الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

إحكام قبضة حافظ الأسد من خلال الاقتصاد والمشايخ

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:18:16

بداية ونسيت أن أذكرها أنَّ حافظ الأسد هو علوي، والدستور السوري كان لا يقبل أن يكون الرئيس إلا مسلمًا، حيث إنَّ الدستور ينص أنَّ دين الدولة هو الإسلام، وبالتالي هذا سيكون تحديًا وعائقًا أمامه، فقام بتعديل الدستور! وكان هناك ردود فعل من العلماء والمشايخ في سورية، ولكن مرر هذا القرار حين جمع أكثر من 80 رجل دين من الطائفة السنية وعلى رأسهم موسى الصدر -الذي اختفى- وأخرجوا بيانًا أنَّ العلويين في سورية مسلمون يؤمنون بالإسلام دينا وبالله ربًّا وبالقرآن كتابًا وبمحمد نبيًّا ورسولًا، وبالتالي مرر هذا القرار واستطاع أن يثبت نفسه على السلم الرئاسي، وبهذا الأمر لبس لباس الدين وظهر أمام الناس أنَّه الإمام العادل الذي سيحكم بالإسلام، وتقرَّب من المشايخ والعلماء ودعمهم في الكليات الشرعية بالأموال، ودعم الأوقاف آنذاك، وكثرت زياراته بين المحافظات وعرض عليهم العروض الكثيرة حتى اطمأن الناس إليه، كونه في بداية حكمه، حتى إذا تَحكّم حقيقة ووصل إلى ما يريد، أحكم قبضته وأدخل البلد في نفق مظلم.

وبعد تلك الخطوات وضع يده على المفاصل الاقتصادية والتجارية في البلاد، ومكَّن طائفته من بعض رجال الأعمال المتنفذين، وبالتالي احتكر الكثير من الصادرات والوارادات ومنها الاتصالات، وهي حين أُدخلت حُصرت في عائلته وليس بطائفته حتى بل في أفراد عائلته ليستطيع التحكم بها، والمعروف أنَّ مؤسسة الاتصالات هي من أغنى المؤسسات التي تستجلب الأموال، ومن أخطر المؤسسات التي يمكن أن تتنصت على المكالمات، وبالتالي هي تعمل العمل الأمني والاحتكاري، وبالتالي كان احتكارها في يديه وطائفته.

ومن الأمور تشجيع الهجرة من الريف إلى المدينة، ومن يطلع على الواقع كان لدينا تنافس قبل حكم حافظ الأسد، كان يحكم الدمشقيون أو أهل المدن، وكان أهل الأرياف يعتبرون أنفسهم مضطهدين، وبالتالي عندما تسلم هذا المجرم وهو من أهل الأرياف يُعتبر فمكن أهل الريف من الحكم، وكان على حساب أهل المدينة وبالتالي شجع على هجرة أهل الريف إلى المدينة، لتكون الأكثرية في المدن، وهذه النقطة كان لها إيجابيات كبيرة بالنسبة لهم وسلبيات بالنسبة لنا، وأدخل الكثير من شبابهم إلى الكليات الحربية.

وكما ذكرنا أنَّ 90% من الضباط الذين يدخلون إلى الكليات هم من العلويين، والـ 10% الباقية من الطوائف الباقية، وهؤلاء الـ 90% كانت تتوافر لهم الكثير من التسهيلات، فالسكن لهم والماء لهم والسكن في الجمعيات التي وزعت في أنحاء سورية، ولم يكن لدينا حي علوي في حمص، وأحياء أو ضواح في دمشق أو مساكن في الضمير ولا في تلك المناطق في درعا، وهذه مناطق كلها سنية بينما في هذه الخطوة الآن أو بعد 10 سنوات أو 20 سنة سيكون هذا الضابط وأبناؤه من مواليد درعا أو دمشق أو حمص وغيرها، وبالتالي أصبحوا من أصحاب الأراضي التي لا يمكن أن تعرفهم الأجيال التي ستأتي من بعدهم، ويمكن [أنهم] سيخترقون المجتمع السني، ومن اختراقاتهم للمجتمع السني -وهذه من أفعالهم الخطرة التي قاموا بها-، وهي أنهم وزع أعمالهم العسكرية والأمنية والدينية والمالية بيد العائلة الواحدة؛ يعني كان جميل الأسد [قد] استلم، ولديه جمعية المرتضى المدعومة من إيران والتي كانت تغدق الأموال الهائلة من أجل إكثار رصيد تلك الجمعية واختراق المجتمع، وتمكين المجتمع العلوي النصيري من الحكم في سورية، واستقطاب الناس من السنة إليهم عن طريق ضخ الأموال وإرسالهم إلى "الحج"، وعن طريق تقديم الهدايا لهم، وعن طريق بناء المساجد في القرى العلوية. ولو نظرت في الفترة الأخيرة لا توجد قرية من القرى النصيرية إلا وفيها مسجد، وهذا المسجد لا يدخلونه، ولكن يُنظر إليه على أنَّ هؤلاء يعملون ولديهم دين وعلماء، إضافة إلى أنَّهم شجعوا الدخول إلى الكليات الشرعية في دمشق، ولدينا العشرات بل المئات [من] طلاب الجامعة الذين دخلوا في كلية الشريعة، وأُرسلوا إلى قم.

 وتبادل البعثات بين إيران وسورية لم يكن جديدًا في عهد بشار، بل كان في عهد حافظ، وبالتالي هؤلاء الذين أخذوا العلوم الشرعية من مدينة قم وأكملوا في بعض دراساتهم في كلية الشريعة في دمشق، أصبحوا الآن علماء شيعة يدرسون ويفتون ويشرعنون ويلعبون دور المشايخ، طبعًا بعدما أُقيل المشايخ السنة خارجًا، فالذين لا يمكن لهم أن يشرعنوا لحافظ الأسد تمت إقالتهم أو سجنهم أو إقصاؤهم على أقل تقدير، مع الأخذ بالاعتبار أنه استبقى على بعض الرؤوس الذين صنعهم على يديه في كل منطقة، من أمثال الحسون ( أحمد حسون) في حلب والبوطي (محمد سعيد رمضان البوطي) وكفتارو (أحمد كفتارو) في دمشق والخزنوي (محمد معشوق الخزنوي) في الجزيرة، والسيد (محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف- المحرر) في طرطوس ومحمود عكام في حلب، وهؤلاء رجال صنعهم على يديه، وكانوا على ارتباط وثيق بجمعية المرتضى التي تعمل يدًا بيد وخطوة بخطوة من أجل تمكين المذهب الجعفري أو الشيعي الاثني عشري الذي يعملون على تمكينه مع بعضهم مع الأسف.

 ولذلك حين ترى المجرم بشار الأسد ومئات اللفائف والعمائم تجلس أمامه حقيقة أكثر من 70% من تلك العمائم هم علويون، وهم من "النصيريين"، وكانوا هم يعملون على ترتيبهم وتجنيدهم وإرساله إلى قم والحسينيات من أجل أن ينالوا العلم، وهذه كانت من الأمور الخطرة جدًّا التي لم نكن على دراية بها.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/11/08

الموضوع الرئیس

أوضاع ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/159-05/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سورية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة