر فترة من الفترات قبل أن أنتقل إلى دمشق، كنت أعمل بمركز إدلب وحلب، وفي هذه الفترة كان يوجد شيء مثل التلفزيونات المحلية، بدأت هذه التجربة بحلب ساعات بث مباشر من حلب، كنت أخرج بساعات البث المباشر باعتباري مذيعة بين مركز حلب وإدلب، ففترة من الفترات أوقفني عن الظهور فايز الصايغ بدون سبب بحجة ليس معي موافقة للظهور على التلفزيون، وكنت لأكثر من سنة قبلها في الأستوديو وعندي برامج، لا أعلم لماذا؟ أو يمكن أن أقول لماذا؟ طبعًا موافقة الظهور على الشاشة كانت من المدير العام، أن هذا الشخص يمكن أن يكون مذيع في الأستوديو يعني على الشاشة، كانت تحتاج موافقة مدير عام، وأنا كانت لدي الموافقة باعتبار أنني معينة عامل على الإنتاج في التلفزيون، وكان لدي ظهور على الشاشة، لكن لأنه من صلاحيات المدير العام ولأنه ربما أحيانًا يكون عنده مآرب أو شخص مثلا يسأل: هذه المذيعة من من مدعومة؟ أو يُريد شيئًا؟؟ و لا تكون مدعومة أو لا تُحقق له ما يُريد، فمن صلاحياته أن يوقفها عن التلفزيون، ومن أجل الذين يقولون أن هذا طبيعي يعني بالنهاية شاشة ووحدة تلفزيونات خاصة ليس فقط الحكومية، فمن الطبيعي أن يكون المدير العام لديه الصلاحيات، أكيد عنده الصلاحيات لكن حين تكون أسبابًا حقيقية و ليست أسبابًا شخصية، أو ربما أقارب، خاصة الموضوع في التلفزيون لا يحتمل، يعني نُضيف كان كثيرًا من القذارة، وأنا متأكدة أنه يومًا ما ستخرج الكثير من المذيعات وغير المذيعات سيتكلمن عن هذه القضايا بالذات، وعن مقدار الضغط الذي كان يُمارس عليهن سواءً من بقي مع النظام أو ممن تركنه.
لكن الحديث بهذه الأمور الشخصية صعب كثيرًا، نحن نستطيع البوح بكل شيء عنا، لكن مع ذلك أُريد التأكيد أن العمل في التلفزيون فيه أسلاك شائكة متكررة، أولًا يجب أن تكون مدعومًا، فإذا لم تكوني مدعومة عندك تحدٍ ثانٍ، إذا كنت سيدة عندك تحدٍ ثالث إذا كنت من طائفة غير طائفة معينة، وللأسف هذا الحديث في التلفزيون أستطيع الكلام عنه بكل صراحة علمًا أن هذا ضد مبادئي، وأنا بالنسبة لي أنا سورية بغض النظر عن طائفتي أو ديني أو قوميتي، لكن هذا الشيء كنت تراه في التلفزيون بوضوح مثل ما تراه بمؤسسات الجيش والأمن، لذلك قلت أن التلفزيون كان فرع أمن، في التلفزيون طائفة مسيطرة بنسبة 90% .
لن أتكلم عن الموظفين كعدد لأنه يوجد عدد كبير من خارج هذه الطائفة، لكن كإدارات وكمفاصل تحكم، وكظهور على الشاشة يعني كان واضحًا بوجود توجه أن هذه الطائفة في الصف الأول أو بالظهور الأول على الشاشة، البعض سيقول طيب هم يقبلون العمل في التلفزيون، لماذا لم نمنعهم؟ وهذا الشيء ليس صحيح، أول شيء حين تُعلن عن المسابقات، هذه المسابقات غير حقيقية مسابقات التوظيف كانوا معينين ويأتون على مكانهم جاهزين، يعني مسابقات وهمية وكاذبة، والجو غير آمن وليس نظيفًا، فمن الطبيعي الناس لا تغامر هذه المغامرة.
بالنسبة لي حين عملت في التلفزيون أذكر أن والدي كان الناس يوقفونه في الشارع تقول له أين تعمل ابنتك؟ في التلفزيون!! يعني كأن القصة أنها تعمل بمكان غير أخلاقي أو فيه شيء غلط، علمًا التلفزيون هو بالنهاية إعلام ويُعتبر السلطة الرابعة، لكن النظرة كانت لذلك المكان ليست من فراغ كانت فعلًا بؤرة، والذين يدخلون عليه وينجون بأنفسهن فعلًا ناجين من القذارة الموجودة في هذا المكان، الفساد في التلفزيون كان على مستويات متعددة مثل ما تكلمنا، كان يوجد مستوى للأسف يجب أن تدخل بواسطة أو خلفه مدعوم، وخاصة أكثر فئة كانت مدعومةً هي الفئة التي تأتي عن طريق ضباط الأمن والجيش والقصر، كانوا أكثر فئة مدعومة، يعني لا يستحقون هذا المكان، لأن الإعلام بالنهاية ليس شيئًا سهلًا، الإعلام هو رسالة ومسؤولية.
إذا تجاوزنا هذه النقطة هذا الخط الأول من الفساد تأتينا خطوط فساد ثانية، نحن طالما أنا مدعوم ولدي صلاحيات أن أعمل بمذيع آخر لأنه أحسن مني وهو أقل مني واسطة، المستوى التالت الفساد الأخلاقي ممكن ينضغط على مذيعات أو موظفات أو موظفين أو بأمور بهذا الصدد، وعلى فكرة كانت الكثير من الفضائح في التلفزيون أخلاقية، وأنا عاصرت بعضها وصارت قصص أخلاقية لمذيعات وأثبت الموضوع لكن لأنهن مدعومات رجعن للعمل على الشاشة، كان الموضوع بسيطًا ولا يوجد أي إشكال.
في المستوى المالي كان الفساد فيه كبيرًا، طبعًا ميزانية وزارة الإعلام كانت ميزانية كبيرة، وليست من الوزارات التي لا يوجد فيها أموال، رغم أننا نرى الشاشة لا يعني لا تعكس كم الأموال التي تُصرف على التلفزيون لأن خطوط الفساد الأولى عدم وجود أناس مهيئين ومؤهلين لا يعملون بشكل صحيح، فيؤدي الذي يُصرف على وزارة الإعلام أو على الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لا ينعكس على الشاشة بصورة صحيحة، وإضافة للفساد كيف يعني فساد؟ أنا مثلًا أذكر كان لدينا شيء اسمه عاملين على البونات، قلت مثلًا أنا كم أعمل برامج أقبض على هذا العمل، أو هو تقريبًا هو "الفري لانس"، هذا التوصيف لهذا الموضوع يكون غير "الفري لانس" الذي هم فيه، يعني تقريبًا العدد ممكن لا يُصدق، والكلام عن 5000 موظف في التلفزيون والذين يداومون بحدود 1500 3500- نحن لا نراهم، بعضهم كانوا يقولون مندوب للإدارة والمالية مندوب لـ "سانا".... لأ الرقم كبير، ففي ناس أعدادهم بالمئات أو أكثر كانوا يقبضون وهم في بيوتهم.
وأنا أعرف أخت مذيعة كانت من عندنا زوجها كان أيضًا من المدراء في التلفزيون، كانت تجلس في بيتها و تأتيها بونات كل شهر، هذا نموذج التقينا به، فما بالك النماذج التي لا نعرفها و لا نعرف أسماءهم، أصلًا حتى سجلات القبض حين نذهب للقبض البونات أو أجورنا السجلات من حجمها نعلم أنها أكبر بكتير من عدد الموظفين والعاملين.
كان لدينا مثلًا شيئًا اسمه عقود، العقود هي الشيء الموسمي، مثلًا في رمضان أعياد مناسبات وطنية، أو من هذه الأمور، فهي كانت مثل الأوفر تايم يُقبض عليها، وهنا كان الصراع يعني برنامج مثلًا أنا قدمت برامج عقود في رمضان يأتي الأمر الإداري من المدير العام والذين اشتغلوا بالبرنامج ثلاثة أو أربعة، نكون مصور مخرج معد ومذيعة وفني صوت ومونتير، يأتي الأمر الإداري 30 أو 50 اسم من المدير العام إلى الآخرين، طبعًا والأرقام التي يقبضوها أكثر بكثير لأنه بالنهاية مدير عام، فأكيد الذي يقبضه أكثر من الذي يقبضه المذيع أو المعد أو المخرج، فهذا أيضًا فساد، ومن فترة كنت أتناقش مع أحدهم بهذا الموضوع قال: هذا طبيعي بإعتبار هو مدير عام يحق له كصفة مشرف يُشرف على كل البرامج، يعني كل شيء في التلفزيون هو مشرف عليه، يعني هذا نوع من أنواع الفساد.
كان لدينا البرامج التي ظهرت مؤخرًا أو بالأحرى ليس مؤخرا بعد 2006 بقوة صارت هي برامج الرعاية كان يصير عليها صراع كبير، يعني معروف مثلا لدينا شهر رمضان هذه البرامج التي تكون 30 حلقة يومية ساعة كذا، والتي كان فيها مبالغ كبيرة تُصرف طبعًا لأسماء محددة من المذيعات والمخرجين مقسومة القصة معروفة في 30-20 شخص هم من يأخذون هذه البرامج المهمة التي فيها المبلغ الكبير، طبعًا هذه من أبسط الأمور.
إذا ذهبنا لموضوع المعدات التي كانت تأتي، ومثل كل سورية كانت غارقة بالفساد، مثلًا يُحضرون معدات تكون سيئة من الإضاءة من الكاميرات وقس على كل شيء على كل شيء بهذا الموضوع، أذكر في وقت انتقلت منظومة الأخبار من الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون إلى مبنى ثاني طبعًا كان من عمل هذا الأستوديو للأخبار الجديد شركة إماراتية، والمفروض كان الأستوديو يكون من أفخم استوديوهات الأخبار، القنوات الحكومية على الأقل بالوطن العربي، طبعًا الشركة تحضر و تُجهز كل شيء صح، وتُنفذ كل شيء صح، لكن حين يأتي الفاسدين نفسهم الذين في التلفزيون السوري يبدأ الفساد وسوء الاستخدام إلى آخره.
فكانت تخرج الصورة من أتعس الصور على شاشة التلفزيون، يعني هذه الأمور البسيطة، وأيضًا عملوا لنا استديو برنامج صباحي بالفضائية أستوديو زجاجي، إطلالتنا كانت ساحة الأمويين وراءنا في الشاشة وحين نخرج الاستوديو كان كارثيًا لا عزل مظبوط ولا إضاءة مظبوطة، دائمًا هذه النقاشات تحصل وخاصة الذين يعملون في الإعلام يقولون: تحدث هذه القصص ممكن تصير، يأتي أحدهم لا يعرف العمل، لكن يمكن يصير مرة ويتعاقب الذي يعمل هذا الموضوع ولا يُكافأ ويُعطى مشاريع ثانية، يمكن قصص الفساد المالي في التلفزيون هي كبيرة أنا تكلمت عن تفاصيل صغيرة لأنني لم أكن بالنهاية من الناس الذين يدخلون في هذه المعارك لأن دخول الموضوع المالي في التلفزيون خط أحمر أكيد مليون% يعني أنا كنت أعمل في برنامج رعاية برعاية هيئة الاستثمار السورية واستمريت فترة طويلة ليست قليلة أكثر من سنتين كل الناس والمذيعات كانوا يسألون: ربا تُقدم برنامج رعاية!! من وراءها؟ واسطة كالعادة نرجع نسأل نفس السؤال: القصة بكل بساطة برنامج اقتصادي برعاية هيئة الاستثمار السورية، يعني كنا نذهب لنصور بالبنوك بالبورصة بالشركات الكبيرة لأنه برنامج اقتصادي تبين أن هذا البرنامج حين تُصور عند أي مكان منها تأتي ظروف ممتلئة بالمكافآت، وأنا كنت لا أعرف هذا الموضوع، ويوجد مذيعات عندهن خبرة ودراية بهذا الموضوع كانوا يُحاصصون المعد بهذه القصة، فأنا كنت بالنسبة لهم جيدة لا تتكلم لا تُطالب لا تعرف تحضر وتعمل وتذهب، وأنا لست الوحيدة كانت نماذج من الناس الجيدين في التلفزيون ليس دائمًا المكان سيء 100% لكن دائمًا كنا ليس بالصفوف الأولى.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2023/01/13
الموضوع الرئیس
سيرة ذاتيةمؤسسات الدولة في نظام الأسدكود الشهادة
SMI/OH/175-01/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
حكومي
المجال الزمني
2004-2011
updatedAt
2024/08/09
المنطقة الجغرافية
محافظة إدلب-مدينة إدلبمحافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
القصر الجمهوري- قصر الشعب
الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون - النظام
اتحاد شبيبة الثورة - النظام
وزارة الإعلام - النظام