إرهاصات الثورة السورية وواقع حقل الرمي
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:13:09:13
بداية الثورة بدأت من درعا ونحن كنا على تماس بالشيء الذي حصل مبكرًا وليس مثل باقي المناطق، وطبعًا كانت تأتي الأخبار وأنا كنت أنزل وكانت منطقة "الزريقية" في جنوب الكسوة بين غباغب - وغباغب هي أول قرية في درعا- والكسوة وهي أول قرية في ريف دمشق، وفي المنتصف بينهما توجد "الزريقية" وهي تابعة لريف دمشق على الخط بين محافظة درعا وريف دمشق، وفي الزريقية يوجد لواء للفرقة السابعة ويوجد فيها قطعات دفاع جوي ومستودعات ويوجد فيها حقل السواقة وطبعًا منتشرين وليسوا في مكان واحد، والمنطقة كانت كلها عسكرية وهي كانت قريبة وأنا كنت أذهب بالباصات من الصنمين إلى الشام (دمشق) ثم إلى منزلي، وهذه كانت ميزة للحقل غير الراحة من حيث أنني لا أتأخر في المواصلات.
لم يكن يوجد شيء متوقع قبل أن تبدأ في تونس ومصر، ولا أحد كان يتخيل أن يحصل شيء وأنا كنت بيني وبين نفسي أقول: نحن كيف يمكن أن تبقى هذه العائلة (عائلة الأسد) تحكمنا إلى الأبد، وأقول كيف سيحصل التغيير لأن الجيش يحكم كل المفاصل وتجد أن جميع المتطوعين من الساحل ويتغلغلون في المؤسسات المدنية وفي كل شيء، ورؤساء الأفرع بعد أن استلم بشار [الأسد] السلطة أصبح جميع رؤساء الأفرع الأساسية من الطائفة العلوية يعني حافظ الأسد كان يحافظ على نوع من التوازن، وصحيح أن الطائفة السنية هي ليست صاحبة القرار حتى لو كانوا في الواجهة، ولكنه كان يحافظ على نوع من التوازن، ولكن بشار أخل بكل التوازن الذي كان موجودًا وأصبحوا يسيطرون على كل شيء بشكل واضح ولا أعرف إذا كان هذا غباءً منه أو أنه وصل إلى فكر العنجهية ولا يسأل عن شيء، وهذا الشيء انقلب عليه فيما بعد لأن الناس لم يعودوا يتحملون.
تكلمت عن الإرهاصات، نحن كنا في التدريب وبعد ابتداء الدوام يبدأ التدريب وهذا الضابط الذي كان معي كان يقول هيا حتى نذهب إلى التدريب، ولكن لماذا ومن سنقاتل يعني هذه الدبابات للشعب وإذا قام الشعب يوجد داعي للتدريب وإذا لم يقم؟ وقلت له وأنا استغربت من كلامه أنه يتكلم بهذه الطريقة وهذا قبل فترة قصيرة من بداية الثورة ولم يكن يوجد ربيع عربي بعد، وطبعًا لو بدأت الثورة فإنه لا يستطيع أن يتكلم بهذا الشكل وهو يتكلم هذا الكلام قبل الثورة بفترة قصيرة: إن هذه الدبابات لقمع الشعب، و طبعًا هو كان يتكلم عن مظلمة أن الشيعة في سورية يعني سقفهم هو عميد وبعدها يتم تسريحه ولا يستلمون مناصب ولا يوجد لهم شيء في الدولة، وهو كان في المكتب يضع لافتة مكتوب عليها "هيهات منا الذلة" وطبعًا أنا لم أكن أعرف لمن هذه اللافتة وأنا سمعتها من حسن نصر الله وهي كانت للحسين -عليه السلام- وهو الذي قال هذه المقولة، وأنا أصبحت أكتشف فيما بعد أنه طائفي بحت، وكان يتكلم ويقول أن العلويين يسيطرون على كل شيء ونحن لا يوجد لنا شيء في الدولة وأنا إذا كان عندي فرصة لأكون مع حزب الله مع السيد حسن وكان ولاؤه لحسن نصر الله، يعني لم يكن عنده ولاء للنظام، ويقول في الدولة السنة أفضل منا وكانت نسبة السنة 85% والشيعة كان عددهم لا يتجاوز 100 ألف وكان عدد قليلًا جدًا حتى إنه لا أحد في سورية يعرف أنه يوجد شيعة في تلك الأيام، ومن يذهب إلى الجيش يمكن أن يرى أو يصدف أو في إدلب كفريا والفوعة ونبل والزهراء يوجد فيهم شيعة وغير ذلك لا أحد يعرف أنه يوجد شيعة موجودون في سورية.
في إحدى المرات قام بتعليق صورة لحسن نصر الله في المكتب وقال له قائد الحقل: ممنوع تعليق صور إلا صورة الرئيس، وجعله يزيل الصور واللافتات وقال له هذا ممنوع، وأنا حضرت له موقفًا في إحدى المرات، يوجد شاب اسمه عمر أو كنيته الشيخ عمر وهو كان يرى اسمه على اللوحة الاسمية المعلقة للعسكري، وقال لعنة الله عليك يا عمر، وهو على أساس أنه يشتم العسكري وأنا فهمت مباشرة أنه يشتم سيدنا عمر بن الخطاب وأنا هنا أصبحت أتجنب كثيرًا الحديث معه، وهو أحيانًا كان ينتقد الشيعة عندما تحصل مناسبة في السيدة زينب وكل سنة كان يوجد زيارات في ذكرى عاشوراء وهو يبدأ يستهزئ ويقول جماعتنا مجانين يضربون أنفسهم، وهو كان يسألني هل تصلي وأنا لا أعرف لماذا يسألني عن الصلاة وأقول له نعم أصلي وقال أنا أيضًا أصلي والله ولكن في المنزل وقلت له وأنا أيضًا أصلي في المنزل، وطبعًا أنا كنت أصلي في المنزل وفي القطعة لأنه كان يوجد عندي مجال للصلاة، وهذه أحد أسباب تمسكي بالبقاء في الحقل، وكل يوم كان يناوب شخص واحد فقط في الحقل وليس جميعنا مع بعضنا، وبعد الظهر يذهب الناس وأبقى في المكتب لوحدي وكان عندي فرصة في عدم قطع أوقات الصلاة، وكان يوجد عندي يوم مناوبة كل ثلاثة أيام وفي هذا اليوم أكون لوحدي ويوجد عندي فرصة، وفي أحد المرات في فترة الظهر توضأت وبدأت أصلي الظهر وفجأة طرق باب المكتب وفي طبيعة الحال أنا في وقت استراحة وقد أكون نائمًا وكان يوجد رقيب متطوع من الطائفة العلوية قال لي: تقبل الله يعني هو يقول لي: نحن نعرف أنك تصلي وقلت له: منا ومنك صالح الأعمال، وقلت له: ماذا تريد الآن وقت استراحة لماذا تطرق الباب، وقال لا يوجد شيء كنت أريد الحديث معك في موضوع، وقلت له: لا تأت مرة أخرى في وقت الاستراحة، وضحك وقال مرة أخرى تقبل الله وذهب بمعنى أني ثبت عليك أنك تصلي.
وهو يوجد شعور بالتهمة وهو تكلم معي وكأنه أمسك علي مستمسكًا أنني أصلي وانا لم أكن أكترث لأن المكتب كان مغلقًا وقد أكون نائمًا.
نحن عندما دخلنا الجيش هم يقولون أنه يوجد حرية والدستور يحفظ حرية التعبير وحرية التعبد ولكنه كله حبر على ورق ويوجد لي أصدقاء كان يتم استدعاؤهم إلى الفروع فقط لأنه ثبت أنه يصلي، يعني يوجد البعض منهم قالوا لهم أنه يجب عليك التوقف عن الصلاة يعني تم استدعاؤهم من قبل ضابط الأمن وقال له: لا تصلي لأن الصلاة ممنوعة، وأنا لم يحصل معي أي موقف شخصي ولكن يوجد مواقف ذُكرت أمامي أنه هكذا حصل وأن الصلاة ممنوعة.
هذا الضابط في إحدى المرات في بداية الثورة في الاجتماع كان يتحدث ويقول: نحن فدى حسن نصر الله، ويبدو أن هذا الكلام وصل إلى قيادة الفرقة وهم لا يريدون الحديث بهذا النفس في بداية الثورة وتم استجوابه وتم طلبه بخصوص هذا الموضوع.
الرائد كان جدليًا وهو يتكلم كثيرًا عن العلويين أنهم لا يصلون ولا يستحمون ويشربون ويتعاطون يعني يتكلم عنهم في هذا الجانب، وطبعًا هو بنفس الوقت تشعر أنه غير ملتزم ولديه فساد، وكان يتكلم مع النساء مثلًا على الهاتف ولكنه يقول إنه ملتزم وصاحب دين أكثر من الطائفة العلوية، وهو يتكلم معي بهذا الشكل وأحيانًا يوجد ملازم أول من الطائفة العلوية يتكلم أمامه بهذا الشكل وهذا الملازم كان جديدًا ودرويشًا (طيبًا) ولا يرد عليه ويمتص الحديث وبعد فترة هذا الملازم بدأ يتحدث عن هذا الرائد ويقول إنه سيئ و كان اسم الرائد هائل وأنه يستشرف ونحن نعرف ماذا يفعل.
قائد الحقل والرائد هائل والملازم أول والرقباء كانوا متطوعين وكانوا صف ضباط، وكان يوجد منهم أشخاص من درعا، وفي بداية الثورة كان يوجد شخص من غباغب وكان يوجد شخص من الحارة من الريف الشرقي، ويقولون لي متى تنشق حتى نذهب معك، وأنا لم يكن يوجد عندي أمان من طرفهم أو ثقة، ليس لأنني لا أثق بهم لأنهم ليسوا ثقة، ولكن الموضوع ليس سهلًا، وكنت أبتعد وكان يوجد شخص أثق به بشكل أكبر كان يأتيني في الليل أثناء المناوبة ونشاهد التلفاز على قناة الجزيرة أو قناة أورينت، وقائد الحقل حتى يبعد عنه الكلام أصبح يقول إن "الستلايت" ممنوع ولكن "الستلايت" بقي موجودًا وبقينا نشاهد، وتغير قائد الحقل في بداية الثورة وجاء قائد حقل علوي، والقائد السابق كان من الطائفة السنية، وقائد الحقل الجديد أصبحنا نجلس في جلسات ونتحدث فيها عن واقع الثورة.
أنا استنتجت فيما بعد لماذا هو يتحدث معي بهذا الشكل.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/01/03
الموضوع الرئیس
إرهاصات الثورة السوريةالمؤسسات العسكرية في نظام الأسدكود الشهادة
SMI/OH/111-05/
أجرى المقابلة
إبراهيم الفوال
مكان المقابلة
أنطاكيا
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
2111
updatedAt
2024/03/22
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-الزريقيةمحافظة ريف دمشق-السيدة زينبمحافظة درعا-مدينة الصنمينشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
حزب الله اللبناني
الجيش العربي السوري - نظام
قناة الجزيرة
قناة أورينت / المشرق
الفرقة السابعة ميكا - نظام
الفرقة التاسعة دبابات (مدرعات) - نظام