الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

قاعدة حميميم ونظام الكليات الحربية وواقع حال المؤسسات العسكرية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:15:01:10

بالتالي خدمت في قاعدة حميميم، وكانت الخدمة في هذه القاعدة مميزة، لأن القاعدة لها أهمية كبيرة بسبب موقعها وبسبب وجود طائرات خاصة مضادة للغواصات ولها أعمال خاصة ومهام خاصة، بالإضافة إلى أن القاعدة تقوم بمهام لصالح القصر الجمهوري في برج إسلام ولصالح قصر اللاذقية، عندما يأتي رئيس الجمهورية إن كان الهالك حافظ الأسد ولاحقًا ابنه بشار [الأسد] المجرمَين فتقوم هذه الحوامات بتمشيط المنطقة الساحلية في البحر وإنشاء دوريات جوية بالتعاون مع دوريات الزوارق على البحر وإرسال المشاهدات، بالإضافة إلى أن حوامات في القصر الجمهوري تتمركز من أجل عملية النقل ما بين الطائرات المدنية التي تهبط في المطار والتابعة لرئاسة الجمهورية، ثم ينتقلون بالحوامات إلى القصر إلى مكان الإقامة، وبالتالي كان الأشخاص أو الطواقم منتقين، ويجب أن يكونوا على مستوى عالٍ من الثقة وعلى مستوى عالٍ من الاحترافية، ويكون لهم موثوقية معينة. 

وبسبب ظروفي ولأنني مقيم وكان منزلي في حمص حاولت أن أنتقل إلى اللاذقية، وأستأجر منزلًا أو أشتري منزلًا أنا وزوجتي، ولكن في الحقيقة كانت هناك مفارقة كبيرة من حيث أولًا- الحالة الاجتماعية ما بين حمص واللاذقية. وثانيًا- كان هناك فرق في المستوى المعيشي، بالإضافة إلى أن المناوبات في القطعة العسكرية تحتاج لأن تكون يومين في المنزل واليوم الثالث في القطعة العسكرية وهذا سيحقق انقطاعًا شبه دوري عن المنزل، وإذا تركت زوجتي في اللاذقية فهي غريبة في المنطقة، فآثرت أن أكون بنظام الإقامة في القاعدة، وبالتالي أبقى في القاعدة لمدة أربع ليال، وفي اليوم الخامس، أنزل إلى حمص للإقامة لمدة يومين في حمص، وبالتالي عشت سنوات طويلة تقريبًا نصف إقامتي في اللاذقية ونصفها الآخر في حمص حيث تكون زوجتي في حمص بين أهلي وأهلها، وتكون الأمور أكثر راحة. وهذا أعطاني مجالًا كبيرًا في القاعدة العسكرية بسبب إقامتي هناك لأن أطوّر من مهاراتي ومعارفي وخبرتي، وأن أكتسب مهارات، وأن أكون قادرًا على تهيئة نفسي لأي حالة مستقبلية قادمة. ولم نكن ننظر إلى النظام في ذلك الوقت على أنه عدو أو خصم، ولم نكن كلنا كضباط إلا ونرى أننا نخدم وطننا وأن هذا العمل هو عمل مشرّف وعمل لصالح البلد بشكل عام، ولم يكن سعينا للتفوّق أو الدراسة إلا من باب الحرص على أن نقدّم أكثر لصالح هذا الوطن، يعني الفترة التي تواجدت فيها أو دخلت فيها إلى مطار حميميم كانت من عام 1991 تقريبًا إلى بداية الثورة السورية وأنا في القاعدة نفسها، وبالتالي لم يكن هناك...، ولم أشهد أحداث الثمانينات، ولم تكن هناك حالات أمنية ما بين النظام وأجهزة الأمن والجيش مع المدنيين، ولم يكن هناك ما يُظهر عدائية هذا النظام للشعب السوري بشكل مباشر سوى الاستبداد والتسلّط وضيق المعيشة.

[موضوع] كيفية التعامل مع الضباط في الكليات: عندما تلتحق بالكلية فأنت تنتقل من الحياة المدنية إلى العسكرية، والحقيقة توجد الكثير من القسوة من أجل دخولك إلى الحياة العسكرية، فإذا لم تكن متفهمًا بأن هذه القسوة هي من أجل إعادة سبك شخصيتك فقد يظنّ البعض أن هناك شيئًا مقصودًا من أجل إهانة الضباط أو الضغط عليهم حتى تكون كما يقولون: "شوكتهم مكسورة". والحقيقة بالنسبة لي عندما أستعيد ذاكرتي في الكلية لمدة ثلاث سنوات وكل ما حدث لي فيها من قسوة و معاملة فهي لم تكن من ضباط الكلية أو المدرّبين حيث أن الكليات [تستمر] لمدة ثلاث سنوات، والسنة الأولى دائمًا يجب أن تعاقَب 24 ساعة بالإضافة إلى الرياضة والحرمان من الطعام والرفاهية، ومن يقوم بذلك هم طلاب السنة الثانية والثالثة، وعندما تصبح في السنة الثانية سيكون الضغط عليك أخفّ، وتشارك في معاقبة أو تمرين السنة الأولى، وعندما تصبح في السنة الثالثة فأنت تصبح صاحب سلطة شبه مطلقة على السنة الأولى والثانية، وتمارس نفس الممارسات التي مورست عليك من قبل الطلاب الذين تخرجوا، وأصبحوا ضباطًا، وبالتالي هذا هو النظام، وهو نظام كليات، وتنتقل من مرحلة إلى مرحلة، وصقل الشخصية القيادية يكون في السنة الثالثة، ويسمونها الصف المتقدم، ولا سيما إذا كنت قياديًا. 

وكيف تصبح قياديًا في الصف المتقدم؟ إذا كانت درجاتك العلمية في المرحلة المتوسطة عالية، وكنت من الطلاب الأوائل فمن العشرة الأوائل يفرزون لكل سنة طالبان قياديان، ويكونون مسؤولين عن جميع الطلاب في هذه السنة، فأنا كنت من هذا الطاقم، وعندما أصبحت في السنة الثالثة كنت مسؤولًا عن كل طلاب السنة الثانية كاملة. وطبعًا يكون لك وضع مختلف في عملية المنامة والإقامة، ولاحقًا أصبحت في دورتي نفسها -يعني في السنة الثالثة- أصبحت مساعد الدورة، وبالتالي كنت مسؤولًا عن زملائي الضباط الذين تخرجت معهم لحوالي سبعة أشهر يعني خلال هذه السنة. 

وهذا يعطيك انطباعًا بأنك إذا كنت متفوقًا في كافة المجالات، سواء كان ذلك في المجالات الرياضية أو العلمية في الحقيقة ستحصل على شيء من التميز بغض النظر عن وجود لفتات طائفية داخل الكلية، ولكن الحقيقة أنهم في الكلية لا يستطيعون إظهارها بشكل كبير، وهي تظهر في التقييم الأخير بعلامات أهلية القيادة التي تكلمنا عنها وهنا يتمّ الانتقاء، وبالتالي كانت لدي قناعة بأنك إذا استطعت أن تطوّر نفسك ومعارفك وتكتسب الخبرات وتصقل الخبرات وتصبح مهارات فهذا سينعكس بشكل إيجابي عليك حتى لو كنت في نظام ديكتاتوري وسلطوي ضمن حدّ معين، ولكن بشرط ألا تكون تعمل بشكل يخالفه، وأن تكون ضمن السياق الذي يُراد لك بالنسبة لأجهزة الأمن. 

وبالتالي عندما وصلت إلى القاعدة العسكرية كنت ضابطًا خريجًا، وبالتالي تتمّ معاملتي مثل أي ضابط بمستوى عال وهناك قانون خدمة الضباط. وهنا تؤثر نفسية الضابط، ما هي حالته النفسية؟ وما هو سبب دخوله إلى الجيش وعملية تطوّعه في الجيش؟ وهل هو من أجل التحصيل المعيشي؟ وهل هو من أجل أن يكون واجهة في منطقته؟ وهل هو من أجل خدمة وطنه؟ وهذه الأهداف حقيقة هي من تسكب شخصيتك في بداية التحاقك بالقطعة، وكذلك ما تسكبه حالتك المعيشية، يعني لا يمكن أن نطلب من الضباط الذين ينتمون إلى عائلات فقيرة ومنطقة فقيرة ونقول له: اهتمّ بلباسك أو هندامك وسلوكك وتنقلاتك؛ لأن الرواتب قليلة جدًا فاذا لم يكن مُساعدًا ماديًا من قبل أهله فهو سيفقد الكثير من هيبته في الشارع، هذا ما كان عليه معظم الضباط السوريين ليس لهم هيبة في الشارع السوري، [مثال ذلك:] الخروج والركوب في المواصلات العامة والاعتماد عليها والوقوف على الأدوار وطوابير الخبز وأسطوانات الغاز وما شابه وعدم قدرتهم على وضع أولادهم في المدارس الخاصة. ويوجد عدد قليل من الضباط لا يتجاوز 3% من مجموع الضباط العام كانوا من الذين يحملون الرتبة وليست الرتبة من تحملهم، يعني هم من يعطون ألقًا للرتبة العسكرية التي يحملونها، وذلك يستوجب أن تكون لديهم بحبوحة مالية، وطبعًا الاعتماد يجب أن يكون على الأهل، وهذا في الحقيقة ما كان ينظر إليه النظام في عملية قبول الضباط منذ البداية، فإذا كان الضابط ينتمي إلى عائله ميسورة ماديًا وعائلة لها وجاهة فهذا سيصبح وجاهة في منطقته، وستمتد وجاهته إلى المدينة؛ وبالتالي يصبح خطرًا على النظام نفسه، وبالتالي يختار أشخاصًا من عائلات ليست لديهم بحبوحة [من العيش]، وبالتالي حتى لو كان ضابطًا ويحمل رتبة عسكرية وترتفع [هذه الرتبة]، ولكنه دائمًا بحاجة [للمال] وهو دائمًا ملحوق (يلهث وراء قوت يومه) بمعيشته، ولا يستطيع القيام بالبريستيج (الإطار الاجتماعي الذي حدده لنفسه) الذي يحتاج إلى ما تسميه أجهزة الأمن الزعامة الاجتماعية، وبالتالي لا يريدون أن يظهر الضابط كزعيم اجتماعي.

طبعًا، عندما تظهر وتستطيع الظهور في هذا المجال فيجب ألا تكون بشكل منفرد، يعني يجب أن تلعبها بشكل صحيح، وأن يكون معك ضباط أجهزة الأمن، وأن يكون معك على الأقل قائدك في منطقتك العسكرية، وأن تظهره معك كما أنت ظاهر في منطقتك، وبالتالي تكون الأمور...، وتعطي انطباعًا حتى في البيئة الاجتماعية التي أنت فيها على أن هذه الكاريزما (الجاذبية والقدرة على التأثير) القيادية هي ناتجة عن المؤسسة العسكرية، وبالتالي هي من تعطيك هذا الرتم القيادي في منطقتك، وليست إمكانياتك الخاصة هي من تعطي هذه الرتبة هذا الألق. 

وبالتالي أنا خدمت في مطار حميميم لفترات طويلة، ولم أكن إلا من أصحاب القرار في القاعدة لفترات طويلة جدًا، وكما ذكرت الذي ساعدني على ذلك بقائي في القاعدة وإقامتي فيها، فلم يكن عملي ينتهي بانتهاء الدوام الرسمي، وكان العمل عندي مستمرًا، وأحافظ على الرياضة، وبالتالي كنت متفوقًا في الرياضة، وأحافظ على العلاقات الاجتماعية مع زملائي الذين يناوبون، وأحافظ على الزيارات في المنطقة، وأحافظ على التقدم العلمي والدراسة والاجتهاد، ثم أقوم بواجبات الآخرين ممن قصّروا بأدائها. والحقيقة أن هذا سبّب إرباكًا للنظام وإرباكًا لي، وأنا بالإضافة إلى عملي بالطيران كنت أقوم بتنظيم ساعات الطيران للطائرات والطيارين، وأحدد من هي الطائرات التي يجب أن تكون ضمن نطاق الجاهزية، وكان ذلك يعطيك دفعًا حتى تكون دائمًا في اجتماعات مع إدارة تنسيق الطيران وقيادة القوى الجوية وقيادة القوى البحرية ومع الخبراء الروس وخبراء التعديل ومع الكثير من الفعاليات، و في الحقيقة أنت تستطيع أن تصنع ذلك بنفسك بقدر ما تكون مجتهدًا، وبالتالي هذا أعطى الكثير من الشخصية العسكرية التي يمكن أن تصقلها بنفسك في قطعة عسكرية هي في الحقيقة لا تحاربك، ولكن أنت تحت الأنظار بسبب انتمائك الطائفي، وبالتالي يجب أن تكون حذرًا تمامًا في كل ما تفعله في هذه المنطقة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/04/20

الموضوع الرئیس

المؤسسات العسكرية في نظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/115-02/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

1991-2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةمحافظة حمص-مدينة حمصمحافظة اللاذقية-مطار حميميم العسكري

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

قاعدة حميميم العسكرية الروسية - مركز العمليات الروسية

قاعدة حميميم العسكرية الروسية - مركز العمليات الروسية

الشهادات المرتبطة