النشاط السياسي من بوابة نصرة العراق وفلسطين
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:18:08:00
بعد هذا النمو الذي حصل في المنتديات واللقاءات والمقالات بدأت تنتشر والنشرات بما في ذلك نشرة "الرأي" يعني النشرات السياسية في ذلك الوقت بدأ يتم توزيعها بنسبة أكبر من قبل كلها كانت من العوامل الإيجابية ومفيدة، وكما ذكرت آنفًا المنتديات واللقاءات وأصبح تلفزيونيًا يتطور الوضع وتكثر الطروحات عن المعارضة وأيضًا الشيخ يوسف القرضاوي في برنامج الشريعة والحياة بدأ يطرح مفاهيم أصبحت مقبولة لدى الإسلاميين.
أنا للإنصاف أقول: كان موقفهم إيجابيًا وواضحًا تجاه النظام وأنا لم أجد في تلك الفترة أنهم كانوا يتخذون موقفًا مغايرًا عن موقفنا في مواجهة النظام وانا أتكلم هنا عن فاتح جاموس ومجدولين حسن الزملاء الآخرين الذين كانوا قيادات حزب العمل الشيوعي لم نكن نجد أنه توجد فروقات في الخط الأساسي في تلك الفترة، وهذا الذي شجعنا فيما بعد عندما أصبحت قضية إعلان دمشق عندما اقترحوا أنه أنا لدي الاستعداد حتى أدخل إعلان دمشق ولكن بشرط أن يُعاد النظر في بعض فقرات إعلان دمشق فيما يسمى بالبيان التوضيحي يعني لولا الصورة الإيجابية السابقة نحن لماذا كنا سوف نقف موقفًا إيجابيًا فيما بعد؟
الذي حصل أنه وقعت أحداث 11 أيلول/ سبتمبر في وقت كنا فيه الحقيقة ننتشر أفقيًا بشكل جيد جدًا وحتى على الصعيد الفردي كان نمو الأفكار مستغلين فترة الهدوء وادعاء النظام أنه يسير من أجل الإصلاح، وعندما حصلت أحداث 11 أيلول وبعد عدة أيام خرج عبد الحليم خدام يندد بالمنتديات ويندد بالمعارضة ويتهمها بالعمالة وأنه سوف يتم إغلاق كل شيء، وتم إغلاق كل شيء ثم أصبحت الاعتقالات (اعتقالات ربيع دمشق) واعتقل القادة الأساسيون الذين كانوا بارزين في ذلك الحراك، ونحن لم نكن منهم في تلك الفترة يعني هذه للإنصاف كانوا متقدمين عنا خطوتين واقتيدوا جميعًا إلى السجن، ولكن الذي حصل كان يوجد رد فعل سلبي جدًا من قبل المجتمع وحصلت حالة انكفاء لكل الناشطين، ولست أدري إذا كان هذا مبررًا أو غير مبرر، ولكن هذا الذي حصل على الأقل نحن في دير الزور أصبح عندنا انكفاء شبه تام ما بين تشرين الأول/ اكتوبر عام 2001 وإلى ما قبل الحرب ضد العراق في آذار/ مارس عام 2003 يعني إذا قلنا تقريبًا حوالي سنة ونصف.
كان القلق أن النظام لن يتسامح في هذه القصة وخصوصًا عندما بدأ يتوارد إلى أذهاننا أن النظام من أين بدأ يحسبها؟ بدأ يحسبها أن الولايات المتحدة بعد ان حدثت هذه النطحة الرهيبة في أحداث 11 أيلول/ سبتمبر ذاهبة باتجاه إسقاط النظام في أفغانستان وأن التغيير الذي ينبغي أن يجري في الشرق الأوسط لم يعد بطريقة سلمية وأنا أفيدكم بالحديث أنه بعد سقوط الاتحاد السوفيتي بدأ يطرح السؤال الجوهري التالي ما هو مصير العالم؟ وأحد الذين تصدوا للإجابة عن هذا السؤال كان فوكوياما (فرانسيس فوكوياما) في كتابه "نهاية التاريخ" أن الأفكار الأمريكية الجوهرية هي التي سوف تمشي في هذا العالم وبشكل أساسي أفكار الليبرالية والديمقراطية والعلمانية والدولة الوطنية، وأنها سوف تنتشر في العالم كله سواء بسطوة الولايات المتحدة أو نموذجها الفكري والسياسي وهذا لن يجابهه أي جهة في العالم باستثناء الشرق الأوسط بسبب الأيدلوجية الموجودة في الشرق الأوسط، وهذه سوف تواجههم يعني القبول الذي قبلتهم دول أوروبا الشرقية ودول جنوب أفريقيا ودول أمريكا اللاتينية جميعها قبلت هذه المفاهيم الأمريكية، ولكن الشرق الأوسط كيف نتعامل معه يوجد أمامنا خياران أما الخيار الديمقراطي بتوسيع هامش الحريات وأنا برأيي توجد ثلاثة أمور حصلت في منتصف التسعينات التي حملها بيل كلينتون النقطة الأولى: إشراك الإسلام السياسي في السلطة بنسبة تقل عن 50% وبدأت مع تانسو تشيلر ونجم الدين أربكان. وثانيًا: الضغط على الأنظمة المستبدة من أجل الإفراج عن السجناء. وثالثًا: قناة الجزيرة وقناة الجزيرة لم تأت هكذا من السماء والدور الهائل الذي قامت به في توعية الفكر وترويج مفاهيم الديمقراطية كانت ممتازة جدًا وأنا أحد الأشخاص اشتريت مجموعات هائلة من أشرطة "الكاسيت" كنا نسجل برامج الجزيرة لقناعتنا أن هذه التجربة لن تستمر، هكذا كان عندنا تصور أن هذه التجربة لن تأخذ هذا الزخم وسوف تنتشر وتتوسع وكان عندنا قناعة أنها سوف تستمر لعدة شهور ثم يتم إغلاقها بالقوة يعني عندما كان حسني مبارك يتهكم ويحرض ضد قناة الجزيرة أن علبة الكبريت ( وصف حسني مبارك قناة الجزيرة بعلبة الكبريت عندما زار مبناها عام 2010)- المحرر تفعل هكذا ولكن فعلًا علبة الكبريت أشعلت الدنيا على كافة الأصعدة حتى على صعيد القضايا الإسلامية التي كان يثيرها يوسف القرضاوي يعني للإنصاف.
نحن في تلك الفترة تأثرنا بكتب وطروحات الشيخ حسن الترابي وتأثرنا كثيرًا بشكل إيجابي بكتاب راشد الغنوشي "الحريات العامة في الدولة الإسلامية"، كان كتابًا بالغ الأهمية وكتب القرضاوي عن الجهاد في الإسلام، وكانت كل كتبه تدفع باتجاه الاعتدال النظر بنظرة مختلفة عن النظرة التقليدية وأما الشخصية الأكثر أهمية وأنا في رأيي هو الشخص رقم واحد الذي أثر في الأوساط الإسلامية كان الشيخ محمد الغزالي -رحمه الله- يعني ربما هو توفي في وقت مبكر عام 1996 في شهر آذار/ مارس يعني لو مد الله في عمره لكان من الممكن لو عاش الأحداث التي بعدها بالإضافة إلى جودت سعيد لا ننكر الدور الكبير، ولكن أين مشكلة الأستاذ جودت سعيد أن أفكاره بسبب عدم فهم الناس لها لم تأخذ ذلك الزخم الذي تستحقه وللعلم أنا برأيي كانت أفكارًا تستحق الدراسة.
جمدنا نشاطنا ولم يبق شيء تقريبًا بقينا من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2001 حتى الشهر كانون الثاني/ يناير أو شباط/ فبراير 2003 وهنا بدأت تنشط عندما أصبح واضحًا أن الحرب قادمة وأول حدث في دير الزور حصل هو إنشاء لجنة نصرة العراق وفلسطين، وتم إنشاؤها تقريبًا في نهاية عام 2002 وبداية عام 2003 وإذا عدنا بدقة إلى تصريحات كولن باول (وزير الخارجية الأمريكي السابق)- المحرر ضد العراق أعتقد أنها بدأت في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2002 يعني في هذه الفترة وكان على رأس لجان نصرة العراق وفلسطين الدكتور قاسم عزاوي وبدأنا نروج لهذه الأفكار ونعمل سوية، طبعًا حصلت خلافات ونقاشات وأنا إذا حاولت استذكار الخلافات لا أرى أنها كانت خلافات جوهرية يعني كان يوجد جزء منها خلافات شخصية وجزء منها عدم فهم للواقع وجزء منها وكأن كل من ينخرط في هذا الاتجاه يعني أنه ذاهب باتجاه الانخراط في الليبرالية والعلمانية، ونحن يجب أن نعترف بأن أوساطنا الاجتماعية في سورية وخصوصًا الأوساط الإسلامية لم تكن تتحمل أن تعقد شراكات حقيقية مع الفئات الأخرى، يعني في عام 1979 خطاب من الإسلاميين تجاه العلمانيين "عودوا إلى جحوركم" وبين أن تأتي أنت وتجري علاقة مشتركة وتحالفًا عريضًا من أجل الفكرة الجوهرية الفكرة الديمقراطية والفكرة الديمقراطية هي حتى تلك اللحظة ليست راسخة في أذهان الناس عامة فما بالك عند الإسلاميين؟!
كل أطياف المعارضة الليبرالية والقومية والإسلامية والشيوعية يعني كان أمرًا عجيبًا فعلًا وحجم التآلفات التي كانت بيننا عالية جدًا.
هذه اللجنة بدأت تطرح أفكار الدفاع عن العراق في مواجهة الاحتلال الأمريكي قبل أن يحصل وأيضًا الدفاع عن فلسطين ونحن نعرف أن الانتفاضة في فلسطين الانتفاضة الثانية كانت مستمرة صحيح أنه ليس مثل انتفاضتها في عام 2001 ولكنها مستمرة، ومشاركتنا كانت تغطي لنا الناحية القانونية وبنفس الوقت نحن بصراحة كنا نريد أن نربي الناس أو نربي أنفسنا قبل تربية الناس على الشجاعة للنزول إلى الشارع، يعني من الأمور الطريفة أحد أصدقائي المهندسين دعوته للحضور معنا وهو نزل معنا ونحن في المظاهرة في الشارع العام وكانت كل اللافتات عن فلسطين والعراق يعني لم نكن قد وصلنا إلى مرحلة وهذا كان يضمر في القلوب، ولكن الأمن يفهمنا وأنا أذكر عندما كنا نجري هذه الاجتماعات عناصر الأمن يحيطون بدوار التموين وعندما نمشي بالشارع كنا نذهب من دوار التموين باتجاه شارع حسن الطه يعني الأمن موجود على اليمين واليسار ونحن كان عددنا تقريبًا بين 300 و 400 شخص كان عددًا جيدًا في ذلك الوقت يعني بالحد الأدنى 200 شخص، كانت تحصل هتافات ضد الولايات المتحدة وضد إسرائيل، ولكن الذي كان في قلوبنا أن هذا هو التمهيد والتشجيع للناس وفي إحدى المرات في إحدى المظاهرات وأثناء مشينا في شارع حسن الطه أنا ذكرت أنني تكلمت مع المهندس الذي أقنعته لأجل النزول معنا، وأنا قلت له: اسمع يا أبا فلان هذا النزول ليس فقط من أجل فلسطين والعراق وهم إخوتنا وأهلنا وأحبابنا، وطبعًا قضيتنا الكبرى قضية فلسطين ولكن هذه تمهيد للمستقبل للنزول هنا في سورية، وخاف الرجل لأنه كان يوجد جو الخوف والرعب الذي كان موجودًا عند الناس ويقول: أنتم تريدون توريطي. قلت له: أنت من الآن حتى لا تأتي وتقول لي: أنا أتكلم معك بكل صراحة هذه لها أهداف آنية وأهداف مستقبلية وقضية فلسطين هي قضيتنا المركزية وقضية العراق تهمنا أهمية كبيرة جدًا، ولكن بنفس الوقت نحن عيننا على دمشق يعني كيف تريد العودة والمشاركة في الحراك السياسي والعمل السياسي رويدًا رويدًا يعني كان شعارها بطيئًا، ولكن أكيد المفعول، والحقيقة وعندما وقعت الحرب في العراق استنفرنا جميعًا وحجم الإغاثات وتجهيز الأكياس لإرسالها إلى العراق لأجل ملئها بالرمال والمتاريس وحجم العكازات التي صنعناها يعني صحيح أفعال بسيطة، ولكنها تعبر عن حراك المجتمع المدني والأهلي بآن واحد تتنشط وتتحرك وبنفس الوقت أصبح عندها قضية مباشرة ومطلوب منك أن تتفاعل معها، وهي قضية العراق وفي تلك الفترة زارنا الأستاذ الأطرش وأجرينا ندوة رائعة جدًا بشكل علني في منطقة حويجة صقر داخل خيمة على النهر في فصل الربيع وأكثر من نصف النقاشات كانت نقاشات عن الداخل السوري وعن نظام الاستبداد، وأنا برأيي لجنة نصرة العراق وفلسطين كانت هي بداية استعادة الحراك السياسي في سورية وعندما سقط نظام صدام حسين وبدأ النظام السوري يشعر بالقلق هنا وجدنا فرصة مناسبة لاستعادة جزء من حيويتنا وحركتنا.
كان رأي الأستاذ رياض ترك أن صدام حسين أوصل الأمريكان بحربهم في العراق أوصلوا العراق إلى الصفر، ولكن كان في أيام صدام حسين 200 درجة تحت الصفر.
أنا في يوم 9 نيسان/ إبريل في يوم سقوط صدام حسين كان من أسعد أيام حياتي.
[عندما كان تمثال صدام حسين يُسحل] نحن اعتبرناها خطوة جبارة في سبيل انكسار عقدة حزب البعث وانكسار الأنظمة الدكتاتورية ولتبدأ من الشرق ونحن كان ألمنا أن الأمريكان لم يكملوا.
نحن لم نكن نجرؤ أن نبدي وجهة نظرنا بصراحة لأنه كان التأثير القومجي طاغيًا يعني القومجيون كانوا متعاطفين جدًا مع صدام حسين وضد الأمريكان. وبالمناسبة نسبة كبيرة جدًا هائلة من الإسلاميين وأنا لست منهم كان عندهم تعاطف كبير جدًا مع نموذج صدام حسين وأنه استطاع الوقوف في وجه الغزو الفارسي، وكانوا يتغاضون عن الفكرة الدكتاتورية، أنا بالنسبة لي كانت النقطة الجوهرية هي الدكتاتورية يعني نظام دكتاتوري حتى لو كان إسلاميًا هو كان مرفوضًا بالنسبة لي الأساس هو أن يكون الحكم ديمقراطيًا وأنا مع الحكم الديمقراطي حتى لو كان علمانيًا حتى لو كان كافرًا المهم أن يكون ديمقراطيًا حقيقيًا أفضل بكثير من الحكم الإسلامي الدكتاتوري هذا هو الجوهر.
كانت أحد أهداف نزولي إلى الشارع هو التدريب على الديمقراطية في سورية.
بنتيجة لجنة نصرة العراق وفلسطين نحن عقدنا هذا الاجتماع الحاشد في منطقة حويجة صقر وكانت 60 إلى 70% من النقاشات عن الوضع الداخلي في سورية.
صديقنا علي العبد الله جاءنا بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر تقريبًا بحوالي عشرة أيام أو أقل إلى دير الزور وقال: إن الدراسات الأمريكية تؤكد أن الأمريكان بعد هذه النطحة الرهيبة ذاهبون إلى أفغانستان حتى يسقطوا النظام هناك لأنه أصبح يوجد قناعة لدى السياسيين الاستراتيجيين الكبار وأنا قبل قليل ذكرت أنه فوكوياما يتكلم عن نهاية التاريخ، وأصبح يوجد في ذلك الوقت في أمريكا رأيان رأي تبناه الديمقراطيون وبيل كلينتون على السماح بإدخال الديمقراطية إلى الشرق الأوسط والعالم الإسلامي تدريجيًا من خلال إجراءات قناة الجزيرة وحكومة تانسو تشيلر وأربكان وكذلك الإفراج عن السجناء، وبين رأي الجمهوريين في ذلك الوقت أن هذا عالم إسلامي عقله سلفي متخلف لا يمكن حل القضية إلا بالحروب ولا بد من التدخل العسكري. وعندما وقعت أحداث 11 أيلول/ سبتمبر انتصر رأي الجمهوريين حزب الشاي -وإن كان حزب الشاي أطلق فيما بعد- ولكن المهم أصبح يوجد قناعة عند الأمريكان أنه لا يوجد تفاهم معهم ويجب البدء بتغيير الأنظمة وبدؤوا بالبطش في أفغانستان وجاءنا في يومها الأستاذ على العبد الله وقال لنا: إنهم ذاهبون باتجاه أفغانستان وإذا سقط النظام في أفغانستان سوف ينقلون التجربة إلى العراق وإذا نجحت في العراق سوف ينقلونها إلى سورية وإيران، لذلك كان النظام شديد الحرص على أنه لا يمكن أن يسمح لا هو ولا إيران بإنجاح تجربة [الاحتلال] في العراق، بينما بالنسبة لنا وأنا واحد من الناس كان رأيي واضحًا.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/02/23
الموضوع الرئیس
حرب العراقكود الشهادة
SMI/OH/6-09/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
2001-2003
updatedAt
2024/04/17
المنطقة الجغرافية
محافظة دير الزور-مدينة دير الزورشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي
قناة الجزيرة
حزب العمل الشيوعي في سوريا
لجنة نصرة العراق وفلسطين
حزب البعث العراقي