الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

استلام بشار الأسد للحكم، وذهاب الشباب للقتال في العراق

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:27:02

موت حافظ الأسد سبقته عاصفة كناحية أمنية واستعدادات أمنية وهي موت باسل [الأسد]، وموت باسل أعطانا مؤشرًا أنه أي حدث كبير يجب أن نكون أرانب مسلِّمين ولا يمكننا أن نسأل وعليك فقط الترحم والدعاء وغير ذلك لا يمكنك فعل شيء، وموت باسل جعلوه أسطورة تاريخية لا توصف ولم يبقَ إلا أن نصلي له بسبب كثرة الضغوطات من هذا الجانب وهذا درس أخذناه وأصبح في ذهننا بأن العائلة المالكة العظمى لا يمكن الاقتراب منها إلا بالتصفيق والتمجيد.

مع وفاة حافظ الأسد في الحقيقة كان الشارع مذهولًا وغير مصدّق للخبر وأنا كنت موجودًا في الميادين، وفي الميادين كان يوجد أوساط خفية تعمل خلف الكواليس وصحيح القبضة الأمنية موجودة ولكن كان يوجد تحركات والبعض كان يغامر ولا يستطيع إلا أن يتكلم ويتصرف ويناقش وبدأ الناس يتناقلون الخبر هل من المعقول أنه قد مات منذ زمن؟ والناس كانوا في ذهول والكثير من المحلات في ذلك اليوم لم تفتح وينتظرون ماذا سيحصل وانتشار الأمن في الشوارع والتوتر موجود في أعصاب الناس وكنا نرى أشخاصًا لأول مرة نراهم في الشارع. والخبر انتشر داخل الميادين والناس كانت تنتظر بلهفة صدق هذا الخبر حتى تفرح ويوجد أشخاص بدأوا يضحكون ويتغامزون ولا يستطيعون أن يقولوا في داخلهم أن الطاغية مات، ولكن شعر الناس بتأكيد الخبر بالارتياح، وأصبحنا قسمين واضحين 100%: قسم مع وقسم ضد وأما القسم الثالث لا مع هذا ولا ذاك وهو مشغول بنفسه وليس له علاقة بشيء، ولكن أنا أتحدث عن الكتلتين المتناقضتين: الذين مع كانوا مثل السمك المزهور ولا يعرف ماذا يفعل ويذهب إلى فرع الأمن الفلاني ويخرج ويذهب إلى المنطقة الفلانية ولا يجد فيها شيء ثم يذهب إلى جماعة الجيش الشعبي والى المراكز الموجودة، الأمر كان بالنسبة لهم في حالة ذهول، والطرف الآخر كان في صيغة ارتياح وفرح وينتظر البديل من غير العائلة الحاكمة ومن غير الطغاة الموجودين إلا أن الموضوع لم يطل كثيرًا وظهر خبر على التلفزيون مباشرة عن الوفاة والمراسم وظهر مجلس الشعب وترقية بشار الأسد إلى مرتبة العمر المطلوب بالنسبة لقانوننا ودستورنا وبدأت وجوه الناس تتغير وتفاجؤوا بأنه لم يعد لهم أمل وأملهم الذي كان موجودًا تم الإجهاز عليه بهذا القرار السياسي وتصفيق مجلس الشعب لبشار وموافقتهم لتنزيل العمر حتى يستلم بشار الحكم. وهنا كانت صاعقة أكبر من خبر وفاة حافظ الأسد أنه سوف يستلم بشار الأسد وهذا الكلام كان له خلفيات عسكرية كبيرة جدًا حيث نزل أشخاص غير معروفين وامتلأ السوق بأشخاص تشتري وتبيع وجميعهم من المخابرات والميادين كانت أكثر من كل القرى الموجودة فيها تركيز على هذا الجانب لأنهم يعرفون أن الميادين هي المركز التي يمكن أن تنطلق منها أي شرارة وكل من أراد التحرك رأى أمامه هذا المنظر فانخفض الناس واستسلموا للأمر الواقع وصفق من أراد التصفيق والحزين حزن في منزله ولم يستطع حتى التعبير عن حزنه وهذه هي مرحلة وفاة حافظ الأسد واستلام بشار الأسد.

في الحقيقة نعم تغير الوضع الأمني بملامح جيدة وبوادر جيدة جدًا على انفتاح روح الشباب والتصريحات بأن الحكم سيكون بروح شبابية والحياة سوف تكون جيدة، وخففوا من القبضة الأمنية الموجودة واستبدلوها بالثقافة الحزبية والنشاط الحزبي والنشاط الشبيبي وما شابه، وحاولوا كثيرًا أن يطغوا على التمركز الموجود للفروع الأمنية واستبدالها بمخابرات مخفية وتحول العنصر من داخل المفرزة إلى وسط المجتمع، وأصبح يظهر بأن الحياة سوف تتغير والرواتب وآلية التوظيف سوف تتغير ومستوى البطالة سيقل ومستوى التعليم سوف يزداد، كل هذه الإشاعات لاقت صدى في الشارع وبسعادة كثيرة، وفي الحقيقة بعد الصاعقة الأولى لاستلام بشار وأنها عملية تسلسل ربما يأتينا بحافظ الأسد الحادي أو الثاني عشر (توارث الحكم كما في الأنظمة الملكية) إلى إمكانية تغير هذه الروح بالنهج الذي تغير [مع مجيء] بشار في البداية. واستبشرنا خيرًا ورأينا بعض التغيرات وخاصة على المستوى الثقافي والسياسي أصبح يوجد انفتاح وأصبح يوجد لك مجال أن تقول ما تريده ضمن الحزب (حزب البعث) وضمن الشبيبة وسوف نسمعك وكلمتك تصل ونرسل لك أحسن مسؤول في الشام (دمشق) يأتي لك، وبالفعل جاء أعضاء قيادة قطرية وشبيبة وأصبحوا يجلسون مع الناس ويبشرونهم أنه في المستقبل القادم سوف يكون أفضل وفعلًا في أول سبع سنوات تقريبًا كان يوجد ازدهار بالتغيُّر من 10% إلى 60% وأصبح يوجد أريحية وأصبح يوجد تحرك وخاصة على مستوى الشباب والرياضة.

الممارسات الأمنية ازدادت فعليًا وقلت شكليًا، ومن حيث الشكل لا يوجد أي شيء لأنهم أعطوا مجالًا للناس بالكلام ولكنهم أصبحوا بطريقة غير مباشرة يغسلون عقلهم بطريقة جميلة ويعود ويعتذر عما قال بشكل غير مباشر وتجد أن الشخص تحول من ضد إلى مع وهكذا انتقل دور القبضة الأمنية، والقبضة الأمنية لم تزدد في السنوات العشر الأولى من حكم بشار لم تزدد قوة وبطشًا وإنما ازدادت تغييرًا وغسيلًا للعقل، رغمًا عنك وعليك أن تنظر على ما حل بجماعة الإخوان المسلمين من قبلك وجماعة المعارضة واليمين العراقي والمجاهدين الذين فكروا بالجهاد وذهبوا إلى العراق ماذا حصل بهم، وعندنا شباب تم اعتقالهم من الحدود [ومن] أخذهم إلى الجهاد هم عناصر الأمن، ومن الحدود [عند عودتهم] تم اعتقالهم وأخذهم إلى السجون وحتى اليوم لا نعرف مصيرهم وأنت إذا رأيت هذا النموذج يجب أن تصبح معنا، يعني التغيير كان بالشكل وليس في المضمون والمضمون ازداد.

[الذهاب إلى العراق] كان فخًا ونحن في السياسة ضعيفون ولا يوجد ثقافة حقيقية ويبقى ابن دمشق سياسيًا أكثر منا وابن حلب وكلما كبرت المدينة كبر الوعي فيها أكثر.

محبتنا للمنطقة الشرقية (للعراق) هي محبة فطرية لأنه نفس الطباع والعادات والتقاليد، وعندما ظهر بصيص الأمل عندما سمح النظام بالجهاد أو أعطى غض نظر، هنا بدأ الشباب يذهبون وقسم كبير من الشباب ذهبوا لوحدهم وجاهدوا ولكن المخابرات انتظرته عندما عاد وهناك من استشهد، وقسم كبير ذهب عن طريق مجموعات سرية للقتال واستبشروا خيرًا وكانوا شبابًا بعمر الورد وجهزوا انفسهم وكتبوا لآبائهم وأمهاتهم نحن نعتذر ونحن ذاهبون للجهاد في سبيل الله إلى العراق واختفوا، وتفاجأنا بعد سنوات ونحن تفاجأنا في أول سنة عندما عاد الكثير من المجاهدين الحقيقيين الذين ذهبوا إلى العراق ولكن هؤلاء الأشخاص ذهبوا لوحدهم من دون هذه المنظمات (المجموعات السرية) وعندما سألناهم عن فلان وفلان كانوا يقولون غير موجود، وتبين أن العدد الأكبر لم يدخل الأراضي العراقية نهائيًا، وكانت هناك مراكز موجودة على الحدود العراقية ليدخلوا من الشريط الحدودي تبعد عن البوكمال مسافة 20 كيلو متر تقريبًا، وعندما يصلون إلى هناك يوضعون في سيارات ويؤخذون إما إلى سجن تدمر أو دمشق أو سجن صيدنايا، وهذا الأمر اكتشفناه بعد مضي أكثر من سنة وكان أملنا بعودة هؤلاء الناس، لأن هناك الكثير عادوا لأنهم ذهبوا لوحدهم وبعد إقامتهم لفترة سأل (الأمن) عنهم وخضعوا لاستجواب، ولكن في الحقيقة لم يختفي الجميع، أغلبية من ذهب وعاد وحده بقي ولكن بقيت العين عليه لارتباطات أمنية وبسببهم ذهب (اعتقل) أناس كثيرون مساكين يأتون من العراق ويتهمون بأنهم بعث يميني عراقي أو مجاهد سلفي أو ما شابه، الفخ كان منظمًا وقع فيه زهرة شبابنا ولم ننتبه له إلا بعد فوات الأوان.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/09/20

الموضوع الرئیس

توريث السلطة في سوريةحرب العراق

كود الشهادة

SMI/OH/144-04/

أجرى المقابلة

همام زعزوع

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2003

updatedAt

2024/04/18

المنطقة الجغرافية

البادية السورية-بادية البوكمالمحافظة دير الزور-مدينة الميادين

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

مجلس الشعب - نظام

مجلس الشعب - نظام

اتحاد شبيبة الثورة - النظام

اتحاد شبيبة الثورة - النظام

الشهادات المرتبطة