دعم المجلس السوري الأمريكي للثورة في انطلاقتها
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:07:01:21
بالنسبة لمسألة الثورة كان في تصوري - وأنا نصحت - بأن الثورة ليست هي الحل في سورية، لأنني متخصص في العلوم السياسية، ودرست الثورات، وأعرف كم هي صعبة الثورات و [وأعرف]كل من كتب عنها. والثورة أمر كبير ثم إن الثورة قادرة على إيجاد فوضى وهدم قواعد النظام القائم، ولكن الثورات نادرًا ما تكون قادرة على أن تبني البديل، وطبعًا الثورة الفرنسية معروفة، وانهارت الملكية، ولكنها عادت مرة أخرى بعد سنوات، ولم تتحول فرنسا إلى دولة ديمقراطية إلا بعد 50 سنة من الثورة.
في سورية، أعرف المعارضة السورية، وهي معارضة نخبوية يعني هي مجموعة من الصحفيين والناشطين والمفكرين والمثقفين وبعضهم كان لهم تاريخ حزبي قبل قيام نظام البعث الذي هو نظام الحزب الواحد، وسورية كانت دولة ديمقراطية إلى حد ما شبيهة بالديمقراطية في باكستان، يعني العسكر يحكمون فترة والمدني يحكم فترة، وأنا كنت أدرك أنه بعد قيام النظام (نظام حافظ الأسد) استطاع النظام أن يقسم المعارضة، و يستميل البعض له من خلال الجبهة الوطنية التقدمية، وبصراحة كل الأحزاب قُسمت: الشيوعيون، والناصريون، وحتى البعثيون انقسموا، وكان هناك بعث عربي خارج إطار النظام، ثم الأحزاب التي بقيت خارج النظام والتي كانت مع النظام مُنعت من تشكيل قاعدة شعبية، والنظام سياسته قبل الثورة أن يسمح لمعارضين في دائرة معينة من المعارضة طالما هم ليس لهم امتداد شعبي، وأي قوة لها امتداد شعبي، مثلًا: الإخوان (المسلمون) حتمًا لهم امتداد شعبي فاستأصلهم، وطبعًا هم لهم ظروفهم، وكان هناك صراع عسكري، ولكن نأخذ مثلًا: مجموعة رياض الترك، وهؤلاء كان لديهم قواعد شعبية أوسع من غيرهم، وقضى على الحركة، وأنا كنت أعتقد أنه لا يوجد أحزاب لها امتدادات شعبية وقواعد شعبية، وهناك أيضًا الثورة تحتاج إلى خبرات وقواعد شعبية ومساحة معينة متوفرة وفيها شيء من الحراك السياسي، وفي سورية، لم يكن هناك حراك سياسي، وكان هناك من ينتقد في الصحافة، يعني معظم الأحزاب يقودها أشخاص يصدرون بيانات، ويكتبون مقالات، ولكن لم يكن هناك تنظيم شعبي، فكان هذا خوفي الأساسي في سورية، أن الخبرة غير قائمة، [مثل]الخبرة التنظيمية والثورات تحتاج إلى خبره تنظيمية عالية، وطبعًا الثورة الشيوعية في روسيا استطاعت أن تقلب النظام، ولكن السبب له علاقة أيضًا بالكوادر واتساع الاتحاد السوفيتي، يعني الإمبراطورية الروسية كانت واسعة وفي مناطق لم تكن الملكية قادرة أن تتحكم بكل المساحات، بينما في سورية النظام اخترق كل المساحات حتى المجتمع المدني أنهاه، وحوله إلى امتداد لحزب البعث، وهذه كانت مخاوفي.
قبل آن تبدأ الثورة في عام 2011 تواصل البعض معي، وأعطاني اللائحة والشروط التي وضعتها المعارضة على النظام، واللائحة بصراحة واضح أنها إعلان حرب على النظام، وهذه اللائحة كانت من بعض الشباب الناشطين في داريا، وهي عبارة عن عملية قلب للنظام وتغيير كامل، وأنا لا ألومهم في هذا؛ لأنني أدرك أن النظام أيضًا لم يترك مجالًا في النهاية إلا باتخاذ هذا الموقف الحاد من أجل التغيير، ولكنني اقترحت عليهم تغيير بعض البنود والذي تواصل نيابة عنهم قال: إن الشباب عقدوا عزمهم على هذا، وهم رافضون لأي تعديل فيها وجعلها أكثر مرونة مما كانت عليه. وهذا قبل منتصف آذار/ مارس ربما بأسابيع، وعندما بدأت المظاهرات في دمشق التي كانت محدودة ثم مظاهرة درعا. فإن المجلس السوري الأمريكي وكان هذا موقفي أنه لابد أن يقف مع الثورة، ويطالب النظام بالدخول في مفاوضات وحوار مع الثورة، وذهبنا إلى نادي الصحافة، وعادة الكثير من المنظمات المدنية في أمريكا كانت تعقد فيه أي مؤتمر صحفي، ونحن عقدنا مؤتمرًا صحفيًا، وطالبنا النظام أولًا- بوقف إطلاق النار والرصاص الحي ضد المتظاهرين، ودعونا الحكومة إلى بدء حوار مع المتظاهرين، ودعونا إلى الإصلاح، وأن البلاد بحاجة إلى إصلاح. ونحن كان هذا موقفنا الطبيعي؛ لأن الأمور تفجرت، وكان هذا في خضم التغيرات في المنطقة العربية (الربيع العربي) وهذا ما حصل.
معلومات الشهادة
الموضوع الرئیس
بداية الثورة في سوريةكود الشهادة
SMI/OH/55-03/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
الدوحة
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
آذار 2011
updatedAt
2024/04/02
المنطقة الجغرافية
عموم سورية-عموم سوريةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
حزب البعث العربي الاشتراكي
الجبهة الوطنية التقدمية
المجلس السوري الأمريكي