الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مواقف وسياسات حافظ الأسد من اتفاق كامب ديفيد ولبنان والعراق

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:11:09

إذا عدنا إلى الدراما السورية في البدايات، وليس التي ظهرت في الستينيات والسبعينيات، وإنما بعد ذلك، شاهدت دراما الثمانينات، والحقيقة في المسلسل يتحدثون لغة ليست هي اللغة الشامية ولا الحمصية ولا الحموية ولا لهجة أهل درعا ولا السويداء، وكانوا يحاولون إظهار دراما سخيفة جدًا، فكان هناك الكثير من الفشل الفني وحتى على هذا المستوى، والدليل على الكذب هو كثرة الحلف، فهو يقول: أنا لست طائفيًا. ولكننا جميعًا لسنا طائفيين بالتأكيد، ونحن ضد التعصب، ولكن في الحقيقة إن النظام كان يقول دائمًا، ويشهد دائمًا بأنه علماني وغير طائفي، ويتحدث بحق المواطنين، ولكنه كان بعيدًا كل البعد عنهم.

[بالنسبة] لكامب ديفيد، نحن كنا طلابًا في الثانوية عندما زار الرئيس أنور السادات القدس، وكان هناك رد فعل شعبي، وكان رد الفعل عامًا في الوطن العربي على...، وكان تصريح السادات صادمًا، ولكن الدولة في وقتها أتعبتنا، حيث كانوا كل يوم يأخذوننا إلى الطرقات، ويأخذوننا كل أسبوع أو أسبوعين إلى دمشق، ويأخذونا بالباصات من المدرسة الثانوية (نحن والكثير من الناس) ونذهب إلى ساحة الأمويين. وفي البداية، كان طالب الثانوي يفرح لأنه ذاهب إلى دمشق؛ وبالتالي هو في عطلة، وكنت في الصف العاشر أو الحادي عشر، وهذا في عام 1976 و1977، ولكن بعدها أصبحت هناك سلسلة من...، وكل شيء أصبح كامب ديفيد، والحقيقة أنني من الأشخاص الذين يعتبرون كامب ديفيد مطبًا كبيرًا ونكسة بسبب التصالح المنفرد أولًا، وكان غير واضح، وكان بإمكان العرب في تلك الفترة أن يحصلوا على أكثر بكثير مما حصلوا عليه، وليس انتقادي للنظام باستغلال كامب ديفيد، بل على العكس، كان كامب ديفيد من الأخطاء القاتلة.

الحرب الأهلية بدأت عندما كنت في المرحلة الإعدادية، في السبعينيات، في عام 1975، بدأت الحرب تقريبًا، وكنت طالبًا في الإعدادية، ومعرفتنا لقوة الأزمة كانت بسبب مجيء اللبنانيين إلينا، ففي مدارسنا أصبح هناك طلاب لبنانيون، ولكننا عندما أصبحنا في الثمانينات كنت أستاذ رياضيات في قرية حدودية اسمها جديدة يابوس، كنت أذهب إلى لبنان، وكنت طالبًا جامعيًا وعمري تقريبًا 19 سنة، وعندما كنت أذهب إلى لبنان كنت أشعر بأن الجيش مسيطر في الشوارع كما هو الحال في سورية. والحقيقة أن الشعب السوري قدم في لبنان الكثير من الشهداء وكان ذلك على حساب الشعب السوري، ولكن النظام استغل وجوده في لبنان، وأساء عن طريق ضباط الأمن الذين كانوا يسيطرون، فأساؤوا للشعب اللبناني بحيث  صنعوا فجوة قاسية بين السوريين واللبنانيين نتيجة رد الفعل، مع أن كل الشعب السوري يعلم أن ما يفعله في لبنان كان يفعله في سورية، ولا يمثل السوريين ما فعله، وهذا أولًا، وثانيًا- هو خيانة للجيش السوري، فهذا الجيش كان عبارة عن أبنائنا، وكانوا يُستغلون، ويُوضعون في...، وعندما اجتاحت إسرائيل في الثمانينيات لبنان دفع آلاف السوريين[الثمن]، وذهبوا شهداء في القصف، وأعتقد أن النظام ضحى بهم تضحية، وإذا فتح هذا الملف فإن الإخوة العسكريين الذين كانوا يعرفونه...، ويجب أن يُفتح ملف هذه الحرب التي حصلت.

المهم أن كل هذه التكلفة كانت بدلًا من أن تبني علاقة مع اللبنانيين، فقد أساءت؛ لأنه كان فيها تعدّ على كرامات الناس وعلى أملاك الناس، وكانت بشكل ممنهج. والحقيقة عندما دخلوا إلى لبنان ضربوا كل المناطق، فساعدوا المارونيين ثم ضربوهم، وساعدوا الدروز ثم ضربوهم، فلعب حافظ الأسد على ضرب الجميع، وكل اللبنانيين اليوم لهم ذكرى سيئة مع تلك الفترة. 

هذه الحرب أيضًا بدأت في الثمانينيات، ونحن طلاب جامعة، والحقيقة أن موقف النظام كان هو الوقوف مع إيران، ونحن في الكواليس ولا نستطيع الحديث بسبب القبضة الأمنية، وبسبب ما حصل في عام 1982 وضرب حماة وجسر الشغور، وكانت المدن قد تعرضت لضرب شديد من النظام في تلك الفترة، والاعتقالات كانت واسعة، والحقيقة أن النظام كان بشكل علني يدعم إيران، وأذكر عندما كنا طلابًا كنا نتبرع بالدم في السنة الأولى، وكانت كلها تذهب إلى إيران، والنظام لا يخفي هذا الشيء، ويعتبر أن "النظام تغير في إيران، ونحن يجب أن نقف معه "، مع العلم أن النظام كانت تربطه مع الشاه علاقات طيبة ، وكان من المؤكد أن النظام كان يرسل عناصرًا من الحرس الجمهوري والمخابرات، ويتدربون عند شاه إيران وكان لديه جهاز متطور، وعندما جاء شاه إيران...، وطبعًا نحن لم نكن نعرف أن هذه العلاقة مع النظام ستكون مبنية على الطائفية، ونحن نعرف أن كل القيادات الإيرانية التي رأيتها كانت موجودة في الشام، وحتى العراقية اليوم كانت موجودة في الشام، وكان النظام يحتضنها، وكان هناك أيضًا خلاف شخصي ما بين حافظ الأسد وصدام حسين، وطبعًا صدام حسين...، وكان من المفترض أن تُقام وحدة بين سورية والعراق، وكان صدام حسين هو نائب الرئيس أحمد حسن البكر، ثم انقلب الأمر في يوم وليلة في عام 1979 إلى عداء دائم، وكان حافظ الأسد طوال فترته على عداء دائم مع العراق وتقريبًا مع تركيا، وكانت علاقته مع اليونان، وفي الحقيقة، إذا عدنا إلى سبب هذه العلاقات، وكانت علاقته دائمًا سيئة مع الأردن، وكانت علاقاته سيئة مع كل المحيط بنا، ولم يبق إلا أن يصالح إسرائيل، وأنا أعتقد أنه كانت هناك علاقات سرية بينهم.

في تلك الفترة، في منطقتنا، في الحرب الأولى بين العراق وإيران، كان هناك تعاطف سوري عالٍ جدًا، ولكنه لم يحصل كما حصل في التسعينيات بعد الدخول الأمريكي، فلم يذهب السوريون إلى العراق، ولكن كان الناس من خلف الكواليس ينتقدون، ويقولون: كيف تقف مع إيران ضد العراق؟! بدأ تأسيس حزب الله في منطقة الزبداني، كان حول نبع بردى يوجد معسكر للطلائع، وكان المدربون هم ضباط إيرانيون يخرجون بسياراتهم الفولفو وكما تعرف لم يكن في سوريا مثل هذه السيارات يعني..، كان هناك إغلاق للبلد بكل شيء، فكنت لا تجد حتى علبة المحارم (المناديل)، فكنا نرى سيارات الفولفو، ولأول مرة كنا نرى ضابط له ذقن كبيرة (لحية)، كان هذا الذي رأيناه في تلك الفترة من تأسيس حزب الله في سوريا، أصلاً كان المعسكر مغلقاً ولا نعرف عنه شيئاً، يعني كان التواجد جغرافي ولا نعرف عنه شيئاً، حتى كنا لا نعرف..، يعني هالحكي فترة حتى تعرف أبعاده

الحرب الثانية التي حدثت في العراق كانت في عام 1990 وحدث فيها دخول صدام حسين إلى الكويت في شهر أب/ أغسطس، بعد 3 أو 4 أشهر قبل أن تنتهي سنة 1990 حدث حينها الهجوم الأمريكي، طبعاً سوريا شاركت حينها في الحلف مع أميركا، وبالأمس كان حافظ الأسد يشيطن أميركا واليوم يوقف في حلفها، يعني كان لديه قدرة على التلون بطريقة فظيعة، اليوم يتحدث عن الملك حسين ويصفه بأنه خائن وفي اليوم التالي شاهدنا في جنازة الملك في عمان، يعني لديه قدرة التلون والخروج وكأنه لم يتحدث بهذا الكلام، فكم كانوا يتحدثون على أميركا والعدو هو أميركا ونجده في المكان… قواتنا ذهبت كما تذكرون إلى السعودية وذهبت مع الجيش الأمريكي ضد العراق، وبغض النظر عن المواقف ولكنك البارحة كنت تقول بأن أميركا هي عدو وكيف تكون معها اليوم في حلف واحد؟ كان حافظ الأسد لديه هذا التغيير السريع دون أن يرف له جفن.

وبعدها بفترة صار أمر التطوع أمراً سهلاً على مستوى سوريا وأعتقد أن الأمن العسكري كان له دور في هذه العملية، واشتهرت بعض الأسماء مثل أبو القعقاع في حلب (أسمه محمود غول اغاسي- المحرر) الذي قتل في عام 2005، يعني كانت تدعو أحياناً إلى استقطاب الناس وايصالهم الى العراق للدفاع عنه

بالنسبة لحرب العراق فإن سورية كانت مستفيدة اقتصادياً ، فقد كان هناك دخول للعراقين بالملايين إلى سوريا وإخوتنا العراقيون شعب مثقف ومكتف مادياً، لم توجد مخيمات، فأنا برأيي قاموا بإحداث نهضة وحركوا الأسواق الاقتصادية ورفعوا أسعار البيوت، برأيي كان لهم دور إيجابي بالنسبة لنا كسوريين، صحيح أنهم كانوا مشردين هذا أولاً، وثانياً أنا أعتقد أن النظام لعب دوراً بالحصار على العراق و النفط مقابل الغذاء ولعبوا بتجارة البترول، وكان يقال أن أولاد صدام دخلوا إلى سوريا وأخذوا أموالهم وأعادوهم، وتركوا أختهم تمر إلى الأردن، وأعتقد بشكل عام أن سورية والأردن استفادتا من الناحية الاقتصادية.. يعني عملت حركة اقتصادية بالبلد ولكن الحقيقة أن العراق تدمر.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/05/08

الموضوع الرئیس

أوضاع ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/80-03/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-أشرفية الواديمحافظة ريف دمشق-جديدة يابوس

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

الشهادات المرتبطة