الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

حرب العراق والذهاب إلى العراق للمشاركة في المعارك

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:21:59:01

طبعًا كلنا رُبينا في وجداننا وفي طبيعة تربيتنا أن فلسطين هي القضية المحورية للأمة العربية أو الإسلامية، ولا يوجد شخص عربي -[كما] أظن- إلا وعنده مثلًا موضوع فلسطين -يعني بينه وبين نفسه- يعتبره أنه قضية أساسية، وعاجلًا أم آجلًا أنه يجب أن تتحرر وإلى آخره، وكل الناس كان يوجد عندها شعور بالتقصير تجاه أنه مثلًا كيف يحدث هذا للفلسطينيين؟ وكيف الاحتلال الإسرائيلي (يحتل فلسطين)؟ وإلى آخره، بمعنًى آخر كان أي شخص كان عنده شعور داخلي لمحاولة مثلًا عسى أن يستطيع أن يجاهد أو يقاتل أو يقدم شيئًا لفلسطين، وتعلمون أنتم بحكم أن موضوع الحدود المضبوطة بين إسرائيل وجيرانها مثلًا معروف أنه مع النظام لا توجد أية طلقة ضُربت من (سنة) 1973 أو لا يُسمح لأحد أن يقترب من الحدود أساسًا، يعني مجرد أن يحب أن يقترب من حدود إسرائيل فالحكومة السورية كانت لا تسمح له والأمن وهذه القصص لا يُحكى بها أصلًا، وأظن أن الوضع مشابه أيضًا حتى في البلدان العربية الثانية، فموضوع أن الشخص مثلًا يجاهد أو يقاتل لتحرير فلسطين هذا الشيء مثلًا مجرد حلم يحدث الشخص به نفسه.

 أيام حرب العراق قامت حرب العراق في الـ 2003 والموضوع مشابه نسبيًّا فالعراق بلد شقيق عربي مسلم، فأي واحد عنده مثلًا نزعة لأن يحاول أن يقاتل أو يعمل شيئًا أو يغير شيئًا، المفروض أن الشيء نفسه أيضًا لتصير هي كبديل عن حرب فلسطين مثلًا، لأن الأمريكان وقتها كانوا عدوانًا أتيًا ليحتل العراق بشكل سافر بحجة وجود أسلحة نووية، ويسيطر على خياراتها والنفط فيها وشيء كهذا، وهذا الذي صار فعلًا، فالذي اختلف أن أيام حرب العراق فُتح المجال لهذا الشيء، طبعًا فُتح المجال يمكن بقصد من الحكومات بشكل عام يعني بالذات سورية، يعني ولكن لم يكن هذا يهم الذي يريد أن يخرج، كان يهمه مثلًا أن يخرج إلى العراق ويشارك.

 وفي فترتها كنت أنا طالب سنة أولى في معهد التعويضات السنية وساكنًا في المدينة الجامعية في حلب، طبعًا المدينة الجامعية تحوي عددًا كبيرًا من الطلاب ومن تجمع كبير يعني، فكانت مثل مركز نشاط يعني فهناك الكثير من الناس مثلًا كل فترة نسمع أنهم خرجوا إلى العراق، ذهبوا إلى العراق، ومرة من المرات واحد من أصدقائنا [أو] اثنين من أصدقائنا ودعناهم في الكراج (موقف السيارات) وخرجوا، ونحن لم نكن آخذين الموضوع بشكل جدي كثيرًا، أننا لا نعتقد أنهم سيصلون أم لا، ولاحقًا وصلتنا أخبار أنهم فعلًا وصلوا إلى العراق وتم تسليحهم، فهنا صارت الفكرة جدية؛ يعني هنا صار يوجد شيء حقيقي، فلا يوجد أحد إلا راودته هذه الفكرة، يعني حتى دونك عن الطلاب، يعني أي أحد ويوجد الكثير من سورية ذهبوا ليشاركوا في حرب العراق، يعني ذهبوا ليردوا العدوان الأمريكي فيمكن أنه يوجد الكثير من الناس تقول لك: إن أهل العراق كثيرون، يعني لا يحتاجون لأحد أن يدافع عنهم، فلم تكن الفكرة هكذا، الفكرة أنه صار يوجد مجال أن تكون فاعلًا أو أنك تقاتل أو تجاهد وهذه هي الفكرة، يعني لو مفتوح المجال مثلًا إلى فلسطين منذ زمن فهناك ألوف مؤلفة تريد الذهاب إلى فلسطين من كل الدول العربية، لكن الذي اختلف أن أيام حرب العراق هذا المجال فُتح، طبعًا لأسباب ثانية يعني الدولة مثلًا -لاحقًا اكتشفناه- أو النظام السوري كان قد سمح للناس أن تخرج، لأنه اعتبر أن هذه هي الفئة التي عندها جرأة أو قدرة مثلًا على المبادرة أو التغيير، وبمعنًى آخر إذا صار في الأيام شيء في سورية، ستكون هذه الفئة هي المبادرة، فيجب أن تكون تحت النظر إما تحت المراقبة أو في السجون، يعني مراقبة كحد أدنى، فكان يهمه موضوع أن يسهل موضوع الخروج إلى العراق ليعمل مثل فرز (تصنيف).

 حتى وكلنا مثلًا نسمع بقصة هذا عنصر الأمن الذي كان يدعي أنه شيخ -أبي القعقاع- (محمود قول آغاسي) واشتُهر في حلب كثيرًا، يعني كان يعمل ويدرب ناسًا ويأخذهم إلى العراق، ولاحقًا تبين أنه عنصر أمن والدولة صفته (قتلته) أصلًا، والمقصود وقتها صار عندنا نية أنا ومجموعة من الشباب أننا نريد أن نذهب إلى العراق، طبعًا الموضوع لم يكن سهلًا؛ أنك تأتي وتقول لأهلك وتقنعهم، وأنت طالب جامعة وماذا تريد من هذه القصص وإلى آخره، فهناك ناس أخبروا أهلهم، وأهلهم لم يوافقوا فصار يوجد ممانعة ولم يستطيعوا أن يذهبوا، وهناك ناس التي مثلًا اشتغلت بسياسة الأمر الواقع (الإجبار)، وأنا منهم يعني، فلم تكن عندي جرأة لأخبر أهلي وأقول لهم سأذهب إلى العراق فأكيد أن الوالد سوف يقلق علي والوالدة ولن يسمحوا لي أن أذهب.

 أذكر أننا كنا ننزل كل خميس وجمعة أيام العطلة ننزل إلى كفرنبل ونرجع باقي الأسبوع إلى حلب مثل باقي الطلاب، فمرة من المرات نزلت وحتى وقتها تحججت أنني يلزمني القليل من النقود زيادة، وينقصني لباس أو كتب أو إلى آخره، وأنا (أريد النقود) لأجل مسافة (أجرة) الطريق وهذه القصص يعني، وكنا متفقين مجموعة من حوالي 10 شباب أن نخرج سوية، فسافرت إلى حلب يوم الجمعة ورأينا الشباب ويوجد قسم كبير منهم تراجع بحكم أن أهلهم علموا أو إلى آخره، المهم مساء يوم السبت نويت أن أخرج أنا وواحد صديقي كان طالبًا في كلية الأدب الإنجليزي، وفعلًا مساء خرجنا وقطعنا من حلب إلى البوكمال ووصلنا تقريبًا عند الصباح، يعني كانت المسافة طويلة وكل الليل سفر، يمكن فيها أكثر من 6 ساعات أو 8 ساعات لا أذكر بالضبط، طبعًا أنا ليس معي جواز سفر ولا عملت (لم أخرجه من الدولة) ولا حتى الشاب كان أيضًا (لا يملك جواز سفر)، لكن نحن مثلما سمعنا، وفعلًا هكذا كانت توجد تسهيلات يعني كان هناك غض طرف عن الذي يريد أن يخرج إلى العراق، هكذا كانت السياسة، ففعلًا في البوكمال هناك التقينا ناسًا أيضًا قادمين يريدون أن يدخلوا إلى العراق، فصرنا حوالي 15 أو 20 شابًّا ويوجد شخص من البوكمال -والبوكمال بعيدة عن الحدود تقريبًا 5 كم- وقتها أوصلنا يمكن بسيارة أو شيء، وقال لنا: إن حرس الحدود السوري لا يتكلم شيئًا، يعني تمرون من بينهم وممكن أن يطلقوا رصاصة في الجو فقط ليس أكثر، ويوجد ساتر فتخرجوا وتعبروه، ومتى ما عبرتم لا يتكلمون معكم وفعلًا مررنا من جنبهم من بين الحارسَين في النهار صباحًا، وفعلًا لم يفعلوا شيئًا، فكل واحد منهم أطلق رصاصة في الجو فقط، خرجنا عبر الساتر إلى الجانب الثاني وصرنا بالعراق.

 طبعًا في الجانب الثاني لم يكن يوجد حرس حدود كانوا فقط موجودين من الطرف السوري، وهنا توجهنا إلى المدينة الحدودية -مدينة القائم- أو كما يقولون لها حصيبة -يمكن في اللهجة العامية، وهي مدينة حدودية قريبة من البوكمال [وهي] عراقية، وبمجرد أن صرنا في هذه المدينة كانت أشكالنا معروفة فالذين يأتون من هذا الجانب يعني السوريون وحتى غير السوريين، يعني هناك الكثير أتوا من البلدان العربية إلى سورية ومنها يخرجون إلى العراق، لكن المعظم كانوا سوريين بحكم أنه أسهل بكثير يعني للشخص، فأنا حتى بدون جواز سفر خرجت، وهنا دلونا على الجامع الكبير في المدينة، وهناك كان يوجد مثل شبه تنظيم من الدولة لهذا الشيء؛ أن الناس التي تأتي يسجلون أسماءهم، وبقينا في الجامع وقتها.

 طبعًا من أجل موضوع آثار الدمار والحرب فمدينة القائم كلها لم يكن فيها غير بناء واحد على الأرض (مهدمًا) الذي هو مبنى الاتصالات والبريد، فالأمريكان ضربوا الكهرباء والاتصالات من أول الأشياء التي ضربوها، فلم يكن في تلك الفترة عندنا وسائل اتصال ولا كهرباء، فأذكر أننا بقينا وقتها إلى العصر، طبعًا دخلنا يوم الأحد صباحًا في 30 آذار/ مارس 2003 م في آخر آذار، وعند العصر جاءت حافلات فخرجنا فيها، طبعًا الدولة مشرفة عليها وقتها -الحكومة العراقية يعني-، ومباشرة إلى بغداد، يعني في نفس اليوم صرنا (في بغداد)، وأنزلونا في فندق وكانوا موظفين كل تقريبًا يعني يوجد الكثير من الفنادق فأخذونا إليها وكانوا يسموننا المجاهدين العرب في تلك الفترة حتى يقعدونا فيها ريثما ينظموننا لاحقًا أو يحددوا لنا وليكن أماكن جغرافية أو إلى آخره، ففعلًا بتنا فيها لليوم الثاني، وفي اليوم الثاني القسم الأكبر أيضًا جاءت باصات وأخذتهم إلى مكان ثان، ونحن تأخرنا قليلًا وقتها صار هناك القليل من الأخطاء والفوضى، وصارت القليل من الأخطاء، حتى إنني لم أسلم أوراقي، يعني كانت هويتي ودفتر العسكرية السورية في جيبي لم أعطهم للحكومة العراقية، وجاءت سيارة لاحقًا أخذتنا إلى منطقة شمال شرق بغداد، يقولون لها ديالى، والله العليم هي منطقة صحراوية عسكرية قليلًا تقريبًا هي مثل نقطة عسكرية.

 وفي الفترة الأولى كان هنالك القليل من الصعوبات بحساب أمور لوجستية يعني اضطررنا أن ننام أول ليلة في العراء بين العشب في هذا الليل، لم يكن أتذكر أنها كانت ليلة باردة كثيرًا والجو الصحراوي كان في الليل يعني باردًا جدًّا، وثاني يوم عند العصر جاءت باصات أيضًا خرجنا فيها وأعطونا لباسًا، وكان اللباس أسود تقريبًا ومكتوبًا عليه "فدائيو صدام"، طبعًا نحن لسنا فدائيين لصدام فنحن ذاهبون من أجل العراق ولسنا قادمين في الآخر من أجل شخص كشخص يعني لكن نحن لم يكن يهمنا الآن المسمى، نحن يهمنا كان أننا نريد أن نحارب الأمريكان يعني، هذا كان الهدف الرئيسي، ونقلتنا هذه الباصات جنوبًا لمدينة الكوت، والكوت هي مركز محافظة واسط كما يقولون لها وتقع في الجنوب الشرقي للعراق يعني قريبة من إيران شرقًا بحوالي 30 كيلو متر تقريبًا.

 طبعًا هنا من أجل موضوع الحرب أساسًا الكل يعرف أنه بداية حرب العراق كان هناك مقاومة عظيمة وصمود، يعني في الفترات الأولى من العراقيين والجيش العراقي لأننا كنا نسمع أنه كان مدينة صغيرة في الجنوب، هي أم القصر صمدت تقريبًا شهرًا، والأمريكان عجزوا حتى في الآخر أخذوها، هنا وصلنا ووضعونا وبحساب أنه كان هناك جو حرب، فلا يوجد مدارس شغالة، فوضعونا في مدرسة يمكن أنها ابتدائية أو إعدادية لا أعلم، ووزعونا ضمن مدارس، وكنا في 5 مدارس تقريبًا؛ يعني كل مدرسة فيها تقريبًا 200 شخص يعني كنا ما يقارب 1000 شخص فقط في مدينة الكوت، الكوت طبعًا مدينة من الناحية الديموغرافية هي مدينة شيعية يعني سكانها كلهم من الشيعة -المسلمين الشيعة-، وقعدنا في هذه المدرسة وكان يأتينا أكل مثل نظام الجيش، من صباح يأتي فطور وغداء وعشاء، يعني من هذا الأكل المعروف بالجيش، سواء مثلًا البطاطا المسلوقة والبيض والبرغل والرز يعني مقبولًا كان الأكل، يعني لا بأس به.

 وبمجرد أن قعدنا يومين صاحبي الذي راح معي كأنه خفت همته ونوى يرجع إلى سورية، يعني لا أعلم ما الذي جرى له مع الوقت يعني المهم بعد جدال بيني وبينه أنه هو وقتها قرر أن يرجع ورجع، يعني قعد تقريبًا يومين في الكوت، ويمكن في اليوم الثالث بعد أن راح صاحبي أحضروا سلاحًا وسلحونا بأسلحة فردية وبنادق روسية مع مخازن حتى مع قنابل يدوية، فالسلاح الفردي كان كثيرًا لم تكن هناك مشكلة وبدون تدريب ولا يوجد أي شيء، يعني هناك ناس أدوا الخدمة العسكرية، وهناك ناس لم تكن خادمة عسكرية وهناك كبار في العمر وهناك أشخاص صغار يعني يمكن أنهم لم يتجاوزوا الـ 15 أو 16 سنة، لكن تم تسليح الكل يعني وشرحوا لنا شرحًا بسيطًا عن البندقية يعني اعتبروا أننا يعني نحن من المفروض أن نعرفها، وصار كل واحد معه سلاح ومعه قنابل ويعني وصل للذي يريده والحرب طبعًا تماس مباشر مع الأمريكان لم يكن موجودًا، كنا نسمع فقط صوت قصف وصوت مضادات أرضية عراقية أحيانًا، لكن أمريكا لم تكن مهتمة باحتلال المناطق والمدينة كمدينة، وممكن أنها اهتمت زيادة في أم القصر لأنها تريدها كقاعدة تنطلق منها، لكن لاحقًا كانت هي مجرد [طريق لـ] تقطع المسافات بجانب المدن لتصل إلى بغداد، يعني مدينة الكوت الأمريكان لم يدخلوها وإنما مروا من جانبها وصار القليل من الاشتباكات بيننا لكن من بعيد لبعيد، يعني كان مجرد قصف من بعيد ولم تحدث [مواجهات] في المسافات القريبة حتى تكون الأسلحة الفردية فعالة، لم يكن هناك أسلحة غير فردية، يعني أنا كنت هنا أنتظر لأرى مثلًا دبابات عراقية أو حتى طيران عراقي أو مضاد طيران كصواريخ فلم يكن يوجد، كان فقط يوجد مضادات الدوشكا يقولون لها يعني الرشاش، والتي هي فعليًّا ليست مضادًّا، ولم تكن توجد أية فاعلية للجيش العراقي فما رأيته كان مجرد الضباط الذين رأيناهم، الضباط الذين أشرفوا علينا طبعا كانوا ضباطًا من الجيش العراقي، لكن أن توجد مجموعات من الجيش العراقي أو مثلًا آليات أو سلاح ليس فرديًّا؛ سلاح ثقيل قليلًا لم نره، فعليًّا فلم يكن تحصل مواجهات أو حسب ما رأيناه يعني لم نر؛ يعني يمكن في غرب الوطن كان فيها الجيش العراقي يشارك لا نعلم، لكن المنطقة التي كنت أنا فيها كان الاعتماد كله على المجاهدين العرب.

 وفي تلك الفترة قليلًا اختلطنا مع الناس الموجودين يعني حتى إن واحدًا من الشباب عندنا صار يوجد مثل في رفقة أو كذا مع عائلة، وحتى إنهم استضافونا عندهم وغدونا، هنا بعد ما احتككنا بهم اكتشفنا الكثير من الأمور، طبعًا مثلما قلنا الكوت مدينة شيعية، وكانوا قلبًا وقالبًا ضد صدام، فلم يكونوا مع صدام، وبالتأكيد صدام حسين له حظوة عند كثير من العرب وفي الآخر هو كان رئيسًا وكان صاحب موقف وكان شجاعًا، وكان رجلًا، فما هرب ولا ساوم وفي الآخر قُتل بسبب يعني مواقفه التي أخذها يعني، لكن في نفس الوقت هو كان دكتاتورًا ومعروف أنه كان دكتاتورًا حاصرًا السلطات كلها في يده، وكان إقصائيًّا فما كان يسمح لأي معارضة أن تتشكل، معروفة كان هناك تصفيات من اليوم الذي استلم به، كان مثلًا معروف الوقت الذي صار فيه مثل تمرد أو معارضة في مناطق الأكراد ضربوهم بالكيماوي معروف وقت مجزرة حلبجة يعني هذا الشيء معروف، وهناك الكثير من جرائم الحرب إذا أردت أن تعتبر.

 وفي المحصلة هو ديكتاتور يعني لكن من الممكن أن تميزه قليلًا عن الدكتاتور الموجود عندنا، أنه كان عنده جانب قليلًا من الرجولة أو الأخلاق في جانب معين، وأنه كان شجاعًا ولم يكن عميلًا وكان مقتنعًا بالذي يشتغل به ولكنه كان قاسيًا وممسكًا السلطة كلها في يده ومهمشًا كثيرًا من الناس، وغير ذلك فالذي لاحظته أن هناك حزب البعث يوجد فرق بينه وبين سورية، فسورية كان هناك تفريق وتهميش، وهناك نفس الشيء في الآخر السلطة مركزة في صدام، لكن لم يكن التمييز بين سني وشيعي أو كردي كان التمييز بين حزبي وغير حزبي، يعني إذا كنت أنت شيعيًّا وحزبيًّا فأنت موال، وأنت لك دعم ولك سيارة ويمكن سلاح وهذا إلى آخره، يعني أنت في الآخر من جامعة الدولة، فكان الفرز على أساس حزبي وغير حزبي أكثر من أن يكون الفرز طائفيًّا.

 ولكن بشكل طبيعي كون السنة في العراق أقلية فكان الاعتماد أكثر شيء على أهل السنة، وبالذات على أقارب صدام يعني هكذا يعمل معظم الديكتاتوريين يريدون جهات موثوقة يعتمدون عليها إما من الأقارب أو من جهات ليس شرطًا أن تكون من الأقارب لكن تكون موثوقة يعني مثل التحالف القديم الذي كان معروفًا بين حافظ الأسد ومصطفى طلاس، علمًا أن مصطفى طلاس كان مثلًا من الطائفة السنية إذا أردت أن تصنفه، لكن كان يده اليمين لحافظ الأسد وهو الذي ساعده في الوصول إلى الحكم وفي تثبيت الحكم، حتى إنه ساهم في إيصال بشار للحكم إذا أردت يعني، فالوضع لم يكن مختلفا كثيرًا عن سورية، فالناس كانت مضغوطة في الظلم بالإضافة أن حرب الكويت وما جلبته من آثار سلبية على العراق، يعني كان صدام من أكبر أخطائه هو الدخول في حرب الكويت، فالكويت في الآخر بلد جار عربي يعني لماذا حتى تحتله يعني فقط لمجرد أن الأمريكان أعطوك ضوءًا أخضرًا ولعبوا عليك لعبة سياسية، وبعد ما دخل جاؤوا وحاربوك، وصارت حجة لوجود الأمريكي في الخليج كله، هذا كان المدخل يعني، فكان يوجد عقوبات كثيرة على العراق ومعروف النفط مقابل الغذاء.

 وكانت هناك اتفاقيات فكان كل هذا الليرة مثلًا عفوًا العملة العراقية قديمًا كانت من العملات العالية، فكان حسب ما أذكر يوجد ناس تذهب لتشتغل في العراق مثل ما الآن تشتغل في الخليج، ويوجد أساتذة يذهبون ليدرسوا في العراق، يعني كانت مستقطبة، وتحول بعدها إلى بلد محاصر اقتصاديًّا، ووضعه الاقتصادي أكيد سوف يصير أسوأ، فكانت كل هذه الأسباب هي بالإضافة مثل ما قلت لك النعرات الطائفية في الآخر أنه ما بين سنة وشيعة وأكراد فأكيد يعني أن المعارضين لصدام عددهم ليس قليلًا بالمختصر يعني وبالذات من الشيعة والذين معظمهم المفروض أن يكون مهمشًا يعني إلا الذي صار في الحزب، لكن الذي فاجأنا وقتها أنهم اعتقدوا قبل أن يحتكوا بنا أننا مرتزقة وخريجو سجون وأخرجونا من السجون فقط حتى نحارب مع صدام، فتخيل أيضًا في أنه يكون بروباغندا (دعاية) كلّ [شخص] يأخذ الأمور كما يريد، أننا نحن مرتزقة صدام هكذا ونحن خريجو سجون وعالم قادمون أو عالم محكومة إعدامًا؛ فاذهبوا إلى العراق بدل أن تحاكموا، فتفاجؤوا أن معظمنا كان من حملة الشهادات.

 وأذكر كان يوجد معنا طبيب كان سنة رابعة يدرس في اللاذقية ويوجد واحد ثان خياط والآخر نجار والآخر يدرس -أستاذ-، فمعظمنا حملة شهادات أو إذا لم يكونوا حملة شهادات فهم مواطنون عاديون يعني مدنيون، فحتى هنا هم تفاجؤوا يعني عرفوا أننا نحن الذي أخرجنا هو الحمية، ونحن قادمون لندافع عنهم ونحن لسنا قادمين لندافع عن صدام كشخص، حتى إن الجماعة عرضوا مساعدة يقولون لنا أي شيء يصير مثلًا إذا اختلطت الأمور أو أي شيء أنه تعالوا إلينا نحن ندبركم (نحميكم) ونساعدكم، يعني للأمانة يعني أشهد بما رأيته، وصارت كانت أيضًا أكتر من حادثة مثلًا في الاتجاه المعاكس، يعني في البصرة وقتها وصلنا خبر أنه يوجد أحد يعني الأشخاص من الشيعة أو بالأحرى هو يمكن أن يكون منتميًا لمليشيا تبعيتها إيرانية لاحقًا ظهر وقتها "فيلق بدر" بدأ يظهر لاحقًا أنه فتح النار على مجموعة من المجاهدين العرب أو السوريين وقتل 4 يعني توجد حوادث كهذه، وفي نفس الوقت يوجد الذين يقولون لك إذا حصل شيء تعال لأخبئك، يعني هذا الموضوع موجود في كل الدنيا أصلًا يعني لا تستطيع أن تفرز البشر بين خير وشر، في كل مكان يوجد الذي عنده أخلاق معينة تحكمه، ويوجد المتعصب الذي عنده أفكاره مثلًا جامدة والذي يشتغل أيضًا عليها.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/03/14

الموضوع الرئیس

حرب العراق

كود الشهادة

SMI/OH/219-05/

أجرى المقابلة

إدريس  النايف

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2003

updatedAt

2024/04/14

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جامعة حلب (نظام)

جامعة حلب (نظام)

الجيش العراقي

الجيش العراقي

الشهادات المرتبطة