الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

آثار الحرب على العراق عام 2003 على البوكمال

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:06:35:21

الغزو الأمريكي (التحالف بقيادة أمريكا) في عام 2003 للعراق، هذا الأمر مرّ على الوطن العربي وعلى الأمة العربية والإسلامية كحدث، ولكن كان له زخم في البوكمال نتيجة لما يربط البوكمال بالعراق من روابط عشائرية وروابط الدم والعرق، يعني كل عشائر البوكمال والمدينة امتدادها إلى العراق، وتوجد مصاهرة، ويوجد الكثير ما بيننا وبين العراق، وأثناءها كانت الحدود مفتوحة، وحافظ الأسد وصدام حسين قررا فتح الحدود في عام 1998، وفُتحت الحدود لمدة سنتين في ظل حكم حافظ الأسد، وعندما مات حافظ الأسد بقيت هذه الحدود مفتوحة ما بيننا وبين العراق، فكانت صِلات التبادل بيننا وبين العراق قد ازدادت كثيرًا في هذه السنوات الـ5 قبل حدوث الحرب ما بين أمريكا والعراق أو قبل الغزو الأمريكي للعراق.

و شُحنت الأجواء قبل الحرب بشكل كبير، فالناس كلهم كانوا يتكلمون فيما بينهم بأن العراق سيقاوم، وسيصمد، وسوف يحطم أمريكا. والحالة التي كنا يعيشها أهالي المدينة (أهالي البوكمال) ونتيجة وجود التلفزيون الرسمي العراقي الذي يصل بثه إلى البوكمال، وكما هو الإعلام في الوطن العربي وفي كل مكان لم ينقل الحقائق كما هي، وصوروا الجيش العراقي بأنه جيش قادر على أن يسحق أمريكا، والناس عاشوا هذه الحالة بأن العراق سوف يصمد، وسوف تهزم أمريكا. وبدأت الأناشيد تذاع ليلًا ونهارًا (الأناشيد الوطنية) بتعبئة الشارع لصالح العراق ضد أمريكا. والنظام سمح بدخول الناس من البوكمال إلى العراق، وكانوا يدخلون بالآلاف، وقبل حدوث السقوط، كانوا يدخلون، ويلتحقون عبر مكاتب تجنيد رسمية تابعين للأفواج العاملة في العراق، وكان بعضهم يذهبون مع فدائيي صدام، وهو جيش شعبي مكون من العراقيين والأجانب والعرب والبعض الآخر من أصحاب الخبرات أُلحقوا بالجيش العراقي، فكانوا يمرون من مدينة القائم، ويستقلون الباصات إلى بغداد، وفي بغداد، تم استقبالهم بشكل رائع كما ذكر لي أقاربي الذين دخلوا إلى هناك (إلى بغداد)، واستقبلوا بأفخم الفنادق، وفُرزوا إلى القطعات العسكرية وإلى فدائيي صدام ومن لديه خبرة عسكرية تم فرزه إلى القطعات العسكرية، ومن لم يكن يملك الخبرة العسكرية فُرز إلى فدائيي صدام، وهذه الحالة عاشها أهل البوكمال، وهم على يقين أن أمريكا سوف تهزم في العراق. أتذكر والدي -رحمه الله- كان له رؤية ونظرة أخرى، وكان محبًا للعراق ومحبًا لصدام حسين، ووالدي -رحمه الله- كان يقول: يا بني، لن تستمر الحرب أكثر من أسبوع، يوجد فرق تقني كبير ما بين العراق وأمريكا، والعراق في سبات عن التطور، والأسلحة العراقية قديمة جدًا. ووالدي زار العراق ومدرك لهذا الأمر، وأما نحن فلدينا حماس الشباب، فكنت أقول لوالدي: لا يا والدي، سوف تُهزم أمريكا، وسوف يتم دعسها، وأمريكا منذ عام 1991 في فترة حصار العراق وطوال هذه الفترة و13 عامًا من الحصار لم يستطيعوا كسر العراق، ولن يُكسر العراق، ولن يُهزم العراق. وبهذه الأجواء، بدأت الحرب ضد النظام القائم في العراق، يا ليتها كانت حربًا ضد النظام، ولكن ما شاهدناه كان حربًا ضد العراق وضد الشعب الأعزل وضد المدنيين، وأمريكا قامت بحملات قصف جوي شديدة جدًا، وأمريكا أدخلت العراق في دوامة لم يخرج منها إلى الآن. وطبعًا، تأثرنا نفسيًا، وأدركنا أن هذه المرحلة هي مرحلة سوداء، وسوف يكون لها انعكاسات على سورية بشكل عام والبوكمال بشكل خاص. وبالفعل، دخلت البوكمال بانعكاسات هذا الأمر بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، واستلم الجيش الأمريكي الحدود، وحتى إنني أتذكر من الطرف أن الجيش الأمريكي عندما استلم الحدود كان شديدًا، ولا يسمح بالرشوة وما شابه، ويوجد بعض التجار يدخلون من الحدود، فلم يأخذ الأمر أكثر من أسبوعين، وأصبح الجنود الأمريكان يأخذون الرشوة، فكان السائقون والتجار يعطونهم 500 ليرة سورية، ويقول الأمريكي: "أريد أسد" يعني 1000 ليرة سورية. فأصبح الجيش الأمريكي يرتشي، وعندما سمع قائد القاعدة الأمريكية -واسمه جاز- عندما سمع بهذا الأمر سحب الجيش الأمريكي، وأعاده، وسلّم مرة أخرى الجيش العراقي أو الشرطة العراقية الحدود.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

مرحلة ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/134-09/

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2003

updatedAt

2024/03/21

المنطقة الجغرافية

محافظة دير الزور-مدينة البوكمال

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة