السيرة الذاتية والوضع العام في مضايا قبل الثورة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:24:32:03
اسمي أنس محمد سليمان العبدة ولدت في دمشق عام 1967 والدي الدكتور محمد سليمان العبدة من مضايا في ريف دمشق ووالدتي هيام الركابي من دمشق، ودرست الابتدائي في السعودية والمتوسطة في سورية ثم جاءت فترة التهجير القسري في حزيران 1980 وهُجرنا قسريًا إلى خارج سورية إلى الأردن، ودرست فيها الثانوية وأيضًا الجامعة، درست في جامعة اليرموك علوم الأرض جيولوجيا ودخلت الجامعة عام 1984، وتخرجت عام 1988 وبعدها أكملت الدراسات العليا في بريطانيا وتخرجت من جامعة نيوكاسل ماجستير علوم جيوفيزياء عام 1990 وبعدها عملت في المجال الاحترافي في تكنولوجيا المعلومات، واستمر هذا الوضع حتى ربيع دمشق ومنذ ربيع دمشق بدأت أفكر جديًا بالعمل العام وفي عام 2005 أسست مع عدد من الزملاء داخل وخارج سورية حركة العدالة والبناء وأنا كنت رئيس الحركة في ذلك الوقت، وفي عام 2008 كنت رئيس الأمانة المؤقتة لإعلان دمشق في المهجر ورتبنا لاجتماع المجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر أول مرة في عام 2010، وانتخبني المجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر في ذلك الوقت كرئيس للأمانة العامة لإعلان دمشق في المهجر، وبدأت الثورة المباركة في عام 2011 وكنت من المؤسسين للمجلس الوطني السوري في عام 2011، وفي عام 2012 أصبحت أمين سر الأمانة العامة للمجلس الوطني ثم أصبحت عضوًا في الهيئة السياسية للائتلاف في عام 2013، وشاركت في وفد جنيف 2 عام 2014 وفي عام 2015 كنت أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة ثم انتخبت كرئيس للائتلاف في عام 2016 وقضيت الدورتين المسموح بهما للائتلاف، ثم تمت إعادة انتخابي كعضو في الهيئة السياسية في الائتلاف في عام 2018 وعام 2019، وفي عام 2019 تم انتخابي مرة أخرى كرئيس للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة حتى حزيران عام 2020 تم انتخابي كرئيس للهيئة التفاوضية السورية، وحتى الآن ما زلت في هذا الموقع هذا بشكل عام كلام مختصر من البداية حتى هذه اللحظة (تاريخ التصوير 25/01/2021).
طبعًا كما ذكرت في البداية كان والدي من مضايا وهي بلدة لعبت دور كبيرًا في حياتي وأنا أعتبر نفسي جيلًا ثالثًا من المعارضة بهذا النظام خلال الستين عامًا الماضية، طبعًا بالنسبة لي لم يكن غريبًا أن تكون مضايا أول منطقة في سورية في يوم الجمعة في 18 (آذار/مارس) عام 2011 تقول: "الشعب يريد إسقاط النظام". كانت أول منطقة وأول بلدة وأول مظاهرة ترفع هذا الشعار وطبعًا هذا الشعار كان هو شعار ثورات الربيع العربي، ولكن عندما بدأت في سورية كانت الشعارات أقرب إلى موضوع الإصلاح، وكانت تتصاعد منذ ذلك الوقت، ولكن أول مرة موثقة تمت المطالبة بشكل واضح ومصور وفي مظاهرة في مضايا.
إذًا مضايا في الحقيقة أنا اعتبرها قلعة من قلاع المقاومة ضد النظام لفترة طويلة وربما بعض الأسباب أنها بلدة حدودية وبالتالي لديها نوع من التواصل مع المحيط الذي حولها ولديها القدرة على أن يكون لديها مصادر بديلة لشعبها ومنطقتها وموضوع السلاح كان متوفرًا بشكل كبير، وكان أهل مضايا معروفين بالأنفة ومقاومة الظلم أيام الفرنسيين وفي أكثر من مرة حصل قصف من قبل الفرنسيين على المنطقة بسبب مقاومة الناس هناك، وبالتالي كانت مضايا منطقة متميزة ضمن ريف دمشق في هذا الموضوع.
في البداية أريد أن أبدأ بالشيء الذي له علاقة بجدي بداية، جدي كان جزءًا من الكتلة الوطنية، وكان داعمًا لها بشكل كبير وأكثر من مرة حصلت لقاءات ودعوات في منزلنا في مضايا، وعندما كان يأتي الرئيس شكري القوتلي إلى منطقة الزبداني ومضايا كان ينزل في قصر عبد الحميد ذياب وجدي في ذلك الوقت كان موجودًا في هذه الاجتماعات، وجدي كان له علاقة مميزة جدًا مع أحد كبار التجار في منطقة الميدان اسمه الحاج أبو أمين راعي السفرة، وهو كان من كبار تجار المواشي في ذلك الوقت وأيضًا كان جزءًا من الكتلة الوطنية، وعندما يكون في مضايا ويكون هناك اجتماع للكتلة الوطنية كان جدي يكون معهم في هذه الاجتماعات، أضف إلى ذلك أن الحاج أبا أمين كان أيضًا يستضيف عنده في مضايا في منزله عددًا من علماء دمشق وعلى رأسهم العالم المشهور مكي الكتاني الذي كان رئيس جمعية علماء سورية، وهو طبعًا من أصول مغربية وكان ابنه الكبير الفاتح مكي الكتاني كان على صداقة كبيرة مع جدي، وطبعًا في مضايا منذ ذلك الوقت وبعدها كانت عبارة عن منطقة جذب للعائلات المحافظة في دمشق، ولكن هذا يؤدي إلى نوع من التواصل ما بين أهل هذه القرية وهذه البلدة والمحيط الأوسع والأرحب لدمشق، ويحصل هناك نوع من التواصل الثقافي والعلمي والأخبار وكل ما له علاقة بالشأن العام وهذا الذي دفع جدي في مرحلة متقدمة مباشرة بعد الاستقلال إلى الدخول في العمل العام وكانت توجد هناك حملة انتخابية كبيرة و منافسة كبيرة ما بين شخصين في منطقتنا الشخص الأول كان اسمه فيصل العسلي وهو كان قاضيًا في الزبداني وهو طبعًا من دمشق، ولكنه أراد أن يترشح عن منطقة الزبداني في البرلمان السوري في ذلك الوقت ونقل نفوسه إلى الزبداني وترشح رسميًا مقابل جميل الشماط الذي كان من سرغايا وبالعادة كان هذا المقعد لجميل شماط عن المنطقة وجدي وقف مع فيصل العسلي ودعم حملته الانتخابية، وكانت المنافسة شديدة جدًا واستطاع فيصل العسلي الفوز في هذه الانتخابات وفي وقتها فيصل العسلي أسس حزبًا صغيرًا اسمه الحزب التعاوني الاشتراكي.
استمر جدي في العلاقة المميزة مع الكتلة الوطنية وأيضًا هو في ذلك الوقت كان عنده نوعان من العمل شيء له علاقة بالزراعة لأنه يوجد لدينا أراض وبساتين وجزء منها ورثها عن والده -رحمه الله- وجزء منها استطاع أن يشتريها خلال عمله في الزراعة وأيضًا بالتوازي مع ذلك كان يعمل بالمقاولات وهذا أيضًا وفر له بيئة مناسبة سواء من ناحية الدخل أو العلاقات والتواصل مع الناس في دمشق وسورية وهو بنى أول مدرسة ابتدائية في مضايا وأيضًا بنى معسكر الكشافة عند نبع بردى، وهذا الكلام أثناء الوحدة بين سورية ومصر وعندما بنى هذا المعسكر عند نبع بردى جاء الرئيس جمال عبد الناصر ورئيس يوغسلافيا تيتو وافتتحوا هذا المعسكر وكانت أيضًا فرصة مهمة أن يكون له تواصل ليس فقط مع السوريين وإنما مع المحيط العربي والدولي.
عمي يذكر لي مثلًا: في إحدى المرات كانوا في فترة الصيف في فترة جني الثمار كانوا موجودين في أحد البساتين التي يوجد فيها تفاح ومر على البستان الرئيس شكري القوتلي بسيارة هو وابنه، هذا البستان يوجد فيه التفاح ونحن منطقتنا مشهورة بالتفاح بشكل عام وفي يومها جدي أحضر أنواعًا جديدة ليجربها في هذه البساتين، وجاء شكري القوتلي هو وابنه وكان ابنه الذي يقود السيارة طبعًا [كانا] لوحدهما لا توجد معهما مرافقة ولا حرس، وكانوا يرتديان... وعمي يتذكر تمامًا وهو كان طفلًا، كان الاثنان يرتديان بدلة بيضاء ونزلا إلى البستان وسلما على جدي، وسألاه عن الأوضاع بما يتعلق في الزراعة، الرئيس شكري القوتلي استأذن أن يقطف تفاحة مباشرة من الشجرة، وفعلًا قطف هذه التفاحة وجدي مباشرة بعدها عرض عليه أن يعطيه سلة تفاح، وهو في البداية حاول أن يعتذر (شكري القوتلي) عن هذا الشيء وأنه تكفيه هذه التفاحة وأنه جربها يعني بعد جهد جهيد حتى وافق أن يأخذ السلة ثم غادر في حال سبيله يعني هذا الشيء يعطي انطباعًا أنه كيف كانت الأمور في ذلك الوقت.
أيضًا جدي رتب هو ووجهاء مضايا استقبال الرئيس ناظم القدسي في مسجد مضايا الشمالي، وكان الرئيس ناظم أحيانًا يحضر صلاة الجمعة في المسجد بدون إعلام وهذه حصلت في فترات لاحقة، ويتذكر جدي وعمي أنه في إحدى المرات حضر وكان المسجد ممتلئًا واضطر للجلوس في الصفوف الخلفية بالقرب من منطقة الأحذية في المسجد والناس رأوه وقالوا له: لا يمكن. ولكنه بقي في المكان الذي كان به حتى انتهت الخطبة والصلاة وهذا يدل على هذه الشخصيات العظيمة وتواضعها وبنفس الوقت عدم تكلفها بما يتعلق بالعمل العام وهذا الجزء وملامح أساسية بالشيء الذي له علاقة بجدي في ذلك الوقت.
بعدها عندما جاءت مرحلة البعث (حزب البعث) جدي كان معروفًا في منطقتنا أنه معارض للبعث ولا يشارك في الانتخابات ومرة واحدة شارك بشيء له علاقة بحافظ الأسد، ولا أذكر إما في استفتاء أو انتخابات وكان واضحًا عندما ذهب إلى المركز قال لهم: إنه انتخب بلا، طبعاً بسبب وضعه أنه كان من وجهاء البلد ولجنة المصالحة التي كانت بين العوائل في حال حصول المشاكل كانوا لا يسببون له مشاكل في هذا الموضوع.
هذا الجو العام في مضايا وما يتعلق بجدي كان هو عبارة عن تواصل مع المحيط الذي له علاقة بالعمل العام في دمشق وبقية سورية، جدي كان حريصًا جدًا على موضوع التعليم وكان يعطيها الأولوية الأولى ودفع والدي وأعمامي نحو التعليم، مع أنه في ذلك الوقت في مضايا كان توجد قلة في هذا الموضوع والتحصيل العلمي والجامعي بشكل عام، ونحن نعرف تحديدًا الشيء الذي له علاقة بالزراعة، عادة العوائل تحب أن يركز الأولاد بشكل أكبر على الشيء الذي له علاقة بالمساعدة بالعمل في الأرض والبساتين، وكان يوجد توجه نحو التعليم وتحصيل الشهادات العليا.
والدي الدكتور محمد سليمان العبدة هو من مواليد مضايا وُلد في هذه البيئة المحافظة بشكل عام مضايا كلها كانت عبارة عن بيئة محافظة، وهو تأثر بهذه البيئة بشكل أساسي وطبعًا معظم البيئات الريفية في ذلك الوقت كانت محافظة.
بعد المرحلة الابتدائية لم تكن توجد أي مدرسة متوسطة في كل المنطقة بمعنى مدرسة متوسطة تابعة للحكومة وهذا الكلام في عام 1954 تقريبًا، وفي ذلك الوقت كان يوجد شخص في الزبداني من أصول لبنانية اسمه أبو الخير قواس افتتح مدرسة متوسطة خاصة، وكان هو مدير هذه المدرسة وكان اسمها متوسطة الملك العادل الذي هو أخ صلاح الدين، ومباشرة بعد أن انتهى والدي من المرحلة الابتدائية أرسله جدي إلى المتوسطة وكان يأتيها طلاب من بلودان ومضايا وسرغايا والزبداني وكل المنطقة، طبعًا باعتبارها مدرسة خاصة كان الأهالي ملزمون بالأقساط لهذه المدرسة، ولم يكن يوجد منح في ذلك الوقت ولا يوجد مدرسة حكومية، وكان والدي يذهب على الدراجة الهوائية من مضايا إلى الزبداني بشكل يومي لحضور المدرسة هو ومجموعة من زملائه في مضايا الذين كان أهلهم حريصون على إكمال دراستهم.
أثناء فترة المتوسط كان هناك مدرس اسمه علي يوسف كان أستاذ لغة عربية وكان عنده توجه إسلامي، وربما لعب دورًا معينًا في بداية توجه والدي التوجه الإسلامي، وكان علي يوسف له شعبية ومحبوب من قبل الطلاب وكان يعطيهم دروس دين وأيضًا دروس اللغة العربية وعندما كانوا يحضرون عنده في المنزل والدي يتذكر كان يرى صورة لمعروف الدواليبي موجودة على الجدار وتقريبًا بدأ التوجه الإسلامي عند والدي من ذلك الوقت، وهذا الشيء ليس بغريب لأنه بالأساس الطبيعة محافظة والبيت والبيئة بشكل عام هي بيئة محافظة، وبعدها عندما انتهى من مرحلة المتوسط جدي كان حريصًا جدًا على أن يكمل والدي التعليم، ولم تكن توجد مدرسة ثانوية أو خاصة في كل المنطقة فأرسله إلى دمشق وكانت أهم ثانوية وأشهر ثانوية في ذلك الوقت اسمها ثانوية جودت الهاشمي أو التجهيز الأولى، وفي عام 1958 تم تقسيم هذه الثانوية إلى ثانويتين أدبي وعلمي، القسم الأدبي اسمه ثانوية ابن خلدون وجودت الهاشمي كانت للقسم العلمي، ووالدي أكمل ثانويته وخلال فترة الثانوية كان يقول لي: إن المدرسين فيها من أعلى المستويات في هذه الثانوية والسبب أن هؤلاء المدرسين كان تأسيسهم قويًا سواء في الابتدائي أو المتوسط أو الثانوي أو بعد ذلك وحتى البعض منهم يوازي أن يكون مدرسًا في الجامعة، وهذا أيضًا ترك تأسيسًا قوي للطلاب الذين كانوا يذهبون إلى ثانوية ابن خلدون وجودت الهاشمي في ذلك الوقت، وأيضًا خلال هذه الفترة بدأ يقرأ بعض الكتب التي لها علاقة بالتوجه الإسلامي وبعدها التحق بجامعة دمشق ودرس في كلية الحقوق، طبعًا دائمًا فترة الجامعة بالنسبة لأي شخص هي فترة مميزة أولًا- من ناحية التحصيل العلمي وثانيًا- من ناحية التحصيل المعرفي والخبرات التي يحصل عليها الشخص، سواء من قبل المدرسين أو من قبل زملائه أو من قبل المحيط الذي بالعادة هو محيط ثقافي وسياسي مهم في ذلك الوقت. وإذا تكلمنا عن المدرسين أيضا كانوا من الطراز الأول يعني كان يدرسهم في ذلك الوقت أشخاص في موقع المسؤولية، ولكنهم أيضًا كانوا مميزين بالشأن المعرفي وتخصصاتهم مثلًا كان يدرسهم معروف الدواليبي في كلية الحقوق وكان وزير الإعلام مصطفى البارودي أيضًا يدرسهم في كلية الحقوق وشخص مثل رزق الله أنطاكي الذي كان وزير الاقتصاد كان يدرسهم في ذلك الوقت وأيضا الشيخ مصطفى الزرقا الذي كان وزير العدل يدرسهم في كلية الحقوق، طبعًا كل حسب تخصصه القانوني في ذلك الوقت، ولكن هذا يعطي انطباعًا عن مقدار المستوى العلمي القوي في ذلك الوقت، وكم كانت كلية الحقوق في جامعة دمشق واحدة من منارات الإشعاع العلمي سواء على مستوى سورية و على مستوى العالم العربي.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/01/25
الموضوع الرئیس
سيرة ذاتيةتاريخ مدينة وواقعهاكود الشهادة
SMI/OH/129-01/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
قبل الثورة
updatedAt
2024/07/26
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-مضاياشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
جامعة دمشق
حزب البعث العربي الاشتراكي
المجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر
حركة العدالة والبناء
الكتلة الوطنية
الحزب التعاوني الاشتراكي