الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

أبرز تشكيلات ونشاطات المعارضة السياسية في سورية قبل الثورة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:26:20:19

أنا ابن أسرة فلاحية فقيرة من ريف دمشق الجنوبي الغربي، الريف الذي يعتمد في حياته على المطر، هذه المنطقة تعرضت في سنوات الجفاف في الخمسينات إلى وضع صعب جدًا اجتاح حياة الفلاحين، وأنا عندي إخوة سبعة وأنا ثامنهم، أنا الكبير فكان أبي يخرج إلى البرية ليقتلع البلان، وأنا أخرج معه حتى أجمع هذا البلان، البلان هو نبات شوكي ينبت في المنطقة والمنطقة تسمى إقليم البلان، هذا النبات الشوكي يستخدم في الوقود بالتنور تحت الصاج للوقود والتدفئة، فكان أبي يذهب ليقتلع وأنا أمشي وراءه أحمل قطع البلان وهي من الشوك يجمعها في مكان واحد وبعد ذلك أبي يهبدهم (يكسرهم) ونحملهم ويبيع هذه وكان اسمها شبكة البلان، يبيع هذه الشبكة بثلاث ليرات سورية، هذه الثلاث ليرات سورية هي مصروف الأسبوع لأسرة من ثمانية أطفال وأب وأم.

دخلت المدرسة الابتدائية مثل كل الأطفال، أمي متعلمة وحلمها أن تعلمني، وبسبب حالة الفقر وبساطة والدي كان تصميمها أن هذا الولد الأول يجب أن يُؤهّل حتى يساعدنا في تربية العائلة الكبيرة، وبالفعل أنا كنت طالبًا متفوقًا في المرحلة الابتدائية بالمدرسة، والمدرسة قليلة (أعداد الطلاب قليلة) والأساتذة يعرفون الطلاب واحدًا واحدًا، وأذكر في الصف السادس كان هو آخر سنة في الابتدائي وسوف ننتقل للإعدادي في الصف السابع، فوقتها دخل الأستاذ محمد الجعفري رحمه الله على الصف الذي كان يعلمه في السادس ونجح على السابع يريد أن يعلمه فما وجد جورج، سأل: أين جورج؟ أليس موجودًا مع الطلاب؟ قالوا له: أمه أخرجته من المدرسة، وبالفعل والدتي بعدما صرت في الصف السادس قالت السادس الابتدائي ليس فيه شيء، ولكن في الإعدادي تحتاج ملابس تحتاج ثيابًا تحتاج كتبًا ودفاتر ونحن بيتنا ما كان يعرف الورقة والقلم، وأنا أول من أدخل الورقة والقلم على بيتنا، فقالت لي: يا بني لسنا قادرين أن نستمر فاقعد في البيت نعلمك أي صنعة، الأستاذ محمد في نهاية اليوم يستدعي أمي وقال لها: لماذا أقعدتِ جورج في البيت (جعلته يترك المدرسة) تقول له الحكاية فيقول لنا: نحن سنتولى مساعدته حتى يتعلم لكن أحضري لنا من المختار ورقة فقر حال، وهذا كان سائدًا وفعلًا ذهبت أنا وأمي إلى المختار وأحضرنا ورقة فقر حال أن هذه الأسرة فقيرة، وعدت إلى المدرسة في الأسبوع التالي واستأنفت دراستي الإعدادية بفضل تصميم أمي وبفضل الأستاذ محمد الجعفري، وصاروا يعطونني كتب المدرسة ويعفونني مما كانوا يسمونه "النشاط" (مبلغ مالي تعاوني تقدمه الأسرة في النظم الاشتراكية) كان "النشاط" يجب أن يدفعه كل طالب فيها، وللمدرسة كنت أنا معفى منها، أخدت الإعدادية بتفوق أيضًا وقُبِلتُ بدار المعلمين لأنه كان هو أسرع طريق يمكن فيه مساعدة الأسرة، كان فيه عندنا 80 ليرة سورية كراتب شهري لطالب دار المعلمين، الذهاب إلى دار المعلمين وأنا عمري 15 سنة جعلني أحتك بالمدينة دمشق كبارًا وصغارًا، أساتذتها الكبار الذين علموني والذين بقيت علاقتي فيهم حتى الآن، وبفئاتها الشعبية، ولاحظت المدينة ماذا تعني المدينة وبدأت أكبر على إيقاعها، من العلاقة في المدينة اهتديت للقراءة، فصرت أقرأ كتبًا أكبر من عمري، كان أخوالي في البيت بالإعدادية عندما كنت أنا في الابتدائية، فبعد أن أنهي واجباتي المدرسية أتطاول على كتبهم وكانت كتب الإعدادية كتبًا عميقة ومتينة وخاصة ما يتعلق بالأدب والثقافة، فاهتديت إلى القراءة وبدأت أنهل منها، هذه القراءة مع الفقر الشديد والمعاناة أدخلتني إلى الماركسية وبدأت أقرأ تاريخ ثورات الشعوب والفقراء عندما يتجمعون ويتنظمون كيف يمكن أن يحصلوا مستقبلًا جديدًا لحياتهم.

فعندما تخرجت من دار المعلمين انتسبت إلى الجامعة مباشرة ومن شوقي للتعليم قدمت البكالوريا (الثالث الثانوي) وأهلية التعليم في سنة واحدة وفزت فيهما وصرت طالبًا جامعيًا، قبل ذلك كنت من طريق قطنا ونحن في طريقنا بالباص أرى الجامعة والمدينة الجامعية وأقول لنفسي سيأتي يوم أكون بين هؤلاء الطلاب الذين يحملون دفاتر ومحافظ صغيرة ويدخلون الجامعة، تحقق ذلك فعلًا وصرت بين طلاب الجامعة، هنا كان لا بد أن أنخرط بعدما اقتنعت تمامًا أن الفقر يجب أن نخرج منه والخروج منه يكون بهذا الشكل الجماعي مع جميع المناضلين والفقراء في بلدي. انتسبت إلى الحزب الشيوعي وكان الحزب الشيوعي في ذلك الوقت بسنة 1970 في أزمة، كان ينعقد المؤتمر الثالث للحزب الشيوعي بسنة 1969 ويجري خلاف كبير على البرنامج السياسي بين خالد بكداش وفريقه وبين المكتب السياسي الذي كان يقوده رياض الترك، والانقسام كان قد لاقى هوى بداخلي، الانقسام له علاقة بالاهتمام بالقضايا العربية خاصة، نتحدث عما بعد 1967 والهزيمة المريرة الكبرى التي دخلت في صلب الأفراد والجماعات لمراجعة الذات، القضية الثانية هي قضية القرار المستقل؛ لأن الأحزاب الشيوعية في العالم كله تهتدي بقراراتها ونهجها بنهج الحزب الشيوعي السوفييتي، وبالفعل في ذلك الوقت صار هناك خلاف، السوريون وضعوا برنامجًا سياسيًا اعترض عليه الرفاق الكبار السوفييت والبلغار، خالد بكداش يسمع كلام السوفييت. أذكر بذلك الوقت نُقل عن رياض الترك أنه قال لهم بقلب الكرملين إن أي ولد سوري يحق له أن يعطي ملاحظات على هذا البرنامج السياسي الذي لنا ولا يحق لأي شخص وأي حزب في العالم أن يقدم ملاحظات، لأنه هذا البرنامج السياسي معنيٌّ فيه السوريون وليس معنيًا فيه لا الروس ولا البلغار ولا الهنغاريون ولا التشيك، فوجدت هوى بهذا الاتجاه، لذلك منذ أول يوم صارت فيه "الحركة التصحيحية" بـ 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 1970 كنت مشاركًا في المظاهرة التي قام فيها اليساريون من حزب البعث وبعض شباب المكتب السياسي في السبع بحرات ( منطقة في دمشق) ضد حافظ الأسد، لأنه كان بذهننا أن هذا يميني قد أتى على أنقاض البعث اليساري الذين سجنهم، وثانيًا هذا عسكري وبالتالي أكيد أتى بملامح العنف والاستبداد على البلد، لكن كانت المظاهرة صغيرة جدًا ما كلفت الأمن سوى أن يحضر سيارة إطفاء وخرطوم ماء يرشنا به وتنتهي العملية، فدخلت في إطار هذا الحزب والحزب بدأ ينتقل بجهود المعارضة من حيز إلى حيز، سنة 1979 عُقد المؤتمر الخامس للحزب ولفت نظري في ذلك الوقت شعاره: "الاشتراكيون الحقيقيون هم الذين يناضلون اليوم من أجل الديمقراطية"، فكانت الديمقراطية سابقًا تهمة عندما يتحدث فيها الشيوعي أنه يميل للبرجوازية وللغرب، الحزب الشيوعي المكتب السياسي يقرر أن الديمقراطية هي الطريق نحو الاشتراكية التي هي الهدف الأكبر. بعد ذلك مباشرة نجح هذا الحزب بالتعاون مع الاتحاد الاشتراكي العربي بقيادة الدكتور جمال الأتاسي والأحزاب الأخرى، كانوا خمسة أحزاب أنشؤوا التجمع الوطني الديمقراطي وكان حتى ذلك التاريخ أوسع تحالف لقوى قومية يسارية وطنية سورية معارضة، بالثمانينات حدثت أحداث الثمانينات في حماة وبمختلف المدن السورية، التجمع أصدر بيانًا بـ 15 آذار/ مارس 1980 كنت من الذين وزعوا ذلك البيان تحت المحلات وعلى الشرفات وبالمدارس ولم أكن أعلم من هو هذا التجمع الوطني الديمقراطي، لكن عندما قرأت البيان، هذا البيان يشبهنا، هذا البيان مثيل للكلام الذي أسمعه باجتماعات الحزب، مباشرة كانت ردة فعل النظام باعتقال الحزب بعض الكوادر منه بمنطقة الجامعة لأنه وزع بكثافة وبمنطقة دمشق، طبعًا النظام لا يستطيع تحمل ما ورد في البيان لأن البيان يحمل المسؤولية للنظام في هذه الارتكابات التي تجرى ويحمل المسؤولية لأن الحل بيده والحل واضح بأن يجري تغييرات ديمقراطية حقيقية في البلد ويحترم إرادة الشعب السوري بإجراء انتخابات حرة ويفسح المجال أمام صحافة حرة أمام وجود للمعارضة شرعي منظم وفق قانون للأحزاب، النظام لم يقبل كل هذا الموضوع وضرب بشكل رئيسي تجاه المكتب السياسي، لكن في تشرين من عام 1980 كانت الضربة الكبيرة، اعتقلوا جميع أعضاء المكتب السياسي بما فيهم الأمين العام، واعتقلوا معظم أعضاء اللجنة المركزية، بهذا الوقت كان التحدي أمام بقية الكوادر وكنت منهم أن يعلنوا استمرار الحزب لأنه دخلت أيضًا السلطة ببعض العوامل مع أعضاء من الحزب لتحميل المسؤولية في هذا الخط السياسي الجذري لرياض الترك ورياض الترك ذهب إلى السجن، نحن كشباب رفضنا ذلك قلنا هذا الخط هو خطنا نحن وليس صناعة رياض الترك ولا خطه ونحن مؤمنون بذلك وسوف نتحمل مسؤوليته، وفعلًا تنادى الشباب الذين بقوا في اللجنة المركزية وهم ليسوا أكثر من ثلاثة أشخاص ووسعوا دائرة الاستشارة لكوادر الصف الثاني والثالث وكنت منهم أنا، فبسنة 1984 انعقد اجتماع موسع للجنة المركزية وجرى انتخاب وتوسيع لهذه اللجنة المركزية وكنت بين الذين جرى انتخابهم عضوًا في هذه اللجنة المركزية، لم تطل الفترة؛ أنا وفي المنزل تعرضت للملاحقة، فأيضًا خرجت من البيت لمدة عامين كنت ملاحقًا ومستمرًا بالعمل يعني بحياة التخفي، وكان الحزب عنده عشرات الأشخاص الذين يمارسون هذه الحياة، لم يعد بإمكانهم أن يرجعوا لبيوتهم لكنهم يريدون أن يستمروا بالعمل السياسي لاستمرار العمل الحزبي، في سنة 1987 تم اعتقالي في قلب مدينة دمشق وبقيت بالاعتقال ثمانية سنوات، قدمت لمحكمة أمن الدولة وحُكِمتُ فيها بثماني سنوات وأمضيتها، بعد أن خرجنا كان آخر من خرج من السجن السياسي هو رياض الترك في عام 1998، كان لدينا مشكلة في الملاحَقين، الناس الذين كانوا معتقلين وخرجوا من السجن لكنهم ملاحقون، من يوقف ملاحقتهم، وكان بعضهم ملاحق وبقي في الحياة السرية 22 سنة، عملنا قرارًا مباشرًا جريئًا أعلنا بيانًا ونشرناه أنه في عيد رأس السنة القادم بعد أسبوع جميع رفاقنا الملاحقون فلان وفلان وفلان يجب أن يناموا في بيوتهم، في تحدٍ للنظام بهذا الشكل وتعالوا اعتقلونا، الذي صار أنهم ناموا في بيوتهم ولم يعتقلهم النظام، لكنه طلب استدعاء بعد فترة من أجل إنهاء ملفاتهم التي كانت ما زالت مفتوحة، وبدأت تحضيرات الحزب للملمة أموره حزب مثقل بالجراح من أعمال الملاحقة والاعتقال وبعد سقوط عدد من أفراده شهداء تحت التعذيب خلال سنوات الثمانينات والتسعينات فبدأت الاستعدادات لعقد المؤتمر وإعادة تجديد الحزب خاصة أن المطلوب الآن حزب جديد بمهام جديدة. وبالفعل تمت هذه العملية في 2005، لكن بدءًا من سنة 2000 عندما مات حافظ الأسد كان هناك أمل بتغير في البلد، قبل أن يموت حافظ الأسد حدثت وفاة الدكتور جمال الأتاسي أعتقد في آذار/ مارس سنة 2000، في آذار/ مارس 2000 خسرت المعارضة السورية أحد الوجوه التي تشكل أملًا لها للمستقبل، كان عندنا هذا الفقد بالتجمع الوطني الديمقراطي كبير جدًا، بذلك الوقت قرر التجمع يقيم حفل تأبين خاصة وأن الدكتور جمال الأتاسي له بُعد عربي، عضو بالمؤتمر القومي العربي معروف من كل الأطراف العربية القومية والديمقراطية ويبدو بواسطة هذه الأطراف نجحت أسرة الدكتور جمال في أن تأخذ موافقة على إحياء ذكرى الأربعين (بعد مرور 40 يومًا على وفاته) للدكتور جمال وتم ذلك بشكل علني بفندق الشام، كان الشرط فقط ألا يتحدث رياض الترك في هذا اللقاء لأنهم يعرفون عم يمكن أن يتحدث رياض الترك، أذكر في ذلك اللقاء كان لأول مرة يوجد ظهور علني للمعارضة، فدعوت بعض الشباب من الناصريين من حزب الاتحاد الاشتراكي والذين يحبون جمال الأتاسي كثيرًا ليأتوا معي من قطنا لكنهم غير قادرين على الاقتراب من فندق الشام لأنه لا أحد يصدق أن هذا الشيء سيحصل بعد أن خرجوا من الاعتقالات حديثًا، وفعلًا دخلنا وكان احتفالًا مهمًا لأول مرة المعارضة تعلن عن وجهها عن قادتها عن أفكارها وكان المؤمل أنه فعلًا هذا يفتح أفقًا جديدًا لكن الواقع لا كان مثل بيضة الديك (أمر مستحيل) وانتهى هو إكرامًا لجمال الأتاسي الرجل وتاريخه خاصة وأن الرجل له تاريخ في حزب البعث. في نفس السنة ولكن في حزيران/ يونيو عندما مات حافظ الأسد كان موقف التجمع سياسيًا لدرجة كبيرة خاصة حين جرى التكليف المباشر لابنه بشار بالرئاسة وكل الإجراءات التي تمت سريعًا بتعديل الدستور، كان موقف التجمع أنه رغم عدم موافقتنا على الطريقة التي جرى فيها توريث الحكم لكن مستعدون لتفهم ذلك على أن يكون خطوة باتجاه نقل البلد مرحلة إلى حياة ديمقراطية تنهي العمل بالأحكام العرفية وتفتح المجال أمام المعارضة وتعيد النظر بالدستور الذي يطوّب (يعطيها كسند التمليك) السلطة لحزب البعث مدى الحياة، خاصة المادة (8) التي تقول "حزب البعث هو القائد في الدولة والمجتمع" كان الأمل ذلك هذا الأمل بني على لحظة برق صغيرة كلمة حكاها بشار الأسد بخطابه وهو يؤدي القسم، قال "إننا سنصغي للرأي الآخر" فنحن احتفينا بهذه الكلمة، منذ زمن بعيد ما كنا سمعنا أنه يوجد شيء [اسمه] رأي آخر بسورية، ويوجد من يمكن أن يعتبره، لكن أيضًا كانت جزءًا من أوهام البرق سرعان ما تبدى أنه لا يوجد معنى حقيقي للرأي الآخر الذي تحدث عنه.

خلال هذه الفترة بدأ آ نشاط منظمات المجتمع المدني والأطراف السياسية فيما سمي بربيع دمشق، أذكر بيان الـ 99 للمثقفين السوريين افتتح هذا النشاط، أيضًا بدأ بعدها مرحلة بناء المنتديات صارت الظاهرة عديدة، لكن كانت أشهر المنتديات هو منتدى جمال الأتاسي لأنه كان مشرفًا عليه وبإدارة التجمع الوطني الديمقراطي وكان هو أكثر المنتديات ديمومة وجذرية في الطرح وفي الأشخاص الذين كان يدعوهم ليقدموا المساهمات، طبعًا كان هناك أيضًا منتدى رياض سيف، وجرى منتديات أخرى بأمكنة أخرى، في النهاية النظام لم يستطع تحمل هذه الظاهرة، حتى منتدى جمال الأتاسي اعتقل الهيئة الإدارية والمشرفة عليه ورغم أنه كان منتدى جمال الأتاسي بالذات الذي أنا حضرت معظم جلساته، كان فيه حضور للمعارضة وتعلن رأيها لكن كانت السلطة أيضًا ترسل ممثليها ويعلنون رأيهم، فكان أيضًا منبرًا ديمقراطيًا في الوقت نفسه يفسح للمعارضة مجالًا لتعلن رؤيتها فيما يتعلق بمستقبل سورية وفي نفس الوقت الحق موجود ومتضمن للسلطة أن تقدم رؤيتها في الموضوع بمواجهة طروحات المعارضة. في هذه الفترة أتى الاحتلال الأمريكي للعراق في هذه الفترة كان النظام السوري بوضع ارتباك وبدائرة التهديد يبدو، فسمح بتحركات وعمل بالشارع لمواجهة الأمريكان في العراق وإعلان التضامن مع الشعب العراقي لكن في نفس الوقت نحن كمعارضة استفدنا من هذه الفسحة بأن نعلن رؤيتنا أيضًا لأن الاستبداد لم يعد مقبولًا لا في العراق ولا في سورية ولا في أي مكان، والاستبداد اتضح أنه لا يؤمن لا سيادة وطنية ولا حقوق للناس ولا حماية للوطن في الوقت نفسه، فبدأت بعض النشاطات هذه النشاطات بأن نقوم باعتصامات أمام سفارة الاتحاد الأوروبي أمام مقر الأمم المتحدة لنطالب بالمعتقلين الذين كانوا مستمرين، بعد ذلك التجمع مع لجان إحياء المجتمع المدني التي كانت ظاهرة في ذلك الوقت، ومع الأحزاب الكردية التي أيضًا دخلت في هذا النشاط، وشكلنا لجنة لتنظيم هذه النشاطات، كنت شخصيًا أحد أعضاء هذه اللجنة، كان أذكر فيصل يوسف ممثل الأحزاب الكردية، كان معاذ حمور ممثل لجان إحياء المجتمع المدني، كان عندنا اجتماعات أسبوعية ونقترح وننظم نشاطات زيارات لقبر يوسف العظمة في ذكرى معركة ميسلون ونجري في تلك الأمكنة خطاباتنا ونعلن مواقفنا كمعارضة باتجاه التغيير الديمقراطي، وقمنا بزيارات إلى مواقع أوائل المعارك بالثورة السورية الكبرى في جبل العرب في الكفر في المزرعة زرنا القريّا قبر المرحوم سلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى وجلسنا في مضافته التي كانت تستقبل الوطنيين السوريين الكبار عندما كانوا يقررون مصير البلد وقيادة الثورة السورية. فكان لدينا العديد من هذه النشاطات، أحيانًا نتعرض لمضايقات السلطة أحيانًا عندما لا تريد السلطة أن تقدم مضايقاتها عبر الأجهزة كانت تدفع بعض البعثيين الموجودين في هذه القرى الصغيرة لاعتراضنا لكن الحقيقة كان كل هذا فاشلًا وما استطاع أن يوقف هذه الحركة التي كانت بتصاعد مستمر هذه النشاطات كان لها دور كبير جدًا، بأنها أدخلت الأحزاب الكردية إلى المناخ الديمقراطي مع الأحزاب العربية، وكسرت هذه الحواجز التي كانت موجودة أيضًا عملت صلة بين منظمات المجتمع المدني الناشئة مثل لجان إحياء المجتمع المدني مثل المنتديات التي بدأت كظاهرة مع الأحزاب السياسية وكان المجموعة الأساسية جذرها موجود في التجمع الوطني الديمقراطي.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/07/30

الموضوع الرئیس

سيرة ذاتيةالنشاط السياسي قبل الثورة السورية

كود الشهادة

SMI/OH/56-68/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

باريس

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة السويداء-محافظة السويداءمحافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة ريف دمشق-محافظة ريف دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية

حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية

منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي

منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

التجمع الوطني الديمقراطي

التجمع الوطني الديمقراطي

محكمة أمن الدولة العليا

محكمة أمن الدولة العليا

 لجان إحياء المجتمع المدني

 لجان إحياء المجتمع المدني

الحزب الشيوعي السوري-المكتب السياسي

الحزب الشيوعي السوري-المكتب السياسي

الحزب الشيوعي السوري - بكداش

الحزب الشيوعي السوري - بكداش

الشهادات المرتبطة