مدينة بانياس والتعامل الطائفي لنظام الأسد
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:21:19:22
الكلام عن مدينة بانياس كلام شيقٌ، طبعًا هي بانياس الساحل حتى نميزها عن بانياس الداخل أو بانياس الجولان، فبانياس مدينة ساحلية -التي نتكلم عليها الآن- روعة في الجمال روعة في الموقع روعة في شبابها ورجالها ونسائها وأطفالها، مدينة بانياس الحقيقة من خلال اسمها كما قرأنا أن الأصل فيها كان الرومان بالأصل وكان اسمها بالانيا ومنها بلانياس أي أرض الحمامات، وفعلًا يوجد في أحد أطراف القرية أو المدينة حمامات ولذلك تنسب إليها وهو الأرجح وعلى استخدامها كثر استخدام هذا الاسم فأصبحت بانياس المتعارف عليها، طبعًا هي على منبسط جغرافيًا أرض سهلة تمتد من طرطوس إلى اللاذقية بسهولة كاملة امتداد ليس بالقليل هي المدينة الثانية في محافظة طرطوس، من بعد طرطوس طبعًا أكبر مدينة تتبع لطرطوس، تبعد تأتي في جنوب أو في شمال مدينة طرطوس في شمال مدينة طرطوس تبعد عنها حوالي 34 كم وأيضًا تبعد عن اللاذقية التي تأتي في جنوب اللاذقية بـ 50 كم فهي إذًا ما بين اللاذقية وطرطوس، يحدها من الغرب البحر الأبيض المتوسط والذي يعطيها الحقيقة الصفة السياحية الرائعة والتي كانت محط أنظار السائحين بشكل دائم وخاصة في الصيف لشواطئها الجميلة، بينما يحدها من الشرق الجبال أيضًا الجبال كانت فيها جميعها التي تحيط بمدينة بانياس وما بعد الجبال هي القرى العلوية، طبعًا مدينة بانياس كما قلنا إنها تتبع لمحافظة طرطوس كمحافظة كترتيب إداري جغرافي إداري على مستوى سورية بالمحافظات، فيها من القرى التي تحيط بمدينة بانياس حوالي ثماني قرى تقريبًا سنية ومئات القرى العلوية، وبالتالي المنطقة الساحلية كما هو معروف عند بقية الشعب السوري بأن الساحل كله "نصيري" (علوي)، الحقيقة ليس صحيحًا وإنما يوجد عدد لا بأس به من السنة بفضل الله، فمدينة بانياس بدايتها لم يكن هناك أي تواجد للعلويين النصيرين وإنما كان موجودًا السنة وموجودًا من المسيحيين فقط، وإنما في عهد المقبور الهالك حافظ الأسد بدأت العائلات بعض العائلات بالنزول إلى مدينة بانياس وكانوا يسكنون في المنطقة الشمالية من مدينة بانياس، والتي تسمى الآن بحي القصور، والتي أيضًا تكاثرت الأعداد فيها بشكل كبير جدًا، حتى إنها قد وصلت إلى المناصفة تقريبًا، يعني نستطيع أن نقول الآن ما يوجد من النصيريين (العلويين) في مدينة بانياس قد يضاهي أعداد السنة، الأصل في اسم الطائفة أعطيك معلومة؛ الاسم (الأصل) في اسم الطائفة "النصيرية" وليس العلوية لأنهم نسبة إلى محمد بن نصير، محمد بن نصير الفارسي الأصل والذي تشيّع والذي ترك التشيُّع أخيرًا على أثر خلاف عقدي فيما بينه وبين طائفته ثم أنشأ النصيرية كطائفة جديدة وبالتالي من سماهم العلويين هم الفرنسيون، رفعة لشأنهم وخروجًا من العار الذي قد يلحق بهم، وإنما التسمية الأساسية هي التسمية النصيرية، قد يكون هناك بعض الناس من أجل الخلاف أو من أجل كذا وإنما أنا أقول نسبة أو المعلومات التاريخية تمامًا فعندما أقول النصيرية أقول عن النسبة للمعلومة يعني المعلومة الصحيحة حول هذا الأمر، على كل حال نعود إلى مدينة بانياس كما تكلمنا بموقعها الاستراتيجي السياحي الجميل، أراضيها الزراعية الخصبة التي تمتاز بها بالنظرة القديمة التي كانت لبانياس، والتي كان يعيش أهلها على الخير والكرم والجود والعطاء بحياتهم الاجتماعية يعيشون كانوا على الزراعة بشكل خاص لما يتوفر لهم من أراض وإن كانت قليلة، يعني ثم أيضًا صار عندنا كما قلت السياحة موجودة لتوافر الشواطئ البحرية الجميلة، أيضًا المنشآت الصناعية التي بنيت من مصفاة بانياس محطة تكرير وتوليد الكهرباء أيضًا، إن بعض الصناعة بعض المؤسسات أيضًا التي كان لها أثر؛ الحقيقة أثران؛ أثر جيد هو أن يعمل الناس كفرص إنتاج فرص للناس، والأثر الثاني هو الحقيقة كان أثرًا سيئًا هو قضية التلوث البيئي، الحقيقة جو بانياس متلوث بشكل كبير جدًا من وجود مصفاة بانياس من وجود شركة تكرير النفط أيضًا موجودة من الميناء ببانياس لإرساء السفن فيها، المحطة الحرارية التي أيضًا فيها الكثير من الأوبئة والأبخرة التي تخرج من المحارق الموجودة هذا كان له أثر كبير جدًا يعني سيئًا وليس إيجابيًا الحقيقة على الواقع، من ناحية التوظيف أيضًا دعني أقول أنه للأسف لم يستفد السنة أهل السنة من هذه الوظائف التي تكلمنا عنها، علمًا أنهم هم أهلها وهم أصحابها، طبعًا لتغلب النفس الطائفي ولازدياد الهجرة التي في الحقيقة يعني صارت بشكل كبير جدًا بداخل المدينة، وبالتالي دخلوا في كل الوظائف مع الأمر المتعمد لتوظيف هؤلاء وإخراج شباب السنة من الوظائف بسبل كثيرة أو بذرائع كثيرة جدًا، هذا الأمر أثر عليهم بشكل كبير، لذلك نلاحظ الآن أن أغلب الوظائف أو 90% من الوظائف الموجودة سواء كان في كل المؤسسات الحكومية حصرًا هي الحقيقة بين أيدي العلويين أو النصيريين سواء كان من أصحاب الكفاءات أو من غيرهم، وأما أبناء السنة الحقيقة اضطرارًا توجهوا إلى زراعة أراضيهم أو إلى السفر في البحار من أجل كسب عيشهم هذا بشكل عام عن الواقع، أيضًا من القرى كما ذكرنا أن بانياس كانت الحقيقة هي منطلق الثورة وبالتالي كانت تعتمد على الخزان البشري الموجود في المدينة سواء أو في القرى الثانية، قبل أن أدخل في هذا المجال دعني أتكلم عن شباب بانياس، البانياسي الذي كان موجودًا الحقيقة في العلم ومتابعة الدراسة بالرغم من القلة ومن الفقر والحاجة والعوز إلا أنهم كانوا أصحاب هم وأصحاب مسؤولية وخرّجوا من الأطباء والمهندسين ومن الكفاءات العلمية على مستوى البلد بفضل الله سبحانه وتعالى بالرغم من كل هذا الأمر كانوا يتعلمون الحقيقة في الكتاتيب تحت الزيتون عند المشايخ لكنهم مارسوا أيضًا استمروا في طلب العلوم حتى حصلوا ما يريدون، من الكفاءات الموجودة عندنا عشرات الأطباء والمهندسين بل مئات من الأطباء والمهندسين والأساتذة والمفكرين وهم موجودون الآن على مستوى العالم بفضل الله سبحانه وتعالى، من كان عندنا مدرسة الراهبات مشهورة، مدرسة عماد عرنوق؛ هذه الصروح التي كانت تخرج هؤلاء الشباب هذا دليل على أن هذا الشعب كان واعيًا وكان يدرك تمامًا أن أمامه مسؤولية وأنه مستقبل وأنه أهل لحمل هذه الأمر وبالتالي كان لا بد من أن يعمل، كان صاحب همة وبالتالي كان النظام عندما صعد أو استلب المجرم حافظ الأسد الحكم كان يضع نصب عينيه الحقيقة التركيز على هذه المدينة بتحييد هؤلاء الشباب وبالتالي كانت الضربة الأولى لهم سنة 1980 عندما اعتقل أكثر من 60 طالبًا ومهندسًا ودكتورًا من كفاءات بانياس كلها، وزجهم في السجون، وبالتالي مارس الإرهاب بكل أشكاله على هؤلاء وعلق بعضهم على الحبال وقمع البقية بين الحديد والنار، وبالتالي هنا طغت الطائفية وسرت قضية الدراسات الأمنية على كل أبناء السنة في مدينة بانياس، وبالتالي حرموا من الوظائف وحجبوا عن كل حقوقهم ومورست عليهم كل الأمور التي يمكن أن تدخل إليهم الخوف والرعب والهلع كالطلب إلى أفرع المخابرات، وبالتالي عاش الناس الحقيقة في حالة صعبة جدًا لا وظائف لا حتى في قضية الدراسة خضعت إلى المفاضلة وإلى غيرها، وبالتالي إلى بعض المقاعد للعلويين أو النصيريين، وبالتالي هؤلاء [أهل المدينة] لا ليس لهم أي مقاعد إلا يعني في الشريعة (كلية الشريعة) أو في غيرها من الفروع التي كانت مرفوضة بالنسبة لهذا النظام، وبالتالي هذا جانب من الجوانب التي مورس الظلم على أبناء السنة بشكل مباشر أو غير مباشر، الحقيقة تأثر السنة بشكل كبير جدًا عندنا في كل القرى سواء كان على مستوى المدينة أو كان على مستوى القرى، كان هناك بعض الشخصيات التي يمكن أن تخفف عنهم بوجودها بقربها من المسؤولين بحنكتها بأسلوبها بأموالها كانت تخفف إلى حد معين، بعضهم كان يؤمن بحزب البعث وبعضهم كان الحقيقة لا يؤمن لكن هو الحال الذي لا بد منه من أجل التخفيف عن أبنائهم ريثما تنتهي هذه الحقبة، إلا أن حقبة البعث كانت الحقيقة متجذرة والتي تحولت إلى الحقد، البعث النصيري أو البعث العلوي، عداك يعني عن إبعاد البعث السني حتى إنهم كانوا يتخذون من البعث عنوانًا لهذا الأمر، وبالتالي حورب الناس في كل حياتهم؛ حياتهم الزراعية الصناعية التجارية الوظيفية حتى التعليمية، كل هذا الأمر كان الحقيقة أمام كبت مكبوت كم الأفواه وكبت الحريات، لكن لا أحد يستطيع أن يتكلم لأنه إما أن يقتل في بيته أو أن يهجر أو يذهب به إلى السجون وبالتالي إلى الاختفاء كما اختفى من كان قبلهم في سنة الثمانينات، هذا الأمر أضفى (ألقى) الحقيقة بظلاله على الناس في مدينة بانياس، بنفس الوقت مع ازدياد الهجرات من الريف إلى المدينة، وبالتالي كان هذا أمر متعمدًا وهذا الأمر المتعمد من أجل تكثير العلويين في مدينة بانياس وبالتالي يحظون بالبلديات ويحظون بكل الأماكن الرسمية بدلًا من أن يكون معاونًا أو يكون من الصف الثاني والثالث سيكون له الأولوية، الأولوية في قيادة هذه المؤسسات، وبالتالي أصبح الحكم العام في أيديهم هو الرئاسة وأيضًا إدارة المؤسسات أيضًا بأيديهم، وبالتالي تحول السنة إلى عناصر يعني إن قُبِلَ بعضُهم في بعض الوظائف تراه إما يعني عنصرًا عاديًا وإما خادمًا مستَخدَمًا وإما شخصية مهملة لا يمكن له أن يفعل أي شيء أو أن يتخذ قرارًا وبالتالي الظلم بكل أركانه وبكل أشكاله الحقيقة كان طاغيًا على الحياة العسكرية والسياسية، طبعًا الحياة العسكرية تشير إلى جانب لأن هذا تكلمنا أعتقد فيه لما تكلمنا عن سجن تدمر كيف كان النظام يحيد العسكريين من أبناء السنة أو يجعلهم تحت المجهر يأخذ من يريد ويسرِّح من يريد، ومن أخذ منهم كان مواليًا له كما يقال للعظم، وبالتالي كما نقول كان الإقصاء والتهميش والظلم في كل المجالات الحياتية ما دعا يعني جعل الناس تذهب إلى البحار أو تعمل في المزروعات، كان الناس طبعًا كما قلت قبل الثورة يعملون الحقيقة في الزراعة خاصة مدينة بانياس، الزراعات المحمية البيوت البلاستيكية، والتي كانت بداية أرضية ثم تدرجت إلى مزروعات قصبية ثم إلى محمية مع الأيام من سنة 1980 وخاصة زراعة البندورة وزراعة الخضروات بشكل عام والتي تعتبر بانياس الآن من أغنى البلدان نسبة لغيرها، لأنها يعني مزروعات رائجة وتصدر منها إلى جميع أنحاء العالم، وهذا مشهود لها، وهذا إن دل على شيء الحقيقة يدل على خبرة ونشاط ومعرفة أو مبادرات أبنائها وشبابها وما زالوا ما شاء الله يعملون في تلك المجالات، أما في مجالات العلم كما قلت الحقيقة تدنى هذا الأمر في فترات حافظ الأسد للضغوط التي مورست على أبناء هذا البلد، واستمر المجرم بشار الأسد أيضًا بنهج أبيه بل زاد أكثر عندما دلس على الناس بأنه سيدخل التعديلات والإصلاحات، وكانت الحقيقة هي عبارة عن إبر (مسكّنات) إلا أنه زاد في الضغط عن والده وكبت الحريات والقتل والإرهاب بكل أنواعه، كما انعكس هذا الأمر على الشباب جميعًا فزهدوا من الحياة المعيشية بكل مجالاتها الحقيقة، ضرب الفقر والجوع على أهالي البلد من خلال أيضًا التشبيح، الذي قامت به عصابات الأسد، الشبيحة الذي ظهر هذا المصطلح في بداية الثورة والذي سنتكلم عنه إن شاء الله تعالى عن هؤلاء الشبيحة كيف نشؤوا أيضًا، ما مارسوه كان له أثر كبير جدًا على شباب مدينة بانياس وزهدهم أيضًا، منهم من خرج أخيرًا من خارج هذا البلد ومنهم من هجر ومنهم ومنهم من هرب الحقيقة بنفسه وأهله خوفًا من بطش هذا الأمر، منهم من خرج من أجل تعليم أولاده، منهم من خرج من أجل طلب رزقه، وبالتالي بات الهروب أمام الجميع ومن لم يستطع كان يعني كما يقولون يدعو ليل نهار حتى يخلصه الله من هذا المجرم، حتى جاءت بوادر هذه الثورة المباركة والتي كان الناس الحقيقة ينتظرونها عندما كانوا سمعوا بثورة تونس كان الناس يعني منشرحين، وأنا الحقيقة كنت أتابع هذه الأمور ليلًا ونهارًا لا نفتر، ونحن كلنا أمل بأن هذا الأمر سينتقل إلينا علمًا أننا كنا مما نرى من هذا الظلم وإحكام قبضته على الحكم وقهره لهؤلاء الناس كنا نقول أنه لا يمكن أن تنتقل إلينا، لكن كنا ندعو ليلًا ونهارًا طبعًا، عندما انتقلت أيضًا إلى مصر ووجدنا أن هذا الربيع العربي الحقيقة قد أقدم بكل قوة وبسالة وشجاعة من هذا الجيل إلا إننا الحقيقة كنا ما زلنا نشك بأن النظام الأسدي قد يتغلب على كل هذا الأمر، لكننا كنا كما نرفع أيدينا إلى الله سبحانه وتعالى على أن يحل البلاء على هذا النظام وأن يأتي هذا الربيع وأن يخرج هؤلاء الشباب إن شاء الله تعالى، وسبحان الله كانت الحادثة كما رآها الجميع عندما قام هؤلاء الأطفال في مدينة درعا وكانوا هم منبع الثورة سبحان الله على يدي أطفال سرت في قلوبهم الحماسة والحمية لأن يكتبوا تلك العبارات التي كانت هي منبع وشرارة الثورة في سورية، طبعًا حاول النظام أعتقد يعني أن يستوعب هذه الحادثة إلا إنه لم ينجح بفضل الله سبحانه وتعالى كانت تلك حكمة الله طبعًا إن كان هذا الأمر إن دل على شيء فإنما يدل الحقيقة على مبادرة هؤلاء الأطفال، لم تكن أعتقد وليدة هذه اللحظة وإنما كانت وليدة أحداث قبل أشهر بل وقبل سنوات، وبالتالي كان هؤلاء الشباب أعتقد أن وراءهم جيل كان يخطط لهم ويرسل لهم ويدفع لهم لكن كان لا بد ممن يفتح هذا الباب ليدخل إلى كنه الثورة بفضل الله، الحمد لله أنها يعني دخلت الثورة أي دخل الشعب غمار هذه الثورة وكانت بدايتها من درعا ومدينة بانياس، أنا جئت لهذه النقطة لأن مدينة بانياس الحقيقة كانت أيضًا في بداية الثورة مباشرة تزامنت معها عندما خرج هؤلاء الشباب، ثورة عظيمة الحقيقة أدهشت الجميع بخروج هؤلاء الشباب بكل شجاعة وجرأة دون خوف أو رعب أو تهديد أو هلع.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2023/01/17
الموضوع الرئیس
تاريخ مدينة وواقعهاالطائفية في بانياسكود الشهادة
SMI/OH/159-38/
أجرى المقابلة
خليل الدالاتي
مكان المقابلة
اعزاز
التصنيف
مدني
المجال الزمني
قبل الثورة حتى 2011
updatedAt
2024/08/09
المنطقة الجغرافية
محافظة طرطوس-مدينة بانياسشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية