الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

سيطرة النظام على الاقتصاد ومقتل باسل الأسد

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:59:02

اتفاق أضنة صار بآخر عهد حافظ الأسد، وعبد الله أوجلان شكل حزب العمال الكردستاني (بي كي كي)، تشكل في سورية في منطقة نحن نطلق عليها جديدة يابوس في المنطقة الحدودية بين سورية ولبنان وهناك كان معسكرهم، ويتم تدريبهم هناك وبعدها يدخلون إلى تركيا وكانوا يقومون بأعمال… وعانت الحكومات التركية بذاك الوقت من العنف الذي حدث بالداخل التركي، حتى أن الرئيس التركي هدد باجتياح سورية يعني خلال نصف ساعة سنكون في دمشق، وحصل حشد تركي على الحدود، وتم تسليم أوجلان، وأخرجوه من سورية بالطائرة، واستلمه الأتراك، ومازال في السجن، وجاء رئيس المخابرات في ذلك الوقت، ووقعوا اتفاقية أضنة المعروفة بوضع الحدود الموجودة حتى تستطيع تركيا الدخول عدة كيلو مترات داخل سورية لمطاردة أي شخص يعتدي عليها، ويمكنها أن تدخل إلى الأراضي السورية، وتطارد فيها، ووضع الخارطة الحالية كان باتفاق أضنة.

في التسعينيات، بدأت البلد تتنفس بعد أزمة الثمانينيات، والاختناق الذي كانت فيه، وطبعًا في تلك الفترة، عندما يقوم حافظ الأسد بتنصيب شخص فإنه يلتصق في مكانه، يعني أعضاء القيادة القطرية ورئيس الشبيبة ونقابات العمال يبقون في مكانهم، ولا نسمع إلا اسمًا واحدًا، وكان مبدؤهم هو: لا تغيير

بعد عام 1990 وحرب الكويت، فإن الكويت بعد أن تحررت قامت بدعم سورية بالمقاسم الآلية، وهذه أول مرة أرى هذه المقاسم في سورية والصرف الصحي، وجاءت أموال إلى سورية كدعم من الكويت، وحتى إنه رُفع الحظر عن حافظ الأسد أو أعطي بالتعاون الدولي ...، والحقيقة أنه كانت هناك نهضة قليلة في تلك الفترة.

نظام حافظ الأسد في البداية كان بعثيًا، وبعدها أصبحوا شِلّة، وبعدها أصبح يريد أسرته، وأنا هكذا أعتقد، يعني في التسعينيات بدأ يؤهل باسل الأسد، وأظهره بأنه الفارس الذهبي، وأظهره إلى الأضواء، وكان عمره تقريبا 16 سنة، وطبعًا هو مات بحادث سيارة في عام 1994، وكان موته صادمًا لحافظ الأسد؛ لأنه كان يجهزه حتى يصبح الخليفة، وكأن البلد هي ملكية، وهو يفعل عكس ما يقول،[يقول]: الحرية والاشتراكية والديمقراطية.  فهو يفعل العكس تمامًا، وهنا كان التناقض بين المبادئ.

بعد دعم حرب الخليج الأولى (حرب 1990) انتعشت سورية، وأصبحت هناك حركة اقتصادية، وكان النظام يسيطر فقط على الأمن والجيش، وفي هذه الفترة، بدأ يسيطر على الاقتصاد، فبدأ يهمهم أن يكون لديهم أموال ونقل الثروة لهم بكل الطرق، سواء بالاعتداء على الأموال العامة، مثل: محمد مخلوف الذي كان في الريجي ثم البنك العقاري وهناك عدة أسماء، وجميعهم حصلوا على أموالهم بهذه الطريقة. والأمر الثاني: كانوا يأخذون على فك الاستملاك 20% بكل الطرق، بالإضافة إلى التهريب، بالإضافة إلى النفايات النووية التي كانوا يحضرونها، وسيطرتهم على المرفأ، وهذه كانت فترة يحاولون أن يجمعوا فيها أموالًا، حتى عام 2000، قام رامي مخلوف وشكّل "سيرياتيل" مع شريك مصري، ثم طرده فيما بعد، وبدأنا نرى هذه الشركات الضخمة التي نمت مثل الفطر لهم وبأسماء متعددة تسيطر على السوق الاقتصادي، بمعنى أننا سيطرنا اليوم على المؤسسة العسكرية والأمنية والإعلامية والاقتصادية.

كان الاحتجاج عندما استلم حافظ الأسد بأنه ليس مسلمًا سنيًا، وكان لديه هذا الهاجس الديني، وكيف يؤصل نفسه، وفي وقتها استعان بالصدر (الإمام الصدر)، واعتبروا الطائفة العلوية هي جزء من الاثني عشرية، وأعتقد أن هذا المؤتمر حصل في عام 1991، وأعلنوا أنفسهم جزءًا من الطائفة الشيعية. ومنذ ذلك الوقت، اقتربوا أكثر من النظام، ولكن حتى في وفاة حافظ الأسد أو موته لم يكن الإيراني قادرًا على فتح المدارس الدينية والجامعة إلى هذا الحد، فما نراه الآن بعد استلام بشار أنه أصبح لدينا جامعات متعددة ومئات الحوزات التي تدرس الفكر الشيعي الإيراني، وهو أصبح فكرًا سياسيًا، ونحن لا نتحدث عن الفكر الديني، وفي الحقيقة هو توجه سياسي هدفه السيطرة على سورية.

محمود الزعبي كان رئيس حكومة لفترة طويلة، وقبلها كان رئيس مجلس الشعب، وهو لم يصرح بشيء، وعندما اتهموه كانت هناك عدة فضائح منها صفقة الطيران التي أحضروها، والمفروض أن تكون جديدة، وفي وقتها طار(عُزل) مفيد عبد الكريم ونائبه وعدة وزراء، وفي تلك الفترة، أعفي الزعبي، وأصبح تحت الإقامة الجبرية، وبعدها انتحر بثلاث رصاصات كما يقال. وفي وقتها، كنت طبيبًا في المواساة، وأحضروه إلى المواساة وبقي عدة ساعات حتى مات، ولكننا لم نعرف أنه جاء شخص منتحر، كما كانوا يقولون.

مات باسل الأسد في عام 1994 بحادث سيارة، وكنت مناوبًا يومها، وكان يوم عطلة (يوم جمعة)، و في المستشفى لم تأتي الممرضات، ولم يحصل تبديل و استغربنا لأنه لم يحصل تبديل، وبعد ساعتين أو ثلاث، عرفنا أن باسل الأسد حصل معه حادث سيارة، وأحضروه إلى مستشفى الأسد الجامعي، وعندنا كل شيء مسمى باسم حافظ الأسد، فعندنا كل شيء يسمونه: أسد(بحيرة الأسد و جسر الأسد)، وكل البلد كانوا يسمونها باسمهم،  وجاء حافظ الأسد نفسه إلى المستشفى، ومات باسل الأسد، وفي وقتها نحن نذكر أنهم أغلقوا البلد، وحصل نحيب لمده 40 يومًا، ولا يوجد احتفالات، وأصبحنا نركب الباص، ونستمع إلى القرآن، وآمن الناس، ومن يستمع إلى أغنية يضعونه في السجن، مع أن الذي كان يستمع إلى القرآن كانوا يضعونه في السجن، وفي المحلات يتم تشغيل القرآن، وأصبح في كل قرية وشارع خيمة عزاء، وجميع الناس يذكرون، وكأنه قد ماتت شخصية كبيرة في سورية.

أنا لا أشمت بموت أحد، ونحن كنا في المستشفى في كل يوم تحصل عندنا حوادث، ونرى أشخاصًا سوريين يموتون سواء ضحايا، وهذا سوري مثل أي سوري، وهذا يريك أن كل الشعب السوري ليس له قيمة، هل كل ذلك لأنه ابنه فقط؟ وهو شاب كان برتبة رائد في الجيش، وكان عندنا رائد وضابط في الجيش أكبر منه رتبة، والحقيقة أنك تشعر بأننا في بلدنا أصبحنا في إمبراطورية وحكم وراثي ومزرعة، ونحن جميعنا عمال في هذا البلد.

بشار الأسد كان أخو باسل الأصغر، وبشار لم يكن مؤهلًا أبدأ، والتقيت مع بشار عدة مرات سواء في دورة الجيش في المسلمية، وهي كانت دورة طويلة، وهو لا يملك أي مؤهلات، وحتى إن والده لم يكن يهتم به في تلك الفترة، وقبل موت باسل، لم يكن حافظ الأسد يهتم ببشار الأسد أبدًا ، وهو كان إنسانًا اقل من عادي، ولا يملك أي موهبة، وهو كان في بريطانيا يقوم بتدريبات عينية، وعندما أحضره بدأ يصنّعه تصنيعًا سريعًا منذ العام 1994 ، ومات حافظ الأسد في عام 2000 ، وكان لديه سنوات قليلة حتى يصنعه، والناس كانوا يتوقعون، وأحدهم قال لي: غدًا سوف يصبح رئيسًا. فقلت له: أتوقع أن البلد ستخرب. وأنا أعرف أنه شخص لديه عقدة النقص، ويتصرف بطريقة ردود الفعل.

 قمنا بدورة الجيش في المسلمية، وهو كان متطوعًا ونحن مجندون، وكان يأتي بشكل طبيعي، ويكون موجودًا، وكل الضباط كانوا يحاولون التقرب منه، وأنا أذكر أنه في تلك الفترة كان يظهر بأنه موجود دائمًا، وهذا الكلام كان في عام 1988، ولكن في تلك الفترة كان باسل هو الأساسي.

 برأيي إن بشار لديه مشكلة نفسية، ولا يوجد لديه ثقة بنفسه؛ لذلك هؤلاء الأشخاص دائمًا تكون ردود فعلهم...، وأعتقد أن والده كان يعامله وكأنه درجة ثانية أو يعامله باضطهاد؛ لأنه كان يتعامل مع بشرى وباسل...، وهم كانوا في الواجهة، والباقي لهم معاملة أخرى، وكل أفعاله التي فعلها لاحقًا تدل على أنه إنسان غير طبيعي، ولو كان طبيعيا ما كان ليقوم بتدمير البلد.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/05/08

الموضوع الرئیس

أوضاع ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/80-04/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سورية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حزب العمال الكردستاني

حزب العمال الكردستاني

شركة سيريتل

شركة سيريتل

الشهادات المرتبطة