مؤتمر "الرياض 2" واختزال القضية السورية باللجنة الدستورية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:24:05:20
الانتصار الروسي كان من أبرز القضايا التي ظهرت في مجريات مؤتمر الرياض 2 وفي نتائجه، ومن خلال المجريات يذكر الجميع معاون وزير الخارجية الروسي كان موجودًا في الرياض أثناء انعقاد المؤتمر، وقدري جميل رئيس منصة موسكو كان موجودًا في موسكو وعلى خط الهاتف مع المؤتمرين في الرياض ومع هادي البحرة، وكان هادي البحرة ينقل له المقترحات، ويبدي (قدري جميل) رأيه وتعديلاته من موسكو، وهذا ليس دعاية أو افتراضًا، هذا أعلنه قدري جميل عبر مقال صحفي كتبه للرأي العام، أنه هكذا كانت تجري الأمور، فالمؤتمر في الرياض، ولكنه كان يدار في أحد أطرافه من موسكو.
النقطة الثانية الأساسية الثانية: أنَّ موسكو حققت الجوهر الذي تريده وهو اللجنة الدستورية، ويذكر الجميع أنَّه في مسار أستانة حلم الروس الأساسي كان هو فرض الدستور، ووضعوا دستورًا كاملًا مكتملًا أمام السوريين، وعندما رُفض بدؤوا الالتفاف حول الموضوع ليضعوا روحهم ورغباتهم وسياساتهم في الدستور السوري القادم، ووضعوه في [مؤتمر] "سوتشي" ولقاءات "سوتشي" السريعة نجحت في حمل موضوع اللجنة الدستورية إلى مسار جنيف، وكان السيد دي ميستورا ضعيفًا لدرجة قبل هذا الموضوع، أو مطلوب منه أن يقبل ذلك، وبعد أن وُضع في مسار جنيف نقلت هذه العملية لتأخذ شرعيتها السورية من مؤتمر الرياض وهيئة التفاوض السورية للمشاركة في اللجنة الدستورية، والآن بعد مؤتمر الرياض وهيئة التفاوض السورية لم يحصل منذ عامين ونصف أي نشاط ذي معنى لهيئة التفاوض، بينما اللجنة الدستورية الوحيدة التي بقيت حية، وعقدت اجتماعين، والآن حديثًا في هذا الوقت بالذات تجري دعوتها للعمل دون سؤال هيئة التفاوض أو بدون عملية التفاوض نهائيًا، فأصبحت اللجنة الدستورية مسارًا مستقلًا تمامًا وله الأولوية، أي تركنا الحل السياسي وعملية الانتقال السياسي بكاملها، والآن العمل مركز على اللجنة الدستورية، وكأنَّ قضية الثورة السورية الآن صارت الآن في اللجنة الدستورية، وهي مسؤولية كبرى تستحق المحاسبة من كل الذين كانوا أعضاء في المجلس الوطني وفي الائتلاف الوطني وفي الهيئة العليا للمفاوضات، والذين قبلوا التعامل بهذا الشكل وتشويه مطالب الثورة وتصغيرها إلى المشاركة باللجنة الدستورية، واللجنة الدستورية هي عمل مشترك مع النظام ووفد النظام ومرشحي النظام تحت يافطة المجتمع المدني ومع مرشحي الدول؛ لأنَّ اللجنة الدستورية لم تُستكمل إلَّا بمساهمات الدول الإقليمية وفي الإطار العالمي عندما أُعلنت.
الوضع الآن أمام السوريين أصبح واضحًا تمامًا؛ لذلك واجهوا نتائج مؤتمر الرياض ومولوده من هيئة التفاوض السورية واللجنة الدستورية بالرفض، وقامت المظاهرات في كل المناطق المحررة بشدة، وعبرت أحيانًا عن غضبها بقوة، واستهانت بالأشخاص وخاصة من قيادة الائتلاف التي تهاونت في هذا الموقع، وجرى التعبير بقسوة ضد هؤلاء الأشخاص والفيديوهات ملأت كل الأمكنة عن ذلك، فالرفض كان كاملًا، وبدأ الحديث في أوساط قوى الثورة والمعارضة في الداخل السوري والخارج للإجابة على السؤال: ما العمل؟ نحن الآن أمام إرادة روسية فُرضت أمام هيئة تفاوض تمثل الدول أكثر مما تمثل في مهمتها السوريين، وفي تلك المناسبة أمام هذه المجريات تذكرت واقعة في مؤتمر القمة العربية في الدوحة في عام 2013 كان هناك لقاء مع الجانب الفلسطيني، فالدكتور صائب عريقات يبادر، ويقول لي: يا جورج، لا ترتكبوا الخطأ الذي ارتكبناه نحن، حولنا منظمة التحرير الفلسطينية إلى جامعة الدول العربية. قلت له: لا يا دكتور، معاذ الله، لن نرتكب الخطأ الذي ارتكبتموه فنحن حولنا الائتلاف إلى الأمم المتحدة، في الحقيقة أصبح المشهد السوري يبحث عن سوريته، وليس بمعنى الأشخاص فالأشخاص سوريون، إنَّما بمعنى الأهداف والرؤى والقرار أين منبع القرار؟
في ذلك المؤتمر مؤتمر القمة أجرينا لقاءات كانت لها دلالات، أحد اللقاءات كان مع الرئيس مرسي-رحمه الله- وجلسنا نصف ساعة مع الوفد برئاسة الرئيس مرسي، وكان الرئيس مرسي المتحدث الوحيد، وتحدث مثلما كان يتحدث أي شيخ تحت عمود في جامع الأزهر، وحين خرجنا من اللقاء مصطفى الصباغ (زميلنا في الائتلاف) قال لي: يا أبا شادي، لم تتكلم ولا كلمة على غير عادتك! فقلت له: أنا كنت أحب أن أتكلم في حضرة رئيس مصر الذي رأيناه في الداخل لم يكن رئيس مصر، بل جماعة من المصريين، وهذا كان في وقت مبكر يعطينا انطباعًا عن الطريقة التي يدير بها الإخوان المسلمين مصر. رغم أنَّهم لأول مرة وصلوا إلى السلطة بانتخابات وطنية حقيقية، لكن الرئيس كان رئيس جماعة مصرية، وخاصة أننا نحن السوريون مشبعون برؤية مصر السياسة والتاريخ والجغرافيا والدور، وأنا لم أجده في ذلك الاجتماع مع الرئيس مرسي رحمه الله، ولكن اللافت للنظر أكثر عندما التقينا مع مستشار الرئيس المصري وكان المستشار من عائلة الحداد، ربما كان اسمه بشير الحداد أو ما يشبه ذلك، كان المستشار السياسي للرئيس المصري، وكل جلستنا كانت معه والحديث أنَّه يجب أن تذهبوا إلى إيران وليست نصيحة، وإنَّما رؤية يريدون تسويقها لنا أن نذهب إلى إيران، ونحن نعرف ماذا تفعل إيران في الداخل السوري، لأن النفوذ الإيراني لم يدخل إلى بلدنا سورية في 2011 بعد الثورة، [بل] كان متمكنًا منذ أن أدخله محمد ناصيف وحافظ الأسد منذ الثمانينات والتسعينات، وفوجئنا بأنَّ حكم الإخوان يريد منا الذهاب إلى إيران، وأذكر جيدًا أنه في أحد اللقاءات مع وزير الخارجية المصري في تلك الفترة صار فيه احتداد في النقاش بين فاروق طيفور ممثل الإخوان المسلمين في الائتلاف والمجلس الوطني وبين وزير الخارجية المصري عند الرئيس مرسي، كان هناك احتداد واحتجاج من فاروق طيفور أنَّه: ماذا قدم الإخوان المسلمون وهم برئاسة مصر للثورة وللربيع العربي، والربيع العربي هو الذي أتى بهم إلى الحكم.
من جملة اللقاءات التي كانت بالنسبة لنا تعطي مؤشرات لقاء هام، حيث دعا أمير قطر الأب الشيخ حمد رئاسة الائتلاف وكنت من بينهم إلى منزله ومأدبة غداء، وكان حاضرًا من جانبنا هيئة الرئاسة ورئيس الائتلاف ونوابه والأمين العام، وكان من الطرف الآخر الشيخ حمد وزوجته الشيخة موزة وابنهم الأصغر والدكتور عزمي بشارة فقط وعلى مائدة الغداء ونحن نتشاور، وكان في ذلك الوقت نشوء الائتلاف واحد من النجاحات المبهرة لقطر والوظائف الكبيرة التي قامت بها، وقلت بشيء من الطرافة: سمو الأمير، هناك سؤال يصل إلى هنا ثم أعيده، ثم يصل فأعيده هل أقوله أم لا؟ قال: قل ما هو. قلت: كبير قليلًا وربما هو فظ. قال: قله. وقلت له: قطر ماذا تريد من الربيع العربي؟ ولماذا تدعم الربيع العربي؟ لا تقل لي إنكم تشجعون الحرية وحقوق الإنسان. قال: لا لن أقول لك نريد أن نشجع الحرية وحقوق الإنسان، بشار الأسد كان صديقي الشخصي، وكان يأتي من دمشق إلى الدوحة يسهر عندي مساءً وأعيده في الليل بطائرة، وأخذ مني أموالًا بالهبل (كثيرة جدًا)، وعندما نسمع من أمير قطر أموالًا بالهبل يجب أن نتخيل ما هي المبالغ، وكنا نعرف في ذلك الوقت أنَّ أمير قطر بنى قصرًا له ولزوجته في ريف دمشق بجانب طريق دمشق بيروت على التلال المشرفة على دمشق في منطقة المعضمية، وقال لي: لكن عندما صار الحكام العرب من نمط أبو الغيط والمقصود هو وزير خارجية مصر الذي أصبح الأمين العام للجامعة العربية قلنا: يجب أن يكون هناك تغيير. وسألني: نحن ذهبنا وعمّرنا واشترينا أراضٍ في سورية. وقلنا له: قصوركم يعبث بها صبيان ماهر الأسد في الحرس الجمهوري وسرايا الدفاع؛ لأنَّني من نفس المنطقة، وأعرف ما يجري بها.
وفي إحدى الزيارات لقطر طلبت من وزير الخارجية الدكتور خالد العطية أن يساعدنا، فنحن نريد أن نلتقي بإخوتنا وأصدقائنا قادة الفصائل؛ لأنَّ قادة الفصائل هناك فسحة بيننا وبينهم، فأبدى الرجل استعداده وترحيبه، وقال: الأسبوع القادم ذاهب إلى إسطنبول وسأجمعك بهم. وفعلًا كنا خمسة من أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس الوطني، وكان معي سمير نشار وعبد الأحد اسطيفو وعبد الباسط سيدا وفاروق طيفور، كنا خمسة، وجمع لنا الدكتور خالد العطية 55 عسكريًا من قادة الفصائل، وجلسنا على مائدة العشاء أنا والدكتور خالد في المنتصف، و30 شخصًا على اليمين، و30 شخصًا على اليسار، وقادة الفصائل والشخوص المعروفون يخرجون، ونبوس (نقبل) بعضنا، من المرحوم عبد القادر الصالح إلى قادة أحرار الشام في ذروة صعودهم في تلك الفترة إلى جيش الإسلام وكل الفصائل الموجودة التي اليد القطرية كانت واصلة لهم، وتحدثنا مع السيد الوزير، وتسامرنا وتباوسنا مع قادة الفصائل وتعشينا، وانتهى الموضوع، وبينما كنا خارجين قلت: معالي الوزير طلبت أن ألتقي بقادة الفصائل لأتعشى معك؟ ونظر لي نظرة السياسي المحترف للسياسي الآخر الذي يجب أن يفهمها، وهذه النظرة فهمت منها أنها تقول لي: لا يا جورج، لم نصل لدرجة الغباء لأن نسلمكم إياهم. وهنا كانت الرسالة واضحة لنا أنَّ الدول تعمل من أجل نفسها أولًا وأخيرًا، وأنت كطرف سوري في حال عدم التوحد وفي هذا التمدد لن تحصل على ما تريده، ولكن تحصل على ما يعطيك إياه الآخر. كانت رسالة واضحة ومؤلمة، وبالنسبة لنا كنا نحاول أن نتواصل مع الفصائل، ويحترمك قائد الفصيل، واسمك وتاريخك يشكل له معنى، ولقاؤنا يكون حميميًا، ولكن في النهاية القرار يكون وفق المعلومات التي تأتي من حامل حقيبة الدولارات، وهذه حقيقة يعرفها كل الذين عملوا بين الوسطين.
أيضًا من جملة اللقاءات التي كان فيها مواقف مفاجئة وصادمة خلال فترة رئاستي المؤقتة للائتلاف جرى اجتماع في الأردن لأصدقاء الشعب السوري، ودُعي الائتلاف كالعادة، وذهبت وكان معي في الوفد، والوفد لم يكن من اختيار الائتلاف دُعيت كرئيس للائتلاف، وكان مدعوًا السيد كمال اللبواني واللواء سليم إدريس و22 دولة موجودة، دُعيت وكان ذلك شيئًا طبيعيًا لأنني رئيس الائتلاف، لكنني وجدت كمال اللبواني وسليم إدريس موجودين معي في الوفد في قاعة الانتظار، ودخلنا معًا إلى قاعة المؤتمر، وكان موقعنا بين الوفد السعودي والوفد التركي، وأذكر أنَّه مال عليَّ المرحوم سعود الفيصل وهو إلى جانبي في الكرسي، وقال لي: يجب أن توافقوا. وأنا لم أعرف ما الذي يمكن أن يُعرض. واقترب مني الدكتور أحمد داوود أوغلو من الطرف الآخر وقال لي: يا جورج، يجب أن توافقوا. وكان المتحدث من الجهة المقابلة السيد جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، وكان يريد الذهاب إلى موسكو، والتحضيرات تجري من أجل الدخول في المفاوضات، ومواقف الائتلاف والمجلس الوطني السابقة كانت ضد، لأنَّ الأرض مازالت الفصائل تتقدم بها، ومطارات النظام تسقط، وظاهرة الانشقاقات في أوجها، وعزم قوى الثورة كبير، وكان المطلوب الموافقة على القضية وبعد النقاش يقول لي كيري: آخر كلمة لك جورج. قلت له: ما هي آخر كلمة؟ "يس أور نو" (نعم أو لا)، وقلت: هذه الكلمة لا يقولها جورج، يقولها اجتماع للهيئة العامة للائتلاف في الأسبوع القادم في إسطنبول، ونحن مؤسسة والذي يستطيع أن يقول نعم أو لا هي المؤسسة. وانطوت الدفاتر، وانتهى الاجتماع. وبينما نحن خارجون يفاجئني زميلي بالوفد كمال اللبواني، ويقول لي: ضيعت على نفسك فرصة أن تصبح رئيسًا للائتلاف. وكم هي صاعقة ومذهلة هذه الجملة أنَّ هناك وفدًا تفاوضيًا ورئيسه وأعضاؤه يجب أن يفكروا في رئاسة الائتلاف والمصلحة الشخصية وبالكرسي في الوقت الذي يتم الحديث على هذه الطاولة عن مصير بلد وشعب في محفل دولي كبير والقرار سيجري تنفيذه، وكيف يسمح لنفسه أي شخص كائنًا من كان أن يتخذ هذا القرار الذي وراءه مصير شعب ووطن باستسهال المصلحة، وكانت مفاجأة لي مؤلمة.
وأيضًا أذكر لقاء مع الرئيس مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان، من بداية نشوء المجلس الوطني رغم أنَّه كان مفتوحًا، وكان لدينا في المجلس الوطني مكون كردي برئاسة الدكتور عبد الباسط سيدا وكان مشعل التمو عضوًا في المجلس الوطني أيضًا وكان مشعل-رحمه الله- مشعلًا كرديًا في الثورة السورية بوطنيته الزاهية، فزرنا وفد المجلس الوطني، وكان معنا عبد الأحد اسطيفو والدكتور عبد الباسط سيدا وآخرون، وكانت القضية الكردية أساسها النقاش والاختلاف في المجلس وفي الائتلاف، وهناك تماد من بعض الأطراف الكردية في التقاط المكاسب في وقت كانت فيه الثورة مازالت في حمأتها الحارة في صراعها مع النظام، أذكر أن الرئيس البرزاني أشار أمامنا أنه قدم نصيحتين للكرد السوريين وهم من حصيلة التجربة الكردية في العراق، والتجربة الكردية في العراق تجربة كبيرة عميقة لعقود من الزمن وتضحيات كثيرة قال: الفكرة الأولى التي نصحتهم بها: لا تطلب من شريكك الوطني أكثر مما يستطيع أن يقدم لأنَّه في الإحراج لا تصلح القضايا الكبرى. والنقطة الثانية التي نصحهم بها: لا تحاول أن تفرض شيئًا بالأمر الواقع ومنفردًا؛ لأنّ الأعمال المنفردة لا تدوم ولا تستمر، وفي الأساس لا تمر أيضًا، لذلك لتبذل جهودًا أكثر للوصول إلى توافقات، والنجاحات الكبرى لا تكون بخبطة، وإنما تكون بإنتاج نضال مستمر ومتدرج ومتصاعد. وأنا شكرته على هاتين الملاحظتين وقلت: سأحملهما وأنقلهما عنك لكل كردي ولكل السوريين الآخرين في سورية لأنَّه ليس من الضروري أن يعاني الكرد والسوريون ما عاناه كرد العراق والعراقيون أيضًا.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/07/29
الموضوع الرئیس
المجلس الوطني السوريالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضةهيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة - مؤتمر الرياض 2كود الشهادة
SMI/OH/56-65/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
باريس
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
2012-2017
updatedAt
2024/11/15
المنطقة الجغرافية
عموم سورية-عموم سوريةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
وزارة الخارجية الروسية
المجلس الوطني السوري
الحرس الجمهوري
مجموعة أصدقاء الشعب السوري
جامعة الدول العربية / الجامعة العربية
اللجنة الدستورية
هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية - الرياض 2
منصة موسكو
سرايا الدفاع
وزارة الخارجية المصرية
جماعة الإخوان المسلمين في مصر