الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مجزرة تل النصر في حمص والخروج من سورية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:24:46:15

أيضًا من القصص التي أتذكرها بالتلفزيون حالة التخبط حين بدأت قصة العلم حاولوا يحاربونا بموضوع العلم، وهذا من الأمور التي انشغل عليها من قبل النظام حتى يشقوا الصف السوري، يعني باعتبار العالم هو رمز من رموز الدولة، فبدأوا بمظاهرات أكبر علم وأطول علم وأعرض علم، أو بالأحرى المسيرات، وتعممت التجربة بكثير من محافظات سورية.

 مرة من المرات كان عندي برنامج صباحي فبعد أن أنهيت البرنامج يقولون المشرف على البرنامج ذلك الوقت و مر علينا أكثر من مشرف على البرنامج كان هو زوج كنانة حويجة مضر اسمندر على ما أذكر كان اسمه، المهم يقولون لي: يريدك المشرف، طبعا أنا ما صارت معي قبل أنا لست من النوع التي لي علاقات بالمدراء أو بكذا، لكن يومها هذا ما حصل، ذهبت، فيقول لي: غدًا لدينا تغطية لرفع العلم على جسر الرئيس، قلت له: ما دخلي أنا، قال: ستغطين، قلت له: أنا مذيعة استديو ولست ريبورتر، ولا أصور في الخارج، قال لي: هذا الأمر وطني، و ترين ما يحدث؟ قلت له: بما أنك تعلم ما يحدث لن أذهب، عندكم الكثير من مذيعات ريبورتارية يعني مذيعات يصورن ريبورتاج مراسلات، وأنا لست مضطرة، أنا مذيعة إستديو أنا عندي برنامج برامج إستوديو لن أذهب، قال لي: طيب هذه المرة يعني راح نمشيها لكن المرة القادمة إذا طلبتها منك ستذهبين، قلت له: إن شاء الله، طبعًا أنا بعدها بفترة قصيرة كنت خارج سورية.

ومن حينها تبين الاصطفاف، ناس تقول لي طولتي، يعني حتى خرجت من سورية و أنت كنت مذيعة بالتلفزيون، وبقيت تقريبا لأول 2012 صحيح لكن هذا الموضوع ليس بهذه البساطة، طبعًا الموقف من الثورة نحن من اليوم الأول حتى ليس من الثورة السورية من ثورات الربيع العربي، كان هناك نوع من السعادة عندما رأينا هذا النوع من الديمقراطية في البلد أو في الوطن العربي.

بعد الثورة أخي - الله يرحمه - الرائد سالم حبوش الذي انشق عن النظام بعد خطاب بشار الأول بعد خطاب المجرم في مجلس الشعب، والطريقة التي تعامل فيها مع الموضوع، كان أخذ قراره أن هذا النظام لا يمكن التعامل معه، التأخر كان من باب أو أنا بقيت في التلفزيون أول شيء ما كنت اعمل بالأخبار، كنا خائفين وأكيد الناس ليست كلها بنفس نسبة الشجاعة، وناس شجاعة يعني أكثر من ناس.

 أنا مثلا بإدلب كنت أطلع بالمظاهرات وقت أرجع من الشام أو حتى بعد شهرين من الثورة، يعني قل العمل لأنهم أخذوا قرار نحن يجب أن نظل بث مباشر تغطية إخبارية كل الوقت لم تعد البرامج الصباحية لها طعم، بعد شهر أو أكثر بعد ما عملوا قصة البرامج الصباحية والمسائية، والقصص تفاقمت كثيرًا، تقريبًا توقف عملنا لفترة، وبعدها رجع يعني مرحلة التخبط.

 فأنا أتذكر مثلًا كنت لأخرج في المظاهرات بإدلب، وأيضًا كانت أختي بكل مظاهرة بإدلب بكل تشييع شهيد، أنا وقت تخرج بالمظاهرات كنت أضع نقاب ليس مثلما يروجون، إسلاميون وإخوان وسلفيين، كنت أُغطي وكنا نخاف أن يعرفنا أحد، وخاصة أنا بوجه معروف بإدلب، إدلب مدينة صغيرة وكل الناس تعرف بعضها.

 أتذكر واحدة من المظاهرات كانت عند جامع سعد بن أبي وقاص، وكانت أختي واقفة جانبي، وكانوا النساء أيضًا مثل كل مظاهراتنا، والشباب يحمونا علمًا ما كان في كثير قوة أمنية تهاجمنا، في تلك المرحلة من المظاهرات كانت الحدة أقل ،فكان شعري مبين من هنا ومن هنا، كنت أضع نقاب لكن شعري طالع ومبين، يرن تليفوني وأنا داخل المظاهرة، وهذه أحد الأمور التي نحن لا نعرفها، يجب أن تكون تليفوناتنا غير شغالة بالمظاهرات، يرن تليفوني أفتح أمسك التليفون كان شابًا صديقي زكوان موجود وهو من الشباب الذين اعرفهم من أيام الهلال الأحمر باعتبار أني كنت متطوعة بالهلال الأحمر، أمسكت التليفون ورديت عليه، ما كنا فيقول لي: غطي شعرك لم يبق أحد بالمظاهرة لم يعرف من أنت؟ انت تغطين وجهك لكن عرفناك، لكن أنا غطي شعرك!! فأنا ضحكت وأدخلت شعري وأكملنا.

 كنت اخرج بالمظاهرات حتى بمرحلة من المراحل وقت كنا ننزل كانت المظاهرة كل يوم في إدلب، مظاهرة ليلية ننزل أنا وأختي و اولاد أخي نتعمد ننزل في هذا الوقت، نعلم بوجود مظاهرة ليلية لا نسير داخل المظاهرة بل جانبهم يعني موازاتهم، و كنت أحمل ابنة أخي كانت صغيرة على كتفي أو ابن أخي ليهتفوا، وبصراحة يعني آكل بهدلة لأنهم أطفال وأبوهم ضابط.

 نحن نعرف إذا اعتقلوا أحدًا ماذا سيحدث، خلقت بعائلة لا تتكلم بالسياسة علمًا كله كان بالسياسة، يعني أبي كان يتابع السياسة كثيرًا كان يساري إلى حد ما، كان قبل أن يتزوج يعمل مثل الفترة الزمنية التي كانت فيها سورية كل الناس تعمل في السياسة، أمي نفس الأمر بالسياسة، لكن نحن بالبيت ممنوع علينا الكلام بالسياسة، كان أبي واضحًا، هذا البلد لنا تعملون و ليس عندي استعداد أن أخسر واحدًا منكم، لأنه كان فترة من الفترات يحكي لنا أنه اعتقل أكثر من مرة على زمن حافظ الأسد، وهذا الكلام في الستينات قبل ما يصير الانقلاب ويستلم حافظ الأسد يصير الرئيس، كان يخوفنا دائمًا و يوجد مسلسل كان اسمه حمام القيشاني كنت كل ما يطلع أقول لأبي: ما أسعد هذه المرحلة كانوا في حياة سياسية ومظاهرات ونساء وكذا، يقول لي: شاهدي واسكتي، اقرأي سياسة اقرأي أي شيء له علاقة بالأمور الدولية لكن لا تقربي هذا الموضوع، كان هذا أحد العوامل نحن عائلة صغيرة أنا وأخي- الله يرحمه -وأختي وبابا وماما فكنا نخاف على بعضنا، أنا لا أُبرر لكن ما أقوله أن موقف الثورة كان من أول دقيقة، لكن يمكن الإجراءات أخذت وقتًا.

بعد شهر من الثورة تقريبًا وبعدما أخي الله يرحمه سالم أخذ قراره أنه لم يعد يحتمل هذا الوضع، وبحكم أنني في تلك الفترة كنت آتي و أذهب إلى دمشق، وكانوا يضغطون على الجيش وينزلوهم، وهو كان بحمص ضابط، فيضعوه على نقط التفتيش أو الحواجز، فصار الكثير من الخلاف بيني وبينه، الخلاف ليس على المبدأ أنا وإياك نضج بهذا النظام، لكن سالم كان ضابطًا بالجيش، وسالم كان وحيدًا، وهو وأنا كلنا في سورية نعرف أن هذا النظام مجرم، و رأينا هذا النظام عنده استعداد ليبيد ما تبقى منا في سبيل أن يبقى بشار الأسد على الكرسي، فصار أكثر من مرة بيني وبينه خلاف حتى الخلافات وصلت بيني وبين سالم أنه قاطعني و لم يعد يتكلم معي.

 مرة من المرات لم أكن موجودة بإدلب أختي حكت لي بعد أن رجعت، كان سالم موجودًا، بدأ يحكي لهم أنا ما عاد يمشي الحال النظام، صار أكثر من تهديد من قائد اللواء، انطلبت على التحقيق ثلاث مرات إلى دمشق، أنام وأنا أُمسك المسدس ملقم، والتهديد كان واضحًا بالنسبة له، بعدما ننتهي من هؤلاء نتفضى لكم وسنريكم ماذا سيحدث لكم؟

في تلك المرحلة النظام نرجع نُؤكد أن السنة سواءً الجيش الإعلام أي شيء، يُحاولون امتصاصهم ويخوفونهم، وأنا وقت أخذ هذا القرار كان يعرف أنه وصل لمرحلة لن يستطيع الاستمرار، فكان خلافي معه أنني لا أُريد أن أخسره، وأُريده أن يكون مع الثورة، لكن يجب أن ننتظر ربما الدول تعمل شيئًا، وتطيح ببشار.

 ونحن لا نُريد لأخي أو للشباب التهلكة أو الموت، ولا نُريد للبلد أيضًا، يمكن نحن ضُحك علينا بموضوع المجتمع الدولي، يمكن الخوف الذي زُرع فينا باعتبار كنا نعيش في جمهورية الرعب لمدة من الزمن، يمكن لأنني اشتغلت في التلفزيون رأيت الوحوش على أمور بسيطة فما بالك على الصراع لإزاحتهم من الحكم.

 وصلت حدة الخلاف بيني وبين سالم - الله يرحمه - وكان بيته في حمص لأن زوجته من حمص، هو بطل يستقبلنا بطل يحكي معنا بطل يستقبلنا بالبيت بطل يحضر لعندنا، القرار كان آخذه علينا كلنا، الوحيدة التي كان يتواصل معها أختي، يمكن قلبها أقوى لا اعرف، هي كانت تقف في صفه بكل الأحوال، ذهبنا أنا وأختي أهلي أرسلوا لنا لنرى الأولاد نطمئن عليهم، هو لم يكن موجودًا، أعتقد ليس يوم مجزرة تل النصر يمكن أيار/ مارس 2011 اتصل بزوجته و قال لها: لا تستقبليهم بالبيت طبعًا من باب الضغط علينا ومن باب أننا لا نُساعده، أكيد كان يعيش في ظروف صعبة، لكن نحن أيضًا كنا خائفين عليه، وهذا الخوف الذي زرعه فينا النظام وأحسن شيء صار بالثورة اننا لا نخاف من شيء، وحتى لم نعد نخاف من خسارة من نحب طالما في سبيل قضية معينة، لا تستقبليهم بالبيت طبعًا بيت أهل زوجته كان بنفس البناء نزلنا عندهم، وزوجته تعمل مفاوضات معه، ما بيصير ما بيصير ألا نستقبلهم هذا منزلهم يعني بعدها مشي الحال دخلنا على البيت، وقال لهم: لا أُريد رؤيتهم، لا أريد الكلام معهم، أنت استقبليهم.

 فسمعنا صوت مظاهرة نظرنا من الشرفة شباب صغار، وأناس يحملون نعشًا و بأيديهم أغصان زيتون، هذا المشهد مستحيل أنساه بحياتي والناس على البرندات والهتافات "بالروح بالدم بالدم نفديك يا شهيد" "الشعب يريد إسقاط النظام"، من أحلى المشاهد التي يمكن أن تراها، لفوا حول الدوار الذي يسيرون عليه لأنه كان في دوار أمام البيت، وذهبت المظاهرة وبدأنا نسمع صوت إطلاق النار، بدا إطلاق النار حتى وصلوا ثم عرفنا أنهم حاصروهم داخل المقبرة تل النصر، وقتلوا شهداء شيعوا فعلا شهداء شيعوا شهداء، قتلوا الناس الذين كانوا يُشيعون، وصارت مجزرة دامية، وفي اليوم الثاني كنت بدمشق وكانت أصعب الأيام في التلفزيون، وفعلًا أنا من بعدها بدأت أُفكر بالخيارات، ماذا سنخسر مثلنا مثل الناس، هذه الحقيقة.

كنت في غرفة المذيعات كالعادة و أشاهد "الجزيرة" وكانوا يتكلمون عن مجزرة "تل النصر" فيدخل سامي شحادة تدخل انتصار يونس أيضًا كانوا مذيعين بالتلفزيون من المذيعين المدعومين ولهم حيثية حتى أسامة لا يحب هذه الفترة كانوا يأخذوه لمقابلات بشار بالقصر، طبعا هذا من باب ان يظهروا اللون الثاني، مثلًا مذيعة اسمها رشا الكسار بحياتها ما كانت مدعومة لكن بعد موضوع الثورة صاروا يأخذوها على مقابلات الرئيس، لأنها من طائفة أخرى، للأسف هذا الموضوع الطائفي المقيت رأيناه بأبشع صوره، يعني في تلك المرحلة وللأسف يعني كانوا يستخدمونا كوقود هم يستخدمون كل السوريين كوقود ليس نحن فقط، يعني بهذا المجال دخلت دخلوا وأنا أشاهد المجزرة، كنت مخنوقة أخي لا يقبل يتكلم معي، ولا نستطيع أخذ قرار بما يخص سالم علمًا -الله يرحمه- قراره له وليس قراري، لكنه كان خائفًا علي بالنهاية على أولاده وعلى أهلي، وبنفس الوقت أنا لم أعد أقدر أتحمل هذا الصراع الذي نعيشه داخلنا، ليس صراع الخير والشر، نحن نعرف الخير والشر، ونعرف الصح والغلط، لكن الموضوع الخسارة فعلا ليست سهلة، أن الإنسان يتقبله، قلت لهم: شاهدوا ما يحدث؟ قال: نعم، قلت: هذه المجزرة صحيحة كيلا يبدأوا بالنكران بدأت أعطيهم الحقيقة، قلت لهم: أنا البارحة كنت بحمص و رأيت هذا الكلام شباب يُشيعون شهيد ويُمسكون أغصان الزيتون ليس معهم سلاح ولا يحملون السلاح بأيدهم، وأطلقوا النار، لماذا؟ أليس للمقبرة حرمة؟ أليس للموت حرمة؟ يقتلون الناس داخل المقبرة، فانتصار يونس قالت لي: فعلا الأمن فعل هذا لا يجوز، طبعًا هذا من باب الامتصاص لنا، وهذه تصرفات فردية من الأمن لازم يتحاسبوا عليها، والرئيس باعتبار دائمًا يبرؤوه، علما هو المجرم الأكبر وهذا الخطاب الذي لا يتوقف عندهم، التأليه، الرئيس لازم يحاسبهم و سيحاسبهم ومن هذا كثير، أنا يومها انفعلت و بكيت، وبعدها سافرت بالموضوع لو كتب أحد تقرير في، كانوا يُخفون التقرير لبعدين يُفكرون أن يقضوا علينا.

هذه كانت آخر مرة أحكي بهذه الصراحة والوضوح بهذا الموقف لأنني بكيت وقهرت كثيرًا، كنت مضغوطة لكن بالذات إنتصار حاولت تمتص ونفس الخطاب الأمن وما بيصير وأخطاء فردية والرئيس سيحاسبهم وهو لا يقبل وهيك البلد رح تروح نفس الكلام الذي يحكوه دائمًا.

 بعد هذه المشاكل التي صارت بينا وبين سالم يعني ليست مشاكل هي نقاشات عميقة وعاطفية كثيرًا، مثل ما صار مع كل السوريين، بعدين الأم التي صارت تُرسل ابنها يُقاتل هذا النظام، وهي تعرف أنه سيرجع بالكفن، أو لن يرجع.

 تقريبا بعد شهر أيلول / سبتمبر اختفى سالم لم نعرف أين هو؟ وكان يُخبرنا باستدعائه للتحقيق، لم نعرف هل اعتقله النظام؟ يخبرنا مثل كل الشباب الذين يُعتقلون، أو هو مختبئ، أكيد مختفي ليس موجود لا زوجته تقول لنا أين هو؟ وهي فعلًا لا تعرف، بعد فترة عرفت، حالة من الضياع لا نعرف أين سالم؟ واستمرت أكثر من شهر.

 كان في شيخ لا أذكر اسمه كان رفيقه للبابا، وهو إنسان ليس شيخ يعني متدين إنسان تقي محترم جدًا كان يحضر تلك الفترة يزورنا بالبيت من باب التطمين والمواساة لنا، وكان له علاقة بالصور بإدلب فهو على ما يبدو كان عنده معلومة ولا يستطيع الكلام، في تلك الفترة كان دائمًا يقول لماما: قولي ورددناه إلى أهله سالمًا، فكنا دائمًا نُردد ورددناه إلى أهله سالمًا، وندعي ونتأمل إن شاء الله منيح، وكنت دائمًا أقول لهم: الآن لا نعرفه، نصحتكم، كنتم تلومونه، حالة صعبة ابنك مفقود مثل كل الأمهات اللاتي فقدن أولادهن بالمعتقلات أو استشهدوا ولا يعرفون أين هم؟ نحن كنا مثلنا مثل أي عائلة سورية راح ابنها، هذا كان أخي الوحيد.

تقريبًا بعد شهر كانون الأول/ ديسمبر نفس الشيخ يقول لنا: اطمئنوا، لكن لا تسألوا على سالم لأن عليه ضغط كبير، صار وقت بابا يروح يسأل عنه يسأل عنه فروع الأمن يسأل عنه كل الناس، بدأ الموضوع يتفاعل ويُسأل عنه، حتى لأنه حتى النظام ما كان يعرف أين سالم؟ صار عنا تقريبًا شبه يقين أنه ليس معتقلًا من النظام، ارتحنا إلى حد ما أنه ليس معهم وليس مسجون أو يُخفيه النظام.

أذكر كان عيد ميلاد ابنه 17 كانون الثاني/ يناير 2012 تصلنا الرسالة الثانية لا تسألوا عني، لأننا لم نقف عن السؤال، بابا استمر بالسؤال عنه، هذا ابنه الوحيد.

حتى فترة من الفترات وقت جاءت بعثة الدابي على سورية (المبعوثون الدوليون) جاؤوا إلى إدلب، وبابا ذهب كانوا نازلين بفندق الكارلتون بإدلب، والتقى بأحد منهم، وقال لهم: أنا ابني ضابط، و لا أعرف أين ابني؟ أخبروني إذا النظام اعتقله؟ فيعني تلك المرحلة كانت صعبة علينا، لكن أول مرة جاءتنا الرسالة بطريقة غير مباشرة لا تسألوا عني بعدها تأكد الموضوع، الأولاد فجأة أمهم أخذتهم وذهبت إلى حمص، علمًا كان الطريق بين حمص وإدلب سيء جدًا، يعني أنت تحكي صارت الثورة لها أكثر من تسع شهور، اختفت هي وأولادها وأخي، عرفنا أنهم صاروا مع بعضهم، كان مختبئًا، عرفنا فيما بعد أنه انشق واختبأ وحرق سيارته وذهب إلى ريف حمص موجود مع الثوار ومع "الجيش الحر" لكن لم يُعلن انشقاقه حتى تتحسن الأمور حتى أخذ أولاده، كان عنده طفلين صغار كانت أعمارهم أربع سنين وثماني سنين أو سبع سنين ونصف يعني أقل عمر الصغير، أمنهم وأخذهم لعنده، كانت المشكلة حينها هي كيف سيأمننا وبالذات أنا، ربا لازم تطلع من سورية، لأنها هي الخطر الموجود، يعني ممكن الخطر يكون أكبر عليها.

 في 14 شباط/ فبراير 2012 كان يومًا ماطرًا أنا أذكر حتى الآن وكنت في دمشق، تليفون من أختي تقول لي: الغائبين يسلمون عليك ويقولون لك: معك يومين تكوني خارج سورية، إما تأتين لعندنا ونخرج نحن وأنت، أو تذهبين إلى حمص، لأن إدلب كانت كمدينة مع الثوار فيها مؤسسات النظام مؤسسات كحماية ما فيها أمن ليس له سيطرة، الشرطة لا تتقرب من الناس، الثوار يحمون أهل المدينة، فأنا قلت لها: سأذهب خارج سورية، يومها أخذت القرار، إما مصر أو الأردن.

 16 شباط/ فبراير 2012 كنت خارج سورية، توجهت لعمان، ورحلة المعبر الحدودي كانت فيلم رعب آخر لكن كان معي بطاقة التلفزيون أحيانًا هذه الأمور مفيدة، ومن خلال بطاقة التلفزيون كذبت عليهم قلت لهم: أنا ذاهبة لحضور زواج صديقتي في الأردن فعلًا أنا ذهبت لعند رفيقتي ومكثت عندها فترة وهنا بدأت مرحلة الخروج من سورية التي استمرت حتى الآن.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/01/13

الموضوع الرئیس

بداية الثورة في سورية

كود الشهادة

SMI/OH/175-03/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011-2012

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة حمص-مدينة حمصمحافظة إدلب-مدينة إدلب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

بعثة المراقبين العرب

بعثة المراقبين العرب

الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون - النظام

الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون - النظام

الشهادات المرتبطة