الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

سرد تاريخي لمدينة البوكمال وبداية الحراك السلمي فيها

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:15:03

طبعًا البوكمال انضمت إلى ركب الثورة في وقت مبكر، ودخلت في الثورة من أوسع الأبواب في جمعة الصمود"، ولكن قبل "جمعة الصمود" التي كانت في تاريخ 8 نسيان/ أبريل 2011 كانت" "جمعة الشهداء" بتاريخ 1 نسيان/ أبريل 2011 والصحيح أن الناس كانوا مستعدين للخروج عن بيت الطاعة والانضمام إلى ركب الثورة، ولكن كان يوجد ظروف حالت دون القيام بهذا الحدث العظيم، وكما تعلمون أنه كانت توجد جنازة في الجامع الكبير وتشييعها والصلاة عليها ودفنها وهذا أخر مراسم أو قد أخّر الدخول في الثورة إلى الجمعة الثانية وهي "جمعة الصمود"، وكان من الأسباب الحقيقية التي دفعت إلى انضمام الثائرين إلى ركب الثورة الحقيقة هو نزول الشبيحة الأول إلى مدينة البوكمال وبإيحاء من النظام ومن مخابرات النظام في البوكمال ودير الزور، وعندما علم الأهالي والثوار بنزول هؤلاء، وطبعًا أنا كنت أرى هذا المنظر حيث إنهم نزلوا في يوم الجمعة وقبل صلاة الجمعة بعدد من السيارات وغير مسلحين ولم يتحدثوا، والناس عرفوا أنهم جاؤوا من أجل ليّ ذراع أي شخص يحاول الانضمام إلى الثورة، يعني هذا المنظر في الحقيقة استفز الثوار والأهالي، وصمموا وأعلنوا أنه في الجمعة القادمة التي هي جمعة الصمود في 8 نسيان/ أبريل 2011 سوف تخرج البوكمال عن بكرة أبيها في مظاهرة والانضمام إلى الثورة السورية ومساندة درعا والمدن السورية التي تتعرض للحصار والاعتقال.

أنا ذكرت أنه السبب المباشر هو استفزازيّ ونزول الشبيحة والناس أقسموا في الجمعة القادمة أن يدخلوا في ركب الثورة ولكن هناك أسباب قريبة والجميع يعرفها وأهمها تغييب الشباب وتهميشهم، ولا يوجد وظيفة ولا عمل يعني الكثير من الشباب وحتى الذي لديه شهادة لم يكن يحصل على وظيفة، بالإضافة أيضا حرمان الشباب المثقف وخاصة الذين ينجحون في البكالوريا (الثالث الثانوي) بالانتساب إلى المؤسسة العسكرية، وكما نعلم أن المؤسسة العسكرية كانت حكرًا على الطائفة أو على أبناء الذوات الذين يعطون ولاءهم للنظام، يعني أنت عندما تكون إنسانًا عاديًا فإنهم يضعون فيك الأمراض ويقولون: إنك غير مقبول وهذه من الأسباب بالإضافة إلى انتشار الرشوة وانتشار المخدرات وانتشار الجريمة وخاصة قبل عام أو عامين، حيث بدأت الجريمة تزداد ويوجد عندنا الكثير من انتشار الفساد والرشوة ووجود أناس وخاصة المتعهدين الذين يقومون بمشاريع مدارس وجسور كلها غير مطابقة للمواصفات الرسمية، يعني المشاريع تتم على حساب الربح وليس على حساب النوعية وأيضًا حرمان معظم أبناء مدينة البوكمال من التمثيل في البرلمان، يعني كان التمثيل في البرلمان يتم عن طريق الحزبيين (أعضاء حزب البعث)، يعني الحزب يذهب إلى البرلمان وليس من الضروري أن يتم انتخابه وهو سيكون في قائمة مع المستقلين يعني يتم انتخابهم بشكل آلي.

البوكمال لم تحظَ حتى بالمنافسة الانتخابية يعني لم يكن يوجد عوائل ترشح نفسها من البوكمال هذه محرومة من الانتخابات بالإضافة أنه يوجد عندنا الكثير من الأمور يعني الصحيح أنه يوجد أمور بيئية ومنها تلوث نهر الفرات المتعمد يعني أصبح عندنا أكثر من 500 مجرور صرف صحي على نهر الفرات ورمي مكبات المستشفيات في نهر الفرات وهذا أدى إلى وجود أمراض داخل المدينة وخاصة في القرى، ويوجد أمور كثيرة ساهمت بالإضافة إلى قطع الغطاء النباتي والتصحر والمساهمة في التصحر، يعني عندنا أمور كثيرة ساهمت بدفع الناس للثورة، وهي تعتبر أسبابًا قريبة، ويوجد عندنا أيضًا انتهاكات النظام منذ التصدي للثورة الأولى التي قامت في الثمانينات، وطبعًا تصدى لها النظام وقام بعدة مجازر سواء مجزرة بستان القصر أو مجزرة سوق الأحد في حلب ومجزرة سرمدا وأهمها مجزرتا تدمر وحماة التي كانت في شهر شباط/ فبراير من عام 1982.

في "جمعة الصمود "أنا كنت موجودًا في الجامع الكبير، وأعرف أن الناس محتقنين.

في "جمعة الصمود" بتاريخ 8 نيسان/ أبريل 2011 أنا كنت أحد المصلين في المسجد الكبير، ورأيت عند خروج المصلين من المسجد بعد انتهاء ميقات الصلاة العشرات من الناس يهتفون: "ما في خوف بعد اليوم". وهذا أول شعار تم إطلاقه وبذلك كُسر حاجز الخوف من هنا وأيضًا: "بالروح بالدم نفديك يا درعا"،  "الله سورية حرية وبس"، وكانت هذه شعارات مساندة وشعارات إصلاحية دون أن تتعرض لإسقاط النظام.

خرج المتظاهرون أو الثائرون بالعشرات من المسجد الكبير وخلال دقائق معدودة تجمع معظم المصلين في مساجد المدينة مقابل المسجد الكبير الذي اسمه مسجد أبو بكر الصديق وعلى مقهى رصيف البلدية والمخفر وفي "ساحة الحرية" التي تحول اسمها مع إطلاق أول هتاف حيث كان اسمها ساحة النخيل، وتحول اسمها إلى ساحة الحرية، وبدأت الهتافات تعلو وبدأ يزداد عدد الناس وبدأ الذهول والناس مستغربون، وأن الخروج عن بيت الطاعة لأول مرة يتم بعد أحداث انتفاضة البوكمال الأولى التي كانت في عام 1991، وبدأ الثائرون يزداد عددهم وبدأ المتفرجون أو الواقفون ينخرطون مع الحراك وتحولت إلى مظاهرة تصل إلى الآلاف، وجابت شوارع البوكمال لأكثر من ساعتين أو ثلاثة ساعات وهي تهتف، وكانت هناك حاضنة شعبية حقيقية لهؤلاء الثوار وطبعًا قوات الأمن استنفرت وخرجت من أوكارها فزعة، ولكنها لم تُحدث أي شيء وفقط كانت تراقب وتسجل وتتصل، وبالمقابل كان عدد من الشبيحة يرصدون تحركات الثوار، وانتهت المظاهرة تقريبًا الساعة 4:00 يعني هي خرجت في الساعة 1:00 وانتهت في الساعة 4:00 بدون حدوث أي شيء وبذلك أدخلت البوكمال [نفسها] في ركب الثورة من أوسع أبوابها.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/08/08

الموضوع الرئیس

تاريخ مدينة وواقعهاالحراك في مدينة البوكمال

كود الشهادة

SMI/OH/138-03/

أجرى المقابلة

همام زعزوع

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

مدني

المجال الزمني

ما قبل الثورة إلى بداياتها

updatedAt

2024/04/20

المنطقة الجغرافية

محافظة دير الزور-مدينة البوكمال

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

مجلس الشعب - نظام

مجلس الشعب - نظام

الشهادات المرتبطة