الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

قاعدة حميميم، والتزاحم بين أجهزة الأمن على ملف "الخزنوية"

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:25:04

هذا التطوير ووصولك إلى مرحلة متقدمة في القاعدة التي تخدم فيها  يحتاج إلى عدة ظروف، أولًا- ليست كل القواعد العسكرية تستطيع أن تقوم بها في نفس المجال، ولكن كان هناك تميز للقواعد الجوية؛ لأن عدد المجندين قليل جدًا والموجودون في الشريحة الكبيرة هم عدد كبير جدًا من الضباط، وهناك حوالي 300 ضابط في مطار حميميم، وبالتالي أنت تتعامل مع شريحة مثقفة واعية جامعية ولديها خبرة، وهذه الفئة تتعامل مع السلاح المتطور والحديث والتكنولوجي وتحتاج إلى عدة لغات من أجل القيام بمهام وتؤديها بشكل جيد واحترافي، وبالتالي كانت الطبقة مختلفة، وكانت هناك صعوبة في أن تقوم بنفس هذه الطريقة في قطعات مثل القوات البرية ومنشآت مختلفة تتبع للدفاع الجوي، ولكن القوى الجوية كانت تتميز في هذا المجال. 

وهذا التميز يخلق لك إيجابيات وكذلك يضع لك سلبيات، ويكون لديك خصوم٫ وخاصةً إذا كنت أنت في هذا التميز لفترات زمنية طويلة (لسنوات)، وفي هذه السنوات يكون هناك تغيير للقيادة، فإذا حصل تغيير للقيادة في القطعة التي أنت موجود فيها فهذا سوف يؤدي إلى فكرة مفادها بأن هذا التميز الذي أخذته هو من القيادة السابقة، وبالتالي تأتي قيادة جديدة وتحاول دائماً أن "تشتغل فيك" (تبحث عن أخطائك) كما يُقال وأن تضعك قيد الاختبار، فهي جاءت، ورأت شخصًا متميزًا ويجب أن تعرف من أين أخذت هذا التميز؟ وإذا كان هذا التميز صحيحًا فإنه يمكن أن يستمر، وإذا كان التميز ناتجًا عن علاقات شخصية مع قادة سابقين فأنت ستصبح من المغضوب عليهم. 

وبالنسبة لكل القادة الذين أتوا، كنت متميزًا في العلاقة معهم، وكانوا أشبه بالأصدقاء وذلك لأنهم كانوا يرون مني شيئًا هو في صالحهم، وهذا الاجتهاد والعمل والمثابرة يصبّ في صالح القطعة، وبالتالي يصبّ في صالح قائد القطعة وتقييمه في المحصلة أمام قيادة القوى الجوية وقيادة القوى البحرية والمفتشين، وبالتالي كانت علاقتي معهم جيدة جدًا، ولكن أذكر أنه عندما يحصل تغيير للقيادة في البداية فإن الكثير من الخصوم سيبدؤون بكتابة تقاريرهم ضدك، وعندما دخلت إلى القاعدة [قاعدة حميميم العسكرية] في البداية كان عندي قائد مباشر من عائلة معلا من أهل المنطقة، اسمه العقيد يوسف كامل معلا، وهو يعرّف عن نفسه دائمًا: العقيد يوسف بن الشيخ كامل معلا. والحقيقة أن والده كان من الشيوخ العلويين في المنطقة، وكان العقيد يوسف من أفضل الأشخاص الذين مرّوا عليّ في الخدمة العسكرية، يعني من حيث حالتهم الاجتماعية وطيبتهم ومحاولة مساعدتهم للأخرين، ولم يكن طائفيًا بالمطلق، علمًا بأن أباه كان ينتمي إلى مشايخ العلويين، ولم أشعر يومًا بأنه كان طائفيًا، وهو على العكس كان يدافع عن الضباط الذين يصلّون في القطعة، وكان يقف معهم، وكان دائمًا يقول: يا أخي، هكذا هي عاداتهم وتقاليدهم في بيئتهم وقريتهم، وأنتم أجهزة الأمن عندما تطلبونهم إلى التحقيق... وهو أيضًا كان ضابط أمن القطعة، وهو لم يكن يرسل أحدًا إلى التحقيق، وكان يقوم بإنهاء الموضوع من عنده ويستهجن التقرير الذي يتحدث عن الصلاة، ويقول: هناك الملايين يصلون، وهذا الشخص إذا ذهب إلى قريته وهو لا يصلي فسيتحدث عنه أهل قريته أو في مدينته وسيكون منبوذًا، وبالتالي كانت لديه فكرة مختلفة. 

وكان في نفس الوقت القائد العام للمطار أو قائد المطار أيضًا من عائلة مخلوف، وكان اسمه العميد محسن مخلوف، وهذا العميد كان ملتفتًا إلى السرقات والنساء، والحقيقة أنه لم يكن في يوم من الأيام ملتفتًا إلى الموضوع السياسي بما يتعلق بالطائفة السنية، وهو من قرية اسمها دير ماما من مصياف، وهو لم يكن من عائلة مخلوف من بستان الباشا أو القرداحة، ولكن لم يكن لديه أي مشكلة مع الذين يصلّون، وكان دائمًا عندما تأتي التعليمات من القيادة من إدارة المخابرات الجوية ويطلبون أسماء الذين يصلّون، ويطلبون التدقيق على الذين يصلّون كان من المعروف أن العميد يوسف معلا ضابط الأمن وقائد المطار محسن مخلوف لا يرسلون أحدًا إلى التحقيق، كانوا يقولون: إن كل الذين لدينا هم شباب جيدون وطيبون وليس لديهم أي بعُد سياسي، وبالتالي كان هناك تميز في هذه القاعدة بسبب هذين الشخصين، وطبعًا من أتى بعدهم توارث هذا الموضوع إلى حدّ ما.

حيث حصلت مشكلة عندنا في المطار وهي مشكلة الخزنوية، وكان الشيخ معشوق الخزنوي منتشرًا في الحسكة والقامشلي والطريقة الخزنوية، وكان هناك الكثير من الضباط دخلوا في موضوع الخزنوية، ويتبعون الطريقة، وباعتقادي أنهم قد غالوا باتباعهم الطريقة. ففي قاعدتنا طلبوا سبعة ضباط كانوا يتبعون للطريقة الخزنوية، والمفارقة أن الضباط السبعة هؤلاء ذهبوا إلى التحقيق لمدة خمس سنوات، ومنهم من غاب سنتين، ومنهم غاب ثلاث سنوات، ومنهم من غاب خمس سنوات عن القاعدة، وهذه السنوات الطوال ماذا فعلوا فيها؟ طلبوهم إلى التحقيق، ويُطلب ضابط إلى فرع التحقيق في إدارة المخابرات الجوية، ويُطلب منه ما يلي: هو مثلًا من منطقة لا على التعيين، ويخدم في قاعدة حميميم العسكرية وبالتالي في الساحل، وعليه الذهاب إلى دمشق والبقاء في دمشق في هذه الأشهر الطويلة أو السنوات الطويلة، وما عليه القيام به في دمشق هو أن يأتي إلى فرع التحقيق -وهذا نقلا عنهم- يأتي إلى فرع التحقيق، ويكون متواجدًا في فرع التحقيق الساعة مثلاً 10:00 صباحًا حتى الساعة 5:00 مساء يوميًا وبدون أي سؤال، وهو يسأل المساعد، ويقول: هل تمّ طلبي؟ فيقول له: نعم، ولكن لم يطلبك الضابط بعد. وممنوع الغياب؛ لأنه إذا غاب فكأنه غاب عن القطعة العسكرية، والغياب عن القطعة العسكرية لمدة ثلاثة أيام فهذا سيعرّضه لبطاقة بحث بالنسبة للضابط، والغياب ليوم واحد سيتعرض إلى 20 يوم من السجن، وبالتالي هو قانون عسكري، وكأنك تخدم في قطعة عسكرية مختلفة، ومنهم من بقي سنوات على هذه الحالة يوميًا، وبالتالي هذا يُعتبر من أقسى أنواع الإرهاب النفسي الذي يمكن أن يُمارس على ضابط: تصور أنك لمدة سنوات أو أشهر طويلة ولا أحد يسألك أي سؤال، ولكنك مطلوب للتحقيق فقط يوميًا وبدون اعتقال، وفي الأصل إذا أرادوا اعتقالك فيجب أن تكون مسرَّحًا، يعني يتمّ تسريحك ثم اعتقالك، وإذا أرادوا طلبك إلى التحقيق عند أجهزة الأمن بسبب شيء كبير بالنسبة لك فأنت يجب أن تعتبر أنك انتهيت عسكريًا، ولكن هؤلاء لم يقوموا بإنهائهم عسكريًا هذا أول شيء، وثانيًا- لم تُمارس قسوة عليهم هناك سوى ذلك [الذي تعرضوا له]. وثالثًا- كان هناك تدخل من أفرع أخرى، يعني المطار تابع للمخابرات الجوية من حيث فرز الضباط لأنه قاعدة جوية، ولكنه يتبع إلى القوى البحرية من حيث العمليات، وبالتالي يدخل في موضوع الأمن العسكري، وبالتالي كان هناك تجاذب في ملفهم ما بين المخابرات الجوية والأمن العسكري، وكان إذا استُدعي للتحقيق في المخابرات الجوية فيتمّ استدعاؤه من قبل الأمن العسكري، [ويسألونه]: ماذا تريد منك المخابرات الجوية؟ فكان هناك تنافس ما بين أجهزة الأمن حتى في القطعة الواحدة إذا كانت مشتركة ما بين جهازين مثل قاعدة حميميم، وهي كانت مشتركة لأن فيها ضباطًا بحريين وضباطًا جويين، وكل منهم يتبع إلى جهة معينة.

وبالتالي تفاجأت بهؤلاء الضباط ومنهم أصدقائي حتى الآن، يعني بكل بساطة قال لي: اللواء إبراهيم حويجة مدير إدارة المخابرات الجوية بعد أن حقّق معي، وكان معه لجنة مشكّلة من ثلاثة ضباط آخرين، قال لي: سأجعلك تنسى الحليب الذي رضعته من أمك. وقال: إنه أنهى مهمتي، وقال لي: ستبقى في التحقيق تذهب وتأتي حتى يتمّ البت في أمرك. وقال: توقعت أنه سيتمّ تسريحي وأخذي إلى السجن. وقال: لكنني تفاجأت أثناء وجودي في فرع التحقيق في المخابرات الجوية طلبتني المخابرات العسكرية، وقال: إنهم أيضًا شكلوا لجنة، وكان يقودها اللواء حسن خليل مدير شعبة الأمن العسكري في ذلك الوقت، وسأله: ماذا حصل معك في التحقيق في فرع المخابرات الجوية؟ فشرح له، وقال له: إن اللواء إبراهيم هكذا قال لي. فقال له [اللواء حسن خليل] بعد الانتهاء من التحقيق: أنا سأنهي مهمتك حتى تعود إلى قاعدتك، وتستمر في الدوام. وهذا بعد سنوات من التحقيق معه، وقال له: سوف تعود إلى قاعدتك، و[أتحدى] رجلًا من المخابرات الجوية أن يتحدث معك. وعاد هذا الضابط إلى دوامه في القطعة، والحقيقة أنه لم يُطلب من قبل المخابرات الجوية.

 كان يبدو أن ملف الخزنوي كان يتبع للأمن العسكري وليس المخابرات الجوية، وبالتالي كانت هناك ملفات تقوم فيها أجهزة استخبارات، ولا تعلم بها أجهزة الاستخبارات الأخرى، ويكون "الكونترول" والتحكم بهذا الموضوع من بدايته حتى إنهائه بيد جهاز معين، ولا يتدخل به جهاز آخر، ولا يعرف أي شيء من تفاصيله، وبالتالي هو استفاد من هذا الموضوع، ويبدو أن موضوع الخزنوية كان بيد الأمن العسكري وليس المخابرات الجوية، وبالتالي كان القرار عند شعبة الاستخبارات العسكرية بعودته إلى القاعدة بغض النظر عن التحقيقات التي أجرتها المخابرات الجوية وليس لهم علاقة بأي شيء يتعلق بالموضوع الخزنوي بالنسبة لهذا الشخص، و"إذا أردتموه من أجل موضوع ثان فيمكنكم أخذه، ولكن في موضوع الخزنوية ليس لكم علاقة به". وهذا يعطيك انطباعًا بأن أجهزة الأمن كم كانت... ، حتى في حالة الاستقرار لدى النظام وعندما  لم تكن هناك ثورة، ولم تكن هناك قلاقل أمنية أو تفجيرات، ونحن نتكلم في مرحلة العشرينيات، يعني من عام 2000 حتى عام 2005 وكانت هذه المرحلة تقريبًا مرحلة استقرار في البلد (استقرار بالنسبة لأجهزة الأمن ونظام الحكم)، ومع ذلك كان هناك تزاحم بين أجهزة الأمن مع بعضها على الملفات التي لها طابع أمني. وطبعًا، هو يعتبر هذا الشخص قد غالى في موضوع الخزنوية في تلك الفترة، وكان يعتبر أنها في النهاية هي تركيبة استخباراتية من أجل القيام ببعض الأمور التي تتعلق بالحركة الصوفية في سورية من جهة والحركة الوهابية في سورية من جهة أخرى والتوجهات القومية الكردية من جهة ثالثة، فكانت عبارة عن عملية مركّبة قام بها النظام من أجل مصالح معينة. فهذا يدل على أن هناك انطباعً بأن أجهزة الأمن لم تكن متآلفة بين بعضها البعض.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/04/20

الموضوع الرئیس

المؤسسات العسكرية في نظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/115-03/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

1991-2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة الحسكة-محافظة الحسكةمحافظة الحسكة-مدينة القامشليمحافظة اللاذقية-مطار حميميم العسكري

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

إدارة المخابرات الجوية

إدارة المخابرات الجوية

قاعدة حميميم العسكرية الروسية - مركز العمليات الروسية

قاعدة حميميم العسكرية الروسية - مركز العمليات الروسية

شعبة المخابرات العسكرية - الأمن العسكري

شعبة المخابرات العسكرية - الأمن العسكري

القوى الجوية والدفاع الجوي السوري

القوى الجوية والدفاع الجوي السوري

الشهادات المرتبطة