الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الخوف من الاتهام بالتمييز الطائفي، والاستدعاء للمخابرات الجوية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:32:04

في القطعة العسكرية [في قاعدة حميميم العسكرية] بعد أن أصبحت برتبة نقيب، وأصبح هناك تغيير لرئيسي المباشر الذي كان مهندس السرب العميد يوسف معلا، وبعده لاحقًا تمّ تبديل قائد المطار العميد محسن مخلوف، وجاء طاقم جديد، وهنا للأسف جاء قائد مباشر لي من الطائفة السنيّة من حماة، وكانت من أسوأ الأيام بالنسبة لي في الخدمة العسكرية، والسبب كان بسيطًا؛ لأنه كان معك كضابط سني آخر قلبًا وقالبًا، ويشعر بك، ويشعر بنظراتك، ويشعر بكل شيء يدور حتى في منزلك؛ لأننا من طائفة واحدة وطريقة التعامل واحدة، ولكن ليس لديه الجرأة أن يجعلك متميزًا، وتميزك[إذا جعلك متميزًا] فسيُقال عنه بأنه طائفي، وهذا الأمر كنا نعاني منه نحن الضباط السنّة، فعندما يكون رئيسنا سني فأنت لا يجب أن تأخذ إجازة، ولا يجب أن تذهب إلى المنزل، ويجب  أن تكون ملاحقًا بالعمل دائمًا، و أنت مقصّر دائمًا، ولكن لماذا؟ فأنا إذا لم أفعل ذلك فسيصفونني بأني طائفي، وأنا يتوجب عليّ أن أداري هذا الأمر من الضباط من الطائفة الأخرى؛ لأنهم عاشوا مرحلة الثمانينيات، وهم دخلوا في موضوع الاتهامات على أن هذا التميّز ليس تميزًا بسبب عمل، وإنما لأنه من طائفتك، وبالتالي كان تعاملنا مع الضباط العلويين يعود علينا بالفائدة أكثر من تعاملنا مع القادة السنّة بشكل مباشر، وليس في الحياة الاجتماعية.

 عندما جاءت قيادة جديدة إلى المطار بعد العميد محسن مخلوف، جاء أيضًا شخص يسمى العميد عماد خليفة، وعماد خليفة كما قلت فيما يخصّ موضوع الخزنوية: جاء إلى القاعدة (قاعدة حميميم العسكرية)، وكانت الخزنوية... عندما تمّ استدعاء الضباط إلى التحقيق تمّ استدعاؤهم من عدة قواعد جوية، وهو كان قائد إحدى القواعد الجوية في دمشق، وبالتالي هو أتى بخلفية يعلم من خلالها أن هناك قلاقل أمنية تتعلق بالخزنويين، بالتالي تتعلق بالسنّة، وأتى إلى قاعدة وجد فيها عددًا لا بأس به من الضباط السنة، وكان يوجد في القاعدة حوالي 32 ضابطًا سنيًا من أصل مثلاً 300 ضابط، وهذه النسبة تُعتبر كبيرة في القواعد الجوية. فكان لديه تركيز على هذه الناحية الأمنية، وأتى إلى القاعدة، وهو لا يعرف هذه الشخصيات، وأنا بالنسبة له من الضباط المميزين، وعندما جاء هو وجد أن هناك نقيبًا أي رتبة صغيرة وهو متميز كل هذا التميز، فمن أين هذا التميز يا ترى؟ هل هو من القادة السابقين؟ وهل هو من أشخاص...؟ وهل لديه دفع من الخلف؟ وهنا دخلت في دوامة وهي عندما يكون القائد نفسه قد وضعك تحت المراقبة، فأنت لا تستطيع أن تعمل بأريحية، وأصبح كل شيء تعمله يجب أن تأخذ له أبعادًا حتى لا تُحسب هذه الأبعاد عليك. وأنا كنت أشعر أنني أصبحت من زملائي مراقبًا تقريبًا، وأصبح يُشكَّك باجتهادي وبنشاطي وبسهري في الليل وتفانيّ في العمل وحتى المبالغ التي كنت أضعها مما آخذه وأحصل عليه من أهلي في القاعدة في بعض الأعمال في تجهيز مكتبي وبعض الأعمال ومساعدة العساكر ومساعدة المساعدين الموجودين عندي؛ لأن راتبي لا يكفي، وهذا كله أخذ النظرة السلبية، فتمّ استدعائي إلى فرع التحقيق في المخابرات الجوية في اللاذقية.

كان التقرير المكتوب بأن هذا [الشخص] يقوم بنشاط كبير جدًا لدرجة أنه يستطيع الإمساك بـ 80% من مفاصل القرار في قاعدة حميميم، والعلاقات التي لديه لا تتناسب مع رتبة نقيب، وهو على تواصل مع ضباط برتب ألوية وعلى تواصل مع إدارات ومع قيادات، وليس في القوى الجوية فقط وإنما كذلك في القوى البحرية وفي الجيش والأمن؛ وبالتالي هذا يحتاج إلى دراسة تفصيلية: لماذا هو في هذا المكان؟ وكيف استطاع الوصول إليه؟ وطبعًا، هذا التهامس يعني أن هناك من يدفع بك من الخلف بشكل غير ظاهر، ومن يدفع بك من الخلف هل هو تكتل أم حزب سياسي؟ وهل هم "الإخوان المسلمون"؟ وهل هو تيار سلفي، فهذه هي الريبة الأمنية، وبالتالي عندما ذهبت إلى فرع التحقيق في اللاذقية كان العميد مطانيوس شهدا موجودًا، ونحن هنا أصبحنا في عام 2000-2001 أو في عام 2002 تقريبًا، يعني في هذه الأثناء تقريبًا.

في المخابرات الجوية في اللاذقية، وكان العقيد مطانيوس شهدا، وفي الحقيقة أثناء التحقيق لم يكن هناك شيء، وفي الأصل، لا يتمّ استدعاؤك إلى التحقيق إذا لم ينتهوا من التحقّق منك، وهم أساسًا ينتهون من التحقّق، ولكن أمامهم هذه الأوراق، ثم دخلت، ونظر إلي العميد مطانيوس، وقال لي: يبدو من شكلك أن الأمر واضح ومن لباسك الأمر واضح. فقال: اجلس. ثم قال: التقرير يتحدث كذا وكذا، وأعطاني التقرير حتى أقرأه. وهم -سبحان الله- كان لديهم أسلوب، وهو هذا الهجوم، وحتى يربكك فإنه يعطيك الورقة أو التقرير حتى تقرأها، فأنا قرأته ثم سألته: ما هو المطلوب مني؟ فقال: أنا مسيحي وأنت سني، وأنا لا أستطيع أن أظهر هنا في اللاذقية كما تظهر حضرتك في القاعدة (قاعدة حميميم)، وأنا عندي رئيس فرع وأجهزة أخرى وهناك حدّ معين لا يجب أن أتجاوزه، ولكن أنا أرى أنك تجاوزت كل الحدود. فقلت له: فقط أريد أن أفهم ماذا تجاوزت؟! فقال: أنت تتدخل في التوجيه السياسي، وتطور، وأنت تتدخل بالطيران وتطوير الطيران بالأبحاث، وأنت تتدخل في خطط الطيارين، أصبحت تتدخل في إجازات الطيارين أنفسهم، ولا يوجد تفتيش يأتي من الخارج إلا ويمدح بك، وتواصلك مع رتب ألوية، وأنت لا زلت نقيبًا، و[بالإضافة] لكل هذا ونحن قمنا بدراسة عنك في منطقتك، وأنت تنتمي إلى عائلة كبيرة في حي الخالدية، وحي الخالدية بحد ذاته هو من الأحياء العريقة في حمص، وهذا يعطيك كاريزما (الجاذبية والتأثير) - وقال لي بصراحة- يجب التخفيف من هذه الكاريزما. فقلت له: سأخففها، ثم سألته: ما هو المطلوب؟ فقال: يجب أن تتعامل معنا. فقلت له: ولكن بماذا يجب أن أتعامل معكم؟ وأنتم الآن طلبتموني إلى التحقيق، وبماذا يجب أن أتعامل معكم؟ فقال: يعني إذا رأيت شيئًا وأنت علاقاتك كبيرة، وإذا رأيت شيئًا ليس من القاعدة، وإنما من خارج القاعدة، أنا أريد منك ملفات أظهر من خلالها. فقلت له: حسنًا، وإذا حصل معي شيء أو رأيت شيئًا من خلال علاقاتي فسأخبرك إن شاء الله، وبعد فترة ذهبت إلى دمشق، وحصل أمامي أمر فيما يتعلق بعبدة الشيطان، يعني كان يوجد بعض الأشخاص بدؤوا يدخلون مع جماعة عبدة الشيطان في دمشق، وهذه كانت لعبة أمنية يقوم بها النظام من أجل جرّ أولاد بعض المسؤولين الاقتصاديين في سورية والتجار الاقتصاديين من أجل الاستفادة منهم لاحقًا من قبل بعض الأفرع الأمنية، وبالتالي عدت، وعندما عدت قلت له: يوجد هناك موضوع كذا وكذا. فقال: هذا الموضوع جيد جدًا، وأتمنى أن تتابع فيه حتى نرى أبعادهم.

أنا بالنسبة لي في الحقيقة وجدت أن هذا هو الموضوع المناسب حتى أكسب فيه رئيس هذا الفرع في المنطقة، وهو بالنسبة لي يُعتبر مخالفًا لأيديولوجيتي تمامًا، فعبدة الشيطان هم عبارة عن موضوع يتعلق بالجنس والدعارة والمخدرات وما شابه، وبالتالي أنت عندما تكشف هكذا موضوع وتبتره فأنت حققت شيئًا لصالح المجتمع، بالتالي هناك التقاء المصالح، وفي نفس الوقت أنا فتحت خطًا معهم؛ لأنه في الأساس وفي الحقيقة لا يوجد شيء، فأنت ماذا ستقول له؟! فلا يوجد وضع سياسي في سورية، ولا يوجد من يقوم بعمليات أمنية، والبلد كان مستقرًا في حينها وفق رؤيتي كضابط، يعني هناك أمور بالتأكيد كانت تحصل، ولكنني لست مطلعًا عليها؛ لأنني ضابط غير موثوق كثيرًا من أهالي المجتمع، فلا يطلعونك عليها، فدخلت معه في موضوع عبدة الشيطان، وكان في ذلك الوقت الاجتياح الأمريكي للعراق واحتلال العراق، ودخلنا في دوامة، والحقيقة أن أوراقًا كُشفت أمامي، قام بها نظام بشار الأسد منذ ذلك الوقت.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/04/20

الموضوع الرئیس

المؤسسات العسكرية في نظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/115-04/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

2000-2002

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةمحافظة اللاذقية-مطار حميميم العسكري

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

قاعدة حميميم العسكرية الروسية - مركز العمليات الروسية

قاعدة حميميم العسكرية الروسية - مركز العمليات الروسية

فرع المخابرات الجوية في اللاذقية / المنطقة الساحلية

فرع المخابرات الجوية في اللاذقية / المنطقة الساحلية

الشهادات المرتبطة