الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

المظاهرات الأولى في دوما وسقوط الشهداء والوقفة التضامنية أمام القصر العدلي بدمشق

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:15:07

ذهبت في يوم الخميس في 31 آذار/ مارس حتى أنام عند ليلى، والتقينا في شارع الباكستان مع أهل دوما وطبعًا يوجد أشخاص جاؤوا من مصياف وحمص ويبرود ، وكنا ننسق كيف سنخرج، وأكلنا مناقيش، وجلست على الرصيف، وأكلت المناقيش، كانت بالسعادة وإذا سأموت غدًا لا أهتم، ولم أكن أستطيع النوم، وليلى بجانبي على السرير، وأمها وأختها في الصالون، ولا أستطيع النوم، وأريد أن أذهب وأقول "الشعب يريد إسقاط النظام" أو أنني كنت أريد أن أذهب حتى أقول "حرية" لأنه لم يكن يوجد شعار "الشعب يريد إسقاط النظام".

 ونحن كنا نريد أن نخرج باكرًا، فجاء حسن صديقي من يبرود، ومعه سيارة حتى يأخذني، وكان علينا الالتفاف من الحواجز، وذهبنا إلى منزل بسام، وقدمت لنا والدته الفطور، ونحن وصلنا الساعة 10:00 صباحًا، وكان معي وفاء مصطفى، وبنت اسمها ندى -لا أريد أن أذكر اسمها الكامل- فجئنا نحن الثلاثة ولا يوجد بنات إلا نحن في كل دوما في هذا اليوم، وفطرنا وبعدها بدأ يستعد الشباب حتى يذهبوا إلى الصلاة، وعندما تنتهي الصلاة سيأتي بسام، وهم منزلهم بجانب المسجد الكبير، ويأتي بسام ويأخذنا نحن البنات معه، فقلنا له: حسنًا، ونحن كنا نسمع صوت الصلاة، وطبعًا كان منظر الأمن مخيفًا كانوا كثيرين جدًّا.

قبل يوم أو في يوم الأربعاء اتصلت أعتقد مع محمود مرعي، وقلت له: يا أستاذ أريد أن أسالك: أين سيذهب والدي في مظاهرة هذه الجمعة؟ وأنا طبعًا لا أريد أن أخرج إذا كان والدي في دوما، فقال: في التل، فاتصلت مع كاترين التلي، لأنها كانت تذهب من صيدنايا إلى التل، وسألتها: هل أكيد عمك أبو حسن سيكون معكم؟ فقالت: نعم.

 وفي يوم الخميس اتصلت مع الدكتور عدنان وهبة، وقلت له: أين سيخرج جماعتكم؟ وهل جميعهم في دوما؟ فقال لا يوجد قسم في التل، وسألته: إلى أين سيذهب والدي؟ فقال: إلى التل، فقال يبدو أنك تريدين المجيء، فقلت له: لا تذكر له ذلك، فقال: حسنًا سأراك هناك.

عندما سلم الشيخ في صلاة الجمعة أعتقد بعد 3 دقائق بدأ الرصاص، وبيت بسام في الدور الأرضي، والرصاص يمر من أمام النافذة، وأم بسام وأخواته البنات كنّ سينهرن؛ لأنه ليس فقط بسام وإنما بسام وإخوته وأزواج إخوته، يعني إخوته أسامة ونعمان وهو الأكبر، وزوج أخته محمد الذي استشهد في أول الثورة محمد، ونعمان متزوج جيهان أخت مهران، وكان يوجد مهران وياسر، ومحمد وكان صغيرًا يعني كل العائلة بالإضافة إلى الأصدقاء، وبعد هذه الأصوات بربع ساعة فتح الباب، ودخل بسام ومهران وياسر، ولكنهم لم يدخلوا إلى الغرفة التي نجلس فيها، وإنما إلى غرفة الضيوف التي هي بجانب باب البيت، وأحسسنا أنه يوجد معهم عدد أكثر من الأشخاص، فدخلت الخالة أم نعمان، وهي أم بسام حتى تصنع الشاي فسمعنا صوت شخص يتكلم الإنجليزية.

دخل بسام إلينا حتى يقول: نحن عدنا، وسألناهم: هل أنتم بخير؟ وهل نحن سنخرج؟ فقال: انفضت المظاهرة بأرضها، وقتل الكثير من الناس، واعتقل الكثير، وحتى أن المظاهرة لم تحصل.

الذي حصل أنه خرج حسان وتمام على باب الجامع يعني هما من أول المصلين الذين خرجوا، والجامع كان ممتلئًا من جميع الملل التي تصلي صلاة الجمعة، فنظر حسان في وجوه رفاقه الذين جاؤوا من باقي المحافظات، ورأى الأمن، فقال: هل من المعقول أن نكسر بخاطرهم؟ وهو يعرف بأن هذه لحظة جنون، وسوف يدفع الثمن، ولكنه لم يرد كسر خاطرهم، وهنا قال: حرية وتم اعتقاله كأول شخص. 

وعندما دخل بسام وأخبرنا نحن لم نعرف بأن رفاقنا اعتقلوا، وسمعت صوتًا جديدًا من الغرفة يتكلم الإنجليزية، وكان واضح أنه يتحدث مع وكالات أخبار، وذكر اسم تمام وحسن وحسان بأنهم اعتقلوا، وهم أصدقائي جدًّا، وهم إخوتي، وسمعت أن حسنًا كان مصابًا برأسه، ولم يعد يحملني عقلي، ففتحت الباب، وعندما فتحت الباب وجدت أن الشاب الذي يتحدث كان ظهره للباب، ولكن لأنني فتحت الباب بعنف فالتفت، ورأيت أن باسلًا (باسل خرطبيل الصفدي) هو الذي كان يتحدث، وعندما التفت ونظر إلي أنا نظرت في عيونه، ولا أعرف ماذا حصل، هناك دقيقة حتى استوعبت العيون التي أنظر إليها، وحتى استوعبت الكلام الذي كنت أسمعه.

وكان معه رامي فرح، هو شخص مخرج يعيش الآن في فرنسا، وهو كان يأتي حتى يصور ويحضر المظاهرات، وهم يعرفونه لأنه كان موجودًا في اعتصامات كل السفارات، وعندما هجم الأمن أخذهم بسام حتى يخبئهم عنده في المنزل، وهم معرفة، وهم بدأوا يلتقون في اعتصامات السفارات سابقًا، والتقوا في 25 آذار/ مارس في دوما والآن أيضًا.

في وقتها لا وقت للأصدقاء، وإنما أنت في خطر، وغيرك في خطر، والجميع يجب أن ينقذ بعضه.

لم يتعاط باسل أبدًا معي ورامي سلم بلطف، وباسل لم يتعاط، وأكمل حديثه وهو جدًّا منهمك، ويوجد الكثير من الأجهزة، ويوجد أجهزة لأول مرة أراها في حياتي، ولا أعرفها، ويوجد الكثير من خطوط الهاتف، فدخلنا وجلسنا في غرفة وحدة على الأرض، وكنا ندخن ونشرب الشاي والقهوة، وباسل طوال الوقت يتحدث عبر الهاتف، وبعدها بدأ يتحدث مع الشباب قليلًا، وأنا كنت أظن أنه شخص أجنبي؛ لأنه لا يتحدث اللغة العربية كثيرًا، ولكنه يعرف العربية.

وطبعًا في هذه الأثناء علم والدي بأنني في دوما، وحصلت مجزرة، ولم يستطع والدي المجيء؛ لأن دوما مطوقة، فسألني أين سوف تنامين؟ فقلت له عند بسام، وأنا لا يهمني يعني تعرضت للشجار والعذاب، ولم أخرج في المظاهرة، ولم أقل حريةً، ومن قال حريةً لا أعرف ماذا حصل معه كحسان.

استيقظنا صباحًا ووالدي يولول، وذهبت إلى المنزل،ولم يكن موجودًا؛ لأنه ذهب حتى يحضر أختي، وأمي منزعجة وسلمت عليها ولم ترد السلام، ثم جاء والدي وكأن جهنم تخرج من وجهه، فقلت له: افعل ما تريد، ولكن تذكر أنك هكذا ربيتني، وأنت فقط تتحمل نتيجة تربيتك، فسكت.

وفي يومها جاء أهله، أهل والدي ويوجد جزء منهم موالٍ، وبدأت نظرية ال 500 ليرة التي يتم توزيعها في المظاهرات، وهم رأوها بأعينهم في حرستا، والخالة عمرها 80 سنةً هي وزوجها، رأوا كيف يتم توزيع 500 ليرة في المظاهرات، يعني سيارات تمر عليها علم قطر وتوزع 500، وهنا انفجرت أعصاب والدي وقال لهم: ابنتي الآن عادت من المظاهرة، وهنا والدي شعر بأن القصة خرجت من يده، وبعدها عقدنا اتفاقًا بأن المكان الذي يخرج منه والدي أنا لا أخرج فيه حتى لا نعتقل، ويتم ضربنا بجانب بعضنا.

بعد 3 أيام خرج الشباب، وحسن كان يظنه الشباب بأنه مصاب بطلق ناري، ولكنه تعرض لضرب على رأسه فتدمى، وفي وقتها تحدثت معي والدته من يبرود، وحلفت لها بأنه تحدث معي، وهي لا تصدق، وهي تظن أن ابنها مات، حتى أصبح عندها. 

في يومها سقط 14 شهيدًا وهم بعد ذلك غيروا اسم الجمعة وسموها "جمعة الشهداء" وأنا ذهبت إلى هناك في يوم الجمعة صباحًا الساعة 10:00 صباحًا، وعدت في يوم السبت ظهرًا.

بعدها أصبح الدخول إلى الغوطة جدًّا صعبًا في يوم الجمعة.

بعدها حدثت أحداث نيسان، حيث إنه دخل الجيش بالدبابات إلى درعا، وأصدر الفنانون أو عدة أشخاص، ومنهم فنانين موضوع بيان الحليب، ونحن في القصر العدلي، وهنا بدأ يتم تحويل المعتقلين إلى القصر العدلي من درعا، وأنا أصبحت موجودةً دائمًا في القصر العدلي، وحصلت أمور أخرى، وبعدها قمنا باعتصام المحامين على باب القصر العدلي.

الهدف من الاعتصام: هو أننا كنا نريد أن نقف، ونقول: لا نريد الدم لا نريد أن يموت أحد، ونحن الذين نظمنا هذا الاعتصام، نحن المحامين المعارضين، وحتى إنه يوجد أشخاص غير معروفين أنهم معارضون، ولكن الناس شعرت، يوجد أطفال ماتوا من الجوع، ويوجد دبابات، ولماذا تدخل الدبابات؟ وكان يوجد بين 20 إلى 30 محاميًا، وقفنا على باب القصر العدلي وكنا نحلم أن تمر 5 دقائق بسلام، ويوجد أشخاص منا يعني وكأننا الآن تعرفنا على بعضنا.

هذا الاعتصام هذا كان بداية علاقة ونشاط مشترك كمحامين، وبدأ شبيحة القصر العدلي، يعني الموظفون والمحامون يشتموننا، وبدأ الناس يهربون، ولم يمض إلا 7 دقائق، ونحن فقط كنا نقول: لا نريد الدم، وفي لحظة بقيت فقط أنا وصديقتي موجودتين، والجميع اختبأوا خلفنا؛ لأنه بدأ الضرب، ولكننا أصرينا على الوقوف، فجاءت شرطة القصر العدلي، وبدأوا يقولون: يا أساتذة نحن لا يمكننا الدفاع عنكم، وأنتم تعرفون الظروف، ولا نريد أن نراكم وأنتم تضربون، ولا يمكننا إيقافهم، ونحن نترجاكم أن تذهبوا.

 والحقيقة إذا أردنا أن نقول كسلك شرطة، فإنه ليس له علاقة بالأحداث، ولم يتورط بشيء، وبالتأكيد حصلت قصص فردية، وفعلًا من أجلهم غادرنا أنا وصديقتي.

نحن لم نستطع تصويرها، ولكن بالطبع صورنا الشبيحة؛ لأنهم كانوا دائمًا في المظاهرات يصورون حتى يحفظوا أشكال الناس، فعرفونا، وبعدها بدأنا نلتقي ونسلم على بعضنا، ونجلس، ونتعرف على أفكار بعضنا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/08/17

الموضوع الرئیس

بداية الثورة في سورية

كود الشهادة

SMI/OH/123-08/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار/ مارس 2011

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مدينة دوما

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

القصر العدلي في دمشق

القصر العدلي في دمشق

الشهادات المرتبطة