تاريخ عائلة الأسد وإغلاق جمعية المرتضى وحرب عاصفة الصحراء
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:11:49:00
طبعًا عقب العملية التي قام بها جميل الأسد على المزارات بدأ الصوت يتصاعد بين العلويين، وتوجهت الاتهامات مباشرة والكلام أن آل الأسد هم ليسوا علويين وليسوا سوريين ونعتوهم بأنهم يهود، وكان يجري الحديث أن هذه الحارة معروفة في القرداحة حارة بيت العيلة، فكانت روايتهم أنها جاءت عائلة غير معروفة ومتوحشة جاءت إلى القرداحة، وهنا بدأ الناس يتحننون عليها، وهي عديمة المذهب والدين ولا تنتمي إلى دين، ولكن في إطار محيطها حاولت أن تتقرب، ولم يكن يقبلها أحد من العلويين، وكل زعماء العشائر العلوية والعشائر هي عشائر دينية وتختلف عن مفهوم العشيرة في القبائل. وعندما رفضوا لجأ إلى عشيرة الكلبية وهي عشيرة صغيرة في قرية نيننتة، والشيخ اسمه محمد درميني، وعرض أنه يريد أن ينتمي إلى الطائفة العلوية، فقبله الشيخ محمد درميني لسبب أن عشيرته صغيرة ويريد أن يوسعها، ويريد أن يكسب عددًا، ووافق على هذا الأساس، ولكن كما ذكرت هم بقوا مصرين على أن هذه العشيرة هي عشيرة، وأصلها قد يكون يهوديًا، وأصلها أكيد(حتمًا)حيث لم تكن تتقن العربية تمامًا، وكانت هناك لكنة، وهذا يدل أنها قد تكون من فارس من يهود فارس، وقد تكون من مكان آخر، فالصوت تعالى بشكل كبير جدًا، وهذا شكّل ضغطًا على حافظ الأسد في حينها، ثم أوقف حركة المرتضى كلها، وأوقفوا نشاط جميل الأسد بشكل كبير جدًا، وأصبح جميل الأسد...، كانوا يعتبرون حركته رديفة للبعث واليوم أصبحت حركته معادية، وتغيرت المعطيات، وتغير المفهوم، وأصبح من ينتمي إلى هذه الحركة أصبح ملاحقًا من خلال هذه الواقعة فامتص الغضب الشعبي العلوي على هذه الحادثة.
في هذه الفترة أيضًا -نحن بالنسبة للجيش- بدأ تأخير ترقيات الضباط وخاصة الرتب الصغيرة؛ لأنه كان معروفًا أنه من نقيب إلى رائد يبقى أربع سنوات ثم يترفع إلى رائد، فأصبح الموضوع يمتد إلى خمس سنوات وست سنوات، ولا يترفع الضباط، وخلقوا قضية أنه يجب أن يكون لديه ملاك وهناك أعداد كبيرة من الضباط، وطبعًا كان هذا الوضع هو تهيئة لباسل الأسد، وبدأت مرحلة تهيئة باسل الأسد، وكانت واضحة أنهم يريدون أن يقفزوا به رتبًا، ويرفعونه رتبة أعلى ويؤخرون الناس في الأدنى حتى يصبح الفارق كبيرًا؛ حتى يكون هناك سهولة للقيادة سهولة سلسة، وبدأت بالتخطيط له لزيارات إلى دول مثل السعودية، وكان يوجد نوع من التهيئة لباسل الأسد، وهذا تقريبًا في عام 1990 أو 1989 وهنا أصبح يوجد تململ من ضباط بسبب التأخير فتململ الضباط وأصبح هناك كلام.
وأنا في هذه الفترة كنت عاكفًا على المطالعة وقراءة الكتب المتنوعة سواء بشرائها أو استعارتها من المكتبة الميدانية أو استعارتها من الزملاء، وكنت متفرغًا بشكل كبير جدًا، وأقضي وقتي على هذا الموضوع، وكنت أقرأ الكتب المتناقضة يعني من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال، وفي الثكنة كان هذا الأمر متاحًا لي يعني هذه العملية التناقضية، أنا لست منحازًا في اتجاه معين، فكنت أقرأ الكتب الدينية لكافة الأديان والمذاهب، وهذا أعطاني مجالًا واسعًا؛ حتى أطرح أفكارًا وأناقش وأنتقد بدون أن تحسب علي أن هذا من منظور طائفي عندما أتحدث عن فكرتي؛ لأنني كنت أنقد الجميع، وهذا أعطاني هامشًا واسعًا، وتعودوا عليّ في هذا المجال من النقد، وكنت أفضل من غيري، وهذا كان أحد الأسباب... وكان الناس يستغربون أنني كيف أتجرأ على النقد، ولكن هذا هو الشيء الذي كان يحصنني وهو قدرتي على النقد، كنت ضابطًا ماليًا في كتيبة مستقلة كتيبة مدفعية ساحلية.
طبعًا بنفس الوقت كنت أتابع التحليلات السياسية بشكل كبير جدًا، وكنت معجبًا...، وكنت أتابع إذاعة "مونت كارلو" بالذات ومعجب بتحليلات الأستاذ غسان سلامة لدرجة أنه فيما بعد عندما تزوجت كنت أذهب إلى الدوام وأعود، أبلغت زوجتي أن تجهز لي التحليل السياسي، وهي تسجله على المسجلة فبينما أتناول الطعام أنا أسمع التحليل السياسي الذي فاتني قبل ساعة، رغم أنه يعاد ليلًا، ولكن لأنني متشوق جدًا حتى أسمع هذه التحليلات السياسية، فكنت أعيش الأجواء العامة من خلال هذه التحليلات بشكل كبير جدًا وأتابعها.
في هذه الفترة في 1990 بدأ الحصار الاقتصادي على العراق على أثر اجتياحه للكويت. وكان اجتياح الكويت في الحقيقة هزة في الضمير العربي وسبب له شرخًا كبيرًا، وبدأ العراقيون بعدها يتوافدون على سورية بسبب الأوضاع الاقتصادية، وهم كانوا في بحبوحة من العيش واليوم تم التضييق عليهم، وأصبحوا يأتون إلى سورية، والحقيقة كان يوجد تعاطف شعبي كبير مع العراقيين الوافدين، وأذكر أنني كنت إذا أردت أن أشتري غرضًا معينًا فأتعمد أن أشتريه من العراقي بقصد أن أفيده، ويوجد هذا النوع من التعاطف والحالة الإنسانية التي عشناها معهم، وطبعًا أذكر هذا الموضوع مقارنة بما يجري معنا نحن السوريين حاليًا يعني البعض كيف ينظر للسوريين كغرباء في حين نحن كنا ننظر للعراقي كأخ وشقيق، ونقدمه حتى على ابن البلد وهذه هي الحقيقة وثقافتنا السورية [تجعلنا] دائمًا كرماء مع الوافدين مهما كانوا، وهذا الشيء معروف، ولكنني أحببت التأكيد على هذه النقطة.
بنفس الفترة هنا بدأ الأمريكان التحضير لعاصفة الصحراء، وفي هذه العملية كان الموقف السوري هو الوقوف إلى الجانب الأمريكي في عملية عاصفة الصحراء، ونحن كنا متعودين أن يكون موقف الدولة السورية من الأمريكان هو العداء لهم، وكنا متفاعلين مع هذه القضية بشكل كبير، والإعلام يضخ بشكل كبير على الأمريكان، واليوم الأمريكي والسوري يعني العسكري الأمريكي والعسكري السوري في خندق واحد ضد صدام حسين وضد العراق الشقيق رغم خلافنا، ولكن في النهاية هي دولة عربية، ويجمعنا حزب واحد وإن اختلفوا في الرؤى السياسية، ولكن الفكر القومي واحد، وهذا شكل صدمة حقيقية لدى المواطن السوري، وهذه الصدمة سببت له شيئًا من الخلل بين ذاته بسبب التناقضات هذه، وهذه إحدى التناقضات التي كانت.
النظام حتى يمتص هذه الصدمة لدى العسكريين أصدر القانون رقم القانون 41 عام 1990 وهو يتم فيه تصنيف الضباط، وكان تصنيف الضباط محدودًا ففتح لهم درجات وطبعًا هذا لصالحهم، رغم أن هذا القانون كان معدًا قبل 11 سنة ومتروكًا في الأدراج، ولكنهم لا ينفذونه، وهم يعرفون إيجابياته، ولكن اليوم يريد أن يستثمره ويستفيد منه سياسيًا في مثل هذا الحدث، فتم استثماره سياسيًا حتى يمتص هذا الغضب الذي حدث لدى الضباط بسبب هذه الحالة، وطبعًا العساكر الذين أخذهم إلى الخليج بنفس الوقت ذهبوا وهم مستفيدون، وبطبيعة الحال بما أن الإفادة مادية فلا توجد مشكلة، ولكن الذين بقوا كان لديهم رد فعل مزدوج؛ رد فعل على الناس الذين ذهبوا وهم لم يتم اختيارهم، ورد الفعل الأساسي هو على هذا التغير المفاجئ في السياسة، فتم امتصاصهم، وبنفس الوقت حصل حدث مهم جدًا وهو أن عون التي كان يسميها زمرة عون المتصهينة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/03/30
الموضوع الرئیس
التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالنهج الطائفي لنظام الأسد سيرة ذاتيةكود الشهادة
SMI/OH/29-06/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
أنطاكيا
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
1990
updatedAt
2024/04/26
المنطقة الجغرافية
محافظة اللاذقية-منطقة القرداحةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية