سيرة ذاتية ومدينة الضمير جغرافيًا واجتماعيًا
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:16:56:07
بسم الله الرحمن الرحيم، أنا إسماعيل حسين أسعد، المكنّى بعبد الله الواثق، أعطي شهادتي لذاكرة الثورة السورية، أنا من مواليد مدينة الضمير، مدينة الضمير تابعة لمحافظة ريف دمشق، تبعد عن دمشق 40 كم وهي البوابة الشرقية لمدينة دمشق وبوابة أيضًا للبادية السورية، يحدّ مدينة الضمير من جهة الشمال مدينة الرحيبة، ومن جهة الغرب الغوطة الشرقية أو ما يسمى بالمروج، ويحدّها أيضًا من الجنوب البادية التي تصل بمدينة السويداء وإلى الحدود الأردنية، تُعتبر الطريق الرئيسي والوحيد إلى معبر التنف الذي يربط دمشق بالعراق، وتُعتبر طريقًا أساسيًا أيضًا للمدن الشرقية دير الزور والحسكة وتدمر إلى ما هنالك، فهي ذات موقع استراتيجي مهم، كونها تُعتبر عقدة مواصلات تربط محافظة ريف دمشق بمحافظة حمص والمحافظات الشرقية بشكل عام.
مدينة الضمير تُشتهر بالزراعة، وبالإضافة للزراعة عندنا -الحمد لله- مستوى التعليم جيد جدًّا، بالإضافة [إلى أن] قسمًا كبيرًا من أهالي المدينة موظّفون لدى الدولة، وقسم جيّد لا بأس به تطوّع في الجيش السوري، يعني مصادر الدخل في مدينة الضمير بشكل عام تُعتبر [أنها] تأتي من النقل بشكل أساسي والزراعة ومن ناحية التوظيف مع الدولة. النقل عندنا عدد وأسطول كبير من سيارات الشحن التي تنقل البضائع والخضار من سورية إلى الدول الشقيقة المجاورة، سيارات نقل مبرَّدة، مشهورة كثيرًا الضمير بهذا الموضوع.
أهل مدينة الضمير بشكل عام عاشوا في هذه الطبيعة الصحراوية دعنا نقول، فيوجد نوع من الذكاء تتّسم به المدينة وأهل المدينة بشكل عام، مستوى التعليم يتعدى نسبة 80%، الجهل قليل عندنا بالمدينة الخريجون كثيرون [سواء] كانوا جامعيين أو كانوا من الذين أنهوا المرحلة الثانوية، بشكل عام مدينتنا علّمت بنات مدينتنا بشكل خاص، عندنا قسم كبير من المعلّمات علّمن منطقة المرج والغوطة كاملةً، وتُعتبر مدنًا صغيرة محيطة بنا، وأبناء مدينتنا يعني أساتذتنا وآباؤنا درسوا بأقطار عربية حتى أيام كانت الجزائر مثلًا والمملكة العربية السعودية والكويت، حتى الآن يوجد بعضهم يعمل هناك. مدينة الضمير عدد سكانها في [عام] 2011 كان يتراوح بين 45 و 50 ألف نسمة، لا يوجد إحصائية دقيقة، لكن إحصائية 2004 كانت 35 ألف [نسمة]، وهذه آخر إحصائية قام بها مكتب النفوس أو النفوس العامة في سورية.
مدينة الضمير هي واحة الصحراء الدمشقية دعنا نقول، فيها ثلاثة ينابيع دائمة الجريان، ولذلك تجد في وسط المدينة يوجد بساتين دائمة الخضرة من أشهرها الماطرون، طبعًا الماطرون منطقة كانت مرتعًا لبني أمية سابقًا. مدينة الضمير كان فيها كل شعراء العرب تغزّلوا بها وتحدثوا عنها، ويوجد بيت مشهور للمتنبي بين هلالين لأني لست أحفظه كثيرًا:
لئنْ تَرَكْنَا ضميراً عن ميامِنا ليَحْدُثَنَّ لِمَنْ وَدَّعتُهم نَدَمُ
بهذا السياق يعني بإمكانكم أن تأخدوه وتضيفوه ككتابة، يوجد أكتر من شاعر طبعًا ذكر مدينة ضمير في كلامه، فهي فيها أصغر معبد روماني في العالم حتى الساعة قائم، فيها منطقة مشهورة عندنا بالخربة، فيها سد رينبة أو أرنبة، أرنيبة يسمّونه في كتب التاريخ، نحن نقول له: سد رينبة، هو سد روماني قديم جدًا، كانت على طريق الحرير على طريق التجارة سابقًا، غنية جدًّا بالآثار، يعني نحن عبر التاريخ نقوم بعملية إنشاء بناء أو كذا، بيت الشعر نذكره مرة ثانية:
لئنْ تَرَكْنَا ضميراً عن ميامِنِنا ليَحْدُثَنَّ لِمَنْ وَدَّعتُهم نَدَمُ
هذا البيت قاله المتنبي في مدينة الضمير، لأن طبيعتها بالشتاء باردة وفي الصيف حارّة، والمياه دائمة فيها فتتميز بمذاق رائع للخضروات والفواكه، تنضج بطريقة مميّزة، لا أحد من ضيوفنا أو من معارفنا جاء وزارنا وأعطيناه من خيرات بلادنا إلا مدحها كثيرًا وطعمها مميّز كثيرًا، فطبيعة التربة فيها -سبحان الله- هذا المذاق اللذيذ. تُشتهر كانت بزراعة الحبوب أيضًا، تُعتبر مخزونًا كبيرًا سابقًا لزراعة الحبوب، كان فيها نبع ثالث اسمه نبع سنبين، لكنه جفّ مع الأسف، هذا كان يَزرع مئات الكيلومترات المربعة، كان يتم زراعتها لكنه جفّ عبر الزمن، لم تبقَ هذه الزراعة، على زمن أجدادنا كانوا يستخدمون هذا النهر.
مدينة الضمير في العصر الحديث استخدمتها كل الأنظمة التي مرّت على سورية، وكان حافظ الأسد ضابطًا طيارًا في مطار الضمير العسكري، مطار الضمير العسكري أُسس قديمًا أول ما تأسست الجمهورية العربية السورية، وكان حافظ الأسد ضابطًا عاملًا في مطار الضمير العسكري عندما كان ملازمًا أول، كان بعض الأشخاص موجودين يعرفون حافظ شخصيًا، وكان يُقيم عندهم وإلى ما هنالك، فأعطاها اهتمامًا، حتى [إن] بعض الضباط في الجيش العربي السوري كانوا يسمّون الضمير بالقرداحة الثانية لما لها [من] أهمية عسكرية عند النظام، فهي ذات ثقل عسكري كبير جدًا للنظام، فيها مطاران: مطار الضمير العسكري، ومطار السين واحد والسين اثنين حسب ما يسمّيه العسكريون في هذه المنطقة، فالطريق إلى مطار الضمير ومطار السين حصرًا يجب أن يمرّ من تحويلة الضمير أو من مدينة الضمير، طبعًا هذه التحويلة سوف تُذكر كثيرًا في حديثنا التالي.
فمدينة الضمير يحيط [بها] غير الحدود الجغرافية دعنا نتكلم عن الحدود العسكرية، إذا أردنا أن نسمّيها بالمسمّيات العسكرية الحقيقية هي ندوة عسكرية للقطع المحيطة بها، بمعنى آخر فيها مساكن عسكرية تحيط بها من الغرب، وفيها مستودعات تسليح تابعة للفرقة 22 -لا أعرف ما رقم الفرقة بالضبط- تابعة للواء 81 تابعة للتسليح، تمتدّ من المساكن العسكرية إلى مطار الضمير، مطار الضمير يغطّي قسمًا كبيرًا، بجانبه يوجد تل يوجد فيه قاعدة دفاع جوي ورادارات، بجانبه يوجد الفوج 16 قاعدة دفاع جوي "إس 200" تحت الأرض للدفاعات العسكرية، بجانبه يوجد اللواء 21 الذي هو بين الضمير والغوطة إلى المساكن العسكرية، هكذا شكّلنا دائرة حول الضمير، لم يعد يوجد مَنفس (منفذ) أو دخول أو خروج إلا [عبر] الطرق الرسمية أو يجب أن تحتكّ بالمناطق العسكرية. طبعًا [في] مدينة الضمير يوجد مخيم للإخوة الفلسطينيين اللاجئين سمّاه [النظام] مخيم الرَّمَدان، جاؤوا منذ [عام] 1967 منذ [عام] 1948 تأسّس، ويوجد مكتب للأمم المتحدة ويوجد مدارس الأمم المتحدة في مدينة الضمير، طبعًا أهل المخيم يعملون بالزراعة وأخدوا مناطق واستوطنوا [فيها]، صارت مدينة كاملة لهم هناك تحت رعاية الأمم المتحدة، وطبعًا هذه المنطقة -للأسف- تُعتبر كأنها منطقة عسكرية صايرة تقع بين الفوج 16 والـ 22 على طريق الرمَدان، يسمّى طريق الرمَدان.
طبيعة أهل الضمير، من هم أهل الضمير؟ عبر التاريخ توجد عائلة أولى تسمّى عائلة آل عمران هم يقولون: إنهم هم أساس بلد الضمير، أما بشكل عام فأغلب سكان مدينة الضمير مهاجرون جاؤوا إليها نتيجة عمل في هذه المنطقة، ونتيجة هروب، كان على زمن الإقطاعيين وزمن الدولة العثمانية تُعتبر الضمير مدينة خارجة عن سيطرة الإقطاعيين، ليس فيها هذه المناطق الخضراء الشاسعة التي يرغب بها الإقطاعيون، [فمدينة] الرحيبة مثلًا كان يملكها شخص إقطاعي، والمناطق الثانية كلها فيها إقطاعي أو آغا، الضمير لم يكن فيها، فكان كل إنسان يرغب بالحرية ويريد أن يتخلّص من العبودية يهرب ويعيش في الضمير، لأنه إذا جاء أحد يريد أن يُمسكه يهرب إلى البادية، ولا أحد يستطيع أن يُمسكه إذا صار بالبادية، فبشكل عام طبيعة أهلها [أنهم] اجتمعوا من عدة دول ومن عدة مناطق، ويوجد حيّ يُعتبر حي العرب أو حي البدو، هؤلاء البدو الذين كانوا يقيمون في محيط المنطقة تحضّروا وصاروا يسكنون بالبيوت الحديثة بدل البيوت الشعرية (الخيام).
طبيعة الضمير بأنها لا يحكمها إقطاعي أعطت أهل المدينة نوعًا من يعني -دعنا نسمّيها بالعامية- كبرة الرأس (عزة النفس)، نوع من أنه لا يقبلون إلا أن يأخذوا حقهم، طبعًا يختلف الموضوع من شخص لشخص لكن بشكل عام تربّينا على هذه الطريقة، أنه أنت يجب أن تكون قد حالك (قويًّا) ويجب ألا تخضع لأحد، ويجب ألا تقبل أن تُظلَم تحت حكم أي أحد، يعني طبعًا كل المدن السورية فيها الخير والبركة، أنا لا أتكلم لأقلل من قيمة أي مدينة، لكن بالمحصلة هذه البلد لم يكن يحكمها إقطاعي، ليس لها صاحب، إذا رجعنا بالتاريخ لـ 100 أو 150 سنة على زمن الدولة العثمانية طبعًا.
وُلدنا وحافظ الأسد في الحكم يعني تستطيع أن تقول: إننا من الجيل الرابع أو الخامس للحركة التصحيحية التي يتغنّى بها نظام البعث الحاكم حاليًا، فخُلقنا و[نحن] نعرف أنه لا توجد حياة سياسية، أنا دخلت إلى المدرسة [في عمر] سبع سنوات كان [ذلك] في [عام] 1984 أو 1985 كان أحد شعاراتنا [التي] نردّدها أنه: عهدُنا القضاء على جماعة الإخوان المسلمين المسلحة، لا نعرف نحن كأطفال من جماعة الإخوان المسلمين، ولا نعرف ما وضعُهم، لكن نحن يمكنني أن أقول: إن جيلنا -لا سمح الله- إذا انتصر بشار الأسد وبقي حاكمًا لسورية فهو الجيل الذي سينشأ بعد انتصار الظالم، فنحن جيلنا نشأ ولم نرَ القتل الذي حصل عام 1982، لكن رأينا آثاره، أن أحد الأشخاص محروم من حقوقه المدنية ويعيش بجانب الحائط (خائفًا)، يعني لا يستطيع أن يعمل أي عمل، طبعًا بشهادتي يوجد شخص تم قتله فقط لأنه في الثمانينات كان تحت مسمى الإخوان المسلمين، مثلًا: عمّي -أبو زوجتي- اتُّهم بهذه التهمة وسُجن وخرج أكثر من مرة، والأمثلة على ذلك كثيرة من أساتذة البلد ومدرّسي البلد الذين هاجروا من المدينة وعاشوا خارج المدينة بمجرد تهمة الإخوان المسلمين.
الضمير طبعًا كان فيها منطقة عسكرية فرنسية أيام الاحتلال الفرنسي، أيضًا مدينة الضمير قامت بثورة جدًا قوية ضد المحتل الفرنسي، وصنعوا مجزرة أو مقتلة كبيرة بالجنود الفرنسيين في منطقة اسمها الهجّانة أو الكُبّانية مثلما يسمونها عندنا، وفي الضمير يوجد مقبرة تضم ما يزيد عن 2000 قبر سمّوها تربة الفرنسيين، مقبرة فقط للجنود الفرنسيين الذين قَضَوا في المحيط التابع للضمير والغوطة، يعني مرّت [الضمير] بثورات التحرّر السورية ضد المحتل الفرنسي، [أما] ضد العثمانيين فما سمعت أي نشاط أن الضمير خرجت ضد العثمانيين أو تحركت ضد العثمانيين، لكن كان موجودًا العثماني، الفرنسيون كانوا سباقين، ويُشتهر قاسم خليف جيرودية أحد المجاهدين الأبطال الذي هو جندل الجنرال، قتل جنرالًا في الثكنة العسكرية وحرّروها كاملةً، طبعًا توجد قصة تُحكى -أنا لست أتذكّرها 100%- [حول] قاسم خليف جيرودية، كان الشباب يخطّطون أن ينفّذوا انقلابًا على الثكنة العسكرية، وبنفس الوقت كان يوجد -للأسف- [شخص] خائن -في كل زمان، أحد الخائنين أوصل الخبر فالشباب علموا أن الفرنسي "سيتغدّى بهم قبل أن يتعشّوا به"، فقاموا هم وتعجّلوا بالفطور وأخذوهم على الفطور وأنهوا الموضوع وتحرّرت، حتى الآن القصة تُذكر، وأبناء قاسم خليف جيرودية موجودون ويذكرون لنا قصصًا وبطولات والدهم، لكن النظام السوري طبعًا همّش هؤلاء الأبطال بشكل فظيع.
يوجد عندنا أيضًا في حرب تشرين التحريرية الثانية [في] تشرين التحريرية يوجد عندنا بطل اسمه عبد الـ..، أكثر من بطل كان في الحرب من الضمير، منهم الوشَح يُكنّى -أنا لا أعرف، نسيت اسمه- ويوجد عندنا عبد الرحيم الخطيب، نال وسام الجمهورية، [لأنه] دمّر عددًا كبيرًا من المدرّعات الإسرائيلية في ذاك الوقت، هذا مثلًا بالحرب الإسرائيلية تمّ تكريم عبد الـ.. وإعطاؤه وسام الجمهورية وأبناؤه درسوا بالجامعات، بينما قاسم خليف الذي صنع مقتلة عظيمة أو كبرى -طبعًا ليس قاسم خليف وحده، يوجد أكثر من شخص معه لست أحفظ أسماءهم- صنع مقتلة كبيرة بالفرنسيين وساهم بتحرير سورية لم يُذكر لا في كتب التاريخ، وحزب أو نظام البعث لم يكرّمه أو يعطِه أيّ ميزة تميّزه عن غيره، على العكس لولا أننا نحن أبناء المدينة نسمع القصص لاندثرت قصته ونُسي ولا أحد ذكر سيرته، يعني أحببت أن أذكر هذه القصة، أن النظام ركّز على من.. -حتى حرب تشرين التحرير تُعتبر فشلًا وتُعتبر خسارة- ركّز على بعض الأبطال أنهم قاموا بعمل و.. و.. إلى حدّ [أنهم في] كل ذكرى حرب تشرين يكرّمون هذا الشخص، أعطوه سيارة وإلى ما هنالك، وقاسم خليف حتى راتبًا تقاعديًا لم يأخذ رحمه الله الرحمن وجعل مثواه الجنة.
تحولت مدينة الضمير، كانت في البداية قرية ثم بمرسوم صدر عام 2004 تحوّلت إلى مدينة، سابقًا كانت تابعة لقضاء القطيفة، تم نقلها أيضًا بعد أن تحوّلت لمدينة وصارت تابعة لمدينة دوما، طبعًا ريف دمشق سبع مناطق، منها دوما والقطيفة كلتاهما محيطتان بالضمير، الضمير في الوسط، ففي آخر زمانها مدينة الضمير تابعة إداريًّا لمدينة دوما أو لمنطقة دوما كما تسمّى، طبعًا هي مدينة لكن [تابعة لـ] منطقة، نحن عندنا: مدينة، منطقة، محافظة، دوما تُعتبر منطقة، الضمير [تُعتبر] مدينة، قبل كانت ناحية بعدها [أصبحت] قرية، محافظات طبعًا مركز محافظة ريف دمشق في دمشق موجود، أما دوما فتُعتبر أكبر المدن أو أكبر المناطق الموجودة، والضمير تابعة لها كانت مِن بَعد 2004.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/03/21
الموضوع الرئیس
سيرة ذاتيةتاريخ مدينة وواقعهاكود الشهادة
SMI/OH/38-01/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
قبل الثورة
updatedAt
2024/04/25
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-مطار السين العسكريمحافظة ريف دمشق-مطار الضمير العسكريمحافظة ريف دمشق-مدينة الضميرشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
تنسيقية مدينة الضمير
الفوج 16 - دفاع جوي - نظام