الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

انطلاق شرارة الثورة السورية وغياب الدور القيادي للمعارضة التقليدية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:26:41:17

إرهاصات 15/3 [2011]، فقد حصل تواصل مع الناشطين عندما تم الإعلان بأنه سوف يحصل شيء في تاريخ 15/3، وتواصلت مع شبابنا، ومع عدد من الناشطين في المقاومة السلمية، وأكدوا لي أنهم سيكونون موجودين، مثل: الأخ منير الفقير، وعدد من زملائه. وحصل تواصل مباشر أيضاً مع الأستاذة سهير الأتاسي، وحتى الآن أذكر- كما ذكرت من قبل- كان هناك خوف لدينا أو تخوف من أن هذه القناة الرسمية بيني وبين جماعة" الإعلان " [إعلان دمشق] المسؤولين عن التنسيق والتواصل وما إلى ذلك في حال لم تعد موجودة فنحن سيكون لدينا مشكلة. قناة التواصل كانت مهمة؛ لأنها توفر الحوار المباشر والتواصل المباشر ما بيننا وبين قيادة "الإعلان" في الداخل، وكان يوجد خوف أيضاً على جميع ناشطينا؛ لأنه بالنسبة لنا في ذلك الوقت هم رأس المال الحقيقي للمقاومة السلمية، وأذكر أنني قلت لسهير في ذلك الوقت: خذي جميع الإجراءات الاحتياطية، وكوني حذرة جداً، نحن نحتاجك في الشيء الذي له علاقة بالتواصل الإعلامي والتواصل الدولي، وأنه يوجد ناشطون آخرون سيقومون بالتغطية. وليس جميع الناشطين سوف يقومون بنفس الأمر، يوجد أشخاص لديهم القدرة على فعل شيء معين أفضل من البقية، وخاصة الذي لديه نوع من الرمزية والاعتبارية. وقلت لها: رجاء، هل يمكنك عدم حضور هذه المظاهرة؟ لأن هناك مخاطرة، ونحن لا نعرف كيف سيتصرف النظام، مع توقعنا بأن طبيعة النظام الأمنية ستجعله يتصرف بطريقة عدوانية، وبطريقة شرسة جداً في ذلك الوقت، من أجل أن يعطي رسالة واضحة لعدم انتشار هذا الشيء، وانتقاله إلى مناطق أخرى.

 وكان بالنسبة للنظام أن يسيطر على مجموعة صغيرة أسهل بكثير من أن يتركها، ثم تكبر، ويحاول السيطرة عليها، وكنا متوقعين الأسوأ، وأذكر أنها قالت لي كلاماً، لا زلت أذكره تماماً: لو كنت متأكدة من أنني سوف أنزل غداً وسوف أقتل وأدعس (أُدهس) من قبل الأمن، ومن قبل الأجهزة الأمنية، والموجودين هناك من قبل النظام فإنني سأنزل، حتى لو كان هذا آخر يوم في حياتي. هذا الشيء لم يكن خاصاً بها فقط، وإنما جميع الناشطين كانوا يفكرون هكذا، كانوا يعتقدون بأنهم يبدؤون مرحلة جديدة في سورية، وأن هذه المرحلة حان وقتها، بمعنى هم لا يعملون فيها في وقت ليس هو وقتها، وإنما جاء وقتها، والأمر بحاجة إلى مبادرة، وهم سوف يأخذون زمام المبادرة، حتى لو كان تقديم حياتهم ثمناً لهذا الشيء، أو تقديم حريتهم (التعرض الاعتقال) ثمناً لأخذ هذه المبادرة.

 وفعلاً، في يوم 15 (15/3/2011) جهزت لتواصل مباشر بينها وبين عدد من القنوات الإعلامية العربية والدولية، مثل: الجزيرة، و"البي بي سي"، والعربية، و"السي إن إن". كلها في ذلك الوقت كانت تراقب الذي يحصل باهتمام كبير، وحصلت لقاءات، وهي موجودة في اعتصام 15/3، في الحميدية، وقالت فيه بشكل واضح: إن الثورة السورية قد بدأت. وكان واضحاً جداً من خلال هذا الكلام، ومن خلال هذه المقابلات، أن الذي يحصل في سورية هو شيء لم يكن أحد يتوقعه أو يتخيله.

المظاهرة التي حصلت في 15/3، وخاصة بعد الإرهاصات التي حصلت قبلها، مثل: الاعتصامات وغيرها، كان لها معنى خاص عند كل شخص ظلم من قبل هذا النظام، وعلى وجه الخصوص لكل من تهجر قسرياً من قبل هذا النظام؛ لأن هذا أكبر ظلم يمكن للشخص أن يتوقعه: أن يحرم من بلده، ويحرم من أهله، لا يوجد ظلم أكثر من ذلك. وبالنسبة لي وللعائلة وأقربائي، كان هذا شعوراً خاصاً جداً له علاقة بأن هناك أملاً بأن يحصل تغيير حقيقي، وأن هذا الظلم الذي حصل لنا لمدة ثلاثين وأربعين سنة فلا زال هناك أمل بأن هذا الظلم سيزاح، ويستبدل بعدالة حقيقية، وحرية، وشعب يستحق هذه الحرية.

 وبالنسبة لي، كان ذلك أيضاً هو شيء نحلم به، بمعنى أنه كان شيئاً أقرب إلى الحلم من الحقيقة، فنحن الذين كنا نحلم يومياً، و[نقول في أنفسنا]: كيف ستحصل مقاومة سلمية في سوريا؟ وكيف سيكون التغيير في سوريا؟ ونحن نرى أمامنا الآن الخطوات الابتدائية لتحقيق هذا الشيء، وهذا الشيء لم يخطر على بال إنسان، وحتى المبادرة فيه لم تكن تخطر لبعض الناس؛ لذلك أستطيع أن أقول: من الصعب أن تعبر الكلمات عن حقيقة المشاعر التي كانت مشاعراً ليس لها علاقة بالسياسة، وليس لها علاقة بالنشاط السياسي، وليس لها علاقة بالمؤسسات والمعارضة، وكان لها علاقة أساسية ببنيتنا التحتية كبشر. فالأساس الذي بني عليه الإنسان تم تشويهه وتحطيمه بشكل فظيع جداً، وأساس الإنسان هو الحرية والأخلاق والكرامة، وهذه الأساسيات حصل اعتداء عليها بشكل مباشر وبشكل ممنهج أيضاً خلال فترة طويلة من الزمن. وكانت بداية الشعور بأن هذا الشيء لم ينجح النظام فيه بشكل كامل، وقناعة النظام بأنه فعلاً سيطر على هذا الشعب، وفعلاً تحكم بمفاصل وب" "DNA الشعب، وأعاد هندسته بطريقة تسمح له بالتحكم الكامل لعقود قادمة من الزمن، كان يحصل تكسير لهذا الشيء، وهنا لا أستطيع أن أقول كم هو حجم هذا الشيء؛ لأنني في تلك اللحظة كنت أتكلم، وأنظر إلى مجموعة من الناشطات والناشطين الذين يضعون الشيء الذي فعله حافظ الأسد، والذي فعله بشار الأسد، والذي فعله حزب البعث، والذي فعلته الأجهزة الأمنية -لمدة أربعين عاماً- أمامهم من أجل تحطيمه وتغييره.

تواصلت مع منير (منير الفقير)، وحتى الآن أذكر كان إنساناً غير الذي أعرفه، وكانت سهير أيضاً غير تلك التي أعرفها، بمعنى أن الحماس لديهم كان تماماً مثل الإنسان الذي رأى أمامه شيئاً جديداً، لم يكن يتخيله، وأصبح يتوقع أشياء لم تكن ممكنة باعتقاده، ولم تكن واقعية. أعتقد أن الحماس الشديد والرغبة بالعطاء، وأستطيع القول: بأن جانب الشجاعة الموجود تغلب بشكل كبير على جانب الحرص على النفس وجانب الأمان، وهذا الشيء ضروري بالنسبة للناس الذين يريدون أن يأخذوا المبادرة. إذا كان كل شخص يريد أن يحسب الأمور بميزان الذهب فإنه من الصعب أن يأخذ المبادرة، والناس الذين نزلوا في 15/3 هم الشجعان، بمعنى إذا كنت أستطيع أن أصنف الناشطين، فإنني أقول: إن غالبية الشجعان من الناشطين السوريين كانوا موجودين في 15/3 لأنهم كانوا يقومون بأكبر مخاطرة حصلت، ففتح الباب وفتح الطريق هو أصعب شيء عادة، وهنا كانوا يأخذون هذه المخاطرة، وكان متوقعاً من النظام أن يفعل أي شيء ابتداء من ألا يفعل شيئاً، وانتهاء بأنه سيحصد كل الموجودين (المشاركين في المظاهرة) في 15/3.

كان انطباعي بأن هذا النظام كان مرتبكاً أيضاً في 15/3 ؛ لأن النظام لم يكن معتاداً على هذه الطريقة في المواجهة، والنظام منذ الثمانينات تعود على المواجهة العسكرية، وأتقنها، ومواجهة بعض الأحزاب التقليدية والمنظمة وقد أتقن هذه أيضاً، ولكن أن يواجه ناشطين سلميين في مظاهرات، في وقت بدأت تنتشر فيه فكرة ثورة الربيع العربي والمقاومة السلمية كان ذلك أيضاً شيئاً غير مستعد له، كما أن المعارضة أيضاً لم تستعد لذلك (لثورة الربيع العربي في دمشق أو في سورية) فالنظام أيضاً لم يكن مستعداً لهذا الموضوع، ولكن طبعاً، لأن عنده إمكانيات دولة، وعنده نظام إجرامي، وعنده عقليات إجرامية ومتخصصة استطاع في فترة بسيطة أن يبدأ باستعادة توازنه، ويتصرف بطريقة ممنهجة تجاه الحراك السلمي، وهذا سوف نراه في الذي حصل فيما بعد.

لا شك بأن هذا السؤال محق وهو: أين كانت المعارضة في 15/3 وإعلان دمشق؟ على اعتبار أنه هو المظلة الأساسية للمعارضة، أستطيع القول: إن المعارضة السورية بشكل عام خلال الأربعين سنة الماضية قدمت تضحيات كبيرة جداً جداً؛ وبالتالي لا يمكن أن أقول: إن الذي حصل في 15/3، ليس له علاقة بالذي حصل في عام 2007 وعام 2005 وربيع دمشق، وفي الثمانينات، وما قبل ذلك في مظاهرات النقابات في الثمانينات، والمظاهرات التي حصلت في السبعينات؛ فإنني بذلك أظلم الشعب السوري، وأظلم القوى الحية في الشعب السوري إذا قلت: إن هذا العمل ليس تراكمياً.

 في فترة من الفترات،" إعلان دمشق" هو الذي أخذ المبادرة عندما سكت الجميع، وأعلن عن نفسه كمظلة، وفي الوقت الذي كان الناس صامتين عقد" إعلان دمشق" اجتماعاً في عام 2007، وانتخب قيادة رغماً عن النظام، وفي مواجهة واضحة مع النظام سلمياً، والنظام اعتقلهم، وهؤلاء الأشخاص دفعوا سنتين ونصف [من أعمارهم] ثمناً لهذا الشيء، وأنا أرى أن هذه كلها كانت مقدمات للشيء الذي سوف يفعله الشعب السوري. وفي النهاية، هؤلاء الناس الذين ضحوا بحريتهم، ودخلوا إلى المعتقل لأنهم كانوا يطالبون بالتغيير، وهؤلاء أخذوا المبادرة، ودفعوا ثمنها، ولكن يوجد شخص آخر قبلهم أخذ المبادرة، هل معنى هذا الشيء أنه لم يكن لهم علاقة؟ هل معنى ذلك أن الذين اعتقلوا في إعلان دمشق كانوا هم الناشطون فقط، وأن غيرهم لم يكن له علاقة؟ إننا سنظلم أنفسنا إذا لم ننظر إلى الصورة المتكاملة، ومن هذا المنطق أستطيع أن أقول: إن" إعلان دمشق" الذي أمسك الراية، وأمسك شعلة مقاومة النظام في وقت من الأوقات بعدما أخذوا من" ربيع دمشق"، إلى حد ما كنا نشهد معالم لتسليم هذه الشعلة إلى مجموعة جديدة والتي هي الناشطون. و طبعاً، مع بداية الثورة كان يوجد هناك رأي داخل" إعلان دمشق"، يطالب فيه قيادة" الإعلان" بوجوب أخذ مكانها المتوقع ومكانها المأمول في هذه الثورة، بمعنى آخر أن تقود الثورة؛ لأنه أصبح واضحاً ما حصل في 15 و18، وواضح أيضاً أننا في بداية تحول كبير في سورية، وكان يوجد أشخاص من داخل" الإعلان" مع بدايات إرهاصات الاعتصامات في نهاية عام 2010 في الشهر الأول، والشهر الثاني، وحتى في بداية الشهر الثالث كانت تطالب بأن تتصدر قيادة " الإعلان" ليس لأنها تحب التصدر وإنما لأنها كانت هذه مسؤولية تاريخية؛ لأن الثورة بحاجة إلى قيادة، والثورة بحاجة إلى قيادة سياسية توجهها، و تساهم في أن تنتقل من مرحلة إلى أخرى للوصول إلى الانتقال الحقيقي والتغيير الحقيقي. ولا يمكن توقع وجود ثورة سوف تبدأ، وتنجح بدون أن يكون لها قيادة، وخاصة في الحالة السورية المعقدة جداً، والتي كانت أكثر حالة معقدة في العالم العربي، وهذا الشيء حصل من قبل أشخاص داخل " الإعلان"، وكان هناك رسائل واضحة: بأنه يا أستاذ رياض الترك، أنت من تستطيع أن تلعب هذا الدور، وأنت من يمكن أن يقوم بهذا الدور القيادي على اعتبار أن لك تاريخاً في هذا الموضوع، ولأنك تعرف التوازنات داخل المجتمع السوري (التوازنات الإقليمية والدولية)، وأنت من يستطيع أن يقوم بهذا الشيء. ومن خلال خطاب أسبوعي يوجه لعموم الشعب السوري بإمكانك إيجاد قيادة حقيقية للثورة من داخل سوريا، وهذا الشيء للأسف لم يحدث؛ لأن رأي الأستاذ رياض وعدد من قيادات " الإعلان" كان هو: إن أصحاب هذه الثورة الذين بادروا بها والذين حملوا مشاعلها الابتدائية هم الشباب الناشطون، ويجب علينا ألا نركب هذه الموجة، ويجب أن نعطيهم الدور؛ حتى يقودوا هذه الثورة، أو يقودوا هذا الحراك الشعبي. وأعتقد أنه في ذلك الوقت لم يتخيل أحد بأنها سوف تكون ثورة متكاملة، ولكنهم سيقودون هذا الحراك الشعبي بطريقة أفضل مما يستطيع السياسي التقليدي القيام به.

يجب أن تترك للتاريخ، وللذين يكتبون التاريخ لمراكز الأبحاث، ويقولون: ما هو الشيء الصحيح؟ وأنا كشخص أرى أننا دفعنا ثمن عدم تواجد" إعلان دمشق" في قيادة هذا الحراك الشعبي؛ لأن ذلك ترك فراغاً، والفراغ كان يجب ملؤه، ومن هنا نجد عندنا بذور المشكلة في مرحلة مبكرة، فقد أصبح هناك شعور بأن قيادة الثورة السياسية يمكن أن تكون من خارج سورية، وفيما بعد رأينا هذا الشيء، فأصبح بشكل واضح من خلال المجلس الوطني السوري الذي كان عنده مشروعية ودعم من قبل الثورة، ومن قبل الناشطين. ولكن في النهاية، هو قيادة سياسية كانت خارج سوريا، وربما هذا الأمر لا يزال مبكراً، وسوف أضيء عليه أكثر لاحقاً، ولكن الذي حصل في الخامس عشر كان معلماً أساسياً في تاريخ سوريا الحديث، وبعدها بدأ التحضير للثامن عشر.

في السادس عشر من آذار، حصل أمر مهم جداً أيضاً، وحصل اعتصام من أجل أهالي المعتقلين أمام الداخلية، وعندها بدأ النظام يشعر بخطر حقيقي، فقد أصبح لديه اعتصامات في نهاية عام 2010، وصار عنده اعتصامات في نهاية الشهر الأول، بمعنى أن الوتيرة بدأت تزداد في الشهر الثاني (شباط) لعام 2011، وبدأت تزداد أكثر، وتأخذ منحى نوعياً، فالمعتقلين بدؤوا يتحركون، فما بالك بالذين هم خارج السجن (أهالي المعتقلين). فمن الطبيعي أنه عندما يقوم المعتقل بحركة معينة فإن أهله وأقاربه سوف يستجيبون لهذا الشيء، وهذا كان مرشحاً للتطور والانتشار بشكل كبير، والنظام أخذ ضربة استباقية؛ ففي الاعتصام الذي حصل لدعم أهالي المعتقلين بدأ يعتقل بعض الناس الذين كانوا موجودين، وهو ربما كان يعتقد أن اعتقالهم سيساهم بشكل كبير بتخفيف النشاطات والتخفيف من حدة المظاهرات.

 في بداية الشهر الثالث كان لدينا تواصل مكثف على صعيد الحركة، وعلى صعيد" الإعلان" في المهجر، وعلى صعيد ناشطي المقاومة السلمية أيضاً، وكنا نرى أنه درجة الحماس تزداد. وفي اليوم الخامس عشر حصلت بدايات مشجعة جداً لحراك شعبي مهم وواعد. وفي اليوم السادس عشر كان هناك عدد من الناشطين الأساسيين الذين كنا نعتمد عليهم، سواء فيما يتعلق بقنوات التواصل مع " الإعلان" [إعلان دمشق]، أو مع قناة بردى (التلفزيونية)، ومع كل شيء له علاقة بالتواصل مع الناشطين وناشطي المقاومة السلمية، تم اعتقال عدد منهم: الأخ أسامة نصار، وزوجته ميمونة العمار، والأستاذة سهير، وعدد من الناشطين الذين كانوا ضمن مجموعات المقاومة السلمية، ونحن كنا نعيش على أعصابنا: فمن جهة نريد أن نعرف كيف يمكننا إطلاق سراحهم، ومن جهة ثانية نريد تأمين بقية الناشطين؛ لأنه في تلك المرحلة لم يكن يوجد هذا العدد الكبير للاعتماد عليه كقوات احتياط ضمن الناشطين، وكان هذا أمر في غاية الأهمية و غايه القلق بالنسبة لنا، ومثال على ذلك: عندما اعتقلت الأستاذة سهير توقفت قنوات التواصل المباشرة مع" الإعلان"، وأصبحت غير مباشرة عن طريق زملاء وأعضاء من الحركة، يستطيعون الوصول إلى قيادة " الإعلان"، وهذا ترك أثراً بشكل أو بآخر على التواصل اليومي الذي كنا نقوم به من قبل، و تطورت الأمور إلى يوم الجمعة 18/ 3.

في ذلك اليوم، كان منير شاهداً على اعتقال عدد من الناشطين ومنهم: أسامة، وميمونة، وسهير. ونقل لي التفاصيل في ذلك الوقت، وأخبرني: كيف حاول بعض الناشطين إنقاذهم من الاعتقال، وكيف قامت الأجهزة الأمنية بشراسة وقسوة بسحل هؤلاء الناشطين على الأرض، واعتقلتهم في ذلك الوقت.

أستطيع أن أقول : إن درجة الحماس بقيت كما هي، وكانت لديه قناعة كاملة بأننا على أبواب شيء كنا نحلم به، ولم نكن نتوقع أن يحصل، ولكن بدأت أيضاً تتضح لديه بعض النقاط التي يجب أن يفكر فيها هو ومجموعة من الزملاء الآخرين الذين هم ناشطو المقاومة السلمية، فالاعتقالات أصبحت خياراً، وأصبحت احتمالية حقيقية؛ وبالتالي هي دائماً بحاجة إلى تخطيط جيد، وبدائل جيدة لخطوات العمل القادمة، وهناك بعض الخطط التي وضعناها كخطط بديلة بدأ ينفذها؛ فمن المحتمل أن يتم اعتقاله في اليوم الثاني، أو في اليوم الثالث، وبدأنا نضع الخطط التي كنا نفكر بها، وبدأنا نفعّلها، بمعنى أن يكون هناك دائماً لكل قناة تواصل عندنا بديلين عنها على الأقل، بحيث أننا نصل إلى المعلومة أو إلى حقيقة الذي حصل.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/05

الموضوع الرئیس

المظاهرات الأولىالحراك السياسي في بداية الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/129-38/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

15-16/03/2011

updatedAt

2024/07/26

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-الحميدية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

المجلس الوطني السوري

المجلس الوطني السوري

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

قناة بردى الفضائية

قناة بردى الفضائية

الشهادات المرتبطة