تاريخ قارة.. العمل في التهريب والتأثر بفكر الإخوان المسلمين
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:14:00:03
نحن نعرف تمامًا أن حركة "الإخوان المسلمين" كان لها نشاط كبير ومميز جدًا في سورية على الصعيد الاجتماعي والديني والدعوي وحتى السياسي، والحكومة كانت منهم فيما بعد سقوط حكومة الوحدة في زمن عبد الناصر، طبعًا هم كانوا مرافقين بأوجهم ونفوذهم في سورية ونشاطهم لصعود حافظ الأسد إلى سدة الحكم، والشخصيات المميزة أو أميز شخصية من جماعة الإخوان المسلمين في سورية الدكتور مصطفى السباعي - رحمه الله - والدكتور مصطفى السباعي أنا أسمع لم أرى استمعت إلى قصص كثيرة عن زيارته المتكررة إلى مدينة قارة، وأنه تحدث بالناس وجمعهم وما إلى هنالك، واستقطب عددًا كبيرًا من الناس، وكان عدد كبير من الدعاة متأثرين بفكر الشيخ مصطفى السباعي، ومن أبرز الشخصيات التي كانت متأثرة وهم محسوبون والله أعلم على الإخوان المسلمين، ولا أذكر أن أحدًا منهم بقي على قيد الحياة، وأميز هذه الشخصيات الأستاذ حسن بركات -رحمه الله- حيًا أو ميتًا هو مختف منذ عام 1980 أو 1981 ولا أحد يعرف عنه شيئًا حتى الآن، كان رجلًا من الدعاة المميزين رجلًا بكل ما للكلمة من معنى، تأثر به الصغير والكبير والرجل والمرأة والطفل والشاب الكل تأثر به في مدينة قارة، وهو أميز شخصية دعوية مرت على مدينة قارة مدرس نشيط جدًا جدًا جدًا مميز بنشاطه الاجتماعي والدعوي والتدريس في المدرسة في عدة مدارس والتدريس في المسجد وزيارة البيوت وحضور الأفراح والأتراح، ما شاء الله كان يمتلك حكمة ويمتلك لسانًا طليقًا، يمتلك الكثير من المميزات التي جعلت كلامه نافذًا ومسموعًا ومتقبلًا عندما يُستمع إليه، طبعًا هناك بعض المعادين له حتمًا شيء طبيعي، وهم جماعة حزب البعث أو الناشطون وأذناب حزب البعث في ذلك الوقت، وكان يوجد الكثير جدًا من المتأثرين به، والمعروف عند أهل قارة ممن يُدرك تلك المرحلة أنه أحدث تغييرًا كبيرًا جدًا في تلك البلد على الصعيد العلمي والدعوي والديني بشكل كبير، وكان ذا تأثير على كل المراحل، ولكن خاصة فئة الشباب والأطفال الذين يُركز عليهم هذا الشخص -رحمه الله- حيًا وميتًا هذا الشخص اعتُقل فيما بعد وقِيل بأنه تم تصفيته ولا يوجد خبر يقيني عن الأستاذ حسن بركات -رحمه الله- حتى الآن.
وأنا أعتقد لا أستطيع أن أحكم تماماً أنا كنت طفلًا في تلك المرحلة، ومما رأيت أن هذه من الشخصيات التي تأثرت جدًا بفكر الشيخ مصطفى السباعي رحمه الله، وكانت فئة تُمارس الدعوة القولية والعملية، وكان همهم ليل ونهار بشكل دائم أن يدخلوا إلى كل البيوت وإلى كل المنتديات والمساجد والأفراح والأتراح، وأن يطرحوا أفكارهم، وكان هناك تقبل كبير جدًا من الناس لهم وهذا الأمر أحدث الحقيقة ثورة في البلد، كان الكثير من النساء يذهبن للدجالين والمشعوذين كفوا عن ذلك، وكثير من العادات والتقاليد البالية كانت موجودة في البلد هم ضبطوها و نظموها، وصارت الأمور الدعوية والدينية منظمة، وصارت الدروس في المساجد ودورات القرآن، لم يكونوا يتكلمون وبشهادة الجميع بأمور سياسية، والأستاذ حسن بركات كان ينتقد على العلن ينتقد حافظ الأسد ينتقد أي طاغية أي مجرم من شجاعته ومن قوته.
فهؤلاء الأشخاص أحدثوا ثورة كبيرة حتى في مجال النساء كان هناك دروس خاصة لهن في سدة المسجد، والنساء يستمعن ويحضرن الدروس بشكل دائم ، وأنت إذا أردت أن تبني أمة حتمًا يجب أن تبدأ من النساء، أنا والدتي كانت من المتأثرات بهذه الدروس فتحرص على الرغم من أنها امرأة عامية أو شبه أمية كانت تحرص حرصًا شديدًا على أن نحفظ شيئًا من القرآن أو أحكام الإسلام قبل أن نخرج للعب بشكل دائم، وتشترط علينا ذلك ولها الفضل في إيقاظنا على صلاة الصبح ومنذ أن كنا صغارًا لأنها كانت متأثرة جدًا بهذه الدروس وبهذه الدعوة التي قام بها هؤلاء الأشخاص -رحمهم الله- جميعًا، أظن أنهم جميعًا قد انتقلوا إلى الدار الآخرة، فهذه فئة كانت متأثرة بالشيخ مصطفى السباعي -رحمه الله- إلى أن تم تصفيتهم جميعًا تهجيرًا أو سجنًا أو قتلًا، رحم الله الأموات منهم والأحياء. نحن خلال الحديث في البداية بالتعريف في المدينة قلت: بأن أهل البلد قسم منهم يعمل في ميدان التهريب ولا أحد يُنكر هذا الأمر، وهذا الأمر ليست كل وجوهه سلبية هو أمر طبيعي أن أي بلد موجود في منطقة حدودية حتمًا سيعمل قسم من أهلها في ميدان التهريب، وهذا أمر طبيعي في كل دول العالم، ولا يتحمل تبعة هذا الأمر أهل البلد وإضافة إلى أنه كانت هناك دوافع، وأنا لا أدافع عن التهريب أنا وقفت ضده في مرات كثيرة جدًا.
دعنا نتكلم عن فترة الثمانينات التي نحن بصدد الحديث عنها، والتهريب قديم جدًا ولكل الأشياء استيراد وتصدير يذهب ويأتي فيه ناس كان لديها اعتقاد أنه لا يوجد شيء اسمه حدود، وأنا من حقي أن آخذ وأحضر ما أُريد، وفترة الثمانينات كانت في الحقيقة التهريب هو المنقذ لأهل البلد من نقص الكثير من المواد الأساسية حتى كان قسم كبير جدًا من أهل سورية يأتون إلى قارة، وأنا أدرك هذا الشيء لكي يأخذوا أشياء كثيرة مفقودة غير موجودة في السوق البرادات الغسالات التلفزيونات هذه كلها كانت تهريبًا، أنا أذكر وكنا صغارًا كان يأتي حتى الموز والبرتقال مع أنه يجب أن نزرع برتقال كان يأتي من لبنان الموز والبرتقال والتفاح والسكر والجوز والرز والزيت النباتي وكل هذه الأشياء كانت تأتي مواد أساسية كانت تأتي عن طريق التهريب من لبنان إلى سورية، فالتهريب هو أمر طبيعي مفروض أن يصير بهذه البلد، ولكن شذ البعض عن طبيعة هذا الأمر وتصرفوا تصرفات حتمًا لا يُوافق عليها لا شرعًا ولا أخلاقًا ولا بأي مبدأ في العالم، حين يهرب الشخص أشياء أساسية في بلده عندما يكون بفترة في ضيق ويأخذ المازوت أو مثلًا الخراف أو الناس يقطعون الأشجار الخضراء ويأخذونا أو ما إلى هنالك هذا شذوذ قولًا واحدًا، وهذا التصرف غير أخلاقي وهذا سيُنجب مالًا حرامًا حتمًا، أو مثلًا بإدخال مواد ممنوعة، والشيء الذي لا يخفى على أحد أن أجهزة الأمن وعلى رأسهم المخابرات العسكرية في سورية وهذا أمر لا يستطيع أحد أن ينكره وهذا أمر معروف وبديهي هي التي كانت تُنظم هذا الأمر، كان معروفًا بين الناس أن اليوم يوجد طريق وما يعني وجود طريق، نحن لدينا سبعة وديان في قارة سبعة وديان في كل وادي موجود هجانة وعناصر من المخابرات اليوم في طريق العقيد فتح لنا طريقًا اليوم نمر وكل سيارة عليها 100000 مثلًا، فتدفع ونُحاسب ونخرج بالسيارات وهذا أمر معروف لجميع الناس، واليوم عملتم لا اليوم لا يوجد شغل لا يوجد طريق، فالشغل البسيط جدًا كان تهريبًا حقيقيًا من وراء أجهزة الأمن، أما 90% من الشغل كان بطريق نظامي وبهذا الطريق النظامي يوجد عقيد أو عميد أو رائد أو ضابط مخابرات هو المشرف على هذا الأمر، وهو الذي يُنظم عملية خروج السيارات بوقت معين وعودتها محملة بما شاءت، يذهب ومعه ما يريد ويرجع معه ما يريد، ولا أحد يُفتشه أو يقترب منه مقابل تعوي مادي، فكان الأمر منظمًا من قبل أجهزة الأمن ولا يستطيع أحد في العالم أن يُنكر ذلك، قد يكون على مستوى عال وقد يكون على مستوى شخصي، سأذكرها بشكل نظامي، وسؤالنا ربما يستغرب البعض أنه أمر منظم من قبل النظام، نعم منظم من قبل النظام، وكيف منظم من قبل النظام؟ يوجد سماح من فوق ليرخوا الحبل، والجمركي كان يأخذ أيام حافظ الأسد وحافظ الأسد يعرف أن هذا يأخذ لأن راتبه 1000 ليرة أو 1500 ولا يكفيه فحتمًا سيسرق والشرطي سيسرق، وهذا ضابط المخابرات المعين يعرف والقيادة تعرف أن الناس يسهلون عملية التهريب، وممكن أن يكون هذا الأمر ليدخل مواد غير موجودة في سورية، نعم ممكن غن يكون هذا الأمر لتسهيل دخول وخروج أشياء بيننا وبين لبنان.
أنا أذكر في 2006 يوم حرب تموز الصواريخ كان كل الناس يشاهدونها من هنا مع قوافل التهريب من سورية إلى لبنان حتى تصل لعند حزب الله، ففتح هذا الطريق النظام وله هدف من وراء ذلك، هو فساد أول شيء ونقطة ثانية حتمًا النظام ليس هدفه أبدًا فائدة المواطن حتمًا ليس هدفه فائدة المواطن، هدفه أن ينتشر الفساد معظم مال التهريب للأسف الشديد كان يُصرف على أشياء لا تُرضي الله عز وجل ولا تؤدي إلى المجتمع الخير معظمه لا أقول كله، ناس كانوا ملتزمين يعملون بالتهريب وهم ملتزمون للأسف وليس كل الناس كانوا بهذا الشكل، وهناك نقطة مهمة النظام كان يسمح بالتهريب أن يحصل، مع العلم كان أكثر من 40 أو أذكر 50 حالة قتل تمت لمهربين على أيدي عناصر النظام، والنظام كان غير مهتم بأرواح الاشخاص ولم يُعوضه أحد عن شيء، ومثلًا إذا كان الطريق غير مفتوح ربما يُطلق عليك الضابط أو عنصر الأمن، وتروح بجلدك ولا تتعوض بشيء أنت أو أهلك عن هذا الأمر ولا يُحاكم الذي قام بقتلك بهذا الشكل الظالم وبهذا الشكل الجاحد.
موضوع التهريب كان له أثر سلبي كبير جدًا على موضوع التعليم، أنا مثلًا عمري 15 - 16 سنة لن أصبر وكذا لأتخرج من الجامعة وأقبض راتب 2000 ليرة لا أنا أعمل في التهريب وأُحصل أكثر بكثير دون جهد أو عناء، وهذا الأمر حتى معي حصلت قصص شخصية بأم عيني في إحدى السنوات عندي طالب في المدرسة، وهذا الطالب كان من المتميزين في الفصل الأول وفي الفصل الثاني ترك المدرسة، فكنت أعمل في أرضنا بربيع ذلك العام وكانت أيام الفصل الثاني خلال فترة الربيع عندنا عمل كبير بالأشجار، فصادفته على الطريق فسألته عن عمله،[فقال]: "والله أعمل بالمازوت أطلع كل يوم وأرجع"، أنت قبل الفصل الأول حصلت على علامة مميزة وأنت طالب جيد، فأدى إلى تسرب قسم كبير جدًا من الطلاب من أروقة المدارس والتحاقهم بهذا العمل الذي كان عملًا غير محمود عند الجميع لا أحد يحمده حتى المهرب نفسه، كان هذا الأمر يُعرف أنه أمر غير محمود ولكنه يُدر مالًا، وحين الإنسان يرى الأموال لا يُفكر بشيء أبدًا، أو كان بالمجمل سيئًا على البلد ونتائجه كانت سيئة على البلد، ولأكون منطقيًا بالكلام ليس أهل البلد سيئين واشتغلوا بالتهريب، لا هو أمر كان واقعًا هم في بلد حدودية، وفي فترة من الفترات كانت حاجات أساسية لا تأتينا إلا عن طريق التهريب، أنا عندما كنت طفلًا أذكر كنا نأكل التفاح والبرتقال والموز المهرب حتى السكر حتى الجوز حتى الرز حتى كل هذه... والسمن، ومن كان يأكل سمنة في سورية والمحارم(المناديل الورقية) كلها كانت عن طريق التهريب، فضلًا عن الآلات الكهربائية الغسالات والبرادات وأفران الغاز والتلفزيونات كلها كانت مواد مهربة، أما هو كأثر سلبي على الحياة الاجتماعية طبعًا كان له أثر سلبي كبير جدًا على الحياة الاجتماعية، بصراحة أنا كنت متأثرًا بفكر الدعاة الذين كانوا يتحدثون بشيء اسمه وحدة إسلامية مثلًا، وكنت لا أؤمن بالفكر القومي إطلاقًا.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/01/27
الموضوع الرئیس
تاريخ مدينة وواقعهاكود الشهادة
SMI/OH/113-03/
أجرى المقابلة
إبراهيم الفوال
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
قبل الثورة
updatedAt
2024/09/25
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-قارةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
شعبة المخابرات العسكرية - الأمن العسكري
حزب البعث العربي الاشتراكي