الأدلجة القسرية لطالبات المدارس في سورية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:18:54:11
اسمي نيفين الحوتري وأنا من مواليد 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1979 مواليد الإمارات، أتيت لسورية تقريبًا بعمر سبع سنوات أو أقل وعشت طفولتي أغلبها في سورية إلى أن بدأت الثورة، وحتى الآن أنا في سورية قطاع عملي هو التمكين السياسي للنساء، ولكن قبل أن أدخل في التمكين السياسي خلال الثورة مررت بعدة مراحل، المرحلة الأولى اشتغلت بالقطاع التعليمي مع القطاع الصحي، أي مكان كان بحاجة ليكون فيه متطوعون لنقدم خدمات كنت أرى نفسي فيه، فيما بعد تقريبًا في 2013 دخلت بمجال تمكين النساء، وتمكين النساء كان فيه أكثر من رحلة، إما تمكين بالمجال الإغاثي أو تمكين لسبل الحياة نحن عشنا حصارًا في الغوطة هذه المرحلة التي أنا أتحدث عنها، كنت في الغوطة الشرقية وتحديدًا في ريف دوما، ففي مرحلة الحصار كنت أشتغل على النساء حسب احتياجاتهن، ولكن في 2018 قبل التهجير اشتغلت على التمكين السياسي ولا زلت حتى الآن.
أنا لم أكن من عائلة سياسية أو كانت منخرطة بالسياسة، بل عائلة سورية مثل كل العائلات ولكن كل شيء مر بحياتنا يجعلنا نهايةً نتجه للثورة، من مرحلة الطفولة أنا ذكرت سابقًا أنني من مواليد الإمارات وأتيت لسورية في 1986 تقريبًا، وهذه المرحلة التي كانت فيها البلاد تعيش بأزمة وطريقة الحكم كانت تقحمها بأزمة زيادة، بمراحل الطفولة والتربية التي رُبِّيت عليها فيما بعد أن انتبهي هذا الكلام يقال في البيت ولا يقال خارج البيت، "الحيطان لها أذان" يعني حتى لو كنا نحن غير منخرطين بالسياسة كان الشعب السوري يخاف، أنا تربيت على أن الذي يحكى داخل البيت لا يُحكَى خارج البيت، نشأت على أن يكون هناك أسرار، يعني هذا الشيء وهذه الأسرار تكبر مع مراحل الحياة، ويكبر سرك الذي لا يجب أن تشاركه مع الآخر، نشأت على أن هناك آخر وهذا الآخر ليس الذي يختلف عني بالدين أو بالعرق أو باللون، هذا الآخر هو الشخص الذي لا أعرفه الذي يمكن أن يكتب تقريرًا ويذهب بأهلي، يعني لـ "بيت خالتي" (إلى الأفرع الأمنية- المحرر) هذا المصطلح معروف بسورية، المراحل الأولى دعيني أقل بالطفولة لما مثلًا -يعني هو مثال عادي جدّا نقوله- وكسيدة عشت الحصار من العيب أن أقوله، ولكن كطفلة أكيد نقش بذاكرتي، يعني مثلًا لما كنا نشتري مرتديلا حتى ماما تلفها لي لأجل المدرسة كانوا يخفونها لأنه إذا كشف أنها مرتديلا ليست سورية أو ما كان في سورية تهريب؛ كان أحد ما يُسجن، بمرحلة أخرى في يوم من الأيام كان في المتجر عند بابا كان يوجد "بذر أبيض" وكان يأتي التموين ويحاسب على هذه القصص على أنه تهريب، يعني كانوا أحيانًا يمررونها ولكن مرة من المرات تُحاكَم [بسببها] واضطررنا أن نسافر على اليمن حتى لا يُسجَن (أبي) ففي مرحلة الطفولة كطفلة وأنا أدرك أن الطعام يمكن أن يكون سببًا للاعتقال أو سببًا لتغييب الوالدين هذا بدأ يترك عندك أثرًا.
مثل كل الأطفال في ذلك الوقت كانوا يحفظون القرآن والذي يحفظ أكثر يمكن أن يُكافأ فأنا أيضًا أحببت أن أحفظ "جزء عم" عندما كنت أذهب مع أنستي (معلمة القرآن) لكن لا يحق لي أن أعرف ما اسم آنستي لأنه كان كذلك العمل الديني يحتاج ترخيصًا ويتطلب أن يكون له أماكن خاصة، حتى يعني ربما مجمعات خاصة حتى تعمل بها، فكانت آنستي تأخذني إلى بيت نقعد ونحفظ أنا وإياها لكن ما كانت تذكر لي اسمها تخوفًا من أنني كطفلة قد أقول إنني أحفظ "جزء عم" وهذا كان كل التزامي في الدين يعني "جزء عم" أنا ما كنت منتمية لحزب حتى أخاف منهم مثلًا، فهذه المحطات بدأت تخيفني أكثر بدأت تنمي عندي أنا الصغيرة الخوف، فلا أعيش على طبيعتي ما كنا نعرف ماذا تعني حرية، لكن أنا ما كنت أعيش بحرية، كطفلة كنت أتخوف، يعني لأن الأهل لن يتوقعوا أن يحدثوني بالكلام [الصريح] وأن أستوعب أنا أن الأمر خطير، فكانوا يخوفوننا من أن: أبوك يُسجَن، وإذا سُجن فلن تعرفي أين أبوك، وأحداث الثمانينات كانت ما تزال حية، يعني كيف جرت مجازر وقتها، هو للحق ما كنت أتخيل الدم مثلما رأيته فيما بعد بعد الثورة، ولكن كنت أتخيل أن هناك خوف، هناك شرير هناك شبح هناك أحد مخيف يمكن أن يأخذنا، فكرة المخبر ما كانت في ذلك العمر ما كانت معروفة لي طبعًا عرفتها فيما بعد، ولكن كنت أخاف من العم الذي يمكن أن يسمع إذا ما صوتنا وصل خارجًا، الجار العم لا أعرف من هو ممكن أن يسمع ويكتب تقريرًا ويأخد البابا يحبسه أوالماما أو يأخد العائلة كلها وأنا أبقى بدون أهل، الصغير يخاف من فكرة اليتم فهذه هي التي كنا نخاف منها كثيرًا، أنني يجوز أعيش دون أهل إذا أنا تكلمت الكلام الذي كان يُحكى ضمن العائلة، هي على فكرة النظام الذي كان وقتها وفكرة رفعت وحافظ والأحداث التي صارت في الثمانينات والقتل، هو ما كان يحكى أمامي بالتفاصيل ربما كانوا يخافون على ذاكرتي من أن أحس بالإجرام منذ كنت صغيرة، لكنهم كانوا يتحدثون أن هناك نظامًا فاسدًا، كان يُذكر اسم حافظ الأسد بطريقة يعني واضح أنه شخص متجبر، أنا ما كنت أعي تلك القصص ربما كانوا يخوفونني منها وأنا أذكر هذه القصص أعني الأحداث الحرب الاعتقالات التي صارت ربما كانوا يخافون فلا يتحدثون أمامي لكن أنا كنت أشعر بأنني لا أعيش طفولتي مثلما كنت أعيشها قبل أن آتي لسورية، يعني قبل أن آتي لسورية ما كان يقال أمامي أن هذا الكلام الذي يقال في البيت لا يجب ان يعاد خارجه، ولكن لما أتيت إلى سورية صار يقال.
في مرة من المرات كان هناك أغنية لأصالة نصري أو لا أعرف ما هي "يا حافظ الأسد" فكانوا يرددونها في البيت بطريقة ثانية وأنا قلتها بنفس الطريقة التي يقولونها في البيت بالمدرسة، ورجعت أقول لماما فشعرت أن التوبيخ الذي أنا تلقيته ليس كأي توبيخ معتاد ليس مثلما لو خربت شيئًا أو اقترفت خطأ، هذا التوبيخ أكبر من ذلك، فبدأت تتشكل عندي هذه المواقف بداخلي أن هنا يوجد شيء مخيف شيء أسود غامض هنا لا أريد أن أعرفه ولا أريد أن أقترب منه هنا يوجد شيء مخيف، فيما بعد كبرت قليلًا وصرت أعرف من هو هذا المخبر أو كيف يمكن أن يكون شكله، كان عندنا جاران في المبنى وهذان الجاران متآلفان جدًا مع بعضهما ومنخرطان مع بعضهما، إلى أن اختلفا يومًا فأحدهما اشتكى على الآخر وجعله كل شهر يذهب لعمل زيارات ويدلي بأقواله (يراجع فرع الأمن) فهذه صرت أعيها أنا صرت أعرف أنه يمكن إذا أراد أحد أن يؤذي أحدًا يكتب به تقريرًا والشخص الثاني إذا كُتِبَ فيه تقرير ربما يسجن ربما يتعرض للاستجواب كل شهر كان عنده يعني كنا نعي أن جارنا هذا عنده بشكل شهري زيارة لفرع أمن حتى يسألوه عن أقواله بهذه المرحلة، يعني عمري كنت في الصف السادس تقريبًا جارنا الذي كتب فيه التقرير رحل إلى كندا وعمل لجوءًا وراح ولم نعد نعرف أين أراضيه (أين استقر في أي بلد) فشخص هرب من البلد لمجرد خلاف بينه وبين الجار الثاني لأنه الجار الثاني يعني صاحب خط مرتب، وهذه أيضًا عبارة تقال عند السوريين أنه "خطه مرتب" "خطه حلو" (مخبر بارع في كتابة التقارير) معناها يكتب تقارير، فبدأت أعرف أكثر من مصطلح: صارت "الحيطان لها أذان" و"خطه مرتب" وهناك شيء "تروح فيه لوراء الشمس" أو لـ "بيت خالتك" بدأت أعي ما معنى هذه الكلمات بالشكل الحقيقي في هذا العمر، فيما بعد لما أنا صرت في الصف السابع الثامن التاسع، ما كنت محجبة ولكن كنت أرى المحجبات كم لديهم مشاكل ضمن المدرسة وأربطها بالفترة التي كانوا يتحدثون فيها بطفولتي أنه كان على وقت رفعت الأسد ينتزعون الحجابات للنساء في الشارع، ربما وأنا طفلة ما كانت تعني لي أن ينزعوا الحجاب بالشارع لأنني أنا لست محجبة وليس الأمر قيميًا جدًا بالنسبة لي، لكن لما صار عندي صديقات محجبات وبدأت أرى في درس الفتوة بدخول الأستاذ عليهن أن ينزعوا حجاباتهن غصبًا عنهن، فهنا أنا أحس أن هناك شيئًا حرامًا يُنفَذ، وهنا أيضًا ما زالت فكرة الحرام والحلال ليست ظاهرة بقدر ما فكرة أن هناك شيء لا يجب أن يحدث وهو يحدث، يجبرونهن على عمل شيء لا يريدون عمله ويُجبَرن أن يفعلنه، في حصة الفتوة نحن كنا عساكر عساكر صغارًا نُعاقَب على أشياء، لم نتربى أن المدرسة نذهب إليها حتى نتعلم، بل تربينا أن المدرسة تذهبين إليها لتُعَاقبي فإذا تأخرت أمامك "مشية البطة" أو "زحف" (أنواع من العقوبات العسكرية المهينة للطلاب) إذا رحت بلا القميص الأخضر (الخاكي/ اللباس الموحد العسكري) تحت الـ [السترة] ربما القميص مغسول لأي سبب من الأسباب فهذا يستدعي أن تعاقبي بعقاب صعب جدًا، لماذا لأن هناك مدربة فتوة، فيما بعد تحجبت أنا وعندها صار هذا التحدي عندي ولي (أعيشه بشكل شخصي) في نهاية الحادي عشر تقريبًا (الصف الثاني الثانوي) لما كانوا يطلبون منا أن ننزل في المسيرات، وهنا صار نزع الحجاب ليس فقط ضمن الصف وضمن الأستاذ والمدير الذي بوسعك أن تختبئي عنه بالقعود في آخر مقعد أو بأن تقفي في آخر الصف (الرتل) [خلال الاصطفاف] لا هنا صار لدينا السير في السوق بدون حجاب لكي تخرجي مسيرة، في مرحلة الإعدادي كانت رفيقتي القريبة مني كثيرًا هي المحجبة، كنت أتعاطف معها، أحاول أن أخبئها، يعني أنا غير المحجبة أستطيع أن أخبئها بمرحلة من المراحل، "طاقية الفتوة" التي يسمونها "طاقية المحجبات" (حل ابتكر كبديل عن السدارة العسكرية)، كانت نادرًا ما تمر، لا يُسمَح أن تمر وهنا أريد قول إنني أنا فيما بعد عرفت أنه كوني في دير الزور؛ هذه المرحلة أنا انتقلت، يعني دعيني أرجع قليلًا للوراء، في الصف السابع أنا انتقلت من دمشق لدير الزور فكل المرحلة الني أحكي عنها من الإعدادي للثانوي أنا عشتها في دير الزور، بدير الزور كان الوضع أخف قليلًا ربما يعرفون بعضهم فكان يمكن غض النظر لكن لا يستطيع أن يغض النظر كثيرًا، يعني يغض النظر عنا كمدير أو كمدربة فتوة بأن نقف في آخر الصف ولكن لا تستطيع غض النظر عنا عندما نحن ننزل مسيرة وعلينا أن نرفع الحجاب، هنا بدأت التصادمات تحدث وتحديدًا لما صرت أنا أيضًا محجبة، يعني أنا قبل ذلك كنت أحاول أن أدافع عن غيري لأنني أنا أشعر بهم ولكن لما صار الوضع يخصني أنا فأنا لا أريد أن أنزل للمسيرة، يعني هنا بدأ أول الإحساس بأن المسيرة هي شيء إجباري، أولًا النزول لم يكن يعنيني (ليس من اهتماماتي) ثانيًا الازدحام، يعني أنا سأخرج من المدرسة حتى أذهب لمكان مزدحم ينزلون فيه جميع الموظفين ومن في السوق كله لنخرج فقط لأجل تأييد شيء نحن لا لنا صلة لنا به وغير ذلك أنا مجبرة أن أرفع حجابي، ففي أول مرة طُلِبَ مني أن أو أجبرت أن أرفعه فرفضت الذهاب للمسيرة، بقيت في المدرسة، طبعًا هذا قليلًا جعل عندي بفترة من الفترات أن أظل مترقبة وأن لا أخبر أهلي أنني ما ذهبت في المسيرة حتى لا يصيبهم الرعب، من أنني "قاوحت" (تحديت) يعني هذا المصطلح أنني أنا عاندت بقوة، وبقيت أحسب حسابًا هل سيحدث شيء بعدها هل سيطلبون أبي للاستجواب هل "سأتكركب" (سيحدث لي ما ليس في الحسبان) هل المدير سيخرج ليناديني، في وقتها مرت على خير، بعقوبة ضمن المدرسة، أوقفنا المدير جانبًا ولم أعد أتذكر إذا كان المدير أم الموجهة على وجه التحديد لكن الإدارة، يعني أكثر من شخص كان واقفًا، أوقفونا جانبًا وبقينا في الباحة إلى أن رجعوا من المسيرة وانتهت المسيرة، تركونا نحن في [حر] الشمس، ولما رجعوا عوقبنا بـ"مشية البطة".
بطفولتي أيضًا كان عندي زيارات، لم أكن جزءًا من أي توجه ديني أو شيء لكن كان عندي زيارات لمجمع كفتارو أو هذه المجمعات، بدأت أقارن أن آنستي وأنا صغيرة لما كنت أروح معها لأحفظ القرآن ما كان ينبغي أن أعرف حتى البيت ما كنت أعرف نحن إلى أين نذهب، كانت تأتي وتأخذني هي فنذهب إلى البيت ولا أحفظ أين مكانه وأنا صغيرة، ونرجع ترجعني إلى بيتي ولا أعرف ما اسمها، لا أعرف اسم الآنسات الأخريات ولا صديقاتي اللواتي كنّ معي، كانوا يبالغون كثيرًا بالسرية بمقابل يعني بدأت تلاحظ أنه في مجمعات كان فيها وجود لتيارات إسلامية تمارس الدور الإسلامي، لكن كان عندي القليل من التحفظ عليها، الطقوس التي كانوا يتعاملون فيها بين بعضهم، يعني الآنسة هي شخص مبجل جدًا، وأنا يجب أن أحترمها وممكن أن أقبل يدها وممكن أذهب عندها على البيت لأخدمها في البيت، هذه القصص نفرتني من أن أكون جزءًا منهن، على عكس ما كنت أشعر بالسرورعندما أروح وأحفظ القرآن مع آنستي، هنا أنا نفرت لأنني أنا أتيت لأسمع الدين وليس لأخدم آنسة، وكذلك ربما باللاوعي بدأنا نحس ما معنى تمجيد شخص، يعني نحن كفانا لم ننته من تمجيد "قائدنا إلى الأبد" (أحد الشعارات المدرسية لتمجيد حافظ الأسد) وكل يوم شعارات، كذلك عندنا الآنسة؟! والآنسة كذلك لها آنسة أكبر منها ولها شيخ، ما عندي فكرة إذا كانت هذه الطقوس تطوعًا من الطالبات وهن يفعلونها لكي يحترموا آنساتهن أو لا كانت تفرض عليهم، ما عندي فكرة، لكن أنا الموقف الذي كنت أشاهده أن اليد كانت تُمَدّ لتُقبَّل يد الآنسة، أنا في بعض الأحيان كنت قريبة من الآنسة بحد ذاتها، فكنت أشعر أنه يعني يفترض أنني أنا من موقع سلطة، أنني أنا قريبة الآنسة، يفترض أكون مسرورة، لا ما كنت مسرورة لهذه التصرفات التي كانت تمارس، ما عبرت بطريقة قوية جدًا لكن كل شيء فعلته أنني أنا رجعت خطوة للوراء، عرفت أن هذا المكان لا أنتمي له، يعني إذا كنت أنا يجب أن أحصّل شيئًا دينيًا يمكن أن أحصله في مكان ثانٍ وليس بهذه المجموعة وهذه الوتيرة من التبجيل الزائد لشخص، هناك شيء آخر كنت أكرهه في الطفولة هو التلفزيون السوري، نحن كل يوم خميس يجب أن نتفرج على برنامج الطلائع والذي يأخذ فترة طويلة هي أساسًا فترة محددة تُعرَض فيها برامج الأطفال، ومع كل ذلك يوم الخميس يضيع ببرنامج الطلائع وفترة المباريات يعني ابن القائد فقط، ابن الأسد ودوري الفروسية، أنا بذلك الوقت ما كنت أكرهه لدرجة أنني أنا أكره هذا الشاب أو كنت أراه أحدًا متسلطًا لكن كنت أتضايق أن هناك فترات طويلة تذهب ونحن نتابع هذا الفارس الذي يعني إذا نزل عن الفرس إذا كذا سوف يكون الأول (يفوز) لا مجال يعني أنت تشاهدين مباراة وأنت تعرفين بالنهاية خاتمها، لكن الفكرة صارت لما مات هذا الفارس في 1994 وتحديدًا في 21 كانون الثاني/ يناير الصور ملأت الشوارع، هي أساسًا صور حافظ الأسد وباسل كانت تملأ الشوارع في ذاك الوقت لكن لما مات، يعني أنا أتذكر أنه يوجد مكتبة تجاه المدرسة، المكتبة صارت ما فيها صور، كنا نحب أن نشتري صور فنانين لم يبق فيها صور فنانين، فيها صور باسل الأسد فقط والخط الأسود الذي للحداد على روحه، أخذنا (استغرقنا) وقتًا طويلًا نخاف أن نفرح هل نرجع الآن هل انتهى الحداد أم لم ينته، يعني ننتظر إشارة من الأساتذة لنعرف إن كنا نرجع نفك هذا الحداد أم لا نفكه، انتهت مرحلة الإعدادية والثانوية بدير الزور، وأنا يجب أن أقدم [أوراق التسجيل] في الجامعة أو المعهد، دير الزور ما فيها جامعات ما فيها معاهد في ذلك الوقت، هذا فيما بعد فهمت أنه جزء من منهجية النظام، أن يغيّب محافظات، فهذا جعلني أو أجبرني أن أنزل إلى الشام (دمشق) حتى أرجع (أتابع) أدرس، أنهيت المعهد بسنتين وقلت إنني أستطيع إعادة البكالوريا وأقدمها ثانية عسى أن أدرس اختصاصًا ثانيًا، قدمت أول مادة حسب ما أذكر كانت الديانة أول مادة ونريد أن نقدم مادة ثانية، كنت أشاهد التلفزيون وفجأة ظهر أحد المشايخ ووقتها شغّلوا القرآن فترة ونحن نقول لا نعرف ماذا يحدث وأكيد هناك شيء كبير جدًا حتى أوقفوا البث وشغلوا القرآن، وبعد ذلك اتضح موت المقبور حافظ الأسد، في تلك الفترة أنا وأختي بالبيت وماما هناك شيء من الضياع تحسينه، أنه أنت تعرفين أن هذا الموت فيه شيء كبير سيحدث وراءه، هناك أحد منذ أن ولِدتُ وأنا أعرفه رئيس سورية، يعني أنا أتيت على سورية حافظ الأسد لا أعرف أنه يمكن أن يكون فيها رئيس ثانٍ، ما عندي فكرة تداول السلطة، فهذا الرئيس الذي هو يمسك البلد مات وأوقفوا البث بهذه الطريقة وصار الحداد بهذه الطريقة فماذا سيحدث بعد ذلك هذا كان أحدث لدي قليلًا شيئًا من الخوف بداخلي، فكرت أن ربما يكون أحد من نوابه أو من الوزراء يمكن أن يصبح بدلًا منه، يعني هكذا للحظات ما ناقشت طبعًا الفكرة، لكن بيني وبين نفسي فكرت أنه من من الممكن أن يكون البديل عنه إما نائبه أو أن يصير هناك رئيس ثانٍ لكن ما كان يخطر لي ابنه سيصبح رئيسًا لا سيما أنه في ذلك الوقت ما كنت ترى بشار الأسد كرئيس، يعني ربما باسل الأسد لو إنه لم يمت ربما نعم كان حاضرًا أكثر بذهنية الشعب السوري أنه يمكن أن يكون رئيسًا بعد أبيه، أما بشار ما كنت أراه كرئيس، فهذه فكرة تعديل الدستور بوقتها هكذا بهذه السرعة فكرة دفنه بهذه السرعة يعني أشعرتنا أننا نحن شعب فقط هكذا ننتقل من يد ليد يمسكوننا نحن "باكج"(كتلة واحدة) من يد حافظ الأسد ليد بشار.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2023/05/27
الموضوع الرئیس
سيرة ذاتيةكود الشهادة
SMI/OH/231-01/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
ما قبل الثورة - حزيران 2000
updatedAt
2024/04/14
المنطقة الجغرافية
محافظة دير الزور-محافظة دير الزورشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية